Home
Tags
Login
Register
Search
Home
6027
6027
April 5, 2018 | Author: Anonymous | Category:
Education
DOWNLOAD PDF
Share
Report this link
Description
1. UNCLE SAM AND ISLAMﻤﻠﻑ ﺨﺎﺹ ﻋﻥ ﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ אא אאא –א – א-٢- 2. ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻘﻮﺍﻧﲔ ﺍﳌﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ א א א .אא א )ﻋـﱪ ﺍﻻﻧﱰﻧـﺖ ﺃﻭ אאא ﻟﻠﻤﻜﺘﺒــﺎﺕ ﺍﻻﻟﻜﱰﻭﻧﻴــﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗــﺮﺍﺹ ﺍﳌﺪﳎــﺔ ﺃﻭ ﺍﻯ א ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ( א א . . א א 3. ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﻫﻡ ﻋﺩﻭ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺍﻵﻥ ﻭﺴﺘﺘﻡ ﻤﻭﺍﺠﻬﺘﻬﻡ ﺒﺎﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻨﻭﻭﻱ.......................................... - ٤ - ﺃﻨﻜل ﺴﺎﻡ ﻭﺍﻹﺴﻼﻡ )ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﻟﻠﻨﺹ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ( ........................................................ - ٥ - ﺨﺎﺘﻤﺔ .............................................................................................................. - ٨٣ - ﻤﻠﺤﻕ ﺨﺎﺹ ﻤﻘﺘﺒﺱ ﺃﻨﻜل ﺴﺎﻡ ﻭﺫﺒﺢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﺍﻹﺴﻼﻡ )ﺃﻨﻜل ﺴﺎﻡ ﻴﻨﺘﻅﺭ ﺤﺘﻰ ﺘﺘﻡ ﺇﺒﺎﺩﺓ ٥ ﻤﻠﻴﻭﻥ ﻤﺴﻠﻡ ﻓﻲ ﻴﻭﻏﺴﻼﻓﻴﺎ( . - ٩٣ - ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ﻻ ﺘﺴﺘﻁﻊ ﺨﺩﺍﻉ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻜل ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺒﻘﻠﻡ ﺭﺠل ﺍﻷﻋﻤﺎل ﻭﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻱ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻲ ﺍﻷﺼل ﻓﻴﺼل ﺤﻠﻤﻲ ..... - ٦٤ - ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺘﺤﺫﺭ ﻜﻴﻑ ﻨﺘﻔﺎﺩﻯ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻘﺎﺩﻤﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺀ؟ ﺍﻻﺤﺘﻜﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ................ - ٠٥ - ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﺠﺭﺩ ﻭﻫﻡ! )ﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ ُﺨﻭﺓ.. ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻟﺩﻯ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ ﻭﻟﻴﺱ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ( .................................. - ٦٥ -ﺃ-٣- 4. ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﻫﻡ ﻋﺩﻭ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺍﻵﻥﻭﺴﺘﺘﻡ ﻤﻭﺍﺠﻬﺘﻬﻡ ﺒﺎﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻨﻭﻭﻱ ﺒﺭﻭﻜﺴل – ﺭ – ﻜﺸﻔﺕ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺴﺭﻴﺔ ﻟﺤﻠﻑ ﺍﻷﻁﻠﻨﻁﻲ ﺃﻥ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻠﺤﻠﻑ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻜﺴﺏ ﺃﻱ ﻨﺯﺍﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﺒﻨﻘل ﺍﻟﻘﺘﺎل ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻌﺩﻭ _ ﺇﺫﺍ ﺩﻋﺕ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ _ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻌﺩ ﺍﻟـﺭﺩ ﺍﻟﻔـﻭﺭﻱ ﻋﻠـﻰ ﺃﻱ ﻫﺠﻭﻡ. ﻭﺘﺴﻤﺢ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ – ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺸﺭﺕ ﻭﻜﺎﻟﺔ ﺭﻭﻴﺘﺭ ﻤﻘﺘﻁﻔﺎﺕ ﻤﻨﻬﺎ – ﺒﺎﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻷﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﻨﻭﻭﻴﺔ ﻹﻨﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﻠﺤﺔ ﻟﻥ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻀﺭﺏ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻓﻭﻕ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻌﺩﻭ. ﻭﺘﺤﺩﺩ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺒﻘﻰ ﺘﺤﺕ ﺴﻴﻁﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻤـﺎﺕ، ﻤـﻥ ﺒﻴﻨﻬﺎ: ﺍﻟﻤﺩﺍﺨل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻷﺴﻭﺩ ﻭﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﺴﻭﻴﺱ ﻭﻤﻀﻴﻕ ﺠﺒل ﻁﺎﺭﻕ، ﻜﻤﺎ ﺘﺤﺩﺩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴـﺘﻘﺭﺓ ﻓـﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺼﺩ ﺍ ﻤﺤﺘﻤﻼ ﻟﻨﺯﺍﻉ ﻗﺩ ﻴﻤﺘﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ، ﻤﺜل ﺩﻭل ﺍﻟﻜﻭﻤﻨﻭﻟـﺙﹰﺭ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻭﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ. ﻭﺘﺸﻴﺭ ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻜل ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺠﻨﻭﺏ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻷﺒﻴﺽ ﺘﻅل ﺤﻴﻭﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺤﻠﻑ ﺍﻷﻁﻠﻨﻁﻲ ﻨﻅ ﺍﺭ ﻟﻤﺭﻭﺭ ﺒﺘﺭﻭل ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻤﻨﻬﺎ. ﻭﺘﻀﻴﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻗﺩﺭﺘﻪ ﻟﺘﺸـﻜﻴل ﻗـﻭﺍﺕ ﺘﻘﻠﻴﺩﻴـﺔ ﺃﻀﺨﻡ ﻭﺃﻜﺜﺭ ﻜﻔﺎﺀﺓ ﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺃﻱ ﺨﻁﺭ ﻜﺒﻴﺭ، ﻭﺘﻘﻭل ﺇﻥ ﺤﻠﻑ ﺍﻷﻁﻠﻨﻁﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺤﻘﻕ ﺘﻔﻭ ﹰﺎ ﺠﻭﻴﺎ ﻭﺴـﻴﻁﺭﺓﻗ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻤﺒﻜﺭ ﻷﻴﺔ ﺃﺯﻤﺔ. ﻭﺘﻘﻭل ﺍﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻠﻑ ﻗﺩ ﻴﻀﻁﺭ ﺇﻟﻰ ﺘﺼﻌﻴﺩ ﺤﺠﻡ ﻭﻜﺜﺎﻓـﺔ ﺍﻟﻘﺘـﺎل ﻹﻟﺤﺎﻕ ﺍﻟﻬﺯﻴﻤﺔ ﺒﺎﻟﻌﺩﻭ، ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻴﻀﻁﺭ ﺇﻟﻰ ﻓﺘﺢ ﺠﺒﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺃﻭ ﻴﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﻋﻤﻠﻴﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ. ﻭﻴﻘﻭل ﻤﻨﺘﻘﺩﻭ ﺍﻟﺤﻠﻑ ﺇﻥ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻋﺩﻭﺍﻨﻴﺔ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺍﻵﻥ ﺒﺘﻔﻭﻕ ﻜﺎﻤل ﻋﻠـﻰ ﺃﻋﺩﺍﺌﻪ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ، ﻭﺃﻨﻪ ﻴﺒﺤﺙ ﻓﻘﻁ ﻋﻥ ﺘﻬﺩﻴﺩﺍﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ، ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻑ ﺒﻭﻋﺩﻩ ﺒﺸـﺄﻥ ﺘﻐﻴﻴـﺭ ﺃﺴـﻠﻭﺏ ﺘﻔﻜﻴـﺭﻩ ﺍﻟﺩﻓﺎﻋﻲ. ﻭﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﺠﺘﻤﻊ ﺃﻤﺱ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺩﻓﺎﻉ ﺤﻠﻑ ﺍﻷﻁﻠﻨﻁﻲ ﻓﻲ ﺒﺭﻭﻜﺴل ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻴﺎﻜل ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﺤﻴﺙ ﺃﻜﺩﺕ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻤﺴﺎﻨﺩﺘﻬﺎ ﻻﻗﺘﺭﺍﺡ ﻭﺼـﻑ ﺒﺄﻨـﻪ "ﺜﻭﺭﻱ". ﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﻴﺔ، ﺹ٤ )ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ( ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ٧٢/٥/٢٩٩١. -***-٤- 5. ﺃﻨﻜل ﺴﺎﻡ ﻭﺍﻹﺴﻼﻡ)ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﻟﻠﻨﺹ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ( ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻗﻭﺓ ﻴﻌﺘﺩ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﻌﻘﺩﻴﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼﺭﻤﻴﻥ ﻓﻘﻁ، ﺤﻴـﺙ ﻜﺎﻨـﺕ ﺩﻭل ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩﺓ ﺘﻌﻴﺵ ﻗﺒل ﺫﻟﻙ ﻫﻲ ﻭﺸﻌﻭﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺒﻀﺔ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ. ﻭﻗـﺩ ﻜﺎﻨـﺕ ﻤﺼـﺎﺌﺭ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺘﺤﺕ ﺒﺴﺎﻁ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺒﻴﻥ ﻭﺍﻀﻌﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻥ ﻓﻲ "ﺒـﺎﺭﻴﺱ" ﻭ "ﻟﻨـﺩﻥ" ﻭ"ﺭﻭﻤﺎ" ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻘﺭﺭﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻁﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ. ﺒﻴﺩ ﺃﻥ ﻜل ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﻌﺠﺭﻓﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﻭﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ ﺍﻨﺘﻬﺕ ﺒﺎﻨﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻱ ﻟﻼﺴـﺘﻌﻤﺎﺭ. ﻭﺒﻌﺩ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺩﺨﻠﺕ ﻋﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺤﻘل ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﺒﺩﺃﺕ ﻓﻲ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴـﻴﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﺤﺩﻴﺜﺔ. ﻭﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻤﻘﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﻓﺤﺹ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺍﻟﻭﻻﻴـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ.ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ: ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻗﻭﺓ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻭﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻤﻊ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺍﺴﺘﻘﺒﻠﺕ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺒﺘﺭﺤﺎﺏ ﻤﻥ ﺃﻏﻠﺏ ﻗﺎﺩﺓ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭل. ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟـﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻋﻤﻠﺕ ﺍﻟﻌﺯﻟﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺒﻌﺩ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻤ ﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﻁﺎﺌﻬﺎ ﺼﻭﺭﺓ ﺇﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻌﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺩﺕ ﻓﻴﻪ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻜﻤﺴﺘﻌﻤﺭ ﻤﻌﺘﺩ ﻭﻤﺘﻭﺭﻁ ﺃﻴ ﺎ ﻓﻲ ﻏﺯﻭ ﺜﻘﺎﻓﻲ. ﻀ ﻭﺘﺭﺠﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻋﻥ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺍﺌل ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺨـﺎﻤﺱ ﻋﺸـﺭ ﺍﻟﻤـﻴﻼﺩﻱ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻅﻬﺭﺕ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ، ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺍﻷﺴﺒﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺭﺘﻐﺎﻟﻴﺔ ﻭﻭﺠﻬﺕ ﺘﻬﺩﻴ ﺍ ﺨﻁﻴ ﺍ ﻟﻠﻘﻭﻯ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴـﺔ ﺭﺩ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁ. ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻤﻠﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻭﻗﻌﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺴـﻤﻰ ﺒﺎﻟﺴﺎﺤل ﺍﻟﺒﺭﺒﺭﻱ )ﺩﻭل ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ –ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻡ(. ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻷﺒﻴﺽ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴـﻁﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ. ﺍﻟﺒﺭﺒﺭﻱ )ﺩﻭل ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ – ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻡ( ﻫﺫﻩ ﻤﻌﻘﺩﺓ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺱ ﻭﺍﻷﺤﻘﺎﺩ.. ﺤﻴﺙ ﺃﺼﺭﺕ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﺒﺭﺒﺭ )ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ – ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻡ( ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎﻅ ﺒﻘﻭﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺭﺭﺕ ﻓﻴـﻪ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﺨﻔﻴﻀﻬﺎ. ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺠﺎﺀﺕ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺭﺤﺒﺕ ﺒﻬﺎ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ. ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻭﻜﻤﺎ ﻫـﻭ ﻤﻌﺭﻭﻑ ﺘﻤﺎ ﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻥ ﺃﻭﺍﺌل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺭﻓﺕ ﺒﺎﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ، ﻓﻘﺩ ﻗﺎل ﻤﻠﻙ ﻤ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﻜﻤﺎ ﻴﺫﻜﺭ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ ﺃﻥ ﺩﻴﺎﻨﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻴﻥ ﺃﻗﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺩﻴﺎﻨﺔ ﻤﺴﻠﻤﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻷﺒﻴﺽ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁ.. ﺒﻴـﺩ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺃﺨﺫﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐ ﺭ، ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺍﺼﻁﺩﻤﺕ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﻭﻴﻘﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺤﺴﺎﺒﺎﺕ ﻴ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻴﻥ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ.-٥- 6. ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ: ﻜﺎﻥ ﺃﻭل ﺴﺒﺏ ﺭﺌﻴﺴﻲ ﻟﻠﻨﺯﺍﻉ ﻫﻭ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺴﻭﻴﻕ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ. ﻓﻤﻥ ﺃﺠل ﻀﻤﺎﻥ ﺃﻤﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺩﺭﻙ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﺍﻟﻘﺼﻭﻯ ﻋﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻵﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴـﻴﻥ ﻟﻠﺠﻤﻬﻭﺭﻴـﺔ ﺍﻟﺸـﺎﺒﺔ، ﻗـﺎﻡ ﺍﻟﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻭﻥ ﺍﻷﻭﺍﺌل ﺒﺒﻨﺎﺀ ﻗﻭﺍﺘﻬﻡ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ. ﻭﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺨﺫﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻤﻭ، ﺼﺎﺭﺕ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﻨﺸﻐل ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺘﺼﻔﺕ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﺔ. ﻭﻤﻥ ﺃﺠـل ﺘﻤﺜﻴل ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻋﻴﻨﺕ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻋﺩﻴ ﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻨﺎﺼل ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻟﻬﻡ ﻓـﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟـﺏ ﺨﺒـﺭﺍﺕ ﺩ)•( ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﻭﺘﻭﻨﺱ ﻭﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻷﺨـﺭﻯ ﻓـﻲ ﺤﺭﺒﻴﺔ. ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻤﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺒﻼﻁ ﺒﺂﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ. ﻭﻗﺩ ﺃﺭﺴل ﺃﻴ ﺎ ﺴﻔﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻁﻨﻁﻴﻨﻴﺔ )ﺃﺴﻁﻨﺒﻭل(، ﻓﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻋﻤل ﻋﺯﺯ ﺍﻟـﺭﻭﺍﺒﻁ ُﻀﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ.ﺍﻻﺨﺘﺭﺍﻕ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺠﻲ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ: ﺃﺩﻯ ﺍﺨﺘﺭﺍﻕ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺠﻲ ﻫﺫﺍ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺨﻠﻕ ﻤﺸﺎﻜل ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴـﺔ ﺍﻷﻤـﺭ ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻨﺕ ﺇﺤﺩﻯ ﺴﺎﺤﺎﺕ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺯﻋﻭﻤﺔ ﻟﻸﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ. ﻓﻘﺩ ﻀﺭﺒﺕ ﺤﺭﺏ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺘﺎﺭ ﺍﻟﺤﺴﺎﺴﺔ ﺒﻴﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻴﻥ. ﻋﺎﺵ ﺇﺤﺴﺎﺱ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺩﻤﻐﺔ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ، ﺤﻴﺙ ﺒﻌﺩ ﻨﻀـﺎل ﺒـﺎﺌﺱ ﻀـﺩ ﻁﺎﻏﻭﺕ ﺤﺭﺒﻲ ﻤﻌﻴﻥ، ﻭﻗﻌﺕ ﺒﻼﺩﻫﻡ ﺘﺤﺕ ﺴﻴﻁﺭﺓ ﻗﻭﻯ ﺇﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ ﻏﺭﺒﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ، ﻭﺒﺭﺃﺕ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻓﺘﻘﺎﺩﻫﺎ ﻟﻠﺤﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ، ﻟﻜﻥ ﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﻴﻨﻅﻑ ﺴﻤﻌﺘﻬﺎ ﺘﻤﺎ ﺎ. ﻓﺴﺭﻋﺎﻥ ﻤﺎ ﺃﺩﺭﻙ ﻜﺜﻴﺭ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﻴﻥ ﺃﻥﻤ ﺍﻟﺒﻌﺜﺎﺕ ﺍﻟﺘﺒﺸﻴﺭﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺘﺤﻤل ﻋﻨﺎﺼﺭ ﻏﺯﻭ ﺜﻘﺎﻓﻲ ﻏﺭﺒﻲ ﺨﻁﻴﺭ ﺭﺴﻡ ﻟﺨﺩﻤﺔ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴـﺔ ﺍﻟﻤﺴـﻴﺤﻴﺔ ﻭﺍﻷﻭﺭﺒﻴﻴﻥ. ﻭﺯﺍﺩﺕ ﻤﻥ ﻤﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺭﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﻜﻙ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺤﻤﻭﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﺘﻬﺠﺘﻬـﺎ ﺍﻟﺒﻌﺜـﺎﺕ ﺍﻟﺘﺒﺸـﻴﺭﻴﺔ ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﺴﺘﺎﻨﺘﻴﺔ ﻭﺴﻌﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻤﻭﻡ، ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﻨﺎﺌﺱ ﻭﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻭﺝ ﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺘﻬﺎ ﻭﺃﺩﻴﺎﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒل، ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻬﻭﺩ ﺍﻟﺘﺒﺸﻴﺭﻴﺔ ﻟﻡ ﺘﺄﺕ ﺒﺜﻤﺎﺭ ﺘﺫﻜﺭ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺘﻨﺼﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﻴﻥ، ﻟﻜـﻥ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻤﺎﺜل ﺍﻵﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻏﺭﺱ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻤﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ ﻭﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻭﺃﻨﻬﺎ ﻨﺠﺤﺕ ﻓﻲ ﺘﻐﺭﻴﺏ ﺠﻴل ﺒﺄﻜﻤﻠﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻋـﻥ ﺒﻴﺌﺘـﻪ ﺍﻟﺤﻀـﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ. ﻭﺃﺤﺩ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻫﻨﺎ ﻴﺘﺭﺍﺀﻯ ﻓﻲ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻜﺜﻴ ﺍ ﻤﻥ ﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻲ ﺍﻟﻤﻌـﺭﻭﻓﻴﻥ ﺒﻨﺯﻋـﺎﺘﻬﻡ ﺭ ﺍﻟﺘﻐﺭﻴﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻗﺩ ﺘﻌﻠﻤﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻴﺭﻭﺕ ﻭﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ، ﻭﻜﻠﻴﺔ "ﺭﻭﺒﺭﺘﺴﻔﻴﻠﺩ" ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻨﻬﺎ ﻜﻠﻴﺔ "ﺴﺎﻥ ﺴﺘﻴﻔﻨﺱ" ﻓﻲ ﺩﻟﻬﻲ. ﻓﻘﺩ ﺨﺩﻤﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻤﺎ ﺯﺍﻟﺕ ﻜﻨﻭﺍﻓﺫ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻭﻋﻤﻠﺕ ﻋﻠﻰ ﺠﺫﺏ ﻜل ﻤﻥ ﺍﺘﺼل ﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺭﺏ. )•( ﺍﻟـ "ﺒﺎﻱ" ﻟﻘﺏ ﻴﺴﺎﻭﻱ "ﺒﻴﻪ" ﺃﻭ "ﺒﻴﻙ" ﻟﺩﻯ ﺍﻷﺘﺭﺍﻙ.. ﻭﻜﺎﻥ ﺍﺴ ﺎ ﺸﺎﺴ ﺎ ﻟﺤﻜﺎﻡ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﻘﺩﻤﺎﺀ ﻭﺨﺎﺼـﺔ ﻓـﻲ ﻌﻤ ﺘﻭﻨﺱ. ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻡ-٦- 7. ﺍﻟﺒﻌﺜﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﺴﺘﺎﻨﺘﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ: ﺃﺨﺫﺕ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻘﻬﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺃﻜﺒﺭ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺒﻌﺜﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﺴﺘﺎﻨﺘﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴـﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ – ﻭﻫﻭ ﺸﻲﺀ ﺘﻤﺜل ﺃﻏﻠﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺭﻤﻥ ﻭﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻴﻥ. ﻭﺒﺴﺒﺏ ﻤﺴﺎﻨﺩﺓ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﺴﺘﺎﻨﺘﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﻸﺭﻤﻥ ﻓﻲ ﺴﻌﻴﻬﻡ ﻟﻼﺴﺘﻘﻼل: ﺘﺤﺘﻡ ﻋﻠﻰ ﺤﻜﻭﻤﺘﻬﻡ ﺍﻟﺴﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺤﺒل ﺭﻓﻴﻊ. ﻭﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺩﺍﺀ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﻴﻥ، ﻗﺭﺭﺕ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﻜل ﻤﻭﺍﻁﻥ ﺃﻤﺭﻴﻜﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﺘﺩﺨﻠﺕ ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ﺩﻭﻥ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺘﺫﻜﺭ. ﻓﻠﻡ ﻴﺘﻤﻜﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻭﻥ ﻤﻥ ﻋﻤل ﺸﻲﺀ ﺴﻭﻯ ﺇﻨﻘﺎﺫ ﺒﻌـﺽ ﺍﻷﺭﻤـﻥﺒﺘﺸﺠﻴﻌﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ. ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ: ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﻨﻘﻁﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻓﻌﻨﺩﻤﺎ ﺒﺩﺃ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻤـﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﺴﻤﻰ ﻭﻗﺘﻬﺎ "ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ" ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺘﺤﺕ ﺍﻻﻨﺘﺩﺍﺏ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ، ﻋﺒﺭﺕ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻋﻥ ﺘﻌﺎﻁﻔﻬﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻀﻁﻬﺩﻴﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ، ﻗﺎﻡ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻓﻲ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻤﻨﺫ ﺃﻭﺍﺌل ﺍﻟﻌﻘـﺩ ﺍﻟﺜﺎﻟـﺙ ﻟﻠﺠﻤﻬﻭﺭﻴـﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺒﺎﻟﺘﻤﺎﺱ ﺍﻟﻌﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﺍﻗﺘﺭﻓـﺕﺍﻟﻤﺫﺍﺒﺢ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ. ﺘﻡ ﻁﻠﺏ ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸﺭ ﺒﺎﻷﺤـﺩﺍﺙ ﺍﻟﺩﻤﺸـﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺍﺘﻬﻤﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺘﺎﺓ ﺸﺎﺒﺔ ﻴﻬﻭﺩ ﺎ ﺒﺎﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻴﺩ ﺍﻟﻔﺼﺢ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻱ: ﺒﻴﺩ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﻓﻨﺩﺕ ﺒﻤﺭﻭﺭ ﺍﻟﻭﻗـﺕ ﻴ ﻓﺨﻠﻘﺕ ﻏﻠﻴﺎ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺴﺎﻁ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻴﺔ ﺤﺎل ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﺩﻤﺸﻘﻴﺔ ﻻ ﺸـﻲﺀ ﻨ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ. ﻓﺄﻜﺜﺭ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺤﺭ ﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺠﻬﺕ ﺼﺎﻨﻌﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔﺠﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﻗﺭﺍﺭ ﺩﻋﻡ ﺍﺴﺘﻘﻼل ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل. ﺍﻟﻜﻭﻨﺠﺭﺱ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻴﺭﻓﺽ ﻓﺘﺢ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ: ﻨﻌﻠﻡ ﺠﻤﻴ ﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻭﻨﺠﺭﺱ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺭﻓﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻼﺜﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻷﺭﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﻓـﺘﺢ ﺃﻤﺭﻴﻜـﺎ ﺃﻤـﺎﻡﻌﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﻔﺎﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﻟﻤﺎﻨﻴﺎ ﺍﻟﻨﺎﺯﻴﺔ)•(. )•( ﺍﻨﻅﺭ ﺘﺭﺠﻤﺘﻨﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﺎﻷﺴﻭﺍﻕ ﻟﻜﺘﺎﺏ "ﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ"، ﺃﻭ "ﺃﺩﻭﻟﻑ ﻫﺘﻠﺭ ﺍﻟﺯﻋﻴﻡ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﺍﻷﺼﻴل" ﻟﻠﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻲ "ﻜﻼﺭﻙ ﺠﻴﺩﻴﻭﻥ" ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻋﺘﻘل ﻭﺼﻭﺩﺭ ﻜﺘﺎﺒﻪ، ﻭﻟﻡ ﻴﻔﺭﺝ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻤﻨﺫ ٩٣٩١ ﺤﺘﻰ ﺍﻵﻥ، ﺤﻴﺙ ﻴﻌـﺭﺽ ﺍﻟﻜﺘـﺎﺏ ﻟﻨﻅﺭﺓ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺘﻤﺠﺩ ﻨﺯﺍﻫﺔ ﺤﻜﻡ ﻫﺘﻠﺭ، ﻭﻴﺼﻑ ﺍﻟﻨﺎﺯﻴﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺃﻋﻅﻡ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻟﻠﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻷﺼﻴﻠﺔ ﺍﻟﺤﻘﺔ ﻋﻠـﻰ ﻤـﺭ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻭﺍﻟﻼﺤﻘﺔ.. ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟ ﱠﺼﺘﻪ ﻭﻋﺭﻀﺕ ﻓﻴﻪ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﺴﺭﻴﺔ ﺍﻟـﺩﻜﺘﻭﺭﺓ "ﺇﻨﺠﻠﻴﻜـﺎ ﻓﻭﺘﺸـﻜﻪ" ﺍﻟﻌﻀـﻭﺓﺨﺍﻟﺸﺭﻓﻴﺔ ﻟﻠﻨﺎﺯﻴﻴﻥ ﺍﻟﺠﺩﺩ ﻓﺭﻉ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺘﻴﻥ. ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻡ-٧- 8. ﻭﻟﻜﻥ ﻋﻨﺩ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﺭﺏ، ﻭﻤﻊ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺒﺭﻴﺔ، ﺴﺎﺭﻉ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ "ﺘﺭﻭﻤﺎﻥ" ﺒﺎﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺈﺴﺭﺍﺌﻴل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻭﺭ. ﻭﻗﺎﺒل ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺒﺎﻟﺭﻓﺽ ﺍﻟﺘﺎﻡ، ﻭﻤﻊ ﺘﺴﻠﺴل ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ ﺃﻭﻀﺢ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻤل ﺇﻟـﻰ ﺃﻱﻤﺩﻯ ﻜﺎﻥ ﺤﺠﻡ ﺍﺭﺘﻴﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ. ﻭﻤﻨﺫ ﺨﻠﻕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﻋﺎﻤﻲ ٧٤٩١-٨٤٩١، ﺤﺎﻭﻟﺕ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﻋﺩﺩ ﻤـﻥ ﺍﻟﺘﺭﺘﻴﺒـﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ. ﻭﻤﻊ ﺃﺨﺫ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻭﺠﻨﻭﺏ ﺁﺴﻴﺎ ﻓـﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻜﻤﻨﻁﻘﺔ ﺘﻤﺜل ﺃﻀﺨﻡ ﺘﻤﺭﻜﺯ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻥ، ﻭﻤﻨﻁﻘﺔ ﺫﺍﺕ ﻨﻘﺎﻁ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻫﺎﻤﺔ ﺒﻁﻭل ﺍﻟﺼﻑ ﺍﻟﺸـﻤﺎﻟﻲ،ﺃﻗﺭ ﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ "ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺘﺭﻭﻤﺎﻥ" ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﻀﺭﺏ ﻜﺭﺩﻭﻥ ﺼﺤﻲ ﺤﻭﻟﻬﺎ ﻻﺤﺘﻭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻭﺴﻊ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ. ﻭﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ. ﺤﺎﻭﻟﺕ ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ﺇﻏﻭﺍﺀ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ ﻟﻼﻨﻀـﻤﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺤﻠﻔﻲ "ﺍﻟﺴﻨﺘﻭ" ﻭ "ﺍﻟﺴﻴﺎﺘﻭ": ﺍﻷﻭل ﻫﻭ ﺤﻠﻑ ﺩﻓﺎﻋﻲ ﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻀﻡ ﺒﻠﺩﺍ ﹰﺎ ﻤﺜل ﺇﻴﺭﺍﻥ ﻭﺒﺎﻜﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ ﻨ ﺘﺤﺕ ﺸﻌﺎﺭ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﻀﺩ ﺍﻟﻐﺯﺍﺓ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﻴﻥ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺨﺼﺹ ﻟﺨﺩﻤﺔ ﻏﺭﺽ ﻤﻤﺎﺜل ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺒﻌﻴ ﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﻴﻥ ﺍﻟﺒﺎﺴﻴﻔﻴﻜﻲ ﻭﺍﻟﻬﻨﺩﻱ.ﺩ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻻﺤﺘﻭﺍﺀ: ﻭﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﺘﻠﻕ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻻﺤﺘﻭﺍﺀ ﻫﺫﻩ ﻗﺒﻭل ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻭﺴﻴﻁﺭﺕ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗـﺕ ﻤﺩﺭﺴـﺘﺎﻥ ﻓﻜﺭﻴﺘﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ. ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺍﺭﺘﺒﻁﺕ ﻋﻤﻭ ﺎ ﺒـ "ﺠﻤﺎل ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﻭ "ﺴـﻭﻜﺎﺭﻨﻭ" ﻓـﻲ ﻤ ﺃﻨﺩﻭﻨﻴﺴﻴﺎ ﻭﻁﺎﻟﺒﺕ ﺒﺈﺨﺭﺍﺝ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻤﻥ ﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ. ﻭﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﺍﻻﺭﺘﻤـﺎﺀ ﻓـﻲ ﺃﺤﻀـﺎﻥﹰ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﻴﻥ، ﺘﻤﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﺍﺓ ﺒﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﺤﺎﺸﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺘﻭﺭﻁ ﻤﻊ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﻤﺘﻁﺎﺤﻨﻴﻥ ﻓﻲ ﺤـﺭﺏﺒﺎﺭﺩﺓ ﻷﻥ ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﻡ ﻻ ﺘﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ. ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﺎﺭﺘﺒﻁﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻭﻡ ﺒﻔﻜﺭ "ﻨﻭﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ" ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﺸﺎﻩ ﺇﻴﺭﺍﻥ. ﻓﻜـﻼ ﺍﻟـﺯﻋﻴﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﺫﻋﻭﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ ﺍﻋﺘﻘﺩﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﻤﻊ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻭﺍﻻﺴﺘﻅﻼل ﺒﻤﻅﻠﺘﻬﺎ ﺴـﻴﻌﻤل ﻋﻠـﻰ ﺘﻘﻭﻴﺔ ﻨﻅﻡ ﺤﻜﻤﻬﻤﺎ ﻭﺴﻴﺄﻤﻥ ﺸﻌﺒﻴﺘﻬﻤﺎ ﺒﻌﻴ ﺍ ﻋﻥ ﺃﺴﻨﺎﻥ ﺍﻟﺩﺏ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ. ﻭﻜﺴﺒﺕ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﻟـﺒﻌﺽ ﺩ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻟﻜﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻀﺤﻰ ﺃﺨﻴ ﺍ ﻓﻲ ﻭﺠﻪ ﻨﻭﺭﻱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ ﻭﺤﻜﺎﻡ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﺸﺘﺭﻜﻭﺍ ﻓﻲ ﺘﻭﻗﻴـﻊ ﺭ ﻤﻴﺜﺎﻕ ﺒﻐﺩﺍﺩ )ﻜﻠﻤﺔ ﻤﻴﺜﺎﻕ Pactﻫﻨﺎ ﺘﻌﻨﻲ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺩﻭﻟﻴﺔ – ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻡ(.ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺘﻀﺎﻤﻥ ﺇﺴﻼﻤﻲ: ﻓﺸل ﻤﻴﺜﺎﻕ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﺸﻬﺎﺩﺓ ﻤﻴﻼﺩ ﺤﻠﻑ "ﺍﻟﺴﻴﻨﺘﻭ" ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺃﺴﺎ ﺎ ﺒﺴﺒﺏ ﻏﻴـﺎﺏ ﺍﻻﻫﺘﻤـﺎﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲﺴ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﻜﻜل. ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺅﻴﺩ ﺍﻟﻘـﻭﻱ ﻟﻠﻤﺼـﺎﻟﺢ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ، ﻤﺘﺭﺩﺩﺓ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ، ﻜﺎﻥ ﻴﺒﺩﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻱ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺍﻻﻨﺠﺫﺍﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻨﺎﺼـﺭﻱ ﻭﺯﺍﺩ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻬﺎﺸﻤﻴﻴﻥ ﺃﻜﺜـﺭ ﻤـﻥ ﻜـﺭﻩ ﺍﻟﻤﻘﺘﺭﺤـﺎﺕ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ. ﻭﻓﻲ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﺭ، ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻷﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻲ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﺩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﻔﻅﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻟﻠﺘﺤﺭﻙ ﻓﻭﻕ ﻨﺯﻋﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺘﻀﺎﻤﻥ ﺇﺴﻼﻤﻲ. ﻭﻓﻲ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻓﻴﺼل ﺩﻭﻯ ﻨﻔﻴﺭ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﻭﺤﺩﺓ ﻭﺘﻀﺎﻤﻥ ﺇﺴﻼﻤﻲ ﻓﻲ ﺃﺭﺠﺎﺀ ﺩﻴﺎﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﻭﺴﺭﻋﺎﻥ ﻤﺎ ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﻴﺒﺤﺜـﻭﻥ ﻋﻠـﻰ ﻨﺤﻭ ﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﻓﻲ ﻤﺅﺘﻤﺭﺍﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺃﺴﺱ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻟﻭﺤﺩﺓ.-٨- 9. ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﺘﻠﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﺃﻱ ﻗﺒﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ. ﻓﻜﺜﻴﺭ ﻤﻨﻬﻡ ﻗﺩ ﺍﻗﺘـﺭﻥ ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ )ﺍﻟﻼ ﺩﻴﻨﻴﺔ - ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻡ( ﻭﺠﻌل ﺘﻬﻴﺠﻬﻡ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﻀﺎﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴل ﺘﻘﺭﻴ ـﺎ ﺒ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺘﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﻀﺎﻤﻥ ﺇﺴﻼﻤﻲ. ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺤﺎل، ﺤﺩﺙ ﺘﻁﻭﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻏﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﻜﻠﻪ. ﱠﺤﺭﺏ ٧٦٩١ ﻭﺍﺤﺘﺭﺍﻕ ﺍﻟﻤﺴﺠﺩ ﺍﻷﻗﺼﻰ: .. ﺃﻭﻟﻬﻤﺎ؛ ﻜﺎﺭﺜﺔ ﺤﺭﺏ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٧٦٩١، ﻭﺜﺎﻨﻴﻬﻤﺎ؛ ﺍﺤﺘﺭﺍﻕ ﺍﻟﻤﺴﺠﺩ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻋﺎﻡ ٩٦٩١. ﺴﺩﺩ ﻫﺫﺍﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺎﻥ ﻀﺭﺒﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻟﻠﻌﺭﺏ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ، ﻭﺃﺩﻯ ﺒﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻤﻴﻕ ﻋﻥ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺸﻌﺒﻭﻩ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ. ﻭﺒﺴﺒﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻟﺒـﻰ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻟﻌﻘﺩ ﻤﺅﺘﻤﺭ ﻗﻤﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﻴﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ. ﻭﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺸﻌﻭﺭ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﻨﺤﻭ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻜﺎﻥ ﻋﺎﻡ ٩٦٩١ ﺒﻼ ﺸﻙ ﻨﻘﻁـﺔ ﺍﻟﺘﺤـﻭل ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘﻀﺎﻤﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ. ﻓﻸﻭل ﻤﺭﺓ، ﻴﺘﻔﻕ ﺭﺅﺴﺎﺀ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﺩﻭﻥ ﺘﺩﺨل ﺃﻭ ﺇﻋﺎﻗﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﺴﻭ ﺎ ﻭﺍﻟﻌﻤل ﻹﻴﺠﺎﺩ ﺨﻁﻁ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺨﻠﻕ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ. ﻭﺇﺫﺍ ﻤﺎﻴ ﺘﺘﺒﻌﻨﺎ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻭﺘﺄﺴﻴﺱ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ، ﻻ ﺒ ﻭﺃﻥ ﻴﺸﻬﺩ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﻋﻠﻰﺩ ﺃﻥ ﻤﺅﺘﻤﺭ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺭﺒﺎﻁ ﻜﺎﻥ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ. ﻓﻸﻭل ﻤﺭﺓ، ﻴﻨﻅﻡ ﺩﻴﻥ ﻋﺎﻟﻤﻲ ﻨﻔﺴﻪ ﺩﻓﺎ ﺎ ﻋـﻥ ﺸـﻌﻭﺒﻪ ﻋ ﻭﻜﻴﺎﻨﻪ ﻭﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻤﺎﺭ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺯﻴﻠﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻴﻅل ﻤﺎﺜﻼ ﻟﻠﻌﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻋﺎﻤل ﻴﻌﺘﺩ ﺒﻪﹰﻭﻗﻭﺓ ﻴﻌﻤل ﺤﺴﺎﺒﻬﺎ.ﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺘـﺩﺭﺱ ﻤﻭﻀـﻭﻉ ﺍﻟﺼﺤﻭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ: ﻤﻊ ﻨﻤﻭ ﺍﻟﺘﻀﺎﻤﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺘﺸﻜل ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﺨﺸﻴﺕ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺴﻴﻁﺭﺓ ﺍﻷﺼـﻭﻟﻴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﻭﻫﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻭﻥ ﻟﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﺤﻘﺎ ﺃﻨﻪ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ، ﻴﻤﻜـﻥ ﻟﻠﻤـﺭﺀ ﻋﻘﺩ ﺼﻠﺔ ﺍﻻﺭﺘﺒﺎﻁ ﺒﻴﻥ ﻗﺭﺍﺭ "ﺯﺒﻴﻨﻴﻭ ﺒﺭﻴﺯﻨﺴﻜﻲ" ﻤﺴﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﻜﺎﺭﺘﺭ ﻟﺸﺌﻭﻥ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻁﻠﺏ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﻗﺕ ﺫﺭﻭﺓ ﺍﻷﺯﻤـﺔ ﺍﻹﻴﺭﺍﻨﻴـﺔ. ﻭﻟﻜﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻫﻨﺎﻟﻙ ﻤﺒﺭﺭ ﻟﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ﺍﻟﻤﺭﺘﻘﺒﺔ، ﻷﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻫﺘﻤﺎ ـﺎ ﺒﺘﺄﻜﻴـﺩ ﻤ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﻬﺎ ﺒﺎﻻﺭﺘﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﺤﻀﺎﻥ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﻴﺕ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺠﻴ ﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﺼﺤﻭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺇﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺘﻭﻀﺢ ﻟﻠﺸﻴﻭﻋﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺩ ﺍﻟﺴﻭﺍﺀ ﺇﻥ ﻫﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻟﻴﺴﺕ ﻟﻠﺒﻴﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺘﺎﺠﺭﺓ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻟﺩﻴﻬﻡ ﺃﻴ ﺎ ﺍﻟﻭﺼﻔﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼـﺔ ﺒﻬـﻡ ﻀ ﻟﻌﻼﺝ ﻋﻠل ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ. ﻭﺃﻨﻬﻡ ﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﺸﺭﻜﺎﺀ ﻋﻤﻴﺎﻨﺎ ﻟﻠﻘﻭﻯ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ، ﻴﺭﻏﺒﻭﻥ ﻓـﻲ ﹰﹰ ﺘﺄﻜﻴﺩ ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻬﻡ ﻭﺤﻜﻤﻬﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﻭﺍﻟﻌﻴﺵ ﻜﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ، ﻭﺃﻥ ﻟﺩﻴﻬﻡ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﻤﺸﺎﻜﻠﻬﻡ ﺩﺍﺨل ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺘﻬﻡ. ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨـﺕ ﺍﻟﻘـﻭﻯ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﺭﺍﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﻤﺴﺎﻋﺩﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﺤﺎﺭﺒﺔ ﺍﻟﻔﻘﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﺎﻟﺒﺎﺏ ﻤﻔﺘﻭﺡ ﻟﻬﻡ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺭﺤـﺏ-٩- 10. ﻭﺍﻟﺴﻌﺔ. ﻭﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺴﻭﺀ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻫﺫﺍ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻭﻗﻌﺕ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺘﻌﻴﺴﺔ ﻜﺜﻴـﺭﺓ ﻓـﻲ ﺍﻟﺴـﻨﻭﺍﺕ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻋﺒﺭﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﺤﺭﻕ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﺎﻜﺴﺘﺎﻥ، ﻭﺍﺤﺘﺠﺎﺯ ﺍﻟﺭﻫﺎﺌﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻴﻥ ﻓـﻲ ﺇﻴـﺭﺍﻥ ﻭﺍﻨﺘﻘﺎل ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﺇﻟﻰ ﻟﻴﺒﻴﺎ. ﻓﻘﺩ ﺘﻀﺨﻤﺕ ﻤﺨﺎﻭﻑ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺒﻔﻌل ﺍﻟﺠﻤﻭﺩ ﺍﻟﻐﺭﺒـﻲ ﻭﺭﺩﻭﺩ ﺍﻟﻔﻌـل ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺯﺍﻴﺩﺓ. ﺭﺃﺕ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺃﻥ ﻤﻥ ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ ﻜﺤﻕ ﺃﻥ ﹸﻬﻴﺄ ﻟﺘﻔﺎﻫﻡ ﺃﻓﻀل ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻤﺸﺎﻜﻠﻬﻡ. ﻭﻤﻥﺘ ﻭﺴﺎﺌل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺫﻟﻙ، ﺭﺃﺕ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻻﺘﺼﺎل ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺒﺯﻋﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻁﺒﻘﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﺔ ﻭﺸﻌﻭﺒﻬﻡ ﺒﺩﻻ ﹰ ﻤﻥ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﻭﺸﻭﺭ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﺍﻻﺴﺘﺸﺭﺍﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻋﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺭﻀﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻬـﺎ ﺃﻋـﺩﺍﺀ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺭﺏ، ﻓﻭﺍﻀﻌﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﻭﺭﺠﺎل ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺭﺃﻭﺍ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻴﺸﻌﺭﻭﺍ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺒﻨﺒﺽ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻗﺒل ﺇﺼﺩﺍﺭ ﺃﻱ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﻨﻬﺎﺌﻴﺔ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻔﺸل ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺫﻟﻙ ﻟﻥ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻻ ﺇﻟﻰ ﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻡ ﻭﻤﺯﻴﺩ ﻤـﻥﻗﻁﻊ ﻗﻨﻭﺍﺕ ﺍﻻﺘﺼﺎل. ﺇﻥ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻫﻲ ﺇﺤﺩﻯ ﻗﻨﻭﺍﺕ ﺍﻻﺘﺼﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺒﺭﻫﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻐـﺭﺏ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ. ﻭﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﺴﺘﺘﻭﺍﺼل ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻡ ﺍﻟﻔﻌﺎل ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺘﻌﺩﺩﻴـﺔ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ.ﺍﻟﺸﻜﻭﻙ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻭﺜﻭﺭﺓ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺨﻭﻤﻴﻨﻲ: ﹸ ﺴﺎﻭﺭﺕ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﻜﻭﻙ ﺤﻭل ﻤﺴﺘﻘﺒل ﻋﻼﻗﺎﺘﻬﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﻌـﺩ ﺜـﻭﺭﺓ ﺍﻹﻤـﺎﻡ ﺍﻟﺨﻭﻤﻴﻨﻲ، ﻭﻟﻜﻥ ﺤﺘﻰ ﺴﻘﻭﻁ ﺍﻟﺸﺎﻩ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ )ﻭﻤﺎ ﺯﺍﻟﺕ( ﺘﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﻓﻠﻙ ﺍﻟﻐﺭﺏ، ﻓﻤﺎ ﺯﺍﻟﺕ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺠﻨﻭﺏ، ﻭﺠﻨﻭﺏ ﺸﺭﻕ ﺁﺴﻴﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ، ﻭﺃﻴ ﺎ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻭﺃﻓﺭﻴﻘﻴﺎ ﺘﻘـﻴﻡ ﻀ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺼﺩﺍﻗﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ. ﻭﺍﺒﺘﻌﺩﺕ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﺒﻌﻴ ﺍ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻻ ﺒﺴﺒﺏ ﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﺫﻟﻙﺩ ﻭﻟﻜﻥ ﻷﻥ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﺍﻹﻴﺭﺍﻨﻲ ﺨﻴﺎﻨﺔ ﻟﺸﻌﺒﻪ ﻭﺘﺭﺍﺜﻪ ﺘﺤﺕ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺍﻟﻘﺒﻭل ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ. ﻭﺃﺼﺒﺢ ﺫﻟﻙ ﺃﻤﺭ ﻭﺍﻗ ﺎ ﻓﻲ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﻲ ﻜل ﺍﺘﺼﺎل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﻥ، ﻭﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺴﺒﺏ، ﻭﻏﻴـﺭﻩ ﻤـﻥ ﺍﻷﺴـﺒﺎﺏ ﻌ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ، ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻷﻱ ﺯﻋﻴﻡ ﻤﺤﻠﻲ ﺃﻭ ﻷﻱ ﻗﻭﻯ ﻜﺒﺭﻯ ﺃﻥ ﺘﻔﺘﺭﺽ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻤﺤﻠ ﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﺍﻡ ﻟﻤﺎ ﻴﻤﻠﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺨﻭﺍﺠﺔ )ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ( ﺃﻭ ﺇﻨﻬﺎ ﺴﺘﻅل ﻤﻠﺘﺯﻤﺔ ﺒﺎﻟﺼـﺩﺍﻗﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴـﺔﻴ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺃﻭ ﺒﺩﻭﻥ ﻤﻘﺎﺒل.ﻤﺼﺩﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ: ﺒﺎﻟﻜﺜﻴﺭ، ﻭﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺃﻱ ﺸﻲﺀ ﺁﺨﺭ، ﺘﺘﻭﻗﻑ ﻤﺼﺩﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻘﻀـﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ﻭﺤل ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻓﻘﺩ ﺍﻋﺘﺎﺩ ﻭﺍﻀﻌﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﻟﺩﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴل ﻤﻥ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﻋﻤﻕ ﺍﻻﻟﺘـﺯﺍﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻘﺩﺱ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ، ﻭﺘﺼﻭﺭﻭﺍ ﺃﻨﻬﻡ ﻴﻤﻜﻨﻬﻡ ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﻟﻁﻠﺏ ﺼـﺩﺍﻗﺔ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺍﺼﻠﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ ﻟﻸﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻷﻤﺎﻜﻥﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴﺔ. - ٠١ - 11. ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻨﻴﺔ ﻟﻨﻅﺎﻡ "ﺒﻴﺠﻴﻥ" ﻭﺃﺤﺩﺙ ﻏﺯﻭ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ: ﺃﺩﻯ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻅﻠل ﻟﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺍﻷﺴﺒﻕ "ﺇﻟﻴﻜﺴﺎﻨﺩﺭ ﻫﻴﺞ" ﺒﺎﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻨﻴﺔ ﻟﻨﻅﺎﻡ "ﺒﻴﺠﻴﻥ" ﻗﺒﻭﻻ ﺘﺎ ﺎ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻤﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﻌـﺭﺏ ﻭﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﻴﻥ. ﻓـﺎﻟﻐﺯﻭﹰ ﻤ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻟﻠﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻡ ﺒﻼ ﺭﺤﻤﺔ ﻭﺒﻭﺤﺸﻴﺔ ﻭﺒﻌﺘﺎﺩ ﻭﺃﺴﻠﺤﺔ ﺃﻤﺭﻴﻜﻴﺔ، ﺃﺴﻔﺭ ﻋﻥ ﺇﺯﻫﺎﻕ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﻴﻥ ﺍﻷﺒﺭﻴﺎﺀ ﻭﺘﺩﻤﻴﺭ ﻨﺼﻑ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺘﻘﺭﻴ ﺎ، ﻤﻤﺎ ﺃﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﻨﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻋـﻥﺒ )١(ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻨﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﻴﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ.)١( ﺼﺤﻑ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺘﻔﺘﺢ ﻤﻠﻑ ﺍﻟﻤﺫﺍﺒﺢ ﻀﺩ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﻴﻥ: ﺒﺩﺃ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻴﻥ ﻭﺸﻬﻭﺩ ﺍﻟﻌﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓـﻲ ﻓـﺘﺢ ﻤﻠـﻑ ﺍﻟﻼﺠﺌـﻴﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﻴﻥ، ﻭﺃﺴﺒﺎﺏ ﺘﺸﺭﺩﻫﻡ ﻋﻥ ﻭﻁﻨﻬﻡ، ﻭﻴﺘﻜﺸﻑ ﻜل ﻴﻭﻡ ﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﻜﺒﺕ ﺒﺤﻕ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻲ ﻋﺎﻡ ٨٤٩١. ﻭﻗـﺩ ﻗﺩﻤﺕ ﺼﺤﻴﻔﺔ "ﻫﺎﻋﻴﺭ" ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻤﻥ ﺘل ﺃﺒﻴﺏ ﻋﺭ ﺎ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺜﻤﺎﻨﻲ ﻤﺠﺎﺯﺭ ﺘﻨﺸﺭ ﻷﻭل ﻤﺭﺓ ﻤﻨﺫ ﻗﻴﺎﻡ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﻭﻗﺎﻟﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻀ ﺃﻥ ﻤﺠﺎﺯﺭ ﻋﺎﻡ ٨٤٩١ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﻗﺫﺍﺭﺓ، ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﻜﺒﺘﻬﺎ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻀﺩ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﻴﻥ. ﻭﺃﺸﺎﺭ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺇﻟـﻰ ﺃﻥ ﻜل ﻤﻌﺭﻜﺔ ﺍﻨﺘﻬﺕ ﺒﻤﺠﺯﺭﺓ، ﻭﻜﺎﻥ ﺜﻤﻥ ﺍﺤﺘﻼل ﻜل ﻗﺭﻴﺔ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺃﻋﻤﺎل ﻗﺘل ﻭﺍﻏﺘﺼﺎﺏ ﻭﺠﺭﺍﺌﻡ ﺤﺭﺏ، ﻭﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل؛ ﻓﺎﻨﻪ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺍﺴﺘﺴﻠﻤﺕ ﻤﺩﻴﻨﺔ "ﷲ"، ﺍﺤﺘﻤﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﻤﺴﺠﺩ ﺼﻐﻴﺭ. ﻭﻫﻨﺎ ﺃﻤﺭ ﻗﺎﺌﺩ ﺍﻟﻔﻴﻠﻕ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ "ﻤﻭﺸﻲ ﻜﺎﻟﻤﺎﻥ" ﺒﺈﻁﻼﻕ ﺍﻟﻨـﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺩ، ﻭﻓﻭﺠﺌﺕ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﺘﺤﻤﺕ ﺍﻟﻤﺴﺠﺩ ﺒﺎﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ، ﻭﻭﺠﺩﻭﺍ ﺒﻘﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﻘﺎﺘﻠﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺠﺩﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﺠﺩ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ. ﻭﻗﺩ ﺃﺭﻏﻡ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ٠٤ ﺸ ﹰﺼﺎ ﻤﻥ ﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻅﻴﻑ ﺍﻟﻤﺴﺠﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﺸﻼﺀ ﻭﻨﻘﻠﻬﺎ ﺇﻟـﻰ ﺤﻔـﺭ، ﻗـﺎﻤﻭﺍﺨ ﺒﺤﻔﺭﻫﺎ، ﻭﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺃﻁﻠﻕ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟ ﻔﺭ. ﻭﺘﻘﻭل ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺸﻬﺩ ﺒﻬـﺎ ﺍﻟﺼـﺤﻔﻲ ﺤ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻱ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ "ﺩﺍﻥ ﻜﻭﺭﺘﺴﻤﺎﻥ" ﻭﻨﻘﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ "ﺃﺭﻴﻴﻪ ﻴﺘﺤﺴﺎﻗﻲ" ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﻤل ﻓـﻲ ﺃﺭﺸـﻴﻑ ﺍﻟﺠـﻴﺵ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ. ﻭﻗﺩ ﺃﻜﺩ "ﻜﻭﺭﺘﺴﻤﺎﻥ" ﻟـ "ﻴﺘﺴﺤﺎﻗﻲ" ﺃﻨﻪ ﺴﻤﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻤﻥ ﻓﻡ "ﻤﻭﺸﻲ ﻜﺎﻟﻤﺎﻥ" ﻗﺎﺌﺩ ﺍﻟﻔﻴﻠﻕ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ. ﻭﻜﺎﻥ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﺼـﺤﻔﻲ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻱ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ "ﻜﻭﺭﺘﺴﻤﺎﻥ" ﻗﺩ ﺃﻟﻑ ﻜﺘﺎ ﺎ ﻋﻥ ﺤﺭﺏ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﻭﻟﻡ ﻴﺫﻜﺭ ﻓﻴﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ، ﻨﻅ ﺍ ﻟﺨﻭﻓﻪ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺘﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺭ ﺒ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ. ﻭﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﻠﺤﻭﻅ ﻫﻭ ﺃﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺤﺎﻓﻅﺕ ﻤﻨﺫ ﻗﻴﺎﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺨﻔﺎﺀ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻤﺫﺍﺒﺢ، ﻓﻲ ﺤﺭﺒﻬﺎ ﻀﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴـﻤﻴﻬﺎ "ﺤﺭﺏ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ" ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺘﻘﻊ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﻠﻴﻜﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻜﻡ ﺤﺎﻟ ﺎ، ﻭﻴﻘﻭل "ﺃﺭﻴﻴﻪ ﻴﺘﺴﺤﺎﻗﻲ" ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻤل ﻤﺤﺎﻀـ ﺍ ﻓـﻲ ﺠﺎﻤﻌـﺔ ﺭ ﻴ "ﺒﺎﺭﺍﻴﻼﻥ" ﺒﻘﺴﻡ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﺭﺽ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ، ﺃﻨﻪ ﻗﺭﺃ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﺒﺎﻟﺠﻴﺵ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ، ﻭﺠﻤﻊ ﻜـل ﺍﻟﻭﺜـﺎﺌﻕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻤﺫﺍﺒﺢ ﻭﺍﻨﺘﻅﺭ ﺍﻟﻔﺭﺼﺔ ﻟﻨﺸﺭﻫﺎ. ﻭﻴﺅﻜﺩ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﺤﺎﻥ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻟﻨﺸﺭﻫﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﻘﻀﺎﺀ ﺠﻴل ﻜﺎﻤل، ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻵﻥ ﻤﺠﺎﺒﻬـﺔ ﺒﺤـﺭ ﻤـﻥ ﺍﻷﻜﺎﺫﻴﺏ ﺘﺭﺒﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻅﻠﻬﺎ. ﻭﻴﺅﻜﺩ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﻜل ﻗﺭﻴﺔ ﺍﺤﺘﻠﺘﻬﺎ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺘﻘﺭﻴ ﺎ، ﺘﻡ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺃﻋﻤﺎل ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺤـﺭﺏ ﻤﺜـل ﺍﻟﻘﺘـل ﻭﺍﻟﻤـﺫﺍﺒﺢٍﺒ ﻭﺍﻻﻏﺘﺼﺎﺏ. ﻭﻴﻘﻭل ﺇﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻴﻘﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺴﺘﻁﻔﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻁﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ. ﻭﺍﻟﺴﺅﺍل ﻫﻭ: ﻜﻴﻑ ﺴﻨﻌﻴﺵ ﻤﻌﻬﺎ؟ ﻭﺤﺴﺏ ﺘﺼﺭﻴﺤﺎﺕ ﻴﺘﺴﺤﺎﻗﻲ، ﻓﻘﺩ ﺘﻡ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﻋﺸﺭ ﻤﺠﺎﺯﺭ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺨﻼل ﺍﻟﺤﺭﺏ. ﻭﻴﺅﻜﺩ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻫﺎﺌل ﻋﻠﻰ ﻫﺭﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﻥ ﺃﺭﺍﻀﻴﻬﻡ. ﻭﻴﻘﻭل ﺇﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻬل ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﻴﻥ ﺍﻟﺘﻤﺴﻙ ﺒﺎﺩﻋﺎﺀﺍﺕ ﻜﺎﺫﺒﺔ، ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺘﺭﻜﻭﺍ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺍﻤﺭ ﻗﻴﺎﺩﺘﻬﻡ، ﻭﻫﺫﺍ ﻜﺫﺏ ﻭﺘﺯﻴﻴﻑ ﻟﻠﻭﺍﻗﻊ. ﻭﻴﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﻜل ﺃﺭﺸﻴﻑ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﻋﻥ ﺍﺤﺘﻼل ﻗﻭﻯ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺸﻬﺭ ﻤﺎﻴﻭ ٨٤٩١. ﺘﻔﻭﺡ ﻤﻨﻪ ﺭﺍﺌﺤﺔ ﻤﺫﺒﺤﺔ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻌﺭﻜـﺔ، ﻭﺃﺤﻴﺎ ﹰﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﻤﺠﺯﺭﺓ، ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺒﻌﺽ ﺯﻤﻼﺌﻲ – ﻜﻤﺎ ﻴﻀﻴﻑ ﻴﺘﺴﺤﺎﻗﻲ - ﻻ ﻴﺴﺘﺨﺩﻤﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻠﻔﻅ "ﻤﺠـﺯﺭﺓ" ﺤﻴـﺙ ﻨ ﻴﻔﻀﻠﻭﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺫﺭﺓ. ﻭﻴﺸﺭﺡ ﻴﺘﺴﺤﺎﻗﻲ ﻜﻴﻑ ﺃﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺴﺘﺨﺩﻤﻭﻥ ﺍﻟﺴـﻼﺡ ﺍﻟﻤﺴـﺎﻋﺩ ﻟﻀـﺭﺏ ﺍﻟﻘﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺒﻌﻴﺩ، ﻭﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻴﻘﺘﺭﺒﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻴﺔ ﻭﻴﺒﺩﺀﻭﻥ ﺍﻟﻘﺘﺎل، ﺜﻡ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﻜﺴﺎﺭ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺘﻠﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻴﻨﺴﺤﺒﻭﻥ، ﻭﻴﺤﺎﻭﻟﻭﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﺒﺄﻱ ﺜﻤﻥ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻁﻔﺎل ﻭﺍﻟﺸﻴﻭﺥ. ﻭﻓﻲ ﻤﺠﺭﻯ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻁﻬﻴﺭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻴﻘﺘﻠﻬﻡ )ﻴﻘﺘل ﺍﻷﻁﻔﺎل ﻭﺍﻟﺸﻴﻭﺥ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ!( ﻭﻴﻘﻭل ﻋﻨﻬﻡ ﺇﻨﻬﻡ ﺫﻴل ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻬﺎﺭﺒﻴﻥ. ﻭﻜﺎﻥ ﻴﻜﺘﺏ ﺩﺍﺌ ﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭﺒﻲ: ﺃﻁﻠﻘﻨﺎ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻜﺎﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻴﻪ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ، ﻤ ﻭﺒﻌﺩ ﺍﻨﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺠﺭﻯ ﻗﺘل ﺍﻟﻨﺎﺱ. ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ "ﺃﻭﺭﻯ ﻤﻴﻠﺸﻁﺎﻴﻥ" ﻓﻴﻭﺍﻓﻕ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﻴﻴﻡ "ﻴﺘﺴﺤﺎﻗﻲ" ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺤﺠﻡ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ، ﻭﻴﻘﻭل ﺇﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻴﺘﺴﺤﺎﻗﻲ ﻴﻘﻭل ﺇﻨﻪ ﺠﺭﻯ ﻗﺘل ﻓﻲ ﻜل ﻗﺭﻴﺔ، ﻓﺄﻨﺎ ﺃﻗﻭل ﺇﻨﻪ – ﻭﺤﺘﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ- ﺍﻨﺘﻬـﺕ ﻜل ﻤﻌﺭﻜﺔ ﺒﻤﺫﺒﺤﺔ، ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺫﺍﺒﺢ ﻓﻲ ﻜل ﺤﺭﻭﺏ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺤﺭﺏ ٨٤٩١ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻲ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﻗﺫﺍﺭﺓ، ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻫﻭ ﺇﺜـﺎﺭﺓﺍﻟﻬﻠﻊ ﻓﻲ ﻗﻠﻭﺏ ﺍﻟﻌﺩﻭ )ﻴﻘﺼﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ(. - ١١ - 12. ﻭﺍﻵﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺭﻴﺠﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴـﺩ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﺠﻤـﻭﻉ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺉ ﻟﻠﺸﻴﻭﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺤل ﻋﺎﺩل ﻭﺩﺍﺌﻡ ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ﻭﺨﻠﻕ ﺴﻼﻡ ﺸـﺎﻤل ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻻﻨﺴﺤﺎﺏ ﻤﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺩﺱ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ. ﻭﻋﻠـﻰ ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ﺍﻟﺫﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﺒﻌﺩ ﻤﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻜﺎﻤﺏ ﺩﻴﻔﻴﺩ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺼﺩﺍﻗﺔ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺴﻼ ﺎ ﺩﺍﺌ ﺎﻤ ﻤﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ. ﻭﺒﺈﻤﻜﺎﻥ ﺃﻱ ﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺃﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺸﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺃﻥ ﺘﻤﻨﻊ ﺍﻟﺤﺎﻓﺯ ﺍﻷﺴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻔـﺯ ﺃﻨﻅﻤـﺔ ﺍﻟﺤﻜـﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻌﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﻴﺘﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻬﻴﺊ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻔﻭﺫ ﻭﺍﻟﺘﻭﺍﺠﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﻴﺘﻲ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘـﺔ. ﻓﻠﻴﺱ ﻤﻨﻁﻘ ﺎ ﺃﻥ ﺘﺄﻤل ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻙ ﻤﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﺤﺎﻟﻑ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻲ ﻭﺍﺴﻊ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻴ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﺎ ﺘﺯﺍل ﻓﻴﻪ ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ﺘﺘﻌﻬﺩ ﻋﻼﻨﻴﺔ ﺒﻀﻤﺎﻥ ﺘﻔﻭﻕ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺒﺭﻤﺘﻪ. ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭﺍﻟﺩﺍﺌﻡ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﻓﻘﻁ ﺃﻥ ﻴﻠﻭﺡ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻗﺎﻤﺕ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺒﺎﺘﺨﺎﺫ ﻤﻭﻗﻑ ﺤﻴﺎﺩﻱ ﻤﺴﺘﻘل ﺒﺸـﺄﻥ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻭﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻗﺎﻤﺕ ﺒﺎﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺤﻕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﺼﻴﺭ.ﺃﻓﻐﺎﻨﺴﺘﺎﻥ.. ﺍﻟﻔﺭﺼﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻟﻠﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ: ﺃﻓﻐﺎﻨﺴﺘﺎﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻤل ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺎﺕ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻟﺘﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ. ﻓﻬﻨﺎ ﺘﻭﺠﺩ ﻓﺭﺼﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻟﻠﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻓﻲ ﺩﻴﺎﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤـﻥ ﺨـﻼل ﺘﻘﺩﻴﻡ ﻜﺎﻤل ﺍﻟﻌﻭﻥ ﻟﺩﻋﻡ ﺍﻟﻜﻔﺎﺡ ﺍﻷﻓﻐﺎﻨﺴﺘﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺨـﻼل ﺘﻨﺴـﻴﻕ ﺠﻬﻭﺩﻫـﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻤﻊ ﺩﻭل ﺍﻷﻭﺒﻙ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻨﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻴﺔ ﻭﺍﺴـﺘﻌﺎﺩﺓ ﻫﻭﻴـﺔ ﺃﻓﻐﺎﻨﺴـﺘﺎﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﺤﺎﺯﺓ. ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ ﻷﻓﻐﺎﻨﺴﺘﺎﻥ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺸـﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺨﻁﻭﺭﺓ. ﻓﻬﻨﺎﻟﻙ ﺇﻴﻤﺎﻥ ﻋﺎﻡ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﻴﺕ ﻴﻌﻤﻠﻭﻥ ﻤﻨﻬﺠ ﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻭﻴل ﺃﻓﻐﺎﻨﺴﺘﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻋﻤﻠﻴـﺎﺕ ﺃﻤﺎﻤﻴـﺔﻴ ﻟﻠﺘﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﻜﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻨﻁﻼﻕ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻭﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺠﻨﻭﺏ ﺁﺴﻴﺎ ﻭﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ. ﻭﻫﻨﺎﺘﺘﻼﻗﻰ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺘﺴﺘﻠﺯﻡ ﺭ ﺍ ﻤﻭﺤ ﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺩﻱ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻲ. ﺩﺩﻭﻜل ﻤﻥ ﻴﻁﻠﺏ ﺍﻻﻁﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﻴﺘﺴﺤﺎﻗﻰ، ﻭﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﺭﺸـﻴﻑ ﺍﻟﺠـﻴﺵ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ، ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻘﺎﺒل ﺒﺎﻟﺭﻓﺽ. ﻤﺅﺭﺥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﺁﺨﺭ ﻫﻭ "ﺩﺍﻨﻲ ﻤﻭﺭﻴﺱ" ﻜﺘﺏ ﻜﺘﺎ ﺎ ﻫﻭ "ﻭﻻﺩﺓ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻼﺠﺌﻴﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﻴﻥ"ﺒ ﻭﺼﻑ ﻓﻴﻪ ﺜﻤﺎﻨﻲ ﻤﺠﺎﺯﺭ. ﻭﻗﺩ ﺃﻭﺭﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻗﺼﺹ ﻭﺫﻜﺭﻴﺎﺕ ﻭﻤﻘﺎﻻﺕ ﺼﺤﻔﻴﺔ. ﻭﻴﺅﻜﺩ "ﻤﻭﺭﻴﺱ" ﺃﻨﻪ ﻭﺍﺠﻪ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺸﻴﻑ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﻁﻠﺏ ﺍﻻﻁﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺭﻴﺭ "ﻟﺠﻨﺔ ﺸﺒﻴﺭﺍ". ﻭﻫﻭ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺭﺴﻤﻲ ﻋﻥ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﻘﺘـل ﺃﺜﻨـﺎﺀ ﺤـﺭﺏ ٨٤٩١. ﻭﻗﺩ ﺭﻓﺽ ﻁﻠﺒﻪ، ﻭﻗﻴل ﻟﻪ ﺇﻨﻪ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺍﻻﻁﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺸﻴﻑ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻼﺠﺌﻴﻥ ﺒﻌﺩ ﺜﻼﺜﻴﻥ ﻋﺎ ﺎ، ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻤ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻐﺯﻯ ﺍﻷﻤﻨﻲ ﻓﻴﻤﻜﻥ ﺍﻻﻁﻼﻉ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﻌﺩ ٠٥ ﺴﻨﺔ. ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﻤﻭﺭﻴﺱ ﺒﻁﻠﺏ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺘﻡ ﺘﺤﻭﻴل ﺍﻟﻤﻠـﻑ ﺇﻟـﻰ ﻤﻠﻑ ﺴﺭﻱ ﺒﺩﻋﻭﻯ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﺱ ﺃﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ. ﻭﻴﺤﻜﻲ ﻴﺘﺴﺤﺎﻗﻲ – ﻨﻘﻼ ﻋﻥ ﺠﻨﺩﻱ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻓﻲ "ﻓﺭﻗﺔ ﻜﺭﻴﺎﺘﻲ" ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗﺕ –ﹰ ﻋﻥ ﻤﺠﺯﺭﺓ ﻭﻗﻌﺕ ﻓﻲ "ﺘل ﺍﻟﺠﺯﺭ"، ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺠﻨﺩﻱ ﺇﻥ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﺃﻤﺴﻜﻭﺍ ﺒﻌﺸﺭﺓ ﺭﺠﺎل ﻋﺭﺏ، ﻭﺴﻴﺩﺘﻴﻥ ﻋﺭﺒﻴﺘﻴﻥ؛ ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﺸـﺎﺒﺔ، ﻭﺍﻷﺨﺭﻯ ﻋﺠﻭﺯ، ﻭﻗﺎﻡ ﺍﻟﺭﻓﺎﻕ ﺒﻘﺘل ﺍﻟﺭﺠﺎل ﺍﻟﻌﺸﺭﺓ ﻭﺍﻏﺘﺼﺎﺏ ﺍﻟﺼﺒﻴﺔ ﻭﻗﺘﻠﻭﺍ ﺍﻟﺴﻴﺩﺓ ﺍﻟﻌﺠﻭﺯ! - ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ: ﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﻴﺔ.. ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﺩﺱ ﻤﻥ ﺃﻤﻴﺭﺓ ﺤﺴﻥ، ﺹ ٥ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ٥٢ /٥ /٢٩٩١- ٢١ - 13. ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ: ﺒﺅﺭﺓ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ: ﺩﺨﻠﺕ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺤﻭل ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻓﻲ ﺒﺅﺭﺓ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻭﻻﻴـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤـﺩﺓ ﺒﺴـﺒﺏ ﻤﻭﻗﻌﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘـﻭﺍﺯﻥ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺒﺘﺭﻭﻟﻬﺎ. ﻭﺃﺼـﺒﺤﺕ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘـﺔ ﺃﻴ ـﺎ ﺴـﻭ ﹰﺎ ﺭﺌﻴﺴـﻴﺔ ﻟﻠﺒﻀـﺎﺌﻊ ﻗ ﻀ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻭﻋﻨﺼ ﺍ ﻫﺎ ﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺎﺕ ﻭﺍﻻﺴﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ. ﺭ ﻤ ﺇﻥ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻤﺘﺩﺍﺨل ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺃﻭﺜﻕ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ، ﺼﺎﺤﺏ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺘﻐﻴ ﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺠﻭﺍﺀ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻁﻘـﺔ: ﻤﻨﻬـﺎ ﺍﻟﺜـﻭﺭﺓﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻴﺭﺍﻥ، ﻭﺍﻟﻀﺭﺒﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺒﻤﻌﺎﻭﻨﺔ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﻴﺕ ﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺃﻓﻐﺎﻨﺴﺘﺎﻥ )ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻼﻫـﺎ ﺍﻟﻐـﺯﻭ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ(. ﻭﺍﻟﻨﻔﻭﺫ ﻭﺍﻟﺘﻭﺍﺠﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ ﺍﻟﻤﺘﺯﺍﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻥ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻲ ﻭﺃﺜﻴﻭﺒﻴﺎ ﻤﻊ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﺘﺴﻬﻴﻼﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻓـﻲ ﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻑ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ ﻤﻊ ﺍﻟﻴﻤﻥ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻲ ﻭﺃﺜﻴﻭﺒﻴﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺤﺩﺙ ﺍﻨﺯﻋﺎ ﺎ ﻟﺩﻯ ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ﻭﺍﻟـﺩﻭل ﺠ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ. ﻭﺒﺼﺭﻑ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﻐﻭﻁ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﺍﻟﺭﺍﻤﻴﺔ ﻹﺤﺩﺍﺙ ﺘﻐﻴﺭ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ، ﻭﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻭﺍﻟﻤﺘﺯﺍﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺴﻼﻡ ﻭﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻓﻲ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﺍﺨﺘﺎﺭﺕ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤـﺩﺓ ﺍﻟﺭﺩ ﺒﺼﻔﺔ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻋﺒﺭ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ: ﻓﻌﻤﻠﺕ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﺯﻴﺯ ﻗﻭﺓ ﺍﻻﻨﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺴﺭﻴﻊ، ﻭﻗﺎﻤـﺕ ﺒﻤﻨـﺎﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺠﻡ ﺍﻟﺴﺎﻁﻊ، ﻭﺸﺤﻥ ﺍﻷﺴﻠﺤﺔ، ﻭﻨﺸﺭﺕ ﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻹﻨﺫﺍﺭ ﺍﻟﻤﺒﻜﺭ ﺒﺸﻜل ﻤﺘﻭﺍﺼـل ﻭﺃﺭﺴـﻠﺘﻬﺎ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﻭﺒﺤﺜﺕ ﻋﻥ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻟﺘﺤﺴﻴﻥ ﻗﺩﺭﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺴﺎل ﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﻁﻘﺔ.***ﻓﺼل ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻋﻥ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺃﻤﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ: ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ، ﺍﺘﺨﺫ ﻭﺍﻀﻌﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ، ﺒﻔﺼل ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻋﻥ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺃﻤـﻥ ﺍﻟﺨﻠـﻴﺞ ﻭﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻓﻘﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻌﺩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻟﻸﻤﻭﺭ ﺍﻟﻤﻁﺭﻭﺤﺔ، ﻤﻭﻗ ﹰﺎ ﻴﺘﺴﻡ ﺒﺎﻟﺒﺴﺎﻁﺔ ﻓﺸل ﻓﻲ ﺘﻘـﺩﻴﺭ ﺘﻌﻘﻴـﺩ ﺍﻟﻤﻭﻗـﻑ.ﻔ ﻓﺎﻟﺫﻱ ﻓﺸﻠﺕ ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﺩﻴﻨﺎﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻘـﻁ ﻟﻠﻤﻨﻁﻘﺔ، ﺒل ﺇﻨﻬﺎ ﺘﻌﻴﺵ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺒﺎﻟﺩﻴﻨﺎﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻷﻜﺒﺭ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺍﻹﺴﻼﻤﻲ. ﻟﺫﻟﻙ ﻓﻬﻡ ﻴﻌﺘﺒﺭﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﻤﻨﻬﻡ ﻤﺘﻭﻗﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭل ﻋﻠﻰ ﻨﻘﺎﺌﻬﻡ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﻔﻜﺭﻱ ﻭﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻬﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻲ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻨﺤﻴﺎﺯﻫﻡ، ﻭﻓﻭﻕ ﻜل ﺸﻲﺀ، ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺤﻕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﺼﻴﺭ. ﻟﻜﻥ ﻫـﺫﻩ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺃﻤﻭﺭ ﺴﻁﺤﻴﺔ ﻭﻫﺎﻤﺸﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﺼﺎﻨﻌﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ. ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋل ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴـﺩ ﻤﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ: ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻴﺤﺩﺩ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻷﻤﻥ ﻭﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ ﻭﺠ ﺎﻬ ﻟﻭﺠﻪ ﻤﻊ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ. ﻭﻤﻊ ﺍﻓﺘﺭﺍﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺩﻴﺎﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﺭﺀ ﻋﻨﺩﺌﺫ ﺇﺠﻤﺎل ﺍﻟﻘـﻭلٍ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺒﺄﻥ ﻜﺜﻴ ﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻗﺩ ﻴﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ، ﻭﻟﻜﻥ ﻟﻜﻲ ﺘﺴﺘﻤﺭ، ﻻ ـﺩ ﺒ ﺭ ﻭﺃﻥ ﻴﺘﻔﻬﻡ ﻜﻼ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﺨﺼﻭﺼﻴﺎﺕ ﻭﻤﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻵﺨﺭ، ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺘﺤﻜـﻡ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻲ ﺒﺎﻟﻘﺴﻡ ﺍﻷﻋﻅﻡ ﻤﻥ ﺍﺤﺘﻴﺎﻁﻲ ﺍﻟﺒﺘﺭﻭل ﻴﺠﻌل ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﻟﻠﻁﺭﻓﻴﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋل ﻤﻊ ﺒﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻤـﻥ ﺃﺠـل ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻭﺍﻟﻜﺴﺏ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩل.- ٣١ - 14. ﻭﺇﺫ ﻨﻘﻭل ﺫﻟﻙ، ﻻ ﺒ ﻭﺃﻥ ﻨﺴﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻴ ﺎ ﺒﺄﻨﻪ ﻻ ﺘﻭﺠﺩ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﺘﻁـﻭﺭ ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟـﻭﺠﻲ ﻀﺩ ﻭﺍﻹﻓﻼﺱ ﺍﻷﺨﻼﻗﻲ، ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺼﺎﺭﻉ ﻤﻊ ﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﺘﺨﻠﻑ، ﻻ ﺒ ﺃﻻ ﺘﺠﻌﻠﻬﺎ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸـﺎﻜل ﺩ ﻋﺎﺠﺯﺓ ﻋﻥ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﻬﺎ ﺒﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ. ﻓﺎﻟﻭﻀﻊ ﺍﻵﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ ﺒﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎل، ﺤﻴﺙ ﺠﻌﻠﺕ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﺒﺈﻤﻜﺎﻥ ﺁﻻﻑ ﺇﻥ ﻟﻡ ﻨﻘل ﻤﻼﻴـﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺒل ﻭﻟﻭ ﺒﻘﺩﺭ ﺃﻗل، ﺘﺒﺎﺩل ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻴﻥ ﻟﻔﺘﺔ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻭﺍﻴﺎ ﻫﺫﻩ، ﻭﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺃﻴ ﺎ ﺃﻥ ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋﻨﺼ ﺍ ﻤﺘﻭﺍﺠ ﺍ ﻓﻲ ﻗﻁﺎﻋـﺎﺕ ﺩﺭﻀ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ، ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻻ ﺒ ﻟﻸﻤﺭﻴﻜﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﺠل ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔﺩ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ، ﺃﻥ ﻴﺘﻌﻠﻤﻭﺍ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ، ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺒﺩﻭﺭﻩ، ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﺘﻌﻠﻡ ﻋﺭﺽ ﻜل ﻤﺸـﺎﻋﺭﻩ ﻭﻭﺠﻬـﺎﺕﻨﻅﺭﻩ ﻟﻜل ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻗﺩ ﻴﺘﺼﻠﻭﻥ ﺒﻪ. ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﺘﺤﺩﻱ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻭﺍﺼل ﻤﻊ ﺃﺘﺒﺎﻉ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﺍﻵﺨﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺠﺭﺓ ﺍﻹﺒﺭﺍﻫﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻴﻭﻡ. ﺍﻷﻭﺒﻙ ﻋﺎﻡ ٣٧٩١: ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٣٧٩١ ﻀﺎﻋﻔﺕ ﺍﻷﻭﺒﻙ ﺴﻌﺭ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﺃﺭﺒﻊ ﻤﺭﺍﺕ، ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ ﺘﺼﻭﺭ ﻜﻴﻑ ﻜﺎﻥ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺒﺎﻟﻜﺎﻤل. ﻭﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻟﻙ ﺭﺩﻱ ﻓﻌل ﻤﺒﺎﺸﺭﻴﻥ ﻴﺭﻯ ﺍﻷﻭل ﺃﻥ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻷﻭﺒﻙ ﻗﺭﺍﺭ ﺠﺎﺌﺭ – ﺃﻱ ﺃﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺤﻕ ﻤﻨﺘﺠﻲ ﺍﻟﺒﺘﺭﻭل ﺘﻜﺒﻴﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻙ ﺴﻌﺭ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﻤﻨﺘﺠﻬﻡ، ﻭﻴﺭﻯ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀ ﺴﻴﺘﻤﺨﺽ ﻋﻨﻪ ﺍﻨﺘﻘﺎل ﻓﻭﺭﻱ ﻭﺠﻭﻫﺭﻱ ﻟﻠﺩﺨﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﺭﺩﺓ ﻜﻠ ﺎ ﻟﻠﻨﻔﻁ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭﺓ ﻜﻠ ﺎ ﻟﻪ. ﻭﻗﻴل ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻴ ﻴ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺩﻓﻕ ﺍﻟﻨﺎﺸﺊ ﻟﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭﺓ ﻟﻠﻨﻔﻁ ﻟﻥ ﺘﻤﺘﺼﻪ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭ. ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﻨﺴﺒ ﺎ ﻻﺴﺘﻐﻼل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﺨل ﺍﻟﺯﺍﺌﺩ ﺴﺘﺘﺨﻡ ﺒﻔﻭﺍﺌﺽ ﻀﺨﻤﺔ ﻟﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎل. ﻴ ﻭﺘﻨﺘﻤﻲ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﺩﺍﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻲ ﺍﻟﻀﺌﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﺤﻴﺙ ﻻ ﺘﻤﺘﻠـﻙ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴـﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺅﻫﻠﻬﺎ ﺒﺴﺭﻋﺔ ﻻﺴﺘﻐﻼل ﺍﻟﺘﺩﻓﻕ ﺍﻟﻀﺨﻡ ﻟﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎل. ﻭﻗﺩ ﻭﻀﻌﺕ ﺘﻘﺩﻴﺭﺍﺕ ﺘﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻓﻭﺍﺌﺽ ﺩﻭل ﺍﻷﻭﺒﻙ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭﺓ ﻟﻠﻨﻔﻁ ﺴﺘﺼل ﺇﻟﻰ ٠٠٠,١ )ﺃﻟﻑ( ﺒﻠﻴـﻭﻥﺩﻭﻻﺭ ﺃﻤﺭﻴﻜﻲ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ. ﺼﺎﺤﺒﺕ ﺍﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺃﺭﺒﻊ ﻗﻀﺎﻴﺎ: ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻤﻥ ﺨﻁﺄ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺼـﺩﺭﺓ ﺘﺤﺩﻴـﺩ ﺴـﻌﺭ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﻟﻨﻔﻁﻬﺎ- ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﻤﺅﺴ ﹰﺎ ﻷﻨﻬﻡ ﺍﺴﺘﻐﺭﻗﻭﺍ ﻭﻗ ﹰﺎ ﻁﻭﻴﻼ ﻜﻬﺫﺍ ﻜﻲ ﻴﺩﺭﻜﻭﺍ ﺃﻨﻬﻡ ﻤﺘﺤﻜﻤﻭﻥ ﻓﻲﹰ ﺘ ﻔ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺸﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺨﻁﻭﺭﺓ. ﻟﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﺒﺘﻘﺭﻴﺭ ﻨﺎﺩﻱ ﺭﻭﻤﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻥ "ﺘﻘﻴﻴﺩ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ" ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻨﺸـﺭ ﺒﻌـﺩ ﺯﻴـﺎﺩﺓ ﺃﺴﻌﺎﺭ ﺍﻟﺒﺘﺭﻭل ﺒﻔﺘﺭﺓ ﻗﺼﻴﺭﺓ، ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻙ ﺨﻁﺭ ﻓﻲ ﻨﻀﻭﺏ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺜﺭﻭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺠـﺩﺩ ﻭﻤـﻥ ﺒﻴﻨﻬـﺎ ﺍﻟﺒﺘﺭﻭل.- ٤١ - 15. ﺇﻨﻪ ﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺘﻡ ﺍﻹﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﻌﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﺒﺘﺩﺨل ﺨﺎﺹ. ﻭﻋﻤل ﻫﺫﺍ ﻋﻠﻰ ﺘﺸﺠﻴﻊ ﺇﻨﺘـﺎﺝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺎﺭﻫﺔ ﺍﻟﻨﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﻭﻗﻭﺩ ﺒﻤﺼﺎﻨﻊ ﺇﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﻴﺘﺭﻭﻴﺕ، ﻭﺘﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﻋﺩﻡ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻟﺘﻁﻭﻴﺭ ﻤﺤﺭﻜﺎﺕ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺒﺫﺥ ﻓﻲ ﺇﻀﺎﺀﺓ ﺴﻤﺎﺀ ﻤﺎﻨﻬﺎﺘﻥ ﻟﻴﻼ، ﻭﻗﺭﺍﺭ ﺇﻨﺘﺎﺝﹰ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺓ ﺍﻟﻜﻭﻨﻜﻭﺭﺩ ﺍﻟﺦ.. ﻟﻘﺩ ﻋﻤﻠﺕ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺃﺴﻌﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﻋﻠﻰ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺘﻜـﺎﻟﻴﻑ ﺍﻟﺤﻴـﺎﺓ ﻓـﻲ ﺍﻟﺒﻠـﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓـﺔﺒﺎﺤﺘﻴﺎﻁﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻁ. : ﺍﻓﺘﺭﻀﺕ ﺘﻘﺩﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﻭﺍﺌﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺘﺘﺭﺍﻜﻡ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭﺓ ﻟﻠﻨﻔﻁ ﺃﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻤﻲ ﻟـﻥ ﺜﺎﻨ ﺎ ﻴ ﻴﺴﺘﺠﻴﺏ ﺘﻜﻭﻴﻨ ﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﺍﻷﺴﻌﺎﺭ ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻜﻤﺎ ﺜﺒﺕ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭ ﺴﺭﻴﻌﺔ ﺠ ﺍ. ﻓﻤﺭﻭﻨﺔﺩ ﻴ ﺍﺴﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﻨﻔﻁ، ﻭﺇﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻜﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﻨﺎﺸﺊ ﻋﻥ ﻨﻘﻁﺔ ﻤﺌﻭﻴﺔ ﺯﺍﺌﺩﺓ ﻓﻲ ﺇﺠﻤـﺎﻟﻲ ﺍﻟﻨـﺎﺘﺞ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ، ﺘﻨﺎﻗﺼﺘﺎ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﺴﺭﻴﻊ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﻨﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ. ﻟﻘﺩ ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﺍﻵﻥ ﻴﻌﺎﻤل ﺒﻭﺼﻔﻪ ﻤﻭﺭ ﺍ ﻨﺎﺩ ﺍ ﺃﻱ ﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﻴﺠﺏ ﻤﻌﺎﻤﻠﺘﻬﺎ ﺒﻬﺎ ﻤﻨﺫ ﻭﻗﺕ ﻁﻭﻴل.ﺩ ﺭ ﺃﻥ ﺍﻻﻨﺨﻔﺎﺽ ﻓﻲ ﺍﻻﺴﺘﻬﻼﻙ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﻬﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﻌﺎﺭ ﻭﺍﻨﺨﻔﺎﺽ ﺩﺨﻭل ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭﺓ ﻟﻠـﻨﻔﻁ. ﻭﻓـﻲ ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﺨﺘﻔﺕ ﻓﻭﺍﺌﺽ ﺍﻷﻭﺒﻙ. ﻭﺃﺼﺒﺤﺕ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻵﻥ ﺘﻤﺴﻙ ﺒﻤﻴﺯﺍﻥ ﻓـﻭﺍﺌﺽ ﺍﻟﻤﺩﻓﻭﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﺘﺠﺎﺭﺘﻬﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭﺓ ﻟﻠﻨﻔﻁ. : ﻗﺩﺭﺕ ﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻤﺘﺼﺎﺹ ﺘﺩﻓﻕ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎل ﺍﻟﺯﺍﺌﺩ ﺘﻘﺩﻴ ﺍ ﻤﺘﺩﻨ ﺎ ﻟﻠﻐﺎﻴﺔ، ﺒﻴـﺩ ﺇﻥﻴ ﺭ ﺜﺎﻟ ﹰﺎ ﺜ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻭﻴﺕ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺍﻹﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ، ﺍﻨﻁﻠﻘﺕ ﻓﻲ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﻁﻤﻭﺤﺔ. ﻓﻘـﺩ ﺘﻡ ﺘﻌﺒﻴﺩ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﻭﺇﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﻭﺍﻨﺊ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻁﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻭﺤﺴـﻨﺕ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻻﺘﺼﺎﻻﺕ. ﻭﺃﺨﺫ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﺒﺎﻟﺘﻨﻭﻉ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ، ﻓﻠﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻜﻤﻭﺭﺩ ﺜﺎﺒـﺕ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺍﺴﺘﺨﺩﻡ ﺩﺨﻠﻪ ﻟﺨﻠﻕ ﻤﻭﺍﺭﺩ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻷﺠﻴﺎل ﺍﻟﻘﺎﺩﻤﺔ. ﻭﻗﺩ ﺃﺩﻯ ﻫـﺫﺍ ﺇﻟـﻰﻭﺍﺭﺩﺍﺕ ﻀﺨﻤﺔ ﻤﻥ ﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ.- ٥١ - 16. ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ)ﺒﺎﻟﻤﻠﻴﻭﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺃﻤﺭﻴﻜﻲ(ﻭﺍﺭﺩﺍﺕ ﺼﺎﺩﺭﺍﺕﻭﺍﺭﺩﺍﺕﺼﺎﺩﺭﺍﺕﻭﺍﺭﺩﺍﺕ ﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ٤٩٣٣٦٤١ ٨٣ ٦٩٢ ٥٦ ٠٨ ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﻥ٣٥٢١٢٦٦٥٥١ ٦٦ ٠٠٣٠٠٣٢ ٤٣٧١ﺇﻴﺭﺍﻥ ٥٥٢٢ ٦٨٥٣٧٦١ ٤١٩١٥٨٢ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ٥٩٢١ ٦٦٩٤ ١٩ ٦٧٩ ٤١٩٠٢ ﺍﻟﻜﻭﻴﺕ٧٠٥٣٣ ٧٧١٣ ٦٧٤٥ ٣١٨١٩٣١ﻟﻴﺒﻴﺎ ٩٦٢٢٥٥٦٩٦٣ ١٨١ ٣٢ ٧٣ ﻋﻤﺎﻥ ١٨٣٢٧٧٧٠٢١ ٧٥١ ٦٨ ٤٣ﻗﻁﺭ٢٠٢١٦٦٢٠١٣٧٣٢٥١ ٧٢٣٧ ٦٨٧١ ٥٣٨ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ٧٥٣٥١ ٧٧٧٤ ٢٠١٢ ٧٧٠١٢٩٣ ٠٣٢ﺍﻹﻤﺎﺭﺍﺕ ٣١٩٩٣١٣٩٩٥٦٦٦٦٣٢١٤٠٢١ ٨٦٦٤ ٣٨٥٣ ﺍﻹﺠﻤﺎﻟﻲ: ﺤﻭﻟﺕ ﻋﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭﺓ ﻟﻠﻨﻔﻁ ﻤﺒﺎﻟﻎ ﻀﺨﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻨﺎﻤﻴـﺔ ﻜﺎﺴـﺘﺤﻘﺎﻕ ﺭﺍﺒ ﺎ ﻌ ﺍﻤﺘﻴﺎﺯﻱ. ﻭﺒﺤﻠﻭل ﻋﺎﻡ ٧٧٩١ ﻤﻨﺤﺕ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭﺓ ﻟﻠﻨﻔﻁ )ﺃﻭﺒﻴﻙ( ﻤﺎ ﻴﻘﺭﺏ ﻤـﻥ ٥% ﻤﻥ ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺩﺨل ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻟﻬﺎ ﻤﺠﺘﻤﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ﻜﻤﻌﻭﻨﺔ ﺍﻤﺘﻴﺎﺯﻴﺔ )ﺨﺎﺼﺔ(. ﻭﻗﺩ ﺒﻠﻐﺕ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺩﻓﻭﻋﺔ ﻜﻤﻌﻭﻨﺔ ﻤﻥ ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻨﺎﺘﺞ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ٢١% ﻤﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﻤﺎﺭﺍﺕ، ٨% ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻭﻴـﺕ ﻭ ٦% ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ. ﻓﺘﻠﻙ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﻤﻌﺕ ﻟﺩﻴﻬﺎ ﻓﻭﺍﺌﺽ ﻀﺨﻤﺔ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﺃﺴـﻌﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﻁ. ﻟﻘﺩ ﻓﻊ ﺒﺎﻫﻅ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﻔﺸل ﻓﻲ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻋﺩﻡ ﺍﺼﻁﺩﺍﻡ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﺃﺴـﻌﺎﺭ ﺍﻷﻭﺒـﻙ ﺒﺎﻟﻤﺼـﺎﻟﺢ ﺩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺩﻯ ﻟﻠﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺒـﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬـﺎ ﻟﻔـﻭﺍﺌﺽ ﺍﻟـﺩﻭلﺍﻟﻤﺼﺩﺭﺓ ﻟﻠﻨﻔﻁ. ﻭﺒﺫل ﻀﻐﻁ ﺃﺨﻼﻗﻲ ﻭﺴﻴﺎﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺒﻙ ﻜﻲ ﺘﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﺴﻌﺭ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﺒﺎﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻋﻠـﻥ ﻋﻨـﻪ ﻓـﻲ ﺨﺭﻴﻑ ٣٧٩١. ﻭﺘﻡ ﻫﺫﺍ، ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺃﻥ ﺨﺭﺝ ﺴﻌﺭ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺘﻭﺍﺯﻥ ﺃﺴﻌﺎﺭ ﺍﻟﺒﻀﺎﺌﻊ ﻭﺍﻟﺴـﻠﻊ ﺍﻷﺨﺭﻯ. ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٨٧٩١ ﺴﺩﺩﺕ ﺍﻷﻭﺒﻙ ﺼﺩﻤﺔ ﺃﺨﺭﻯ.. ﻓﻘﺩ ﺘﻀﺎﻋﻑ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﺴﻌﺭ ﺍﻟﻨﻔﻁ. ﻭﺤـﺩﺙ ﺍﻵﻥ ﺇﺠﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺴﻌﺭ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﻻ ﺒ ﻭﺃﻥ ﻴﺯﻴﺩ ﺒﻤﻘﺩﺍﺭ ٢-٣% ﺴﻨﻭ ﺎ ﺘﺠﻨ ﺎ ﻷﻱ ﺼﺩﻤﺎﺕ ﻨﻔﻁﻴﺔ ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ. ﺒﻴﺩ ﻭﺒﺎﻟﻤﺜل ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺩﻭﻴﺭ ﻓﻭﺍﺌﺽ ﺍﻷﻭﺒﻙ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻀﺌﻴل ﺒﺠـﺫﺏ ﺍﻟﺒﻠـﺩﺍﻥﺍﻟﻤﺼﺩﺭﺓ ﻟﻠﻨﻔﻁ ﻜﺸﺭﻜﺎﺀ ﻨﺸﻴﻁﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ. - ٦١ - 17. ﻭﻤﻨﺫ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ، ﻭﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﺩﻓﻕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺭﺅﻭﺱ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﻭﺤﺭﻜﺔ ﻤﻼﻴﻴﻥ ﻤـﻥ ﺍﻟﻌﻤـﺎل ﻋﺒـﺭ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ، ﺘﻜﻭﻨﺕ ﺼﻼﺕ ﻤﺘﻴﻨﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ. ﻭﻗﺩ ﺨﻠﻘﺕ ﺃﻴ ﺎﻀ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﺴﻌﺎﺭ ﻨﻔﻁ ﺩﻭل ﺍﻷﻭﺒﻴﻙ ﻟﻠﻨﻔﻁ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻼﺕ ﻭﺍﻟﺭﻭﺍﺒﻁ. ﺃﻭﻻ: ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﹰ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻓﻭﺍﺌﺽ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﺍﻟﻤﺘﺭﺍﻜﻤﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭﺓ ﻟﻪ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺒﺎﻟﻀﺨﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺘﻘﺩﻴﺭﻫﺎ ﺒﻬﺎ، ﻤﺎ ﺯﺍﻟﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻭﺍﺌﺽ ﺘﻤﺜل ﺘﻨﺎﺴ ﺎ ﻜﺒﻴ ﺍ ﻤﻥ ﻋﺠﺯ ﺍﻟﻤﻭﺍﺯﻨﺎﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ، ﻓﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺍﺴـﺘﻨﺒﺎﻁ ﺒ ﺭ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺒﻬﺎ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺩﻭﻴﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻭﺍﺌﺽ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺒﺘﺭﻭﻟﻴﺔ. ﻭﺘﻡ ﺫﻟﻙ ﺒﻁﺭﻴﻘﺘﻴﻥ، ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺼﻨﺩﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺒﻨﻙ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻠـﺫﻴﻥ ﺍﻗﺘﺭﻀـﺎ ﺍﻷﺭﺼﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻷﻭﺒﻙ ﻭﺠﻌﻠﻬﺎ ﻤﺘﺎﺤﺔ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺒﻨﻭﻙ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬﺎ ﺩﻭل ﺍﻷﻭﺒـﻙ. ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺇﺤﺩﻯ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻷﻭﺒﻙ ﻫﻲ ﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺘﺩﻭﻴل ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻋﺎﻟﻤ ﺎ. ﻓﺄﺼﺒﺤﺕ ﺍﻟﺒﻨﻭﻙ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﺘﻠﻙﻴﺍﻷﺨﺭﻯ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺨﺎﻀﻌﺔ ﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ. ﺸﺭﻜﺎﺀ ﻨﺸﻁﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ. ﺜﺎﻨ ﺎ، ﺍﺴﺘﻠﺯﻡ ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺩﺃﺘﻪ ﻋﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻷﻭﺒﻙ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﺩﺍﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻲ ﺍﻟﻀﺌﻴل ﺠ ﺍ، ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲﺩ ﻴ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ، ﻓﻘﺩ ﺍﻨﺘﻘل ﻤﺎ ﻴﻘﺭﺏ ﻤﻥ ٣ ﺇﻟﻰ ٤ ﻤﻼﻴﻴﻥ ﻋﺎﻤل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻓـﻲ ﺴـﺕ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﻋﺎﻤﻲ ٤٧٩١-٠٨٩١. ﻭﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺒل ﺃﺼﺒﺢ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻋﺎﻤﻼ ﻫﺎ ﺎ ﻟﻠﻐﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺒﻼﺩﻫﻡ ﺍﻟﻘﺎﺩﻤﻴﻥ ﻤﻨﻬـﺎ ﻋـﻥ ﻁﺭﻴـﻕ ﺇﺭﺴـﺎلﹰ ﻤ ﺘﺤﻭﻴﻼﺘﻬﻡ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻋﻭﺍﺌﻠﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻁﻥ، ﻭﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺨﻠﻘﻬﻡ ﺃﺴﻭﺍﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﻀـﻴﻔﺔ ﻟﻤﻨﺘﺠـﺎﺕ ﺒﻼﺩﻫﻡ. ﻓﻌﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل، ﺯﺍﺩﺕ ﺘﺤﻭﻴﻼﺕ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﺒﺎﻜﺴﺘﺎﻨﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺇﻟﻰ ٥١ ﻀﻌ ﹰﺎ، ﻭﺼﻌﺩﺕ ﻤﻥ ﻤﺎ ﻻ ﻔ ﻴﻘل ﻋﻥ ٠٠١ ﻤﻠﻴﻭﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻋﺎﻡ ٠٧٩١ ﺇﻟﻰ ﺒﻠﻴﻭﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻋﺎﻡ ٠٨٩١. ﻭ ﻋﻭﻀﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﺒﺎﻜﺴﺘﺎﻥ ﻋﻨـﺩ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺘﻜﻠﻔﺔ ﺍﻟﻨﻔﻁ. ﻭﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﺃﻴ ﺎ ﺴﻭ ﹰﺎ ﻫﺎ ﺎ ﻟﻠﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﺎﻜﺴﺘﺎﻨﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﺯﺍﺩ ﻨﺼﻴﺒﻬﺎ ﻤﻥ ٢%ﻗ ﻤ ﻀﻋﺎﻡ ٠٧٩١ ﺇﻟﻰ ٤١% ﻋﺎﻡ ٠٨٩١. ﻟﻘﺩ ﻏﻴﺭﺕ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻁﺎﺭﺌﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﻌﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﻤﻥ ﻨﻤﻁ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﺸﺩﻴﺩ. ﻓﻘﺒل ﻋـﺎﻡ ٣٧٩١ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺯﻯ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻟﻤﺼﺩﺭﺓ ﻟﻠﻨﻔﻁ ٩% ﻤﻥ ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ. ﻭﺒﺤﻠﻭل ﻋﺎﻡ ٠٨٩١، ﺘﻀـﺎﻋﻔﺕ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﺤﺼﺔ. ﻓﻘﺩ ﺘﺯﺍﻴﺩﺕ ﺤﺼﺔ ﺍﻟﻭﻗﻭﺩ ﻓﻲ ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻤﻥ ١١% ﻋـﺎﻡ ٣٧٩١ ﺇﻟـﻰ ٤٢% ﻋـﺎﻡ ٠٨٩١، ﻭﺒﻤﻌﻨﻰ ﺁﺨﺭ، ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺼﺩﺭﺓ ﻟﻠﻨﻔﻁ ﺒﻤﺜل ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ. ﺃﺤﺩﺙ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ﻭﻗﻌﻪ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﻭﻀﻭ ﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺃﻜﺒﺭ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ. ﻓﻔﻲ ﻋـﺎﻡ ﺤ ٣٧٩١ ﺒﻠﻐﺕ ﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﺴﻌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭﺓ ﻟﻠﻨﻔﻁ ﻭﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸـﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ )ﺍﻟﺒﺤﺭﻴﻥ ﺇﻴﺭﺍﻥ، ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ، ﺍﻟﻜﻭﻴﺕ، ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻋﻤﺎﻥ، ﻗﻁﺭ، ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ، ﺍﻹﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤـﺩﺓ( ٧,١ ﺒﻠﻴﻭﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺃﻤﺭﻴﻜﻲ، ﻭﺒﻠﻐﺕ ﻭﺍﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ٤,١ ﺒﻠﻴﻭﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺃﻤﺭﻴﻜﻲ ﺒﻔﺎﺌﺽ ﻗﺩﺭﻩ ٠٠٣ ﻤﻠﻴﻭﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺃﻤﺭﻴﻜﻲ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻭﺼﻠﺕ ﺼـﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻭﻻﻴـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺒﺤﻠﻭل ﻋﺎﻡ ١٨٩١ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﻘﺩﺭ ﺒـ ٢١ ﺒﻠﻴﻭﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻤﻘﺎﺒل ﻭﺇﺭﺩﺍﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻗـﺩﺭﺕ ﺒــ ٤٢- ٧١ - 18. ﺒﻠﻴﻭﻥ ﺩﻭﻻﺭ، ﻭﻓﻲ ﺍﻷﻋﻭﺍﻡ ﻤﻥ ٤٧٩١-١٨٩١ ﻭﺼل ﻋﺠﺯ ﺍﻟﻤﻴﺯﺍﻨﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺭﺍﻜﻡ ﻤـﻊ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﺒﻠـﺩﺍﻥ ﺍﻟﺘﺴﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺯﻴﺩ ﻋﻥ ٢٦ ﺒﻠﻴﻭﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻭﻋﺯﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﺤﺼﺔ ﺍﻷﻜﺒﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺠـﺯ. ﻭﻓـﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ، ﺯﺍﺩﺕ ﺼﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﺒﻤﻘﺩﺍﺭ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻀـﻌﺎﻑ، ﻭﻭﺍﺭﺩﺍﺘﻬـﺎ ﻤـﻥﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺨﻤﺴﺔ ﺃﻀﻌﺎﻑ ﻭﺯﺍﺩ ﻋﺠﺯ ﻤﻭﺍﺯﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻤﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺇﻟﻰ ١١ ﻀﻌ ﹰﺎ.ﻔ ﺃﻥ ﻋﺠﺯ ﺍﻟﻤﻴﺯﺍﻨﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ٤٢ ﺒﻠﻴﻭﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻤﻊ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﺘﺴﻌﺔ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻌﺠﺯ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻓﻠﻭ ﺃﺨﺭﺠﻨﺎ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻤﻥ ﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺴﺘﻅﻬﺭ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺒﻔﺎﺌﺽ ﻓﻲ ﻤﻴﺯﺍﻥ ﺍﻟﻤﺩﻓﻭﻋﺎﺕ ﻤـﻊ ﺒﻘﻴـﺔ ﺩﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ. ﺃﻥ ﺍﻻﺴﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﻌﻜﺴﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻔﺎﺌﺽ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﺘﺭﺍﻜﻡ. ﻟﻘﺩ ﻭﺼل ﺍﻟﻔﺎﺌﺽ ﺍﻟﻤﺘﺭﺍﻜﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺴﺎﻭﻱ ٢٥ ﺒﻠﻴﻭﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻓـﻲ ﺍﻷﻋـﻭﺍﻡ ﻤـﻥ ٤٧٩١-١٨٩١. ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺤﺎل، ﻗﺩﺭ ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﺒﺄﻨﻪ ﻴﺯﻴﺩ ﻜﺜﻴ ﺍ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ – ﺭ ﻓﺭﺒﻤﺎ ﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺘﺭﺍﻭﺡ ﺒﻴﻥ ٠٥١-٠٠٢ ﺒﻠﻴﻭﻥ ﺩﻭﻻﺭ. ﻭﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎل ﻫﻜﺫﺍ، ﻴﺘﻀﺢ ﺇﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻗﺩ ﺘﻠﻘﺕ ﺍﻟﻔﻭﺍﺌﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﻤﻌﻬﺎ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻤﻥ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺃﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ، ﻜﺄﻭﺭﺒﺎ ﻭﺍﻟﻴﺎﺒﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ. ﻭﻴﺩل ﻫﺫﺍ ﺃﻴ ﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻴﻜﺴﺏ ﻤﺎ ﻴﺘﺭﺍﻭﺡ ﺒﻴﻥ ٥١-٥٢ ﺒﻠﻴﻭﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺴﻨﻭ ﺎ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺴـﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ،ﻴ ﻀ ﻭﻫﻭ ﻤﺒﻠﻎ ﻤﺴﺎﻭ ﻹﺠﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺍﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻋﺎﻡ ١٨٩١.ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻴﺴﺘﺤﻭﺫ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻭﺏ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻴﻥ: ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻟﻨﻜﺘﺔ ﺃﻥ ﻴﻘﻭل ﺃﺤﺩ ﻷﺼﺩﻗﺎﺌﻪ ﻓﻲ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺃﻭ ﺃﻭﺭﺒـﺎ ﺃﻭ ﻓـﻲ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺃﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺴﻴﻌﺩ ﻓﻲ ﺃﺤﺩ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﻤﻥ ﺃﺩﻴﺎﻥ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ. ﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺤﻘﻘﺘﻪ ﻋﺠﻠﺔ ﺍﻟﺯﻤﻥ. ﻓﺎﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻟﻴﺱ ﻓﻘﻁ ﺩﻴ ﹰﺎ ﻤﺅﺜ ﺍ ﺘﺘﻨﺎﻗل ﺼﺤﻭﺘﻪ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﻭﺍﻟﻤﺠﻼﺕ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﻴ ﺎ ﺩﻴﻥ ﺃﺴﺭ ﻗﻠﻭﺏ ﻭﺤﺏ ﻀ ﺭﻨ ﻭﻭﻻﺀ ﻤﺎ ﻴﺯﻴﺩ ﻋﻥ ﻤﻠﻴﻭﻥ ﺃﻤﺭﻴﻜﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺃﺠﻨﺎﺴﻬﻡ ﻭﺃﺼﻭﻟﻬﻡ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻭﻁﻨﻴـﺔ. ﻓﺄﺘﺒـﺎﻉ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺤﻨﻴﻑ ﻤﺘﻭﺍﺠﺩﻭﻥ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻜل ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺘﻘﺭﻴ ﺎ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻨﻪ ﻤﺎ ﻴﺯﺍل ﺸﺎ ﺎ ﻜـﺩﻴﻥﺒ ﺒ ﻴﺠﺎﻫﺩ ﻤﺨﺘﺭ ﹰﺎ ﺃﺭﺍﻀﻲ ﺘﺴﻜﻨﻬﺎ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﻤﺴﻴﺤﻴﺔ.ﻗ ﻭﻻ ﺒ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻜﻡ ﺍﻷﺩﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺠﺭﻯ ﺩ ﺍﻟﻌﺭﻑ ﺩﺍﺨﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﺸﺠﻴﻊ ﻓﺼل ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ )ﺍﻟﺩﻴﻥ( ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ. ﻭﺒﺴﺒﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩ ﻋﻠﻰ ﻓﺼل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋـﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﻴﺘﺴﺎﺀل ﺍﻟﻤﺭﺀ ﻫل ﺴﻴﺤﺩﺙ ﻭﺼﻭل ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺃﻱ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻫﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺒﻴﺘﺔ ﻁﻭﻴﻼ ﻭﻤﻨﺫ ﺯﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻭل. ﺍﻟﻨﻘﻁﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﺤﻕ ﻤﻨﺎ ﺒﻌﺽ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻜﻴﻔﻴـﺔﹰﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﺒﻁ ﺒﻬﺎ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻊ ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ "ﺒﺎﻟﺤﻠﻡ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ". ﺃﻨﻪ ﻟﻭ ﺃﻟﻘﻴﻨﺎ ﻨﻅﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﻟﻭﺠﺩﻨﺎ ﻤﻭﻗﻔﻴﻥ ﺴﺎﺌﺩﻴﻥﺃﺜﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﺠﺎﺏ ﺒﻬﺎ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻭﻥ ﻤﻊ ﻫﺠﺭﺓ ﺍﻷﻗﻭﺍﻡ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ )ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ(.- ٨١ - 19. ﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ ﻭﻫﺫﺍ ﺭﺃﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻔﺘﻭﺡ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﺸﺭ)٢(ﺃﻭ ﹰ، ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻨﺎﻟﻙ ﻤﺩﺭﺴﺔ ﺠﻴﻔﺭﺴﻭﻥﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻤﻭﺭﺓ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺄﺘﻭﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺒﺤ ﹰﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺤﺭﺭ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺔ، ﻭﻫﺅﻻﺀ ﻴﺭﺤﺏ ﺒﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔﺜ ﻭﻤﻭﺍﻟﻭﻩ ﻤﻥ ﺍﻷﻨﺠﻠﻭ ﺴﺎﻜﻭﻨﻴﻴﻥ ﻀﻴﻘﻲ ﺍﻷﻓﻕ ﺍﻟـﺫﻴﻥ ﺘﺒﻨـﻭﺍﱢ )٣( ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﺘﺨﺫﻩ ﺒﻨﻴﺎﻤﻴﻥ ﻓﺭﺃﻨﻜﻠﻴﻥ ﻜﺭﺍﻫﻴﺔ ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ، ﻭﻨﺒﺫﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻋﻨﺼﺭﻱ ﺒﻭﺼﻔﻬﻡ ﺘﻬﺩﻴ ﺍ ﻤﺤﺘﻤﻼ ﻟﻤﻜـﺎﻥ ﻤﻌﻴﺸـﺘﻬﻡ. ﻭﺒﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ ﻟﺤﺎﻟـﺔ ﹰﺩ ﻓﺭﺃﻨﻜﻠﻴﻥ، ﻜﺎﻥ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻗﺎﺩ ﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﻟﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴـﺔ. ﻭﻟﻜـﻥ ﻤ ﻋﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺘﺩﻭﺭ ﺍﻵﻥ ﻟﺘﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺼﺎﻟﺢ ﻤﺩﺭﺴﺔ "ﺠﻴﻔﺭﺴﻭﻥ" ﺤﻴﺙ ﻴﺒﺩﻭ ﺃﻨﻬﺎ ﻜﺴﺒﺕ ﺍﻟﺠﺩﺍل ﻀﺩ ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﻌﺭﻗﻲ ﻟﻠﺒﻼﺩ. ﻟﻘﺩ ﻭﺼﻠﺕ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﻤﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﺍﻟﻨﺸﻁﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺒﻌﺩ ﻋﻨﺎﺀ ﻭﺒﻌﺩ ﺍﺴـﺘﻴﻔﺎﺀ ﺘﻔﺎﺼـﻴل ﹸ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ، ﻭﺒﻌﺩ ﺍﻟﺘﻐﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻌﻴﺵ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺩﻋﻭ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﻓﻲ ﺒﻭﺘﻘﺔ ﺍﻻﻨﺼﻬﺎﺭ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ. ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻭﺼﻠﻭﺍ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺴﻨﻭﺍﺕ ٠٠٨١ ﻤﻴﻼﺩﻴﺔ ﻭﺠـﺩﻭﺍ ﻤﺠﺘﻤ ﺎ ﺘﻘﻭﻡ ﻓﻴﻪ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﻗﻴﺔ ﺒﺎﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﻭﺍﻋﺘﺩﺍﺀﺍﺕ ﺨﻁﻴﺭﺓ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﻘﻭﻗﻬـﺎ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴـﺔ ﻜﺄﻤﺭﻴﻜـﺎﻥ. ﻌﻭﻭﺠﺩﻭﺍ ﺃﻴ ﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻗﻭﻯ ﻋﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﻨﺸﺎﻁﻬﺎ ﻤﻬﺎﺠﻤﺔ ﻜل ﺍﻷﺩﻴﺎﻥ ﻭﻤﻌﺎﺩﺍﺘﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ. ﻀ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﺍﻷﻭﺍﺌل ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺠﺎﺀﻭﺍ ﺒﺤ ﹰﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻠﻡ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻤﻥ ﺴﻜﺎﻥ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻷﺒـﻴﺽﺜ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁ، ﻭﺒﻌﺩ ﺤﻔﺭ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﺴﻭﻴﺱ، ﻭﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻘﻼﻗل ﻭﺍﻻﻀﻁﺭﺍﺒﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺸﺭﻉ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﻭﻥ ﻭﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻨﻴﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺤﻴﺎﺓ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﺁﺨﺭ.. ﻭﺴﺎﻓﺭ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﻏﺭﺏ ﺃﻓﺭﻴﻘﻴـﺎ، ﻭﺍﻟﺒﻌﺽ ﺍﻵﺨﺭ ﺠﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ، ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﺘﺠﻪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ، ﻭﻋﻨﺩ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻬﺠـﺭﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻏﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ. ﻭﻟﻜﻥ ﻤﻊ ﻗﺼﺹ ﻨﺠـﺎﺡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻀﻁﺭ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴﻁﻴﻴﻥ ﻟﻠﺴﻔﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ. ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﺠﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻫﺫﺍ ﻋﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﻐﺎﻤﺭﻴﻥ ﺘﺩﺭﻴﺠ ﺎ ﺒﺤ ﹰﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺜﺭﻭﺓ ﻓـﻲﻴ ﺜ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺜﻡ ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﻁﻥ. ﻭﻟﻜﻥ ﻜﺜﻴ ﺍ ﻤﻨﻬﻡ ﻟﻡ ﻴﻌﻭﺩﻭﺍ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ، ﺘﻤﺎ ـﺎ ﻤﺜـل ﺃﻭﻟﺌـﻙ ﻤ ﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻫﺎﺠﺭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﻭﻤﻜﺜﻭﺍ ﻫﻨﺎﻙ. ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺴﺎﻓﺭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻨﻁﻠﻕ ﻗﺭﺍﺭ ﻤﻜﻭﺜﻬﻡ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﺍﻹﺤﺴﺎﺱ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺒﺎﻟﺤﺭﻴـﺔ ﻭﺘﺤﻘـﻕ ﺍﻟﺤﻠـﻡﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺭﻭﺓ ﻭﺍﻟﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﺒﺎﻟﺤﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻓﺎﻕ ﺘﺼﻭﺭﺍﺘﻬﻡ. ﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻭﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﺒﻁﻭل ﺍﻟﺴﺎﺤل ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ ﻭﻓﻲ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ. ﻭﻓﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻤـﺭ، ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻭل ﻤﺴﺎﺠﺩ ﻭﻤﺭﺍﻜﺯ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻗﺩ ﺃﻨﺸﺌﺕ ﻓﻲ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﻐـﺭﺏ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜـﻲ ﻋﻠـﻰ ﻴـﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﻴ ﺎ ﻜﺎﻥ ﺃﻭل ﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻴﻥ ﺒﺎﻟﻤﻭﻟﺩ ﻭﺨﺎﺼـﺔ ﻤـﻥ ﺍﻷﻤـﺭﻴﻜﻴﻴﻥ ﻀ ﺍﻟﺴﻭﺩ. ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﻤﺜل "ﺍﻻﺘﺤـﺎﺩ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻲ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻤﻲ" )٥٩٨١(،)٢( ﺘﻭﻤﺎﺱ ﺠﻴﻔﺭﺴﻭﻥ )٣٤٧١ - ٦٢٨١( ﺴﻴﺎﺴﻲ ﺃﻤﺭﻴﻜﻲ.. ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻟﻠﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﻤـﻥ ١٠٨١-٩٠٨١ ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻭﺍﻀﻊ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻟﻭﺜﻴﻘﺔ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل.)٣(ﺒﻨﻴﺎﻤﻴﻥ ﻓﺭﺍﻨﻜﻠﻴﻥ )٦٠٧١ -٠٩٧١( ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﻋﺎﻟﻡ ﺃﻤﺭﻴﻜﻲ، ﻗﺎﻡ ﺒﺘﺠﺎﺭﺏ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺤﻘل ﺍﻟﻜﻬﺭﺒﺎﺀ. ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻡ- ٩١ - 20. ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺨﻴﺭﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻷﻓﺎﺭﻗﺔ )ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻨﺸﺎﻫﺎ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻤﺤﻤـﺩ ﻤﺎﺠـﺩ ﻋـﺎﻡ ٧٢٩١، ﻭ "ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ" ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻨﺸﺄﻫﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺍﻟﻤﺭﻤﻭﻕ، ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ / ﻤﺤﻤﺩ ﻭﻴﺏ )ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻔﻠﺒـﻴﻥ، ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﺨﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﻋﺎﻡ ٠٩٨١( ﻭﻫﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻨﺸﺌﺕ ﻓﻲ "ﻨﻴﻭﻴﻭﺭﻙ" ﻭ "ﺒﻁﺴﺒﻴﺭﺝ" ﻭ "ﻨﻴﻭﺠﻴﺭﺴﻲ" ﻭﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ "ﻭﻴﺏ" ﻗﺩ ﻗﺎﻤﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻴﺩﻱ ﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥﺃﻭ ﺯﺍﺌﺭﻴﻥ ﻤﺴﻠﻤﻴﻥ. ﺯﺍﺩﺕ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﻋﺎﻡ ٠٠٩١-٠٤٩١ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻜﺒﻴﺭﺓ. ﻓﻘﺩ ﺸﺭﻉ ﻤﺴﻠﻤﻭ ﺸﺭﻕ ﻭﺠﻨﻭﺏ ﺃﻭﺭﺒﺎ، ﻤﻘﻠﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺠﻴﺭﺍﻨﻬﻡ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ، ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﺇﻟـﻰ ﺃﻤﺭﻴﻜـﺎ ﺒﺤ ﹰـﺎ ﻋـﻥ ﺍﻟﺤﻠـﻡﺜ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ. ﻭﻜﺎﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻷﺨﻭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻷﻟﺒﺎﻥ ﻭﺍﻟﻴﻭﻏﺴﻼﻑ ﺍﻟﻔﺎﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻻﻀﻁﻬﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﺒﻼﺩﻫﻡ،ﻭﺍﺴﺘﻘﺭ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻨﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺤل ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ. ﻭﺒﺨﻼﻑ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺘﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺘﻴﻥ ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺘﻴﻥ، ﺤﻀﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻬﻴﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﻴﺕ ﺒﻌﻴ ﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎل )ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺠﺎﺀ ﻤﻥ ﺒﻭﻟﻨﺩﺍ ﻭﻗﺩ ﺘﺘﺒﻊ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﺃﺼﻠﻬﻡ ﻓﻭﺠﺩﻭﻩ ﻴﻨﺤـﺩﺭ ﻷﺼـلﺩ ﻭﻫﺅﻻﺀ ﺃﻗﺎﻤﻭﺍ ﺃﻴ ﺎ ﻓﻲ ﻨﻴﻭﻴﻭﺭﻙ ﻭﻨﻴﻭﭽﺭﺴﻲ" ﻭﺸﻘﻭﺍ ﻁﺭﻴﻘﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺒﺎﻻﺸﺘﻐﺎل ﻓﻲ ﺼﻨﺎﻋﺔﻀ )٤( ﺠﻨﻜﻴﺯ ﺨﺎﻥﺍﻟﺒﺴﻜﻭﻴﺕ. ﻭﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻭﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﻤﻭﻥ ﻤﻥ ﺭﻭﺜﻨﻴﺎ ﻓﻲ ﻨﻴﻭﻴﻭﺭﻙ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﻤﺘﺩﻭﺍ ﻭﻴﺘﺸﻌﺒﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ. ﻭﻜـﺎﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﻗﺩ ﻨﻅﻤﻭﺍ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻓﻲ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ" ﺍﻟﻤﺤﻤﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘـﻊ ﻤﻘﺭﻫـﺎ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴـﻲ ﻓـﻲ ﺒـﺭﻭﻜﻠﻴﻥ ﺒﻨﻴﻭﻴﻭﺭﻙ. ﻭﻫﻨﺎﻟﻙ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﻨﺸﻭﺭﺓ ﻗﺎﻡ ﺒﻬﺎ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻴﻥ ﺍﻟﺴﻼﻓﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺘﺘﺒﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺘـﺎﺭﻴﺦ ﻤﺠﻴﺌﻬﻡ ﻭﺃﺭﺠﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﻤﻁﻠﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﻥ. ﻭﻤﻥ ﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺎﺀﺕ ﻭﺍﺴﺘﻘﺭﺕ ﻓﻲ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﻤﺴﻠﻤﻲ ﺍﻟﺒﻨﺠﺎﺏ ﻭﺍﻟﻬﻨﺩ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ. ﻭﺒﺎﻗﺘﻔﺎﺀ ﺁﺜﺎﺭ ﺃﻗﺩﺍﻡ ﺠﻴﺭﺍﻨﻬﻡ ﺍﻟﺴﻴﺦ، ﺠﺎﺀ ﺭﺩ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺼﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺠﺎﺏ ﻓﻲ ﻤﻁﻠﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺒﺎﻟﺴﻔﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻭﺒﺎﻟﻔﻌل ﺍﺴﺘﻘﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺤل ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﻜﻌﻤﺎل ﺯﺭﺍﻋﺔ. ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺇﻗـﺎﻤﺘﻬﻡ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ "ﻭﻴﻠﻭﺯ" ﻭ "ﻜﺎﻟﻴﻔﻭﺭﻨﻴﺎ" ﻭﻟﻜﻥ ﺃﺤﻔﺎﺩﻫﻡ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻴﻨﺘﺸﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ. ﻭﻗﺩ ﺃﻗﺎﻡ ﺒﻌﺽ ﻫـﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﺍﻟﺒﺎﻜﺴﺘﺎﻨﻴﻭﻥ ﻭﺍﻟﻬﻨﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺤل ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ، ﻭﻤﺜل ﻏﻴﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ، ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﻠﺒﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﻬﺎﺭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﺨﻔﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺘﻥ ﺍﻟﺴﻔﻥ، ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻗﺭﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﺘﺼﺒﺢ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻭﻁ ﹰﺎ ﻟﻬﻡ. ﻭﻗـﺩ ﺘـﺯﺍﻭﺝ ﻨ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻨﻬﻡ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ. ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺃﺸﻬﺭ ﻤﺜﺎل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺯﻴﺠﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻜﺴﺘﺎﻨﻴﺔ ﺒﻴﻥ "ﻓﻀل ﺨﺎﻥ" )ﺍﻟﺫﻱ ﺠﺎﺀ ﻷﻤﺭﻴﻜﺎ ﻋﺎﻡ ٢١٩١(، ﻭﺍﻤﺭﺃﺓ ﺃﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺴﻭﺩﺍﺀ. ﺤﻴﺙ ﺃﺼﺒﺢ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺸﺭﻋﺕ ﺍﺒﻨﺘﻪ "ﻟﻭﺭﺒﻲ ﺨﺎﻥ" ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﺇﻟﻰ ﺒﺎﻜﺴﺘﺎﻥ ﺒﺤ ﹰﺎ ﻋﻥ ﺠﺫﻭﺭﻫﺎ.. ﺘﻤﺎ ﺎ ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌلﻤﺜ ﺃﻟﻴﻜﺱ ﻫﻴﻠﻲ ﻤﺅﻟﻑ ﻜﺘﺎﺏ "ﺠﺫﻭﺭ" ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺴﺎﻓﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻓﺭﻴﻘﻴﺎ. ﻭﻫﻨﺎﻟﻙ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺒﻬﺔ ﻓـﺎﻟﻴﻭﻡ ﻴﻭﺠـﺩ ﺃﺤﻔﺎﺩ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺭ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻭﺩﺍﺀ ﻓﻲ ﺒﻨﺴﻠﻔﺎﻨﻴﺎ ﻭ "ﺩﻴﻠﻭﻴﺭ" ﻭ"ﻤﺎﺭﻴﻼﻨﺩ" ﻭ "ﻨﻴﻭﻴﻭﺭﻙ" ﻭ "ﻨﻴﻭﭽﻴﺭﺴﻲ".)٤( ﺠﻨﻜﻴﺯ ﺨﺎﻥ )٢٦١١ - ٧٢٢١( : ﻓﺎﺘﺢ ﻭﺇﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭ ﻤﻐﻭﻟﻲ. ﻓﺘﺢ ﺸﻤﺎل ﺍﻟﺼﻴﻥ، ﻭﺍﺠﺘﺎﺡ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻓﻲ ﺁﺴـﻴﺎ ﺍﻟﻭﺴـﻁﻰ ﻭﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ. ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻡ.- ٠٢ - 21. ﻭﻤﻥ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﺠﺩﻴﺭﺓ ﺒﺎﻟﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ، ﻤﺜﺎل ﺍﻟﻤﺭﺤﻭﻡ "ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩﺍﻭﺩ ﻓﻴﺼـل" ﻭﺯﻭﺠﺘـﻪ "ﺍﻟﺸـﻴﺨﺔ ﺨﺩﻴﺠﺔ" ﺍﻟﻠﺫﺍﻥ ﺃﺴﺴﺎ ﻤ ﺎ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ "ﻭﻜﺎﻨﺎ ﻋﻅﻴﻤﻲ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﺸﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺴـﻨﻲ. ﻭﻤـﻥ ﻌ ﱠ ﺍﻟﺜﺎﺒﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺨﺔ "ﺨﺩﻴﺠﺔ" ﻜﺎﻨﺕ ﺍﺒﻨﺔ ﻷﺏ ﺒﺎﻜﺴﺘﺎﻨﻲ ﻤﺴﻠﻡ، ﻭﺃﻡ ﺴﻭﺩﺍﺀ ﻤﻥ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻜﺎﺭﻴﺒﻲ، ﻜﺎﻨﺕ ﻗـﺩ ﻗﺎﺒﻠـﺕ ﺯﻭﺠﻬﺎ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺍﺴﺘﻭﻁﻨﺕ ﻓﻲ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ. ﻭﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺏ ﻓﻲ ﺍﻷﺼل ﺍﺒﻨﺎ ﻷﺏ ﻤﻐﺭﺒﻲ ﻭﺃﻡ ﻤﻥ ﺠﺭﻴﻨﺎﺩﺍ ﻓﻲ ﺠـﺯﺭ ﺍﻟﻬﻨﺩ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ. ﻜﺎﻨﺕ ﻜل ﺘﻼﻗﻴﺎﺕ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺒﺤﺜﻬﻡ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﻋﻥ ﺤﻴﺎﺓ ﺠﺩﻴـﺩﺓ ﺃﻓﻀـل. ﻭﺒﺤﺜﻬﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻠﻡ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺠﻌﻠﻬﻡ ﻏﺎﺭﺴﻴﻥ ﻟﻠﺒﺫﻭﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻭﻁﻨﻬﻡ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻫﺫﺍ. ﻭﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻤﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺤﻠﻡ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﺭﺀ ﻋﻨﺩﺌﺫ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺒﺤـﺙ ﻋـﻥٍ ﺍﻟﺜﺭﻭﺓ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻷﺤﻼﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ﻫﻤﺎ ﺍﻟﻠﺫﺍﻥ ﺩﻓﻌﺎ ﺒﺄﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﺍﻷﻭﺍﺌل ﻟﻐﺭﺱ ﺒﺫﻭﺭ ﺩﻴـﻨﻬﻡ ﻫﻨﺎﻙ. ﻭﻤﻥ ﺃﺠل ﻟﻘﻤﺔ ﺍﻟﻌﻴﺵ، ﺸﺭﻉ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻤﺘﻬﺎﻥ ﺃﻋﻤﺎل ﻭﻤﻬﻥ ﺠﺩﻴﺩﺓ، ﻤﺜل ﺍﻟﻤﻬـﺎﺠﺭﻭﻥ ﺍﻷﻭﺍﺌـلﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﺸﺘﻐﻠﻭﺍ ﺒﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻨﻘﻠﺔ، ﻭﺃﺨﺫﻭﺍ ﻴﺴﺎﻓﺭﻭﻥ ﻭﻴﻜﺩﺤﻭﻥ ﺩﺍﺨل ﻭﺤﻭل ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺤل ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ. ﻭﻫﻨﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺭ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭﺓ ﻨﻤﻭﺫ ﺎ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺤﺫﻭﺍ ﺤﺫﻭﻩ ﻓـﻲ ﺠ ﻜﺴﺏ ﻋﻴﺸﻬﻡ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺩﻴﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻐﺭﻴﺒﺔ. ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻨﻬﻡ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻴﺔ ﺇﻻ ﺒﻤﻘﺩﺍﺭ ﻁﻔﻴﻑ ﻓﺘﻤﺭﻜﺯﺕ ﻤﻌﻴﺸﺘﻬﻡ ﺤﻭل ﻤﺠﺘﻤﻌﻬﻡ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ. ﻭﻜﺎﻨﻭﺍ ﻓﻲ ﺘﺠﻭﺍﻟﻬﻡ ﻭﺴﻔﺭﻴﺎﺘﻬﻡ ﻴﺒﻴﻌﻭﻥ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﻭﺍﻟﺒﻀـﺎﺌﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺸﺘﺭﻭﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺒﻠﺩﻫﻡ ﺃﻭ ﺒﺎﻋﺔ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﻴﺼﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻜﺴﺏ ﺴﺭﻴﻊ ﻤﻥ ﺨﺩﻤﺎﺕ ﻫـﺅﻻﺀ ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻘﺎﺩﻤﻴﻥ ﺤﺩﻴ ﹰﺎ. ﻭﻗﺩ ﺘﻁﻭﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﻜل ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎل ﺍﻟﺸﺭﻗﻲ ﻭﺒﻁﻭل ﺍﻟﺴـﺎﺤل ﺍﻟﺸـﺭﻗﻲ ﺍﻟﻤﻤﺘـﺩ ﻤـﻥ ﺜ "ﻜﻭﻴﻨﺴﻲ" )ﺒﻭﻻﻴﺔ ﻤﺎﺴﺘﺸﻭﺘﻴﺱ( )ﺒﻭﻻﻴﺔ ﻤﻴﺭﻴﻼﻨﺩ(؛ ﺤﻴﺙ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻜﻠﻤﺔ "ﻋﺭﺒﻲ" ﺒﺎﻟﺘﺸﺩﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺤﺭﻑ )ﺍﻟﻌـﻴﻥ( ﻤﺭﺍﺩ ﹰﺎ ﺒﺩﻴﻼ ﻟﻜﻠﻤﺔ "ﺘﺎﺠﺭ ﻤﺘﺠﻭل".ﱢﹰ ﻓ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻴﻘﻭل ﻤﺅﺭﺨﻭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺇﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻴﻥ ﺃﺠﻨﺒﻴﻲ ﺍﻟﻤﻭﻟﺩ ﻴﺴﻴﻁﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺠـﺎل ﺍﻟﺘﺠـﺎﺭﺓ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ، ﻷﻥ ﻫﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭل ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺃﻤﺎﻤﻬﻡ، ﻟﻠﻌﻤل ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋل ﺍﻟﻭﺜﻴﻕ ﻤـﻊ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ؛ ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻌﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻱ ﻤﻥ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺭﺃﻭﺍ ﻓﻲ ﻀﻌﻑ ﻟﻐﺘﻬﻡ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻴﺔ ﻭﺠﻬﻠﻬﻡ ﺒﺎﻟﻨﻅﻡ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻀﻌ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺸﺨﺼﻬﻡ. ﺇﻨﻪ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ، ﻭﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺇﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡﻔ ﺍﻟﻐﻴﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺩﻴﻨﻪ ﺒﺄﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻠﻭﺍﺕ ﺍﻟﺨﻤﺱ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﻗﻴﺘﻬﺎ.. ﻴﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻻﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺭﺤل ﻜﺎﻥ ﻤﻼﺌ ـﺎ ﻭﺠـﺫﺍ ﺎﺒ ﻤ ﻟﻬﻡ.. ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺫﻟﻙ ﻋﻤﻼ ﻁﺒﻴﻌ ﺎ ﻓﻘﻁ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ، ﺒل ﻜﺎﻥ ﺃﻴ ـﺎ ﻤﺎﻨ ـﺎ ﺤ ﻀﻴﹰﻟﻠﻤﻼﺫ ﻭﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻭﺍﻗﻲ ﻟﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺤﺎﻭﻟﻭﺍ ﺒﻪ ﺸﻕ ﻤﻜﺎﻥ ﻷﻨﻔﺴﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ. ﻟﻘﺩ ﺘﻜﺭﺭ ﻨﻤﻁ ﺍﻻﺘﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﻨﻘل ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺴﻁ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ؛ ﺤﻴﺙ ﺠـﺫﺏ ﺒﺎﻟﻤﺜـل ﻤﻬـﺎﺠﺭﻴﻥ ﻋـﺭﺏ ﻭﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺁﺨﺭﻴﻥ، ﻭﻗﺩ ﺍﺴﺘﻘﺭ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻜﻤﺯﺍﺭﻋﻴﻥ ﻭﺘﺤﻭل ﺍﻟﺒﺎﻗﻭﻥ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﺭﺤﻠﺔ، ﻭﺒﻌﻀﻬﻡ ﺍﺸﺘﻐل َ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻓﻲ ﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻤﺠﺘﻤ ﺎ ﻋﺭﺒ ﺎ )ﻭﻤﺴﻠ ﺎ ﺒﺎﻟﺘﺩﺭﻴﺞ( ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨـﺎﻁﻕﻤﻴﻌﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺔ ﺒﻤﺼﺎﻨﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ "ﻫﺎﻴﻼﻨﺩ ﺒﺎﺭﻙ" "ﻫﺎﻤﺘﺭﺍﻤﺘﺵ" ﻓﻲ "ﺩﻴﺘﺭﻭﻴﺕ" ﻭ "ﻤﻴﺘﺸﺠﺎﻥ". - ١٢ - 22. ﺘﺴﺒﺒﺕ ﺍﻟﺨﻁﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﺴﻠﺔ ﻤﻥ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻟﻠﻭﻁﻥ ﻓﻲ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ. ﻓﻔﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﺠﺭﻴﺕ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻤﻴﻥ، ﺍﻜﺘﺸﻔﺕ ﻤﺠﻠﺔ "ﺩﻴﺘﺭﻭﻴﺕ" ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﺩﺭ ﺸﻬﺭ ﺎ ﺃﻥ ﻗﺭﻯ ﺒﺄﻜﻤﻠﻬﺎ، ﺍﻨﺘﻘﻠﺕ ﻭﺍﺴﺘﻭﻁﻨﺕ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺩﻴﺘﺭﻭﻴﺕ. ﻴ ﻓﻬﻨﺎ ﻴﻘﻴﻡ ﺃﻨﺎﺱ ﻤﻥ ﺠﻨﻭﺏ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺘﺘﺒﻌﻭﺍ ﺃﺼﻭﻟﻬﻡ؛ ﻓﻭﺠﺩﻭﻫﺎ ﺘﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﻗﺭﻴﺘﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ، ﺤﻴﺙ ﺘﻭﺠـﺩ ﻫﻨـﺎﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺠﺎﺀﻭﺍ ﺠﻤﻴﻌﻬﻡ ﻤﻥ ﻤﺩﻥ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﺜل "ﺒﻴﺕ ﺤﻨﻴﻥ" ﻭ "ﺭﺍﻡ ﺍﷲ" ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ.ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻴﺔ: "ﺃﻤﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ": ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺴﻁ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻅﻬﺭ ﻤﻌﻠﻡ ﻭﺘﺎﺠﺭ ﻤﺘﺭﺤل ﻏﺎﻤﺽ ﻴﺩﻋﻰ "ﻓﺄﺭﺍﺩ ﻤﺤﻤﺩ "ﻟﻠﻤﺭﺤﻭﻡ" ﺇﻟﻴﭽﻪ ﻤﺤﻤﺩ" ﻤﺅﺴﺱ ﻤﻨﻅﻤﺔ "ﺃﻤﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ" ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ، ﺍﻨﻁﻠﻘﺕ ﻋﺒﺭ ﺘﺤﻭﻻﺕ ﺠﺫﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ ﻗﺎﺌﺩﻫﺎ ﺍﻟﺤـﺎﻟﻲ ﺍﻹﻤﺎﻡ "ﻭﺭﻴﺙ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻤﺤﻤﺩ" ﺘﻘﺩﻡ ﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺴﻨﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ. ﻫﺫﺍ ﻭﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻜﻴـﺎﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜـﻲ ﺍﻟﻀﺨﻡ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻬﻭﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﻟﻼﻨﺩﻤﺎﺝ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻠﻔﻭﺯ ﺒﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺤﻠﻡ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ، ﺸﺄﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺸﺄﻥ ﺃﻱ ﻤﻭﺍﻁﻥ ﺃﻤﺭﻴﻜﻲ ﺁﺨﺭ. ﻗﺩ ﺘﺒﺩﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ﺩﻴﻨ ﺎ ﻷﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻋﺭﻓﻭﺍ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ "ﺃﻤﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ" ﺼﻭﺭﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟـﻰﻴ ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺘﻅل ﻤﺎﺜﻠﺔ ﺃﻤﺎﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ، ﺘﺴﻌﻰ ﺤﺎﻟ ﺎ ﻟﺘﻤﻜﻴﻥ ﺃﻋﻀﺎﺌﻬﺎ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﺘﺸـﻜلﻴ ﺃﻏﻠﺒﻴﺘﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩ ﻤﻥ ﺠﻨﻲ ﺍﻟﺜﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﺴﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﻘﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴـﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴـﺔ ﺍﻟـﺜﻼﺙ ﺍﻟﻜﺒـﺭﻯﻷﻋﻀﺎﺌﻬﺎ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﺴﺘﺎﻨﺘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﺎﺜﻭﻟﻴﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ. ﻭﺍﻟﻨﻘﻁﺔ ﺍﻟﻤﺜﻴﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻫﻲ ﻤﺎ ﻴﻘﻭﻟﻪ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺒـﺎﺤﺜﻴﻥ ﻋـﻥ ﺃﻥ ﺘﻌـﺎﻟﻴﻡ ﻤﺅﺴﺱ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﻷﺘﺒﺎﻋﻪ ﺘﻤﺜل ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺃﺨﻼﻗﻴﺔ ﺘﻤﺎﺜل ﺘﻤﺎ ﺎ ﻟﻠﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺘﻁﻬﺭﻴﻴﻥ)٥(. ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺜﻴﺭﱠ ﱢﻤ ﻟﻠﺴﺨﺭﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻫﺫﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺨﺭ ﻭﺍﻟﺯﻫﻭ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﺘﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻭﺘﻨﻤﻴﺘﻬﺎ، ﻟﻡ ﻴﺘﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺇﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺍﻷﺴﻭﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ، ﻭﺤﺴﺏ ﺒل ﺩﻓﻌﻪ ﻨﺤﻭ ﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻻﻨـﺩﺭﺍﺝ ﻤـﻊ ﺍﻟﺤﻠﻡ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ.. ﻭﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﺤﺭﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ، ﺃﺼﺒﺢ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﺘﺤﻭﻟﻭﻥ ﺃﻜﺜـﺭ ﺜﻘـﺔ ﺒﺎﻟﻨﻔﺱ، ﻭﺃﻜﺜﺭ ﺘﻤﺴ ﹰﺎ ﻭﺃﻜﺜﺭ ﻭﺜﻭ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﺤﻼﻤﻬﻡ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ.ﻗﻜ ﻭﻤﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻭﺍﻟﺴﻠﻭﻙ، ﺨﺭﺝ ﺸﻌﻭﺭ ﺠﺩﻴﺩ ﻴﻘﺭ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺘﻜـﻭﻥ ﺃﻜﺜـﺭ ﺼﻼﺤﻴﺔ ﻜﻭﻁﻥ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ. ﻟﻜﻥ ﻤﺎ ﺯﺍﻟﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﻁﻭﺓ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺘﺠﺎﻩ ﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻹﺴـﻼﻡ ﻤـﻊ ﺍﻟﺤﻠﻡ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻓﻲ ﻁﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺠﻨﻴﻨﻲ، ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻨﺘﺸﺭ ﻓﻴﻪ ﺍﻵﻥ ﺤﺭﻜﺔ ﻤﻌﺎﻜﺴﺔ ﻤـﻥ ﺠﻤﺎﻋـﺎﺕ ﺘﻨﺘﻤـﻲ ﻟﻠﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺃﻤﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﺄ ﺎ ﻭﺃﻜﺜﺭ ﺜﻭﺭﻴﺔ. ﺴ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻴ ﺎ، ﺒﺨﻼﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺘﺠﺎﻩ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ. ﺍﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺄﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥﻀ ﺍﻟﻤﺘﺄﻤﺭﻜﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺭﻴﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻨﺫ ﺃﻤﺩ ﺒﻌﻴﺩ ﻜﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻠﻡ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜـﻲ. ﻓﻘـﺩ ﺒﺯﻏـﺕ ﺠﻤﺎﻋـﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﺩﻤﺔ ﻤﻥ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﺸﺘﻰ ﺒﺎﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ، ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻟﺘﺅﻜﺩ ﻫﻭﻴﺘﻬﺎ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺩﺍﺨل ﺇﻁـﺎﺭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ.)٥( ﺍﻟﺘﻁﻬﺭﻱ: ﻋﻀﻭ ﻓﻲ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺒﺭﻭﺘﺴﺘﺎﻨﺘﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻨﺠﻠﺘﺭﺍ ﻭﻨﻴﻭ ﺇﻨﺠﻠﻨﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻨﻴﻥ ﺍﻟـ ٦١ ﻭ ٧١ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻁﺎﻟﺒﺕ ﺒﺘﺒﺴﻴﻁ ﻁﻘـﻭﺱﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻭﺒﺎﻟﺘﻤﺴﻙ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩ ﺒﺄﻫﺩﺍﺏ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ، ﻭﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﺒﺎﻷﺨﻼﻕ ﺍﻟﻨﺒﻴﻠﺔ.. ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻡ.- ٢٢ - 23. ﺍﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ: ﻜﺎﻥ ﺍﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺍﺤ ﺍ ﻤﻥ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻤﻊ ﺍﻟﺤﻠـﻡ ﺩ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ. ﺃﺴﺱ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﻋﺭﺏ ﻗﺩﻤﻭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻭﻤﻥ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻬﻼل ﺍﻟﺨﺼﻴﺏ )ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﻨﻀﻡ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﻤﺴـﻠﻤﻭﻥ ﻤﻥ ﺃﺼﻭل ﺃﺨﺭﻯ(، ﻭﺘﺸﻜل ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﻭﺃﻤﺭﻴﻜﻴﻴﻥ ﻤﺤﺎﻴﺩﻴﻥ، ﻋﺯﻤﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌـﻴﺵ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ. ﻟﻘﺩ ﺍﺤﺘﻀﻨﻭﺍ ﺃﻴ ﺎ ﺍﻟﺤﻠﻡ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻭﻋﺯﺯﻭﺍ ﺍﻻﺘﺠـﺎﻩ ﺍﻟﺘﻁ ـﺭﻱ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴـﺩﱠ ﻬﻀﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ، ﻭﻋﻤﻠﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﻭﻴﺔ ﺍﻟﺨﻁ ﺍﻟﻤﺘﺤﻔﻅ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺭﻱ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻜﻠﻬﺎ. ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ، ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﺭﺀ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﻗـﺭﺍﺭﻫﻡ ﺍﻟـﺩﺍﻋﻲ ﻟﻌـﺩﻡ ﺭﺅﻴـﺔ ﻤﺠﺘﻤﻌﻬﻡ ﻴﻔﻘﺩ ﻫﻭﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺒﻴﺌﺘﻪ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻗﺎﺩﻫﻡ ﺇﻟﻰ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﺤﻭﺍﺠﺯ. ﻓﺄﻨﺸﻁﺔ ﻤﺜل ﺍﻟﺭﻗﺹ ﻭﺍﻟﻤﻘـﺎﻤﺭﺓ ﻭﺍﻟﺸـﺭﺏ )ﺍﺤﺘﺴﺎﺀ ﺍﻟﺨﻤﺭ( ﻭﺘﻘﻠﻴﺩ ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺃﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻻﻨﺘﻬﺎﻙ ﺍﻟﻤﺤﺭﻤﺎﺕ، ﻓﺤﺭﻤـﺕ ﻭﻨﻬﻲ ﻋﻨﻬﺎ. ﻭﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺒﺎﺀﺕ ﺒﺎﻟﻔﺸل ﺒﻌﺽ ﺠﻬﻭﺩ ﺼﻴﺎﻨﺔ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﻤﻬـﺎﺠﺭﻴﻥ ﻓـﻲ ﺃﻭﺍﺴﻁ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ. ﻭﻟﻜﻥ ﺘﻭﺝ ﺒﺎﻟﻨﺠﺎﺡ ﻨﺸﺎﻁ ﺍﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺃﻋﻀـﺎﺌﻪ ﻤﻊ ﺍﻟﺤﻠﻡ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ، ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻋﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﻜﺯ ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴـﺔ، ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﻌﻨـﻲ ﺒﺤﺎﺠـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ، ﻭﺘﺤﻘﻕ ﺒﺫﻟﻙ ﺸﻜل ﻤﻥ ﺃﺸﻜﺎل ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ، ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﻷﻜﺒﺭ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤـﻊ)ﺍﻟﺠﺎﻟﻴﺔ( ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻟﻡ ﺘﺤﺩﺙ ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺒﻜﺜﻴﺭ. ﻭﺒﻔﻀل ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﻟﺴﻨﺔ ٥٦٩١ ﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺁﺴﻴﻭﻴﻭﻥ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺃﻜﺒﺭ ﻋﻤﺎ ﺫﻱ ﻗﺒـل، ﻜﻤـﺎ ﻭﺼل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤﻬﻨﻴﻭﻥ ﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﻤﻥ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺇﻴﺭﺍﻥ ﻭﺍﻟﻬﻨﺩ ﻭﺒﺎﻜﺴﺘﺎﻥ ﻭﺃﻨﺩﻭﻨﻴﺴﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ.. ﻭﻗـﺩ ﺃﻭﻀـﺤﺕ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺤﺩﻴﺜﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻙ، ﺒﻴﻥ ﻤﺎ ﻴﺯﻴﺩ ﻋﻥ ﻤﺎﺌﺔ ﺃﻟﻑ ﻤﻬﺎﺠﺭ ﻭﺼﻠﻭﺍﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ٥٤٩١. ﻨﺴﺒﺔ ﺘﻘﺩﺭ ﺒـ ٠٧% ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ، ﺒﻌﻜﺱ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺤﺎﺩ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ.ﺜ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻁﻠﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ: ﻟﻡ ﺘﻘﺘﺼﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﻓﻲ ﺘﻌﺩﺍﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺒﺄﻤﺭﻴﻜﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﻴﻥ ﻓﻘﻁ، ﻓﻘﺩ ﻀﻤﺕ ﺃﻋﺩﺍ ﺍ ﻤﻥ ﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺠﺎﺀﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺜﻼﺜﻴﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﻥ، ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻁﻠﺒـﺔ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﻭﻥ ﻴﻤﺜﻠﻭﻥ ﻨﺴﺒﺔ ﻤﺌﻭﻴﺔ ﻀﺌﻴﻠﺔ ﻻ ﺘﺫﻜﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﻠﺒﺔ ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ، ﻭﻟﻜﻥ ﻋﺩﺩﻫﻡ ﻭﺼل ﻓﻲ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ٠٠٠,٠٢١ ﻁﺎﻟﺏ ﻤﺴﻠﻡ. ﻭﺴﺎﻋﺩ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺙ ﺍﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﺠﻼﺀ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻭﺯﻴـﺎﺩﺓ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺒﺘﺜﻘﻴﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ. ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺨﻀﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﻴﻼﺩ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻁﻠﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﻯ ﻤﺸﻭﺍﺭ ﻨﺠﺎﺤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻭﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ "ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ"، ﻭﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺃﻜﺒﺭ ﺍﻨﺘﺸﺎ ﺍ ﻋﻨﻲ ﺒﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﻴﻥﺭ ﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻁﻼ ﺎ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺠﻤﻌﻴـﺔ ﺍﻟﻁﻠﺒـﺔ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﻴﻥ. ﻫـﺅﻻﺀ ﺒ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻭﻥ ﺍﻟﺠﺩﺩ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺩﻭﻥ ﺍﺘﺴﻤﻭﺍ ﺠﻤﻴ ﺎ ﺒﺎﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺅﻜﺩ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ. ﺒﻴـﺩ ﻌ - ٣٢ - 24. ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻹﻴﺭﺍﻨﻴﺔ ﺨﻠﻘﺕ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺄﻤﻥ ﻭﻋﻤل ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ، ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻗﺩﻤﻭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ. ﻭﻟﻜﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﻹﻓﺭﺍﺝ ﻋﻥ ﺭﻫﺎﺌﻥ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ، ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻭﻥ ﺍﻹﻴﺭﺍﻨﻴـﻭﻥﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻴﻤﺎﺭﺴﻭﻥ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻁﺒﻴﻌﻲ. ﻭﻤﺎ ﺯﺍل ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﻭﻥ ﻤﻨﻬﻡ ﻴﺄﻤﻠﻭﻥ ﻓﻲ ﻟﻘﺎﺀ ﻤﻊ ﺍﻟﺤﻠﻡ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ. ﻭﺒﺎﻹﺠﻤﺎل، ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﻤﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ، ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻤﻤﻜﻨﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺘﻌﺩﻴﻼﺕ ﻓﻲ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﻭﻨﻤﻭ ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺩﺍﺨﻠ ﺎ. ﻴ ﻜﺎﻨﺕ ﺠﺎﺫﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﻠﻡ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻟﻠﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻭﺘﺘﻤﻴﺯ ﺒﺎﻟﺨﺼﻭﺼﻴﺔ؛ ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻥ ﻤﻌﻅﻤﻬﻡ ﺇﻤﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻗﻑ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻁﺎﺤﻨﺔ، ﺃﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﻏﻭﺘﻬﻡ ﺍﻟﻔﺭﺹ ﺍﻷﻓﻀل ﺤﺎﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ. ﻭﻜـﺎﻥ ﹰﻤﺜﺎﻟﻬﻡ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻴﻤﺎﺜل ﻤﺜﺎل ﻜﺜﻴﺭﻴﻥ ﺁﺨﺭﻴﻥ ﻗﺩﻤﻭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ.ﻏﺭﺱ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ: ﻫﻨﺎﻟﻙ ﻨﻘﻁﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺃﻥ ﻏﺭﺱ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻜﺎﻥ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺇﺴﻬﺎﻡ ﺁﺨـﺭ ﻓـﻲ ﺘﻨـﻭﻉ ﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. ﻭﺒﺈﻴﺠﺎﺯ ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻴﻥ ﺒﻤﻘﺩﻭﺭﻫﻡ ﺃﻥ ﻴﺼﺒﺤﻭﺍ ﻴﻭ ﺎ ﻤﺎ ﺃﺤـﺩ ﺩﻋـﺎﺌﻡ ﻤ ﺍﻟﻌﻭﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ، ﻭﺒﺄﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ )ﻤﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻤﺜـل ﺍﻟﻔـﺭﻭﻉ ﺍﻷﺨـﺭﻯ ﻟﻠﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ﺍﻹﺒﺭﺍﻫﻴﻤﻴﺔ( ﺴﺘﻘﻭﻡ ﺒﺩﻭﺭ ﻫﺎﻡ ﻓﻲ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺇﺨﻭﺍﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺤﻀﺎﺭ ﺎ ﺃﻴﻨﻤﺎ ﻭﺠﺩﻭﺍ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﻨﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡﻴ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ. ﻭﺴﺘﻌﺘﻤﺩ ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﻟﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﻬﺎﺠﺭﻴﻥ ﺇﻟﻴﻬـﺎ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﺨﺘﺎﺭﻭﺍ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﺤﻼﻤﻬﻡ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺤﻠﻡ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ. ﺃﺨﻴـ ﺍ ﻭﻟـﻴﺱﺭ ﺁﺨ ﺍ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﺭﺀ ﺃﻥ ﻴﺨﻠﺹ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻜﻼ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺘﺩﻴﻨﻴﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻴﻥ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺒﺎﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﹰ ﺭ ﻟﻠﺒﺸﺭﻴﺔ، ﻴﻤﻜﻨﻬﻡ ﺠﻤﻴ ﺎ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺎﻟﻴﺩﻫﻡ ﻭﺍﻟﻌﻴﺵ ﻓﻲ ﻜﻨﻔﻬﺎ، ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻨﺠﺤﻭﺍ ﻓﻘﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻀﺩﻌ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ. ***ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ: ﺠﺎﺀﺕ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺒﺎﻟﺠﺎﻤﻌﺎﺕ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻜﺎﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﺒـﺯﻭﻍ ﺍﻟﻭﻻﻴـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻜﻘﻭﺓ ﻋﻅﻤﻰ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ. ﻓﺎﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤـﺩﺓ ﺍﻵﻥ ﺘﻌﻤـل ﻋﻠـﻰ ﺘﺤﺩﻴـﺩ ﻤﺼـﺎﻟﺤﻬﺎ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻻ ﺘﻌﺭﻑ ﻋﻨﻬﺎ ﺸﻴ ًﺎ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﻘﻠﻴل.ﺌ ﻓﻘﺩ ﺍﺘﻀﺢ ﻟﻭﺍﻀﻌﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ ﻟﻠﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺃﻥ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﻤﺴـﺌﻭﻟﻴﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴـﻠﻁﻭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺒﺩﻭﻥ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ. ﻓﺘﻁﻠﺒﺕ ﺫﻟﻙ ﺍﻻﺴﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﺄﺨﺼﺎﺌﻴﻴﻥ ﻴﺘﻤﺘﻌﻭﻥ ﺒﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﻥ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺅﻫﻼﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺍﻻﺤﺘﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻤﻭﻴل ﺍﻟﻤﺒﺩﺌﻲ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺠﺎﺀ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴـﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺎﺕ ﻨﻔﺴﻬﺎ، ﺸﻬﺩﺕ ﻷﻋﻭﺍﻡ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺇﺴﻬﺎﻤﺎﺕ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻤﺜل "ﻓﻭﺭﺩ" ﻭ "ﺭﻭﻜﻔﻠﺭ" ﻭ "ﺇﻴﺠﻪ" ﻭ "ﻜﺎﺭﻴﻨﻴﺠﻲ". ﻓﻘﺩ ﺘﻁﻭﻋﺕ ﻤﺅﺴﺴﺔ "ﻓﻭﺭﺩ" ﻭﺤﺩﻫﺎ ﺒﻤﺒﻠﻎ ٠٤٣ ﻤﻠﻴﻭﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﻤﺎ ﺒﻴﻥ ١٥٩١ ﻭ ٥٧٩١. - ٤٢ - 25. ﻟﻘﺩ ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴـﺔ )ﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨـﺎﻁﻕ( ﻤﻭﻀﻭﻋﺎ ﺫﺍ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺃﻜﺎﺩﻴﻤﻲ ﻫﺎﺌل ﻭﺠﺩل ﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ. ﻓﻸﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ، ﺘﻡ ﺘﻘﺴـﻴﻡ ﺍﻹﺴـﻼﻡ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺇﻟﻰ "ﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴﻁﻲ" ﻭﻴﺸﻤل ﺇﻴﺭﺍﻥ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺸﻤﺎل ﺃﻓﺭﻴﻘﻴـﺎ "ﺠﻨـﻭﺏ ﺁﺴـﻴﻭﻱ" ﻭ "ﻭﺁﺴـﻴﻭﻱ ﺃﻭﺴﻁﻲ" ﻭ "ﺠﻨﻭﺏ ﺸﺭﻕ ﺁﺴﻴﻭﻱ" ﻜﻤﻨﺎﻁﻕ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ. ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻅﻠـﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴﻁﻴﺔ ﻤﺤﻭﺭ ﺒﺅﺭﺓ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻨﻅ ﺍ ﻟﻤﺭﻜﺯﻴﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﻭﻨﻅ ﺍ ﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤـﺩﺓﺭﺭ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺨﻁﻴﺭﺓ ﺒﻬﺎ. ﺃﻤﺎ ﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺠﻨﻭﺏ ﺁﺴﻴﺎ ﻓﻲ ﺒﻨﺴﻠﻔﺎﻨﻴﺎ ﻭﺸﻴﻜﺎﻏﻭ ﻭﻜﻠﻭﻤﺒﻴـﺎ ﻓﻘـﺩ ﻋﻨﻴﺕ ﺃﺴﺎ ﺎ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻬﻨﺩ، ﻭﺍﻫﺘﻤﺕ ﻗﻠﻴﻼ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻬﻨﺩ ﻭﺍﻫﺘﻤﺕ ﻗﻠﻴﻼ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺠﻨﻭﺏ ﺁﺴـﻴﺎ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﺔ. ﹰﹰﺴ ﻭﺒﺎﻟﻤﺜل ﺭﻜﺯﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺠﻨﻭﺏ ﺸﺭﻕ ﺁﺴﻴﺎ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻨﺩ ﺍﻟﺼـﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼـﻴﻥ ﻭﺍﻟﻴﺎﺒـﺎﻥ،ﻭﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻤﺭﻜﺯ "ﻜﻭﺭﻨﻴل" ﺃﻭﻟﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻫﺘﻤﺎ ﺎ ﺒﺄﻨﺩﻭﻨﻴﺴﻴﺎ ﻭﻤﺎﻟﻴﺯﻴﺎ.ﻤ ﻫﺫﺍ ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻗﺩ ﺤﺩﺩﺕ؛ ﺒﺤﻴﺙ ﺘﺨﺭﺝ ﺨﺒﺭﺍﺀ ﻤﺅﻫﻠﻴﻥ ﻟﺘﻭﻟﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺼﺏ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﻓﻲ ﺼﻴﺎﻏﺔ ﻭﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ ﻤـﻊ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ، ﻭﻹﻋﺩﺍﺩ ﺤﺼﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺘﺭﺸﺢ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻟﻠﻤﺩﺍﺭﺱ ﻭﻟﻠﻌﺎﻤﺔ. ﻭﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ، ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺘﺘﻡ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﺩﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺤﻠﻘـﺎﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﻨﺸﺭ ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻭﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﻟﺭﺤﻼﺕ ﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ ﻭﺘﺒﺎﺩل ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﻤﻊ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻀﻴﻔﺔ. ﻭﺘﻀﻡ ﺍﻵﻥ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴﻁﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻀـﻭﻴﺘﻬﺎ ٠٠٥,١ ﻋﻀﻭ، ﻭﺘﻀﻡ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻵﺴﻴﻭﻴﺔ ﻤﺎ ﻴﻘﺭﺏ ﻤﻥ ٠٠٢ ﻋﻀﻭ ﻤﺘﺨﺼﺹ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻵﺴﻴﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ. ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺠﻨﻭﺏ ﺁﺴﻴﺎ )ﺴﺎﺒﻘﺔ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻜﺴﺘﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻨﺩﻴﺔ( ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻻﺤﺘﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻬﺩﻑ ﻟﻨﺸﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺇﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﻋﻥ ﻤﺴﻠﻤﻲ ﺠﻨﻭﺏ ﺁﺴـﻴﺎ. ﻭﻫﻨﺎﻟﻙ ﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﻏﻴﺭ ﺃﻜﺎﺩﻴﻤﻴﺔ ﻤﺜل "ﻤﻌﻬﺩ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ" ﻭ "ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻵﺴﻴﻭﻴﺔ" ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﺘﻤل ﻋﻀﻭﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻏﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﺭﺍﺀ ﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﻋﺎﻤﺔ ﻭﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﻴﻥ ﺴﺎﺒﻘﻴﻥ، ﻭﻫﻲ ﻤﺭﺍﻜﺯ ﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﺒﺘﻨﻅﻴﻤﻬـﺎ ﺍﻟﺠﻴـﺩ ﻭﺤﻠﻘﺎﺘﻬـﺎ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﻴﺔ ﻭﻤﺅﺘﻤﺭﺍﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺸﻁﺔ. ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﺤل ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴﻁﻴﺔ، ﻴﺘـﺄﻟﻔﻭﻥ ﻤـﻥ ﻤﻐﺘﺭﺒﻴﻥ ﺃﻭﺭﺒﻴﻴﻥ ﺃﻜﺎﺩﻴﻤﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺃﻏﻠﺒﻬﺎ ﻟﻤﻭﺍﺩ ﻤﺜل ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ. ﻓﻜﺎﻥ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻴﺭ "ﻫـﺎﻤﻴﻠﺘﻥ ﺠﻴﺏ" ﻭ "ﺠﻭﺴﺘﺎﻑ ﻓﻭﻥ ﺠﺭﻭﻨﺒﺎﻭﻡ"، ﺍﻟﻠﺫﻴﻥ ﻗﺩﻤﺎ ﻟﻠﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻤﻥ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﻥ، ﻗﺩ ﺴﺎﻋﺩﺍ ﻓﻲ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﺩﻨﻰ ﺒﺠﺎﻤﻌﺎﺕ "ﻫﺎﺭﻓﺎﺭﺩ" ﻭ "ﺸﻴﻜﺎﻏﻭ"، "ﻭﻜﺎﻟﻴﻔﻭﺭﻨﻴﺎ" ﻭﺃﺜﺭ ﻓﻲ ﺠﻴل ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻴﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻴﻥ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﺒﺄﺴﻠﻭﺒﻬﻡ ﺍﻻﺴﺘﺸﺭﺍﻗﻲ ﺍﻷﻭﺭﺒﻲ ﻓـﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ. ﻭﻓـﻲ "ﺒﺭﻴﻨﺴﺘﻭﻥ" ﺤﻴﺙ ﻗﺎﻡ ﺒﺎﻟﺘﺩﺭﻴﺱ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ "ﻓﻴﻠﻴﺏ ﻙ. ﺤﺘﻰ" ﻟﻤﺎ ﻴﻘﺭﺏ ﻤﻥ ﻨﺼﻑ ﻗﺭﻥ، ﻭ "ﺒﻨﺴﻠﻔﺎﻨﻴﺎ" ﻭﺠـﺩ ﻤﺭﻜﺯﺍﻥ ﺁﺨﺭﺍﻥ ﻫﺎﻤﺎﻥ ﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ.- ٥٢ - 26. ﻭﻓﻲ ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃﻨﺸﺄﺕ ﻤﺭﺍﻜﺯ ﺃﺨﺭﻯ ﺠﺩﻴـﺩﺓ، ﺘﺤـﻭل ﺍﻻﻫﺘﻤـﺎﻡ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻌﻠـﻭﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ. ﻭﺸﻬﺩ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺘﻜﺎﺜ ﺍ ﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔﺭ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ. ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺘﻌﺎﻟﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭل ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﺤـﺩﻴﺙ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺜﺒﺎﺕ ﺃﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻭﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﺯﻋـﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴـﺔﻭﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﻭﺘﻬﺩﻴﺩ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺭﻭﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ. ﻭﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻲ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﻨﺠﺩﻩ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ: "ﺩﺍﻨﻴل ﻟﻴﺭﻨﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻥ" "ﺯﻭﺍل ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ". ﻭﻗﺩ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺤﻭل ﺍﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ﺍﻟﻤﺅﻜﺩ ﻜﺜﻴ ﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻌﺭﻗﻲ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺙ، ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻟﻴـﺔ ﺭ ﺍﻟﺴﺎﺫﺠﺔ ﺒﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴﻁﻴﺔ. ﻭﺃﺨﺫ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺒﺎﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ، ﻴﻔﺤﺼﻭﻥ ﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻋﻠﻰ ﻀﻭﺀ ﻤﺴﺎﺌل ﻤﺭﺠﻌﻴﺔ ﻤﺜـل "ﺘﻜﻭﻥ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎل" ﻭﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﺎﻭل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻹﻅﻼﻤـﻲ ﻷﻨﻤـﺎﻁ ﺍﻟﻘـﻴﻡ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴـﺔﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ. ﺘﻁﻠﻌﺕ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺍﻜﺯ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺘﺼﺒﺢ ﺫﺍﺕ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺩﺍﺨﻠﻲ ﻤﻨﻀﺒﻁ ﻭﻟﻜﻥ ﻓﻘﻁ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺘﺤﺘﻀﻥ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺫﺍﺕ ﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﻤﻥ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﺤﺕ ﺴﻘﻑ ﻭﺍﺤﺩ. ﻭﻓﻲ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ، ﻟﻡ ﺘﻔﺸل ﻓﻘﻁ ﺒـﺭﺍﻤﺞ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻓﻲ ﺘﻜﺎﻤل ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﻓـﻲ ﻋﻤﻠﻴـﺎﺕ ﺒﺤﻭﺜﻬـﺎ ﻭﻤﻨﻬـﺎﺝﺘﺩﺭﻴﺴﻬﺎ، ﺒل ﻭﻓﺸﻠﺕ ﺃﻴ ﺎ ﻓﻲ ﺭﺒﻁ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﺒﺘﺭﺍﺙ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ. ﻀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺘﺤﺕ ﻤﺠﻬﺭ ﻗﺴﻡ ﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﺒﺎﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻭﻫﻴﺌﺔ ﺨـﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤـﻭﺙ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌـﺔ ﻟﻠﻜﻭﻨﺠﺭﺱ ﻭﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﺒﺎﻟﺒﻴﺕ ﺍﻷﺒﻴﺽ: ﻟﻘﺩ ﺃﺨﺭﺠﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﻋﺩ ﺍ ﻀﺨ ﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻥ. ﻓﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﺘﻤﺘﻠﻙ ﺍﻟﻭﻻﻴـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤـﺩﺓﻤ ﺩ ﺃﻜﺒﺭ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻀﻁﻠﻌﻴﻥ ﺒﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ، ﻓﻔﻲ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺤﺩﻴﺙ ﺃﻋﺩ ﻟﻤﺅﺴﺴﺔ "ﻓﻭﺭﺩ" ﻭﺭﺩ ﺃﻨﻪ ﻴﻭﺠﺩ ٠٠٨٢ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻥ ﺍﻟﺤﺎﺼﻠﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭﺍﻩ ﺒﺎﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤـﺩﺓ ﻓـﻲ ﺘﺨﺼـﺹ ﺍﻟﺸـﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻭﺸﻤﺎل ﺃﻓﺭﻴﻘﻴﺎ. ﻭﻴﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﻗﻡ ٠١% ﻤﻥ ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻥ ﺍﻟﺤﺎﺼﻠﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟـﺩﻜﺘﻭﺭﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ. ﻭﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻀﻡ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﻴﻥ ﺒﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﺔ ﻓـﻲ ﺃﻓﺭﻴﻘﻴـﺎ، ﻭﺠﻨﻭﺏ ﺁﺴﻴﺎ، ﻭﺁﺴﻴﺎ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ، ﻭﺠﻨﻭﺏ ﺸﺭﻕ ﺁﺴﻴﺎ، ﺴﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺭﻗﻡ ﺍﻹﺠﻤﺎﻟﻲ ﻟﻬﺅﻻﺀ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ ﺍﻟـﺩﻜﺎﺘﺭﺓ ٠٠٠٣ )ﺜﻼﺜﺔ ﺁﻻﻑ( ﺨﺒﻴﺭ. ﻭﻟﻜﻥ ﻤﺎﺫﺍ ﻋﻥ ﻨﻭﻋﻴﺔ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﺤﺘﺭﻓﻴﻥ ﻭﻋﻤﻠﻬﻡ؟ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ، ﺨﻠﺹ ﺍﻟﺒﺭﻭﻓﻴﺴﻭﺭ "ﻟﻴﻭﻨﺎﺭﺩ ﺒﺎﻴﻨـﺩﺭ" ﺍﻟـﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻟﻠﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻤﺭ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺃﻥ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﺘﻌﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭﺘﻐﻴﺭ ﺍﻷﻫﻭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﺸﻭﻴﻪ ﺍﻷﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻲ ﻭﺍﻟﺘﻌﻤﻴﺔ ﺍﻟﺭﻭﻤﺎﻨﺘﻴﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻴﺯ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺃﻴ ﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﺩﺭ ﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺼﻴﺔ" ﻭﻴﺸﻴﺭ "ﺒﺎﻴﻨﺩﺭ" ﺃﻴ ﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﺔ ﺍﻻﺤﺘﺭﺍﻓﻴﺔ ﻟﻜﺜﻴـﺭﻀﻀﻤﻥ ﺇﺨﺼﺎﺌﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻤﻜﺎﻨﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﻥ ﺯﻤﻼﺌﻬﻡ.- ٦٢ - 27. ﻭﻴﺘﺠﻪ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺃﻴ ﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺨﺒﺭﺍﺀ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻟﻡ ﻴﻔﺸﻠﻭ ﻭﺤﺴﺏ ﻓﻲ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘـﺔﻀ ﻤﺤل ﺩﺭﺍﺴﺘﻬﻡ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻡ ﻓﺸﻠﻭﺍ ﺃﻴ ﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻬﺎﻡ ﺒﺄﻱ ﺸﻲﺀ ﻨﻅﺭﻱ ﺫﻱ ﻗﻴﻤﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﻅﻤﻬﻡ. ﻭﻓﻲ ﺤـﻴﻥ ﻗـﺩﻡ ﻀ ﺇﺨﺼﺎﺌﻴﻭ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺍﻟﻼﺘﻴﻨﻴﺔ ﺇﺴﻬﺎﻤﺎﺕ ﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟـﺙ ﻤـﻥ ﺨـﻼل ﺼـﻴﺎﻏﺔ ﻭﺘﻭﻀﻴﺢ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻑ ﻭﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ. ﻭﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﺤﺩﺙ ﺇﺨﺼﺎﺌﻴﻭ ﺠﻨﻭﺏ ﺁﺴﻴﺎ ﺘﻘﺩ ﺎ ﻜﺒﻴ ﺍ ﻓـﻲ ﻨﻅﺭﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺤـﻭل ﻤ ﺭ ﺍﻟﻁﺒﻘﻲ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﻤﺠﺎل ﻭﺍﺤﺩ ﻓﻲ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﻹﺨﺼﺎﺌﻲ ﺍﻟﺸـﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴـﻁ ﺃﻥﻴﺩﻋﻭﺍ ﺇﺴﻬﺎ ﺎ ﻓﻴﻬﺎ، ﺒل ﻭﻻ ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﻋﻠﻡ ﺍﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻷﺩﻴﺎﻥ ﺃﻭ ﺃﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ.ﻤ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻟﺩﻗﻴﻕ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺍﻜﺯ ﻭﺨﺒﺭﺍﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻭﺘﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ، ﻓﺎﻟﻨﺎﺘﺞ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻤﻥ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻻﺤﺘﺭﺍﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘـﺎﺭﻴﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ ﻭﺇﺩﻻﺀﺍﺕ ﺍﻟﻜﻭﻨﺠﺭﺱ ﻜﺎﻥ ﻫﺎﺌﻼ ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻤﺩﻯ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺴﺘﻐل ﻓﻴﻪ ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻤـﻥ ﻗﺒـل ﺍﻟﺤﻜﻭﻤـﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴـﺔ ﹰ ﺒﻤﻭﻅﻔﻲ ﺨﺎﺭﺠﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﻀﺭﻤﻴﻥ ﻟﻴﺱ ﻭﺍﻀ ﺎ. ﺤ ﺘﻭﻅﻑ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻭﻫﻴﺌﺔ ﺨـﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤـﻭﺙ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌـﺔ ﻟﻠﻜـﻭﻨﺠﺭﺱ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻭﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﺒﺎﻟﺒﻴﺕ ﺍﻷﺒﻴﺽ ﻋﺩ ﺍ ﻀﺨ ﺎ ﻤﻥ ﺇﺨﺼﺎﺌﻴﻲ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺨﺒـﺭﺍﺕ ﻤ ﺩ ﺍﻷﻜﺎﺩﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ. ﻟﻜﻨﻬﻡ ﻤﺒﻌﺩﻭﻥ ﻨﺴﺒ ﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ. ﻓﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﻜﻡ ﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﻴ ﺇﺨﺼﺎﺌﻴﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻭﻜﻡ ﻫﺎﺌل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻬﺎ، ﻜﺎﻥ ﻭﻤﺎ ﺯﺍل ﻫﻨﺎﻙ ﻀـﻌﻴﻑ ﺸـﺩﻴﺩ ﻓـﻲ ﺴﻴﺎﺴـﺔﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ. ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻻﻨﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻔﺎﺠﺊ ﻓﻲ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﺇﺤﺩﻯ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺸل ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺨﺼﺎﺌﻴﻭ ﺍﻟﺸـﺌﻭﻥ ﺍﻹﻴﺭﺍﻨﻴـﺔ ﻋـﻥ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻤﺩﻯ ﻜﺭﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻹﻴﺭﺍﻨﻲ ﻟﻠﺸﺎﻩ ﻭﺤﻜﻤﻪ ﻓﺄﺨﺫﻭﺍ ﻴﺸﻴﺩﻭﻥ ﺒﺎﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻭﻴﺴﺘﻤﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺩﺡ ﺜﺒـﺎﺕﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻭﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺤﺘﻰ ﺃﻴﺎﻤﻪ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ. ﺍﻏﺘﻴﺎل ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ: ﻜﺎﻥ ﺍﻏﺘﻴﺎل ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﺃﻴ ﺎ ﺼﺩﻤﺔ ﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ﺒﺎﻟﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼـﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟـﺫﻴﻥ ﻜـﺎﻨﻭﺍ ﻀ ﻴﻜﺘﺒﻭﻥ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻴﺭ ﻋﻥ ﺸﻌﺒﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻬﺎﺌﻠﺔ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ. ﻭﺃﻓﻐﺎﻨﺴﺘﺎﻥ ﻤﺜﺎل ﺁﺨﺭ ﺃﻴ ﺎ، ﺤﻴـﺙ ﺼـﺩﻡ ﺃﻏﻠـﺏ ﻀ ﺨﺒﺭﺍﺀ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻭﻗﺕ ﺤﺩﻭﺙ ﺍﻟﻀﺭﺒﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺭﻜﺴﻴﺔ ﻋﺎﻡ ٨٧٩١ ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟﺩﻯ ﺍﺤﺩ ﻤﻨﻬﻡ ﻓﻜﺭﺓ ﺴﻭﻯ ﺤﻔﻨﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﺭﻭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﺠﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺒﺭﺍﺘﺸﻤﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺩﺩ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﻥ ﻓﻲ "ﻜﺎﺒﻭل". ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﺍﻷﻜﺎﺩﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺘﺸﻭ ﹰﺎ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻻﻨﻬﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤـﺔ،ﺸ ﻭﺒﻭﺴﻊ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﺘﺒﻴﻥ ﻋﻼﻤﺎﺕ ﺍﻻﻀﻁﺭﺍﺏ ﺍﻟﻔﻜﺭﻱ ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺘﻘﺭﻴ ﺎ. ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺒ ﺃﻫﻤل ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﻭﺍﻷﻁﺭ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺎﻭل ﺨﺒﺭﺍﺀ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻤـﻥ ﺨﻼﻟﻬـﺎ ﻓﻬـﻡ ﻭﺘﺤﻠﻴـل ﺩﻴﻨﺎﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﻓﺄﻫﻤﻠﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺼﻔﻭﺓ ﻭﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻁ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﻨﻅﻡ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻼﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ.- ٧٢ - 28. ﺃﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺒﺎﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻲ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺒﺈﺤﻴﺎﺌﻪ ﺠﺯﺀ ﻴﻬﺠﺭ ﻜﺜﻴـ ﺍ ﻤـﻥﺭ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻷﻜﺜﺭ ﻗﺩ ﺎ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻜل ﻤﻥ ﺃﺴﻠﻭﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ ﻭﺃﻴ ﺎ ﻤﺤﺘﻭﻴﺎﺘﻬﺎ. ﻭﻟﻡ ﻴﻬﺘﻡ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻷﻋﻤـﺎل ﻀﻤ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﺒﺭﻭﻓﻴﺴﻭﺭ "ﺒﺎﻴﻨﺩﺭ" ﺒﻤﺭﻜﺯ ﺸﻴﻜﺎﻏﻭ ﺤﻴﺙ ﺃﻅﻬﺭ ﻤﻴﻼ ﻭﻤﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﻁـﻭﻴﺭﺍﺕ ﹰ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﻅﺎﻤﻪ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺒﺎﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ. ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻌـﺎﻟﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻷﻜﺎﺩﻴﻤﻴﺔ، ﻓﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻟﻡ ﺘﻜـﻥ ﻤﺸـﺠﻌﺔ ﻭﺘﺸـﻴﺭ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻤﺕ ﺒﻬﺎ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻵﺴـﻴﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﺍﺒﻁـﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴـﺔ ﻭﺭﺍﺒﻁﺔ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻹﻋﻼﻤﻲ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻡ ﺘﺸﺭﺡ ﻟﺘﺩﺨل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﺩﺍﺭﺱﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ. ﻓﺎﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻵﺴﻴﻭﻴﺔ ﻤﻔﺤﻤﺔ ﺒﺎﻟﻘﻭﺍﻟﺏ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤـﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﻟﻁـﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺸﻭﻴﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺩ، ﻭﻻ ﺘﺨﻠﻭ ﺃﻴ ﺎ ﻤﻥ ﺍﻻﻓﺘﺭﺍﺀﺍﺕ، ﻓﺘﻘﺭﻴﺭ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻋﻥ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡﻀ ﻭﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻤﻠﺊ ﺒﺄﻤﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻐﺎﻟﻁﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﺭ ﺍﻟﺼﺭﻴﺢ. ﺃﻤﺎ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻵﺴﻴﻭﻴﺔ ﻟﻌﺎﻡ ٦٧٩١ ﻋﻥ ﺁﺴﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺘﻡ ﻓﻴﻪ ﻋﻤل ﻤﺴﺢ ﺸﺎﻤل ﻟـ ٦٠٣ ﻜﺘﺎﺏ ﻤﺩﺭﺴﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻓﻴﻘﻭل "ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺘﻌﻜﺱ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻭﺼﻲ ﺒـﻪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻭﻥ ﻋﻥ ﺘﺩﺭﻴﺱ ﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻷﺨﺭﻯ.. ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﻴﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺘﺘﺼـﻑ ﺒﺎﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻘﻁﺭ، ﻋﻨﺩﺌﺫ ﺴ ﹸﺜﺎﺭ ﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺸﺩﻴﺩﺓ ﻋﻥ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺸﺎﻤﻠﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴـﺔٍ ﺘﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ.ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻌﺩﺍﺀ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ: ﺒﺩﺃﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻨﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺭ ﻭﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻋﺸـﺭ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻴـﻴﻥ ﻤﺩﻓﻭﻋﺔ ﺒﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﻌﺩﺍﺀ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﻀﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﺴﺒﻭ ﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺭﻥﻗ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻋﺸﺭ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﺒﺤﺭﻜﺔ ﻤﺤﻤﻭﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻗﺎﻡ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻭﻥ ﻭﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻭﻥ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﻭﻥ ﺒﻨﻘل ﻭﺘﺭﺠﻤﺔ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻭﻨﺔ ﺒﺎﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﺴﻬﻤﺕ ﺇﺴﻬﺎ ﺎ ﺒﺎﻟ ﹰﺎ ﻓﻲ ﻨﻬﻀﺔ ﺃﻭﺭﺒﺎ. ﻤ ﻐ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸﺭ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ، ﻭﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ ﻭﻨﺯﻋﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺤﺒﺔ ﻟﻬﺎ، ﺘﻐﻴـﺭ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺭﻗﻴﻥ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﻴﻥ، ﻭﺍﻵﻥ ﺍﺴﺘﺒﺩل ﺍﻟﻌﺩﺍﺀ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ. ﺃﻤﺎ ﺒﺩﻭﺍﻓﻊ ﺇﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﻜﺒﺭ ﺤﻀﺎﺭﻱ ﻭﻫﻤﺎ ﺃﺴـﻭﺃ ﺒﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﻌﺩﺍﺀ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ )ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ، ﻫﻨﺎﻟﻙ ﺒﻼ ﺸﻙ ﻤﻥ ﺩﺭﺴﻭﺍ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﺔ ﺒﺼـﻭﺭﺓ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﺒﺩﺍﻓﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ(. ﻭﻓﻲ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﻬﻤﻠﺔ ﻤﻨﺫ ﺒﻀﻌﺔ ﻋﻘﻭﺩ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤـﺩﺓ ﻟﻤﻌﺎﻫﺩ ﺃﻜﺎﺩﻴﻤﻴﺔ ﺘﺒﺸﻴﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻤﻨﺫ ﺯﻤﻥ. ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻁﺒﻊ ﺍﻷﺼﻠﻲ ﻟﻠﻤﺴﺘﻭﻁﻨﻴﻥ ﺍﻟﺒﻴﺽ ﻓﻲ ﺃﻤﺭﻴﻜـﺎ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭل ﻤﺘﺴ ﺎ ﺒﺎﻟﺤﻤﺎﺱ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ، ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭﻫﻡ ﺃﻥ ﻟﺩﻴﻬﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻤﻘﺩﻭﺭﻫﻡ ﻤﻨﺤـﻪ ﻤﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻥ، ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﺩﻭﻥ ﻤﻘﺎﺒل، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﻨﻅﺭﻫﻡ ﻟﻴﺱ ﻟﺩﻴﻬﻡ ﺸﻲﺀ ﻜﻲ ﻴﺄﺨﺫﻭﻩ ﻤﻨﻬﻡ.- ٨٢ - 29. ﻜﺎﻥ ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ "ﻫﺎﺭﺘﻔﻭﺭﺩ" ﻭﺤﻠﻘﺎﺘﻪ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﻤﺠﻠﺘﻪ ﺍﻟﺭﺒﻊ ﺴﻨﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻨﺔ "ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻲ" )ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﻥ(، ﻤﻥ ﺃﺒﺭﺯ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻷﻜﺎﺩﻴﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﻭﻫﻭ ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﻟﻡ ﻴﺘﻭﻗﻑ ﻋﻥ ﻤﻭﻗﻔﻪ ﺍﻟﺘﺒﺸﻴﺭﻱ ﺍﻟﺼﺨﺎﺏ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﻥ. ﻓﻭﻗﺘﻬﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺤﺘـﻰ ﺯﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻤﻨﻌﺯﻟﺔ ﻭﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻟﺩﻴﻬﺎ ﺃﻱ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺒﺎﻟﺸﺭﻕ ﺴﻭﻯ ﻤﻌﺭﻓـﺔ ﻀـﺌﻴﻠﺔ ﺒﺎﻟﺸـﺭﻕﺍﻷﻗﺼﻰ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻴﺎﺒﺎﻥ، ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻟﺩﻴﻬﺎ ﺃﻱ ﻤﻌﺎﺭﻑ ﻋﻥ ﺒﻘﻴﺔ ﺁﺴﻴﺎ ﻭﺃﻓﺭﻴﻘﻴﺎ. ﻭﻟﻡ ﺘﺘﻭﺴﻊ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﺒﺩﺍﻴﺎﺕ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺒﻀـﻌﺔ ﺠﺎﻤﻌـﺎﺕ –"ﺒﺭﻴﻨﺴـﺘﻭﻥ"، "ﻫﺎﻓـﺎﺭﺩ"، "ﺸﻴﻜﺎﻏﻭ" "ﻓﻴﻼﺩﻟﻔﻴﺎ"، ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﺴﻨﻭﺍﺕ ﻋﺩﻴﺩﺓ، ﺤﻴﺙ ﺘﻭﺍﺠﺩﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﻋﻠـﻰ ﻨﻁـﺎﻕ ﺼﻐﻴﺭ ﻭﺘﻡ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﻤﺭﺍﻜﺯ ﺠﺩﻴﺩﺓ. ﻭﻓﻲ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﻥ، ﻭﺃﻓﺘﺘﺢ ﻤﺭﻜﺯ ﺠﺩﻴﺩ ﻜﺒﻴﺭ ﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﺩﻨﻰ ﻓﻲ ﻟﻭﺱ ﺍﻨﺠﻠﻴﺱ )ﻋﺭﻑ ﺒﺎﺴﻡ ﻤﺭﻜﺯ ﺠﻭﺴﺘﺎﻑ ﻓﻭﻥ ﺠﺭﻭﻨﺒﺎﻭﻡ(. ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺤﺎل، ﺤﺩﺙ ﺃﻜﺒﺭ ﺘﻭﺴﻊ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻓﺘـﺭﺓ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﻥ. ﻭﻫﻨﺎﻟﻙ ﺤﻘﻴﻘﺘﺎﻥ ﺠﺩﻴﺭﺘﺎﻥ ﺒﺎﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ﻓﻲ ﺸﺎﻥ ﺍﻟﺘﻭﺴﻊ ﻫﺫﺍ. ﻟﻸﻭﻟﻰ، ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻁﻭﻴﺭﺍﺕ ﺩﺍﻓﻊ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻫﺩﻓﻪ ﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺃﻗﺴﺎﻡ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺒﺈﺒﺩﺍﺀ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﻭﺍﻟﻤﺸـﻭﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﻜﺯﻋﻴﻤﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺤﺭﺏ. ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻷﻜﺎﺩﻴﻤﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺒﺯﻏﺕ ﺘﺤﺕ ﻤﻅﻠﺔ ﻤﺭﺍﻜﺯ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﻥ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻭﺍﻷﺩﻨﻰ ﻋﻠﻭ ﺎ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻱ ﺨﺎﺼﺔ ﺒـﺎﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔﻤ ﹶ ﻭﻋﻠﻭﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻷﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻴﺎ، ﻭﺃﻴ ﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ.. ﻭﺃﺠﻴﺯﺕ ﺍﻟﻤﻨﺢ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺘﺤﺕ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﻘـﻭﻤﻲﻀ ﻟﻴﺱ ﻓﻘﻁ ﻟﻁﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻜﻥ ﺃﻴ ﺎ ﻟﻁﻠﺒﺔ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻭﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴﻁﻴﺔ.ﻀ ﻭﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺘﺤﻭل ﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻋﻥ ﺍﻷﺩﻴـﺎﻥ ﺒﺼـﻔﺔ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻗﺩ ﺼﻴﻐﺕ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ – ﻤﺜل: ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ، ﺠﻨﻭﺏ ﺁﺴﻴﺎ، ﺠﻨﻭﺏ ﺸﺭﻕ ﺁﺴﻴﺎ، ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻗﺼﻰ.. ﺍﻟﺦ.. ﻟﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻤﻥ ﻗﺒـل ﻤﻜـﺎﻥ ﺃﺠﺭﻴﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺤﻭ. ﻭﺒﺼﺭﻑ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺤﺯﻴﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻟﻺﺴﻼﻡ، ﻭﺒﻌﻜﺱ ﺍﻟﻬﻨﺩﻭﺴﻴﺔ ﻜﺩﻴﻥ ﺤﻴﺙ ﻴﻤﻜﻥ ﺩﺭﺍﺴـﺘﻬﺎ ﻜﻅـﺎﻫﺭﺓ ﻫﻨﺩﻴﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﻤﺤﺼﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﻭﺤﺩﺓ ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻫﻨﺩﻴﺔ، ﻴﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻟﻴﺱ ﺒﻬﺩﻑ ﺩﺭﺍﺴﺘﻪ ﻓﻲ ﺇﻁـﺎﺭﻩ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﻜﺩﻴﻥ ﻭﻟﻜﻥ ﻜﺄﺤﺩ ﺃﻭﺠﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﻜﻤﻅﻬﺭ ﻤﻥ ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺤﻀﺎﺭﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ، ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻀﻌﻑ ﺨـﺎﺹ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻷﻥ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻴﻥ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻥ ﺒﺎﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻌﻠﻤـﻲ ﻴﺠﻬﻠﻭﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻟﻠﻤﺅﻤﻥ ﺒﻪ. ﻓﻠﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺃﻥ ﻴﻬﺘﻤﻭﺍ ﺒﺎﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻜﺸﻲﺀ ﺫﻭ ﻤﻌﻨﻰ، ﺒﻌﺩ ﺘﺨﻔﻴﻀﻬﺎ ﻟﻠﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺃﻻ ﻴﻌﺘﻘﺩﻭﻥ ﻓﻲ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻤﺎ ﻴﻘﻭﻟﻪ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﺔ ﻋﻥ ﻤﻌﺘﻘﺩﻩ ﺃﻭ ﻤﻌﺘﻘﺩﻫﺎ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ. ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺒﻘﻭﺓ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺸﻴﻭﻉ ﻤﺼﻁﻠﺢ "ﺘﻘﺭﻴـﺭ ﺼـﺤﺔ" ﺃﻭ "ﺸﺭﻋﻴﺔ" ﻓﻲ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻴﻭﻡ. )ﻴﻘﺼﺩ ﻫﻨﺎ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺢ ﺠﻌل ﺍﻟﺸﺊ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺤﻼﻻ ﺩﻴﻨ ﺎ، ﻭﺇﻟﺒﺎﺴـﻪﹰ ﻴﺜﻭﺏ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻹﺨﻔﺎﺀ ﻋﺠﺯ ﺩﻴﻨﻲ ﻓﻴﻪ- ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻡ(. - ٩٢ - 30. ﺇﻨﻪ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻔﻜﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻭﻴﺠﺘﻬﺩ ﺒﺈﺨﻼﺹ ﻓﻲ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴﺔ ﻟﻡ ﹸـﺫﻜﺭ ﻤـﻥ ﻗﺒـل ﺃﻭ ﺘ ﺒﺎﻟﻜﺎﻤل ﻓﻲ ﻜﺘﺏ ﺘﺭﺍﺜﻪ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﺃﻭ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺘﻌﺎﻟﻴﻤﻪ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ، ﻤﺜﺎل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﻭﺍﺤﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤـﺭﺃﺓ ﺃﻭ ﺤـﺩ ﻤﻌﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻌﻘﺎﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ، ﻨﺠﺩ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻴﻥ ﻴﺴﻤﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﺘﻘﺭﻴ ﺍ ﺩﻴﻨ ﺎ ﻟﺼﺤﺔ ﺭ ﻴ ﺃﻭ ﺸﺭﻋﻴﺔ "ﻗﺎﻨﻭﻥ" ﻭ "ﻋﺭﻑ" ﺠﺩﻴﺩ ﺃﻱ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺒﺢ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭﻫﻡ ﻤﻘﺒﻭﻻ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻌﻰ ﺒﻌﺩ ﹰ ﺫﻟﻙ ﻟﺘﺒﺭﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺴﻨﺩ ﺩﻴﻨﻲ. ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺴﺒﺏ ﻨﻅﺭﺓ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﻜل ﺘﻐﻴـﺭ ﻭﺍﻉ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌـﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ "ﻜﺘﻐﻴﺭ ﻋﻠﻤﺎﻨﻲ"، ﻭﻫﻭ ﺃﻴ ﺎ ﺴﺒﺏ ﺇﺨﻔﺎﻗﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ "ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ" ﻭ "ﺍﻹﺼﻼﺡ".ﻀ ﺇﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺃﻱ ﺸﻲﺀ ﺁﺨﺭ ﻋﺩﺍ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻭﻀـﻭﻋﻴﺔ. ﺃﻭﻻ: ﻷﻥ ﹰ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﻴﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺩ ﺃﻓﺴﺩﻭﺍ ﻤﺎﺩﺘﻬﺎ ﺒﺄﻫﻭﺍﺌﻬﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻓﻭﻋﺔ ﺒﺩﻭﺍﻓﻊ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ. ﻓﻔﻲ ﻜﺘﺎﺏ "ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺸـﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ" ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﻨﻴﻭﻴﻭﺭﻙ ﻋﺎﻡ ٦٧٩١ ﻴﻘﻭل ﻤﺅﻟﻔﻪ ﺍﻟﺒﺭﻭﻓﻴﺴﻭﺭ "ﻟﻴﻭﻨﺎﺭﺩ ﺒﺎﻴﻨﺩﺭ": "ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻟﻥ ﺃﺠﺎﺩل ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ. ﻷﻨﻨﻲ ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﻫﻭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﻁﺎﻟﻤﺎ ﺍﻟﺤﺎل ﻫﻜﺫﺍ، ﻻ ﻨﺭﻯﻓﻴﻪ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻨﺎﺠﺤﺔ.. ﻻ ﺒ ﻟﻠﻅﺭﻭﻑ ﺃﻥ ﺘﺘﻐﻴﺭ". ﻭﻫﻲ ﻜﺫﻟﻙ ﻏﻴﺭ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻷﻥ: ﺩ ﺭﻏﺒﺎﺕ ﻭﻤﻴﻭل ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﻤﻭل ﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺃﻭ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻤﺎ، ﺃﻭ ﻭﻜﺎﻟﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺘﺅﺜﺭ ﺘﻤﺎ ﺎ ﻋﻠﻰﻤ-ﺍﻟﻤﻨﺤﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﻴﺔ. ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﺄﺜﺭ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﺸﺩﺓ ﺴﻭﺍﺀ ﺸﻌﻭﺭ ﺎ ﺃﻭ ﻻ ﺸﻌﻭﺭ ﺎ، ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺩﻋﺎﻴـﺔ ﻴﺼـلﻴﻴ - ﺘﺄﺜﻴﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺢ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﻴﺔ.. ﻓﻘﻀﻴﺔ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻐﺯﻭ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻟﻠﺒﻨﺎﻥ ﻤﺜـﺎل ﻋﻠـﻰ ﺫﻟﻙ. ﻻ ﺒ ﻭﺃﻥ ﻴﻠﻔﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻤل ﺁﺨﺭ ﻓﻌﺎل ﻭﻏﺭﻴﺏ ﻴﺅﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺤﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﻴﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕﺩ - ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻴﻥ ﻴﻀﻁﺭﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺘﻌﻠﻡ ﻟﻐﺔ ﻭﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﻠـﺩ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﺩﺭﺴـﻭﻨﻪ، ﻭﺒﺎﻟﺘـﺎﻟﻲ ﻴﺭﺘﺒﻁﻭﻥ ﻁﺒﻴﻌ ﺎ ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻟﺒﻠﺩ ﺨﺎﺼﺔ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﺼﻴﻘﺘﻴﻥ ﺒﻪ ﻭﻴﻔﺴﺭ ﻫﺫﺍ ﺠﺯﺌ ﺎ ﺍﻟﺴـﺒﺏ ﻴﻴ ﻓﻲ ﻭﻻﺀ ﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻴﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﻐﻠﻴﻥ ﺒﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻬﻨﺩ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺒﻠﺩ؛ ﻷﻨﻡ ﺩﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﺴﻴﻀﻴﻌﻭﻥ ﺇﺫﺍ ﻤـﺎ ﻗﻴـﺩﺕ ﺃﻭ ﻤﻨﻌﺕ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﻬﻨﺩﻴﺔ ﺩﺨﻭﻟﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻨﺩ ﺃﻭ ﻋﻤﻠﻬﻡ ﻓﻴﻬﺎ. ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺘﻭﺠﺩ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﻤﻬﻨﻴـﺔ ﻤﺅﺜﺭﺓ. ﺒل ﻟﻴﺴﺕ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻜﻠﻬﺎ ﻤﺤﺎﺒﺎﺓ ﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻴﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﻐﻠﻴﻥ ﺒﺎﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻬﻨﺩﻴﺔ ﻟﻜل ﻤـﺎ ﻫـﻭ ﻫﻨـﺩﻱ. ﻓﺒﺨﻼﻑ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﻤﺸﺘﻐﻠﻴﻥ ﺒﺎﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴﻁﻴﺔ ﻨﻤﺎ ﻟﺩﻭﻯ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻴﻥ ﺘﻘﻤﺹ ﻋﺎﻁﻔﻲ ﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺨﻠﻕ ﺼﺤﺒﺔ ﻭﺼﺩﺍﻗﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻡ، ﺨﺭﺠﺕ ﻤﺎﺩ ﺎ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺇﺒﺎﻥ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻬﻨﺩﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻜﺴﺘﺎﻨﻴﺔ ﻋـﺎﻡ ﻴ١٧٩١. ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻼﺯﻤﺔ ﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻨﻬﻡ ﺒﺴﺒﺏ ﺘﺭﻜﻴﺯﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴـﺎﺓ ﺍﻟﻭﻗﺘﻴـﺔ - ﺍﻟﻤﻌﺎﺸﺔ، ﻻ ﻴﺘﻌﻠﻤﻭﻥ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﻨﻁﻭﻗﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻤﺜﺎل ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﺄﺴﺎﻭﻴﺔ، ﻷﻨﻬـﻡ ﻻ ﻴﻌﺭﻓﻭﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺼﺤﻰ ﺃﻱ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ، ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﻤﻌﺭﻓﺘﻬﻡ ﺒﺎﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻭﺍﻟـﺩﻴﻨﻲ ﺘﻨﺒـﻊ ﻤـﻥﻤﺼﺎﺩﺭ ﺜﺎﻨﻭﻴﺔ. - ٠٣ - 31. ﻭﻴﺫﻜﺭ ﺘﻘﺭﻴﺭ "ﻻﻤﺒﺭﺕ" ﻋﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﻭﺭ ﻋﺎﻡ ٣٧٩١ ﺃﻥ ﻨﺴﺒﺔ ٧,٦١% ﻓﻘﻁ ﻤﻤﻥ ﻴﺴـﻤﻭﻥ ﺒﺄﺨﺼﺎﺌﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴﻁﻴﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻟﺩﻴﻬﻡ ﺩﺭﺍﻴﺔ ﺒﻠﻐﺔ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺃﻭﺴﻁﻴﺔ، ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﻓﻘﻁ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﺎﻤﺕﻫﻨﺎﻙ. ﻭﻴﻘﺭ "ﻻﻤﺒﺭﺕ" ﺒﺄﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﺒﻨﻴﺕ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﻴﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻴﻥ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ، ﺃﻱ ﺃﻨـﻪ ﻟـﻭ ﺃﺠﺭﻴـﺕ ﺍﺨﺘﻴـﺎﺭﺍﺕ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﺭﻗﻡ ﺃﺼﻐﺭ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺒﻜﺜﻴﺭ. ﺘﺸﻜل ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻤﺎ ﻴﻘﺭﺏ ﻤﻥ ٠٩% ﻤـﻥ ﻤﺜـل ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻨﻭﻋﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ. ﻭﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻨﺠﺩ ﻨﻤﻁﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘـﺘﻡ ﻓﻴﻬـﺎ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻫﻲ ﻗﺴﻡ ﻟﻐﺎﺕ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﻥ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻭﺍﻷﺩﻨﻰ ﻭﺁﺩﺍﺒﻬﻤﺎ )ﻗﺴـﻡ ﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﺍﻟﺤﻀـﺎﺭﺓ(ﺒﺠﺎﻤﻌﺔ ﻫﺎﺭﻓﺎﺭﺩ، ﻭﻓﻴﻼﺩﻟﻔﻴﺎ، ﻭﺸﻴﻜﺎﻏﻭ، ﻭﺒﻴﺭﻜﻠﻲ. ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺍﻜﺯ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻤﻬﻴﻤﻨﺔ ﻷﻥ ﺇﺩﺨﺎل ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺠـﺎﺀ ﺤـﺩﻴ ﹰﺎﺜ ﻨﺴﺒ ﺎ. ﻭﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻨﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺼﺏ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭل ﻷﺴﺎﺘﺫﺓ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺁﺩﺍﺒﻬﺎ ﻋﻤـلﻴ ﺸﺎﻏﻠﻭﺍ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻨﺎﺼﺏ ﻓﻲ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﻨﻭﺍﺤﻲ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺤـﺎﺩﺙ ﻓـﻲ ﺠﺎﻤﻌﺎﺕ "ﻫﺎﺭﻓﺎﺭﺩ" ﻭ "ﻴﻴل" ﻭ "ﻓﻴﻼﺩﻟﻔﻴﺎ" ﻭ "ﺒﻴﺭﻜﻠﻲ". ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﺎﻟﻤﻨﺎﺼﺏ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺤﺠﻡ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻌﺩ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﻓﺔ ﺃﻥ ﺘﺠﺩ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘـﺩﺭﻴﺱ ﻤﻬﺘﻤـﺔ ﺒـﺒﻌﺽﺍﻟﻤﻨﺎﺤﻲ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ. ﻭﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺩﺭﺱ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﺩﻴﻥ ﻨﺠﺩﻩ ﻓﻲ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻷﺩﻴﺎﻥ ﻭﻤﻘﺎﺭﻨﺘﻬﺎ، ﻓﻲﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ. ﻭﻫﻨﺎ ﻨﺠﺩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻜﺌﻴﺒﺔ ﺠ ﺍ ﻭﻗﺎﺒﻀﺔ ﻟﻠﺼﺩﺭ، ﻓﻘﺩ ﺍﻨﺼﺭﻓﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻤﻬﺎ ﻟﺩﺭﺍﺴـﺔ ﺍﻟﻬﻨﺩﻭﺴـﻴﺔ ﺩ ﻭﺍﻟﺒﻭﺫﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﻴﺎﻥ ﺍﻟﺒﺩﺍﺌﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺭﺽ ﻷﺴﺎﻁﻴﺭ ﻭﺭﻤﺯﻴﺔ ﻭﺼﻭﺭ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﻀﻁﻠﻊ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻭﻥ ﻓﻲﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ ﻭﻴﺠﺩﻭﻥ ﻤﺘﻌﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ. ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﺠﻴ ﺍ ﺇﻥ ﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻴﻥ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﻴﻥ ﻴﻨﻅﺭﻭﻥ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺩﻴﻥ ﻤﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻪ ﻭﺒﺎﺭﺩ ﻤـﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴـﺔﺩﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﻴﻀﻔﻲ ﺍﻟﻘﻠﻴل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻑﺀ ﺍﻷﺒﻭﻱ ﺃﻭ ﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﻋﻠﻰ ﻏﺭﺍﺭ ﺇﻨﻘﺎﺫ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻟﻠﺒﺸﺭ. ﺇﻥ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻜﻤﺭﺸﺩ ﺃﺴﺎﺴﻲ ﻭﻫﺎﺩ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻏﺭﻴﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻁﻴﻠﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻬﺎ ﺤﻴـﺙ ﻟﻡ ﻴﺤﺩﺙ ﺍﻟﺘﻨﺸﻴﻁ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻟﻬﺎ ﺇﻻ ﻤﻨﺫ ﻭﻗﺕ ﻗﺼﻴﺭ ﺠ ﺍ ﻭﻭﺠﺩ ﺃﺴﺎ ﺎ ﻓﻲ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺍﻟﻼﺘﻴﻨﻴﺔ.ﺴ ﺩ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻏﺎﻅﺕ ﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻨﺤﻭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻫﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﺄﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﺩﻴﻥ "ﺴﺎﻤﻲ" ﻻ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﺠﻭﻫﺭ ﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ – ﺼﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺩﻴﻥ ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﻴ ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩﻱ، ﻭﺃﻴ ﺎ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﻜﺫﻟﻙ - ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻡ ﺘﻭﻀﻊ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻴﺎﻨﺘﻴﻥ ﺘﺤـﺕ ﺒﺴـﺎﻁﻀ ﺍﻟﺒﺤﺙ. ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﺍﻹﺴﻼﻡ ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﺩﻴﺎﻨﺎﺕ ﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﺘﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻬﻨﺩﻭﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻭﺫﻴﺔ، ﻷﻥ ﺍﻷﺩﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔﺘﻠﻙ ﺘﺅﻤﻥ ﺒﺘﺩﺨل ﻗﺩﺭﺓ ﺍﷲ ﻓﻲ ﻤﺼﺎﺌﺭ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻟﻐﺎﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ.- ١٣ - 32. ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻘﺎﺌﻠﺔ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﺘﺩﺨل )ﻗﺩﺭ( ﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﺸﻌﺒﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺭﺏ ﻟـﺩﻯ ﺍﻟﻤﺴـﻴﺤﻴﻴﻥ ﱠ ﺘﺩﺨل )ﻗ ﱠﺭ( ﻟﻔﺩﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺨﺎﻁﺊ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺒﺎﺒﻨﻪ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ.. ﻭﺇﺼﺭﺍﺭ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻴﺘﺩﺨل ﻓـﻲﺩ ﻤﺼﺎﺌﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻨﺼﺭﺓ ﺍﻟﻤﻅﻠﻭﻡ ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻥ ﻹﺼﻼﺡ ﺍﻷﺭﺽ، ﺘﻌﺭﺽ ﻓﺭﻭ ﹰﺎ ﻁﻔﻴﻔـﺔ. ﻓﺎﻟﺠﻬـل ﺍﻟﺸـﺩﻴﺩﻗ ﺒﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻷﺼﻴﻠﺔ ﻭﺍﻗﻊ ﺩﺍﻤﻎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ. ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ، ﺒﺩﺃ ﻫﺫﺍ ﻴﺘﻐﻴﺭ ﺃﺨﻴ ﺍ ﺤﻴﺙ ﻗﺎﻤﺕ ﻋﺩﺓ ﺠﺎﻤﻌﺎﺕ ﺒﺘﻌﻴﻴﻥ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﻟﺘﺩﺭﻴﺱ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕﺭ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺒﻬﺎ. ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻤﻌﻀﻠﺔ ﺍﻵﻥ ﺘﻜﻤﻥ ﻓﻲ ﻀﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻭﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠـﻰ ﻤﺅﺴﺴـﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠـﻴﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺃﻥ ﺘﻭﺍﺠﻬﻬﺎ ﻓﺎﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺒﺩﺃﺕ ﺘﻘﺘﺼﺩ، ﻭﻗﺩ ﺃﻜل ﺍﻟﺘﻀﺨﻡ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺩﻓﻌﻪ. ﻭﻤﻥ ﺤـﻅﺍﻹﺴﻼﻡ ﺃﻥ ﻭﺼل ﻤﺘﺄﺨ ﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﺤﻴﺙ ﺘﺄﺯﻤﺕ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ. ﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ، ﻗﺎﻡ ﺒﻌﺽ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻨﺜﺭﻭﺒﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺒﺎﺴﺘﻨﺒﺎﻁ ﻤﻨﺎﻫﺞ ﺠﺩﻴـﺩﺓ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ. ﻭﻜﺭﺩ ﻓﻌل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺯﻋﺔ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ، ﺴﻤﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺠﺩﻴـﺩ "ﻋﻠـﻡ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ" ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ، ﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﺘﺨﻔﻴﺽ ﺃﻭ ﺍﺨﺘﺯﺍل ﺃﺼل ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻋﻠـﻰ ﺴـﺒﻴلﹰ ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ، ﻴﻌﻨﻲ ﻤﻨﻬﺞ "ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ" ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻭﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﻬﻤﻬـﺎ ﻜﻜـل. ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻫﺫﺍ ﻴﺘﺠﻨﺏ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﺽ ﻭﻴﺘﻔﺎﺩﻯ ﺍﻻﺨﺘﺯﺍل، ﻟﻜﻨﻪ ﻴﺭﺘﻜﺏ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺨﻁﺄ ﺍﻟﻘﺎﺘل. ﺇﻨﻪ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜـﺎل ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﻤﺴﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﻗﺭﻴﺔ ﻭﻟﻨﻘل "ﻴﺎﻓﺎ" ﻭﻴﺩﻋﻲ ﺃﻥ ﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺘﻬﺎ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺕ ﻤﻌﻴﺎﺭﻴﺔ ﻷﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﻘـﻭﻡ. ﺃﻨـﻪ ﺒﺫﻟﻙ ﻴﻘﻭل ﺇﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻴﺱ ﺇﺴﻼ ﺎ ﻭﺍﺤ ﺍ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﻟﻑ ﺇﺴﻼﻡ ﻭﺇﺴﻼﻡ، ﻭﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﺭ ﺇﻥ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﻴﻥ ﺴـﻭﺍﺀﺩﻤ ﺘﻤﺴﻜﻭﺍ ﺒﺎﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭﻱ )ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ( ﺃﻭ ﺤﺎﺩﻭﺍ ﻋﻨﻪ.. ﻴﻘﺒﻠﻭﻥ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﺒﺎﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺴـﻨﺔ ﻨﺒـﻴﻬﻡ ﻤﺤﻤـﺩ ﻜﻨﻤـﻭﺫﺝﻤﻌﻴﺎﺭﻱ )ﻭﺍﺤﺩ( ﻟﻺﺴﻼﻡ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺎﻹﺴﻼﻡ ﻟﻴﺱ ﻤﺘﻌﺩ ﺍ.. ﺃﻻ ﻴﺒﺩﻭ ﺫﻟﻙ ﺸﻴ ًﺎ ﻤﻐﻴ ﹰﺎ ﻟﻬﻡ.ﻅﺌ ﺩ ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺝ ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ ﻀﺩ ﺍﻟﻘﻬﺭ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻭﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ: ﻫﻨﺎﻟﻙ ﺍﺤﺘﺠﺎﺝ ﻭﺍﺴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻭﺸﻤﺎل ﺃﻓﺭﻴﻘﻴﺎ ﻀﺩ ﺍﻟﻘﻬﺭ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻭﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔ. ﻓﺎﻟﻭﻀـﻊ ﺍﻟﺭﺍﻫﻥ ﻤﺒﻐﻭﺽ ﻭﻤﻜﺭﻭﻩ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ، ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻓﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺘﻠﻘﻲ ﺍﻨﺠﺫﺍ ﺎ ﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﺎ ﺸﺎﺴ ﺎ. ﻓﺄﻓﻜﺎﺭ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻋﺩﺓ ﻫﻲ ﻌﻴ ﺒ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺒﺒﺕ ﻓﻲ ﻨﺸﻭﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺝ ﺒﻘﻭﺓ، ﻤﺜﺎل ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﻨﺯﻋﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺭﻜﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺯﻋـﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴـﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻨﻘﻬﺎ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﻜﻤﺎل ﺃﺘﺎﺘﻭﺭﻙ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺎ ﻋ ﺭﺕ ﻋﻥ ﺇﻋﺠﺎﺒﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﺎﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺒ ﺍﻟﻤﻔﻜﺭﻴﻥ ﻭﺍﻟﺴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﻁﻠﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﻭﺤﺘﻰ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤـﺭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻤﻴﺘﻴﻥ. ﺜـﻡ ﺤـل ﺍﻟﺸـﻜل ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻲ ﻟﻠﻨﺯﻋﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻤﺤل ﺍﻟﻨﺯﻋﺔ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﺕ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ؛ ﺤﻴﺙ ﺍﺤﺘﻠﺕ ﺍﻟﺴﺎﺤﺘﻴﻥ ﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻔﺘﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻗﺕ. ﻭﻗﺩ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﺍﻟﺭﺍﺤل ﺠﻤﺎل ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ،ﻭﺤﺯﺏ ﺍﻟﺒﻌﺙ، ﻭﺭﺌﻴﺱ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺒﺎﻜﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﺭﺍﺤل ﺫﻭ ﺍﻟﻔﻘﺎﺭ ﻋﻠﻲ ﺒﻭﺘﻭ.. ﻭﻓﻲ ﻓﺘﺭﺓ ﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺭﺏ، ﺘﺼﺎﺭﻋﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺯﻋﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺭﺍﺩﻴﻜﺎﻟﻴﺔ ﺒﺸﺩﺓ ﻭﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺩﻤﻭﻴـﺔ ﹰ ﻤﻊ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺭﻜﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﻨﺘﻬﺎ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﻤﺎﺭﻜﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺸﺄﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ. ﻭﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺸﻬﺩ ﻜﺜﻴ ﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻭﺭﺍﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻭﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀﺍﺕ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻟﻡ ﺘﻜـﻥ ﻓﻌﺎﻟـﺔ ﺇﻻ ﺭ ﺘﺤﺕ ﺍﻷﻟﻭﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻜﺎﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻜﺒﻴ ﺍ ﻟﺩﺭﺠﺔ ﺃﻥ ﻜﺜﻴ ﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺃﻤﺜﺎل ﺭ ﺭﺴﻴﺩ ﺤﺴﻥ ﻨﺼﺭ ﻋﺒﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭﻫﻡ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻻ ﻴﺴﺘﺴﻴﻎ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ.- ٢٣ - 33. ﻭﻗﺎﻡ ﺍﻵﺨﺭﻭﻥ ﺒﻌﺭﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻨﻁﺒﺎﻉ ﻨﻔﺴﻪ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻜﺘﺒﻭﺍ ﻴﻘﻠﻠﻭﻥ ﻤﻥ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ. ﻓﻬﺎ ﻫﻭ "ﺭﻴﺘﺸﺎﺭﺩ ﻤﻴﺘﺸل" ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻴﺅﻟﻑ ﻜﺘﺎ ﺎ ﻋﻥ "ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺨﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﻴﻥ"ﺒ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺨﻠﺹ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻫﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻴﻤﺜل ﻨﻭﻋﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻨﺘﻬﻰ ﺒﻭﺼﻭﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﻤﺩﺍﻩ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﺴﺘﻜﻭﻥ ﺍﻵﻥ ﻟﻠﻨﺯﻋﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺭﺍﺩﻴﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺠﻤﺎﻋﺔ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ. ﻭﻨﻔﺱ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻗﺩ ﻗﻴل ﺒﺸﺄﻥ ﻤﺴﺘﻘﺒل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﻓﻲ ﺒﺎﻜﺴﺘﺎﻥ ﺒﺯﻋﺎﻤﺔ ﺨﻭﺭﺸﻴﺩ ﺒﺎﺸﺎ ﺴـﺎﻋﺔ ﺍﻨﺘﺼـﺎﺭﺤﺯﺏ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻋﺎﻡ ٢٧٩١.*** ﺴﻴﺭﺓ ﻭﺤﻴﺎﺓ ﻤﺤﻤﺩ ﻜﻨﻤﻭﺫﺝ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﺤﻲ ﻭﻤﺎﺜل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﺍﻡ: ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴل ﺍﻨﺘﺯﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﻤﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻨﻔﺭﻍ ﺠﻭﻫﺭﻩ ﺃﻭﻻ.. ﻷﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺃﻤـﻭﺭ ﺍﻟﺤﻴـﺎﺓﹰ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻤﻥ ﺼﻤﻴﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ، ﻟﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﻌﺘﺭﻑ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﺎﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺩﻴﻨﻴـﺔ، ﻓﻬﻤـﺎﻭﺠﻬﺎﻥ ﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻫﻲ ﻋﻤﻠﺔ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﻭﺤﺩﺍﻨﻴﺔ ﺍﷲ ﻭﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻌﺩل ﻭﻨﺼﺭﺓ ﺍﻟﺤﻕ. ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻴﺭﺓ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﻬﺭﺓ ﻭﺘﺎﺭﻴﺦ ﺤﻴﺎﺓ ﻨﺒﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻤﺜﺎل ﺤﻲ ﺩﺍﺌﻡ ﺍﻟﺤﻀﻭﺭ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﺭﻭﺤﻲ ﻭﺍﻷﺨﻼﻗﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻭﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺨﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻭﺼﺎﻩ ﺍﷲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﺠﻴـل ﺇﻟـﻰ ﺠﻴل. ﻓﻨﻤﻭﺫﺝ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻤﻜﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﺩﺌﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﻤﺔ ﺒﺎﻟﺤﺠﺔ ﻭﺍﻹﻗﻨـﺎﻉ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺍﻟﺘﺠﻨﻴﺩ، ﺜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺴﻤﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻤﻊ ﻗﻭﻯ ﺍﻟﺒﺎﻁل، ﻨﻤﻭﺫﺝ ﻤﺜﺎﻟﻲ ﻟﻠﺘﻜﺘﻴـﻙﺍﻟﺜﻭﺭﻱ.ﺜﻼﺙ ﺤﺭﻜﺎﺕ ﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﺸﻜﻠﺕ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ: ﺘﺎﺭﻴﺨ ﺎ، ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃﻗﺎﻡ ﺒﻨﻭ ﺃﻤﻴﺔ ﺤﻜﻤﻬﻡ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺍﻟﻭﺭﺍﺜﻲ، ﺘﺤﺩﺕ ﺴﻴﺎﺴﺎﺘﻬﻡ ﺤﺭﻜﺎﺕ ﺜﻭﺭﻴﺔ ﻋﺩﻴﺩﺓ، ﻓﺘﻡ ﺴﺤﻕ ﻫﺫﻩﻴ ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﻭﺘﺒﻨﻲ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﻨﻅﺎ ﺎ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋ ﺎ ﻤﻔﺘﻘ ﺍ ﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺭﺤﻴﻤﺔ. ﻭﺃﻋﻠﻨﺕ ﺒﻌـﺽ ﺭ ﻴ ﻤ ﺍﻟﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻤﺘﻌﺎﻀﻬﺎ ﻭﺍﺴﺘﻴﺎﺀﻫﺎ ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻓﺎﺕ، ﻭﺃﺨﺫﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻘﻬﺎ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻀﺩ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺯﻴﺩﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺨﻭﺍﺭﺝ ﻭﺒﻌﺽ ﻓﺭﻕ ﺍﻟﻤﻌﺘﺯﻟﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻴﺔ ﺤﺎل ﻟﻌﺒـﺕ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻜـﺎﺕ ﱠ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺩﻭ ﺍ ﺃﺴﺎﺴ ﺎ ﻓﻲ ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ، ﻭﻋﺒﺭﺕ ﻋﻥ ﺒﻐﻀﻬﺎ ﻟﻨﻅﺎﻡ ﺤﻜﻡ ﺍﻷﻤﻭﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺴـﻴﻴﻥ ﱠ ﻴ ﺭﻤﻥ ﺒﻌﺩﻫﻡ، ﺒﺈﻴﺜﺎﺭ ﺍﻻﻨﺴﺤﺎﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ. ﻭﻗﺩ ﻓﻀل ﻤﺅﺴﺴﻭ ﺍﻟﻤﺫﺍﻫﺏ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﺍﻻﺒﺘﻌﺎﺩ ﻭﺍﻹﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺎﻓﺔ ﺘﻌﺯﻟﻬﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ ﻓـﻲﻋﺼﺭﻫﻡ، ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺃﻴ ﺎ ﻋﻤﺩﺕ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻔﺭﻕ ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺒﻌﺎﺩ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ. ﻀ ﻭﻓﻲ ﻜل ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻻﻨﺴﺤﺎﺏ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺘﻜﺘﻴﻙ ﻭﻗﺘﻲ ﻴﺘﻭﻗﻊ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻁﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﺒﺎﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺤﺭﻓﺔ. ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻨﺠﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺤﺎﺩﻴﺙ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﺍﻟﺸﺭﻴﻔﺔ ﺇﺸﺎﺭﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺯﻋﺎﻤﺔ ﺍﻟﻬﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﻘﺫﺓ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻬﺩﻱ ﺍﻟﻤﻨﺘﻅﺭ، ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﺘﺭﻑ ﺒﺼﺤﺘﻪ ﻜﺎﻓﺔ ﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ. ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﻴﺏ ﺃﻥ ﺍﺩﻋﺕ ﺃﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺸﺭﻋﻴﺔﱠ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﺍﻹﻟﻬﻲ. ﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻤﻬﺩﻴﺔ ﻗﺩﻤﺕ ﻓﻲ ﻜﺎﻓﺔ ﻤﻭﺍﻗﻔﻬﺎ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺒﺎﻟﺨﻼﺹ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺜـﻭﺭﺓ..ﻟﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﻨﻜﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ ﻭﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺎﻹﺴﻼﻡ ﻭﺠﺩﺍ ﻤ ﺎ ﻨﻅﺭﺎ ﻭﻋﻤﻠﺎ )ﺘﺎﺭﻴﺨﺎ(. ﻴﻴﻴ ﻌ- ٣٣ - 34. ﻭﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﻨﻅﺭﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ، ﻟﻭﺠﺩﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺒﻨﻲ ﺍﻟﻨﻤﻁ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﺍﻟﻜﻼﺴﻴﻜﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﻗﻭﺒل ﺒﺭﺩ ﺇﺴﻼﻤﻲ ﺜﻭﺭﻱ.. ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﺍﻟﺒﻬﻠﻭﻱ ﻓﻲ ﺇﻴﺭﺍﻥ. ﻜﺎﻥ ﻨﻅﺎﻡ ﺤﻜﻡ ﺒﻬـﻭﻟﻲ. ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ، ﻭﺨﺎﺼﺎ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﺍﻟﺸﺎﻩ ﻤﺤﻤﺩ ﺭﻀﺎ ﺒﻬﻠﻭﻱ ﻨﻅﺎ ﺎ ﻨﺎﺠ ﺎ ﺃﻨﺠﺯ ﻨﻤـ ﺍ ﻀـﺨ ﺎ ﻓـﻲﻤﻭ ﺤﻤ ﺇﺠﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻨﺎﺘﺞ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﺩﺨل ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﻋﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻴﻴﺩ ﻜل ﻗﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺍﻟﻤﺭﺌﻴـﺔ، ﻭﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﺴﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺕ ﻓﻌﺎل، ﻭﺒﻨﻰ ﺠﻴ ﹰﺎ ﻗﺎﻫ ﺍ ﺍﻤﺘﻠﻙ ﺤﺴﺏ ﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﺸﺎﻩ "ﺃﺴﻠﺤﺔ ﺍﻟﻐـﺩ" ﻭﻭﺼـﻑﺭﺸﱠ ﻨﻅﺎﻤﻪ ﺒﺄﻨﻪ "ﺤﺯﻴﺭﺓ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﺒﺤﺭ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﺍﻟﻬﺎﺌﺞ". ﻟﻜﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻋﺯﺯ ﻭﺠﻭﺩﻩ ﺒﺩﺭﺠﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻬﺭ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﺍﻟﻤﺩﻋﻭﻡ ﺒﻨﺴﻴﺞ ﻤﻥ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻡ ﻓﻴﻪ ﺘﺤﻴﻴﺩ ﻗﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺍﻟﻤﺭﺌﻴﺔ ﻟﺤﺩ ﻤﺎ، ﻓﻠﺘﺕ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻤﻥ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﻤﺼـﻴﺭ. ﱟ ﻓﺯﻋﻤﺎﺅﻫﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﺭﻤﻭﻗﻴﻥ ﻤﻨﺫ ﺃﻴﺎﻡ ﺤﻜﻡ " ﻗﺎﺠﺎﺭ" ﺍﻟﻀﻌﻴﻑ ﻭﺘﻤﺘﻌﻭﺍ ﺒﺩﺭﺠﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤـﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺘﻠﻘﻭﻨﻪ ﻤﻥ ﺃﻤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺭﻴﺩﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺒﻠﻐﺕ ﺨﻤﺱ ﺍﻟﺩﺨل. ﻭﻜﺎﻥ ﻟﻬﺅﻻﺀ ﺍﻟﺯﻋﻤﺎﺀ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﻓﻲ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺝﻤﺜﻠﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻋﺼﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﺒﻎ ﻋﺎﻡ ١٩٨١-٢٩٨١ ﻭﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﻋﺎﻡ ٦٠٩١. ﻭﺘﺤﺕ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺁﻴﺔ ﺍﷲ ﺍﻟﺨﻭﻤﻴﻨﻲ، ﺘﺤﺩﻭﺍ ﻨﺯﻋﺔ ﺍﻟﺸﺎﻩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴـﺔ ﻭﺍﻀـﻁﻬﺎﺩﻩ ﻭﺨﻨﻭﻋـﻪ ﻟﻠـﺘﺤﻜﻡ ﺍﻷﺠﻨﺒـﻲ،ﱠ ﻭﺍﺴﺘﻁﺎﻋﻭﺍ ﺇﺜﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﺨﻁ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺃﻋﺩﻭﺍ ﻷﻨﻔﺴﻬﻡ ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻭﺘﻨﻅﻴﻡ ﺨﺎﺹ ﻓﻌﺎل ﺍﻨﺘﺸﺭ ﺒﻁﻭل ﺍﻟﺒﻼﺩﱠ ﻭﻋﺭﻀﻬﺎ. ﻟﻘﺩ ﻗﺎﻤﺕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﺒﻨﻤﻁ ﻤﺘﻔﻭﻕ ﺍﻟﻌﺼﺭﻴﺔ ﻤﻘﺎ ﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﺠﺔ ﺠﻤﺎﻫﻴﺭ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻤ ﺍﺒﺘﻠﻌﺕ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻵﻭﻨﺔ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﻬﻴﻤ ﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ، ﻭﺍﻨﺘﺼﺭﺕ ﻋﻠـﻰ ﺍﻻﺴـﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﻨ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﺔ، ﻭﺃﻜﺩﺕ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ﻟﻺﺴﻼﻡ. ﻟﻘﺩ ﻓﻀﺤﺕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻴـﺭﺍﻥ ﺤﻘﻴﻘـﺔ ﺍﻷﺴـﺩ ﺍﻟﻭﺭﻗﻲ ﻟﻸﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺩﺓ، ﻭﻜﺸﻔﺕ ﺍﻟﻌﻘﻡ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﺌﺭﺓ. ﻭﻓﻭﻕ ﻜل ﺸﻲﺀ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﺩﻭ ﺍ ﺠﻭﻫﺭ ﺎ ﻓﻲ ﺘﻌﺎﻟﻴﻤﻪ )ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ( ﺃﻫﻤل ﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﻋﺩﻴـﺩﺓ ﻴ ﺭ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺇﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﺤﻕ ﻤﺘﻤﺜﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. ﹰﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻴﺭﺍﻥ: ﻟﻘﺩ ﺍﺴﺘﻘﺒﻠﺕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﺒﺘﺭﺤﺎﺏ ﻭﺤﻤﺎﺱ ﺒﺎﻟﻎ، ﻋﺒﺭ ﺃﺭﺠﺎﺀ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ ﻭﺨﺎﺼـﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ ﹸ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﺒﻴﺩ ﺃﻥ ﺠﺎﺫﺒﻴﺘﻬﺎ ﻜﺒﺤﺕ ﺒﻌﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﻤﻥ ﺃﻫﻤﻬﺎ:ﹸ ﺇﻥ ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺘﻬﺎ ﻭﺩﺴﺘﻭﺭ ﻨﻅﺎﻤﻬﺎ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺘﻡ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺒﺎﺼﻁﻼﺤﺎﺕ ﺸﻴﻌﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﻀـﻴﻕ ﻋﻠﻴﻬـﺎ - ﺘﻭﺠﻬﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ.ﻗﻴﺩ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻭﻻﻴﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻤﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺨﺏ ﺍﻹﻴﺭﺍﻨﻲ ﻭﺃﻋﺎﻕ ﺍﻟﻨﻭﺍﺏ ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺒﻴﻥ.- ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺤﻤﺎﺱ ﺍﻟﺜﻭﺭﻱ ﻤﺎ ﺭﺴﻡ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺨﻁﻁ ﻭﺒﺭﺍﻤﺞ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﺴﻔﺭ ﻋﻥ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﻤﺸﺎﻜل ﻜـﺎﻥ ﻤـﻥ - ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺘﺠﻨﺒﻬﺎ، ﻭﺃﺭﺠﺄ ﺇﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺒﺩﻴل. ﻟﻘﺩ ﻋﻤﻠﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل، ﻤﻀﺎ ﹰﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻘﺎﻕ ﻓ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻭﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻨﻬﺎﻙ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ، ﺤﻴﺙ ﺃﻀﻌﻔﺘﻪ ﻜﺜﻴـ ﺍ ﻟﺩﺭﺠـﺔ ﺃﻥ ﺃﻋـﺩﺍﺀﺭ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺘﻭﻗﻌﻭﺍ ﺍﻨﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻓﻲ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﺎﺕ. ﻭﻗﺩ ﺸﺠﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﻗﻊ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗـﻲ ﻋﻠـﻰ ﺇﻴﺭﺍﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺩﺃ ﻓﻲ ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ ٠٨٩١، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻌﺠل ﺒﻤﻭﺕ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ، ﺃﻋﻁﺎﻩ ﺇﻜﺴﻴ ﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓﺭﱢ ﹰ ﺤﻴﺙ ﺩﺒﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺜﻭﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ.- ٤٣ - 35. ﺍﻟﻨﺎﺼﺭﻴﺔ ﻭﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻭﺍﻀﻁﻬﺎﺩ ﺍﻟﻨﺸﻁﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻴﻥ:ﱠ ﻟﻭ ﻨﻅﺭﻨﺎ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺭﺍﻤﺞ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻅﻬﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ، ﻷﻤﻜﻨﻨـﺎ ﺘﺒـﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭﻴﺔ ﻫﻲ ﻨﺴﺨﺔ ﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻟﻸﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻴﺔ ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭﻴﺔ ﻋﺩﻟﺕ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻷﺘﺎﺘﻭﺭﻜﻲ ﺒﺤﺸﺭ ﺍﻷﻓﻜـﺎﺭ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ، ﻜﻲ ﺘﻭﺍﺌﻡ ﻤﺘﻁﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﺤﺎﻭﻟﺕ ﺇﺭﻀﺎﺀ ﺘﻁﻠﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻓـﻲ ﺍﻟﻌـﻴﺵ ﻭﺍﻟﻜﺭﺍﻤﺔ ﺒﺘﺒﻨﻲ ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺭﺍﺩﻴﻜﺎﻟﻴﺔ. ﻭﻋﻤﻠﺕ ﻋﻠﻰ ﺘﺼﻌﻴﺩ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻲ، ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺠﺴﺩ ﻓﻲ ﺍﻏﺘﺼﺎﺏ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﻭﺃﻴﻘﻅﺕ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺒﺎﻟﻤﺨﻁﻁﺎﺕ ﺍﻹﻤﺒﺭﻴﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ، ﻭﺃﺤﺭﺯﺕ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭﻴﺔ ﻟﺒﻌﺽ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺩﺭﺠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻘﻭﺽ ﺒﺴﺒﺏ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻋﻭﺍﻤل؛ﱠ ﺍﻷﻭل ﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻋﺩﻡ ﻗﺩﺭﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺘﺒﻨﻲ ﻨﻅﺎﻡ ﺤﻘﻴﻕ ﻟﻠﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭﻫﺎ )ﺍﻟﻨﺎﺼﺭﻴﺔ( ﺘـﻡ ﻋﻠـﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﺒﺎﻫﻅ ﻤﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺒﻭﻟﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﺘﻬﻜﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ، ﻤﻤﺎ ﺤﺎل ﺩﻭﻥ ﺃﻴﺔ ﻤﺸـﺎﺭﻜﺔ ﺸـﻌﺒﻴﺔ ﺤﻘﻴﻘﻴـﺔ. ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻗﺎﻤﻭﺍ ﺒﻭﻀﻊ ﻭﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻲ ﻟﻡ ﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﺍﺸﺘﺭﺍﻜﻴﻴﻥ ﻓﻌﻼ ﻷﻨﻬﻡ ﺘﺤﻭﻟﻭﺍ ﻟﺒﻨـﺎﺀﹰ ﻁﺒﻘﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﺎﻕ ﺠﺸﻌﻬﺎ ﻭﺒﺫﺨﻬﺎ ﻁﺒﻘﺔ ﺍﻻﻤﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ. ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺃﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻨﺤﻴﺎﺯﻫﺎ ﻓﻘﺩ ﻤﺼـﺩﺍﻗﻴﺘﻪ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃﺩﺕ ﺒﻬﺎ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﺎ ﻭﺭﺩﻭﺩ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺀ ﺒﻘﻭﺓ ﺩﺍﺨـل ﺍﻟﻤﻌﺴـﻜﺭ ﺍﻟﺴـﻭﻓﻴﺘﻲ، ﱠ ﻭﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺃﻥ ﺘﻜﺎﻟﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﺎﻤﺔ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻁﺎﻭل ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻓـﻲ ﺤـﺭﺏ ﺍﻟﻴﻤﻥ ﻤﺜﻼ، ﻭﻗﺎﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺱ ﺍﻟﻐﻭﻏﺎﺌﻲ ﻤﻊ ﻨﻅﺎﻡ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺒﻌﺙ ﺍﻟﺭﺍﺩﻴﻜﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺴﻭﺭﻴﺎ. ﹰ ﻭﻗﺩ ﺍﺴﺘﻐﻠﺕ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻭﺸﻨﺕ ﻋﺩﻭﺍﻨﻬﺎ ﻋﺎﻡ ٧٦٩١ ﻹﺭﻏﺎﻡ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﻭﺍﺠﻬـﺔ ﺍﻟﺴـﺎﺒﻘﺔ ﻷﻭﺍﻨﻬﺎ ﻭﻟﺘﻌﺭﻴﺘﻪ ﻭﻜﺸﻑ ﻀﻌﻔﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﺭ. ﻭﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺫﻟﻙ، ﺤﺩﻴﺙ ﺘﻐﻴﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﺸﻜل ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻓـﻲ ﺍﻟـﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺒﻌﺩ ﻨﻜﺴﺔ ٧٦٩١ ﺃﻋﻠﻨﺎ ﺭﺤﻴﻠﻬﻤﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ﺍﻷﻭل ﺤﺩﺙ ﻤﻊ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴـﻭﺩﺍﻥ ﻓـﻲ ﻤﺎﻴﻭ ٩٦٩١ ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻓﻲ ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ ٩٦٩١. ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﺠﻭﻫﺭﻫﻤﺎ ﻨﺎﺼﺭﻴﻴﻥ ﻤﻊ ﺒﻌﺽ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ. ﻓﺎﻷﻭل ﻨﺎﺼﺭﻱ ﺒﻭﺠﻪ ﺸﻴﻭﻋﻲ ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻨﺎﺼﺭﻱ ﺒﻭﺠﻪ ﺇﺴﻼﻤﻲ. ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﺩﻓﻨﺕ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﻤﻊ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ، ﻭﻨﺠﺢ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭﻴﺔ، ﻭﺍﻗﺘﺭﺏ ﺒﺼﺩﺍﻗﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺎﺼﺒﻬﺎ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻌﺩﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ، ﻭﻨﺠﺢ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ، ﻭﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻟﺩﻴﻪ ﺃﻴﺔ ﻤﺸﻜﻼﺕ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﺜل ﺍﻷﺯﻫﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺼﻭﻓﻲ ﺍﻷﻋﻠﻰ، ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ، ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻭﻗﻑ ﺁﺨﺭ، ﻓﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺇﻨﻬﺎ ﺭﺤﺒﺕ ﺒﻨﺯﻉ ﺃﻏﻼل ﺍﻟﻨﺎﺼﺭﻴﺔ، ﻨﺠﺩﻫﺎ ﻭﻗﺩ ﺍﻨﻁﻠﻘﺕ ﻓﻲ ﻁﺭﻴﻘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ، ﻭﺘﻌﺎﻅﻤﺕ ﺼﻔﻭﻓﻬﺎ ﺒﺎﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﺎﺀ ﺒﺸﺩﺓ ﻤﻥ ﺘﺤﻜﻡ ﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﻔﺭﺩﻱ، ﻷﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﺴﺘﻭﻟﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺒﺎﺴﻡ ﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﻭﻓﺸﻠﻭﺍ ﻓﻲ ﺘﻨﻔﻴـﺫ ﻤـﺎﻭﻋﺩﻭﺍ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺇﻨﺠﺎﺯﺍﺕ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﺃﺩﻯ ﺍﻀﻁﻬﺎﺩ ﻭﺇﻋﺩﺍﻡ ﺍﻟﻨﺸﻴﻁﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻔﻜﺭﻴﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﺇﻟـﻰ ﺇﻓـﺭﺍﺯ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒـﺎﺕ ﱠ ﺍﻟﺜﻭﺭﻴﺔ ﻟﻠﺸﻬﻴﺩ ﺴﻴﺩ ﻗﻁﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺸﻌﺕ ﻜﺘﺒﻪ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﻨﻔﻭﺱ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ، ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋـﻥ ﻅﻬـﻭﺭ ﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻀﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ؛ ﻤﺜل ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﻭﺍﻟﻬﺠﺭﺓ )ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻤﺕ ﺒﺎﺨﺘﻁﺎﻑ ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺫﻫﺒﻲ ﻋﺎﻡ ٧٧٩١( ﻭﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ )ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺎﺠﻤﺕ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻋﺎﻡ ٤٧٩١( ﻭﺠﻤﺎﻋـﺔ ﺘﻜﻔﻴـﺭ- ٥٣ - 36. ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ، ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻓﻀﺕ ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺵ ﺒﻭﺼﻔﻪ ﻏﻴـﺭ ﺇﺴـﻼﻤﻲ ﻭﺃﻋﻠﻨـﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺇﻨﻬﺎﺌﻪ، ﻭﺨﺎﺼﻤﺕ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺴﻼﻡ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﻤﻊ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﻭﺍﺤﺩ، ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﻓﻲ ﻨﻅـﺭ ﻗﻁﺎﻉ ﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﺄﻨﻪ ﺍﺴﺘﺴﻼﻡ. ﻭﺍﻟﻴﻭﻡ ﺘﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﺤﺭﻜﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻴﻘﻭﻡ ﻨﺸـﺎﻁﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺘﻴﻥ: ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺇﺠﻤﺎﻉ ﺇﺴﻼﻤﻲ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺠﻤﺎﻉ ﻭﻁﻨﻲ ﺒﻨﻭﺍﺓ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ.ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻟﻼﻨﺘﻔﺎﻀﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻴﻭﻡ: ﻫﻨﺎﻟﻙ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺭﻓﺽ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﺭﺍﻫﻥ ﺍﻟﻤﺘﺭﺩﻱ ﻓﻲ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻭﺩﻋﺕ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﺼﺤﻭﺓ ﻭﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ. ﻭﻗﺒل ﺍﻟﺒﺩﺀ ﻓﻲ ﻋﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ، ﻻ ﺒ ﺃﻥ ﻨﺸـﻴﺭﺩ ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺙ ﻅﻭﺍﻫﺭ: ﻅﺎﻫﺭﺓ: ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻟﻌﺩﻡ ﻤﻼﺌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺫﺍﻫﺏ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺎﺕ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ، ﻭﺇﺩﺭﺍﻙ ﻤﺎ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺫﺍﻫﺏ ﻤﻥ ﻏﺯﻭ ﻭﺘﺩﻤﻴﺭ ﻓﻜﺭﻱ ﻟﻜﺴﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺼﻔﻬﺎ، ﻭﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻌﺭﻗﻴـﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺸﻤﺎل ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻡ ﻭﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ﺍﻟﻨﺎﻤﻲ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻑ ﻤﻤﺎ ﺩﻓﻊ ﺒﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ﺇﻟﻰ ﻀـﺭﻭﺭﺓ ﺍﺴـﺘﺭﺩﺍﺩ ﻜﺭﺍﻤﺘﻬﺎ ﻭﻫﻭﻴﺘﻬﺎ، ﻭﺇﺨﺭﺍﺝ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻤﻥ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺃﻴﺩﻟﻭﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎل، ﻭﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻷﺯﻤﺔ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻭﺤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩﺓﻓﻲ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ )ﺍﻟﺸﻤﺎل( ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠل ﻭﺍﻷﺯﻤﺎﺕ. ﻭﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩﻤﻨﺎ ﻟﻬﺎ ﺁﻨ ﹰﺎ ﻫﻲ ﻜﺎﻵﺘﻲ:ﻔ ﺘﻌﺭﺽ ﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤل )ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ( ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻤﺠﺎﻻ ﻤﻥ ﺍﻵﺭﺍﺀ، ﻭﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﺒﺩﻭ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـﻲﹰ - ﻤﺘﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﺭﺘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻷﺨﻼﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﺭﺍﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻁﻠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺙ ﺒﺩﻭﻥ ﺘﻐﺭﻴﺏ )ﺒﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺒﺎﻷﺨﻼﻕ ﻭﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺤﻀـﺎﺭﻱ، ﻭﻗﺒﻭل ﺃﺨﻼﻕ ﻭﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻐﺭﺏ-ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻡ(. ﻭﺇﻗﺎﻤﺔ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﻨﻅﺎﻡ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻭﺭﻯ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﻭﻀﻊ ﺩﻭﻟﻲ ﺨﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻴﻤﻨـﺔ.. ﻭﺠﻤﻴﻌﻬـﺎ ٍ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﻤﻌﻘﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻭﺘﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻴﻀﻤﻥ ﻟﻬـﺎ ﺍﻻﺴـﺘﻤﺭﺍﺭ ﻭﺍﻟﻘﺒـﻭلﻭﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ. ﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤل ﺍ ٍﺴﻼﻤﻲ ﻟﻴﺴﺕ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺤﺭﻜﺎﺕ ﺜﻭﺭﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗـﺩ ﺘﻜـﻭﻥ ﻜـﺫﻟﻙ، ﻭﻗـﺩ ﺘﻜـﻭﻥ ﻹ- ﺍﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺎﺕ ﺘﻁﻭﻴﺭﻴﺔ ﻭﻓ ﹰﺎ ﻟﻠﻅﺭﻭﻑ. ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻻﺤﺘﻤﺎل ﻓﻲ ﺤﺩ ﺫﺍﺘﻪ ﻨﺎﺒﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻨﻔﺴـﻬﺎﻘ ﻓﺎﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻴﻘﻭل ﺍﺩﻉ ﺇ ﹶﻰ ﺴ ِﻴل ﺭﺒﻙ ِﺎﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟ ﻭ ِﻅ ِ ﺍﻟ ﻨ ِ ﻭ ﺎﺩﻟﻬﻡ ِﺎﻟ ِﻲ ﻫﻲ ﺃﺤﺴﻥ. ِ ﻟ ﺒ ِ ﺒ ﹾ ِ ﹾ ِ ﻭ ﹾﻤ ﻋ ﹶﺔ ﹾﺤﺴ ﹶﺔ ﺠ ِ ﹾ ﺒ ﱠﺘ ِ َ ﻭﻟﻜﻥ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻨﺴﺩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺃﻤﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ، ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻓﻲ ﻤﺤﻜـﻡ ﺁﻴﺎﺘـﻪ ﺃﺫﻥ ﻟﱠـ ِﻴﻥ ُ ِ ِ ﻠ ﺫ ﻴ ﹶﺎﺘﹸﻭ ﺒﺄﻨﻬﻡ ﻅﻠ ﻭﺍ ﻭﺇﻥ ﺍﷲ ﻋ ﹶﻰ ﻨﺼ ِ ِﻡ ﻟﻘ ِﻴﺭ.ﻘ ﹶﻠ ﻥ ِ َ ﱠ ﹸ ِﻤ َ ِﻠ ﹶ ﺭﻫ ﹶ ﹶﺩ ﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤل ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻤﻌﺎﺩﻴﺔ ﻟﻠﻐﺭﺏ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺴﺘﻜﻭﻥ ﻜﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻤﺘﺼـﺎﻋﺩ- ﻁﺎﻟﻤﺎ ﺍﺴﺘﻤﺭ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻓﻲ ﺴﺤﺏ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ، ﻭﺼﺒﻬﻡ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺒﻪ، ﻭﻁﺎﻟﻤﺎ ﻭﺍﺼل ﻨﻅﻤﻪ ﺍﻟﻅﺎﻟﻤﺔ ﺍﻟﺠﺎﺌﺭﺓ ﻤﻥ ﹸ ﺃﺠل ﻤﺼﻠﺤﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ. ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﻟﻌﺏ - ﻭﻤﺎ ﻴﺯﺍل - ﻤﻭﻗﻑ ﺃﻤﺭﻴﻜـﺎ ﺘﺠـﺎﻩ ﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل ﻓـﻲﻋﺩﻭﺍﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺩﻭ ﺍ ﺤﺎﺴ ﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ.ﻤﺭ- ٦٣ - 37. ﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤل ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺘﻠﻘﻲ ﺘﻬﺩﻴ ﺍ ﻤﻥ ﻋﺩﺓ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺫﺍﺕ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴـﻬﺎ ﺍﻟﻨﺯﻋـﺔﺩ - ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ )ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ( ﻭﺍﻟﻨﺯﻋﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻨﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﺔ، ﻭﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﺭﻕ ﺍﻟﻁﺎﺌﻔﻴﺔ. ﻭﺩﺍﺨل ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﻭﻀﻊ ﺍﻷﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺘﻭﻀﻴ ﺎ ﺨﺎ ﺎ. ﻓﺎﻹﺴﻼﻡ ﻴﻘﺒـل ﺍﻟﺘﻌﺩﺩﻴـﺔﺤ ﺼ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﻘﻴﺩﻫﺎ؛ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﻭﺠﺩ ﺍﻟﺘﻨﻭﻉ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ. ﻭﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻴﺤﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔﺒﺸﺄﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺤﻘﻭﻕ ﻭﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﻌﺩﺩﻴﺔ.ﺍﻟﻔﺼﺎﻡ ﺍﻟﺴﻨﻲ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ: ﺍﻟﺘﻨﺎﻁﺢ ﺍﻟﻤﺫﻫﺒﻲ ﺃﻴ ﺎ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺨﻁﻴﺭ ﻟﻜﻥ ﺒﺎﻹﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻐﻠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺘﺤﺕ ﻅﺭﻭﻑ ﻤﻌﻴﻨﺔ. ﻭﺃﻫﻡ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺘﺜﻴـﺭﻀ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﻨﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺼﺎﻡ ﺍﻟﺴﻨﻲ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﻤﺎ ﺘﺎﺭﻴﺨ ﺎ ﻤﻥ ﺍﺨﺘﻼﻓﺎﺕ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ. ﺍﻟﻔﺭﻴﻘﺎﻥ ﻴﻌﺘﺭﻓـﺎﻥ ﺒـﻨﻔﺱﻴ ﺍﻟﻨﺒﻲ )ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻡ( ﻭﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ، ﻭﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ. ﻭﻴﻌﻠﻤﺎﻥ ﺃﻨﻪ ﺃﻴﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺨﻼﻓﺎﺘﻬﻤـﺎ ﻻ ﺒ ﺃﻻ ﺘﻤﺱ ﺼﺤﺎﺒﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺭﻀﻭﺍﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﻡ، ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﻋﺘﺭﻓﻭﺍ ﺒﺒﻌﻀﻬﻡ ﺍﻟﺒﻌﺽ، ﻭﺃﻨﻬﻡ ﺤﺘﻰ ﺍﻏﺘﻴﺎل ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔﺩ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﺘﻌﺎﻤﻠﻭﺍ ﻤﻊ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺍﻟﺒﻌﺽ، ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻠﺕ ﺫﻟﻙ ﺸﻜﻠﺕ ﻋﻬ ﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩل، ﺍﻟﺫﻱﺩﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﺤﻭﺍﺠﺯ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ ﺒﻴﻨﻬﻡ. ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ، ﻫﻨﺎﻟﻙ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻥ ﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﻓﻜﺭ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺴﺩ ﺍﻟﺜﻐﺭﺓ، ﻓﻔﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻔﻜﺭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻨﻪ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﻘﻭل ﻜﻠﻤﺔ ﺍﻹﻤﺎﻡ، ﻨﻌﻨﻲ ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻜﺭﻡ ﺍﷲ ﻭﺠﻬﻪ، ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﻘﻭل "ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺸﻬﺩﺍﺀ" ﻓﻨﺤﻥ ﻨﻌﻨﻲ ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ. ﻭﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﻴﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﺩﺭﻜﻭﺍ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻷﺒﻁﺎل ﻤﻥ ﺃﺠل ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻫـﺩﺍﻑ ﺍﻷﻤـﺔ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ ﺍﺴﺘﻘﻰ ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﻤﻥ ﻤﺩﺭﺴﺘﻴﻥ ﺸﻬﻴﺭﺘﻴﻥ ﻟﻠﻐﺎﻴﺔ، ﻭﻜﻼﻫﻤـﺎ ﺸـﻴﻌﻴﺘﺎﻥ )ﺍﻟﺠﻌﻔﺭﻴـﺔﻭﺍﻟﺯﻴﺩﻴﺔ( ﻭﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻔﻜﺭ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ، ﻴﻭﺠﺩ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﻴﻥ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺩﺭﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﻘﺎﺭﺏ ﻜﺒﻴﺭ، ﻤﻨﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﻠﻲ ﺸﺭﻴﻌﺘﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺅﻜﺩ ﻭﺠﻬﺎﺕ ﻨﻅﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﻁﻭﻟﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﺎﺌـﺩ ﺍﻟﺒﻁﻭﻟﻲ، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻴﻘﺘﺭﺏ ﺍﻗﺘﺭﺍ ﺎ ﺃﻜﺒﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ. ﻴﻘﻭل ﺸﺭﻴﻌﺘﻲ: "ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ )ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ( ﺒ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ" )ﺃﻱ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭ(.. ﻭﻴﺅﻜﺩ ﻓﻀﻴﻠﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺤﻲ ﻭﺍﻟﻭﺍﻋﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺘﺄﻜﻴﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥﺍﻟﻤﺩﺭﺱ ﻭﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺫ. ﻫﻨﺎﻟﻙ ﺤﻭﺍﺭ ﻫﺎﺩﺉ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﺊ ﺘﻡ ﻤﻨﺫ ﺒﻀﻌﺔ ﺃﻋﻭﺍﻡ ﺒﻴﻥ ﺍﺜﻨﻴﻥ ﻤﻥ ﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺴـﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﺸـﺭﻱ )ﺸﻴﺦ ﺍﻷﺯﻫﺭ ﺒﺎﻟﻘﺎﻫﺭﺓ(، ﻭﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺴﻴﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ ﺸﺭﻑ ﺍﻟﺩﻴﻥ )ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸـﻴﻌﻲ ﻓـﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ( ﻭﺨﻠﺹ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﻭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ، ﻭﺴﻴﺄﺘﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻡ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟﻴﻪ ﺒـﺄﻋﻅﻡ ﺍﻟﺜﻤﺎﺭ ﻟﻸﻤﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺒﺈﺫﻥ ﺍﷲ.*** - ٧٣ - 38. ﺨﺎﺘﻤﺔ ﺍﻗﺘﺒﺎﺱ ﺒﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻡ ﻤﻥ ﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﻴﺔ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ٦/٥/٢٩٩١ – ﻜﻤﺭﺁﺓ ﻴﺭﺍﻫﺎ ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻡ ﺨﻴﺭ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﻗﻭﻟﻪﻜﺨﺎﺘﻤﺔ ﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺘﺭﺠﻤﺘﻪ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ. ﺨﺒﺭﺍﻥ ﻭﻋﺎﻟﻤﺎﻥ: "ﺨﺒﺭﺍﻥ ﺤﻤﻠﺘﻬﻤﺎ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﺸﺭﺓ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻥ ﻤﻨﺫ ﻓﺘﺭﺓ ﻗﺼﻴﺭﺓ: : ﻋﻥ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﻤﺴﺎﺒﻘﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎل – ﺒﻜﺴﺭ ﺍﻟﺠﻴﻡ - ﻟﻌﺎﻡ ٢٩ ﺒﺈﺤﺩﻯ ﺩﻭل ﺍﻟﺨﻠـﻴﺞ، ﻭﻟﻴﺴـﻤﺢ ﻟـﻲ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺃﻥ ﺃﻨﻘل ﺇﻟﻴﻪ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻤﻥ ﻜﺘﻴﺏ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺒﻘﺔ، ﻴﺫﻜﺭ ﺃﻥ ﺘﻠـﻙ ﻟﻴﺴـﺕ ﻤﻼ ﻋﺎﺩﻴﺔ.. ﺒل ﺴﻼﻻﺕ ﻫﺠﻴﻥ ﺘﻤﺜل ﺜﻤﺭﺓ ﺒﺤﻭﺙ ﻤﻀﻨﻴﺔ ﻭﻤﻌﻘﺩﺓ، ﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻭﺭﺍﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﻤـﺩ ﺠ ﹰ ﻋﻠﻰ ﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﻨﻘل ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ. ﻭﻟﺫﺍ ﺘﺸﺘﻬﺭ ﺍﻟﻤﺴﺎﺒﻘﺔ ﺒﺎﺴﻡ ﻤﺴﺎﺒﻘﺔ ﺍﻟﻬﺠﻥ.. ﻭﻟﻜﻲ ﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻔـﺭﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﺼﺎﻟ ﺎ ﻟﻠﺘﺴﺎﺒﻕ ﻴﻅل ﻴﺘﻨﺎﻭل ﻁﻌﺎ ﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺴل ﺍﻷﺒﻴﺽ ﺍﻟﻤﻤﺯﻭﺝ ﺒﻐﺫﺍﺀ ﻤﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﻨﺤل. ﻭﻟﺫﺍ ﻤ ﺤ ﻓﻬﻲ ﺘﺴﺘﻬﻠﻙ ﻤﺎ ﺒﻴﻥ ٥٢-٠٤ ﻁ ﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺴل ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻼﺌـﻕ ﺨﺎﺼـﺔ ﻋﺎﻟﻴـﺔ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺯ،ﻨ ﻭﻴﺨﻀﻊ ﺍﻟﺠﻤل ﺩﻭﺭ ﺎ ﻷﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺤﻭﺹ ﺍﻟﺒﻴﻁﺭﻴﺔ ﺘﻁﻭ ﺍ ﻗﺒل ﻭﺃﺜﻨﺎﺀ ﻭﺒﻌﺩ ﺍﻟﺴﺒﺎﻕ، ﻜﻤﺎ ﻴـﺘﻡ ﺭﻴ ﺩﻫﺎﻥ ﺠﺴﻤﻪ ﺒﺎﻟﺯﻋﻔﺭﺍﻥ ﺒﺎﺴﺘﻤﺭﺍﺭ، ﻭﻴﺘﻜﻠﻑ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻼﻟﺔ ﺤﻭﺍﻟﻲ ﻤﻠﻴﻭﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻭﻴﺒﺎﻉ ﺒﺄﻀﻌﺎﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ. ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﺒﻘﺔ ﻓﻴﺘﻡ ﺒﺜﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻋﺒﺭ ﺇﺤﺩﻯ ﻤﺤﻁﺎﺕ ﺍﻟﻘﻤـﺭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﺄﺠﺭ ﻋﺎﺩﺓ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻐﺭﺽ.ﹸ : ﻫﻭ ﻨﺠﺎﺡ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻁﻼﻕ ﺼﺎﺭﻭﺥ ﻫﻭ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﻨﻭﻋﻪ. ﺇﺫ ﺒﻤﻘﺩﻭﺭﻩ ﺤﻤـلﺍﻟﺨﺒﺭ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻗﻤﺭ ﺼﻨﺎﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻟﻸﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ. ﺍﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﻥ ﺍﻟﻠﺫﺍﻥ ﺸﺎﻫﺩﻨﺎﻫﻤﺎ ﺫﺍﺕ ﻴﻭﻡ ﻗﺭﻴﺏ ﺒﺎﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻥ، ﻭﺍﻟﻠﺫﺍﻥ ﻜﺎﻨﺎ ﻴﺘﺤﺩﺜﺎﻥ ﻋﻥ ﻋﺎﻟﻤﻴﻥ ﻤﺨﺘﻠﻔـﻴﻥ ﻻٍٍﻴﺒﺩﻭ ﺃﻨﻬﻤﺎ ﺴﻴﺘﻼﻗﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻯ ﺍﻟﻤﻨﻅﻭﺭ! א.*** - ٨٣ - 39. ﻤﻠﺤﻕ ﺨﺎﺹ ﻤﻘﺘﺒﺱ ﺃﻨﻜل ﺴﺎﻡ ﻭﺫﺒﺢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﺍﻹﺴﻼﻡ )ﺃﻨﻜل ﺴﺎﻡ ﻴﻨﺘﻅﺭ ﺤﺘﻰ ﺘﺘﻡ ﺇﺒﺎﺩﺓ ٥ ﻤﻠﻴﻭﻥ ﻤﺴﻠﻡ ﻓﻲ ﻴﻭﻏﺴﻼﻓﻴﺎ(ﻓﻲ ﻅل ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ، ﺒﻌﺩ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻤﺯﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺎﺒﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ ﻭﺍﻹﺴﻼﻤﻲ، ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺤﺭﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ، ﻭﺍﻨﻬﻴﺎﺭ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ، ﻭﺍﻨﻔﺭﺍﺩ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺒﺭﻴﺎﺴـﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻋﺴﻜﺭﻴﺎ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺎ ﻭﺴﻴﺎﺴﻴﺎ.. ﻴﻌﻴﺵ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﺍﻵﻥ ﻤﺤﻨﺔ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﻴﻭﺠﻭﺴﻼﻓﻴﺎ ﻭﺤﺩﻫﺎ - ﺤﻴـﺙ ﺘﺩﻙ ﻤﺩﺍﻓﻊ ﺍﻟﺼﺭﺏ ﻭﺍﻟﻜﺭﻭﺍﺕ ﻤﺩﻥ ﻭﻗﺭﻯ ﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻟﻴل ﻨﻬﺎﺭ.. ﻓﺘﺸﺭﺩ ﻨﺤﻭ ﻤﻠﻴﻭﻥ )•( – ﻭﻟﻜﻥ ﻓﻲ ٧٣ ﺩﻭﻟﺔ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻓﻴﻬـﺎ ﺍﻵﻥ – ﻤﺴﻠﻡ ﺃﺼﺒﺤﻭﺍ ﺒﻼ ﻤﺄﻭﻯ ﻭﺒﻼ ﻁﻌﺎﻡ، ﻭﻗﺘل ﻨﺤﻭ ٣١ ﺃﻟﻑ ﻤﺴﻠﻡﺤﺴﺏ ﺇﺤﺼﺎﺌﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ – ﻨﺤﻭ ٠١ ﻤﻼﻴﻴﻥ ﻤﺴﻠﻡ ﻟﻠﻁﺭﺩ ﻭﺍﻟﺫﺒﺢ ﻭﺍﻟﻘﺘل ﻭﺍﻟﺘﺸﺭﻴﺩ.. ﻭﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ، ﻨﻤﻭﺫﺝ ﺼﺎﺭﺥ ﻟﻤﺤﻨﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﺨﺭﻯ، ﻷﻥ ﻤﺎ ﻴﺠﺭﻱ ﺍﻵﻥ ﺠﻬﺎ ﺍ ﻨﻬﺎ ﺍ ﺘﺤﺕ ﺴﻤﻊ ﻭﺒﺼﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ، ﻤﺎ ﻫﻭ ﺇﻻ ﺤﻤﻠﺔ ﺸﺭﺴﺔ ﺒﺎﻟﺤﺩﻴﺩ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﻁﻤـﺱ ﺍﻟﻭﺠـﻭﺩ ﺭ ﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻓﻲ ﺸﺒﻪ ﺠﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ ﻜﻠﻬﺎ. ﺃﻭ ﻫﻭ ﻋﻠﻰ ﺤﺩ ﻗﻭل ﻭﺯﻴﺭ ﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻫـﺎﺭﻴﺱ ﺭﻴـﺘﺵ ﻴﺸـﺒﻪ ﺴﻠﺨﺎﻨﺔ ﻟﺫﺒﺢ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺸﻴﺔ. - ﻭﺃﺯﻋﻡ – ﻭﻤﻌﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﻗﺒﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺫﺍﺒﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﺭﻱ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻋﻤﻠﻴـﺎﺕ ﺍﻹﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻬﻡ، ﻫﻭ ﻀﺭﺏ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺤﺘﻰ ﻻ ﺘﻘﻭﻡ ﻟﻪ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ، ﺒﻭﺼﻔﻪ – ﻜﻤﺎ ﻴﺯﻋﻤـﻭﻥ ﻭﻴﺭﻭﺠﻭﻥ- ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻷﻜﺒﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻬﺩ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺎﺭﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﻗﻤﻘﻤﻪ ﻟﻴﻠﺘﻬﻡ ﻜل ﻤﺎ ﺒﻨﺎﻩ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻓﻲ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﺤﻀﺎﺭﺓ ﻭﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻭﺘﻘﺩﻡ، ﻜﻤﺎ ﺘﺭﻭﺝ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻴﺎ ﺍﻟﺼﻬﻴﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺭﺓ ﻓﻲ ﻜـل ﻋﻭﺍﺼـﻡ ﺍﻟﻐﺭﺏ، ﻤﺴﺘﻐﻠﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺒﻜل ﺒﺭﺍﻋﺔ ﺼﻭﺭﺓ ﻗﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ، ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻓـﻊ ﺭﺍﻴـﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ، ﻭﺘﻤﺎﺭﺱ ﺒﺎﺴﻤﻪ ﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﻤﺘﻌﺼﺒﺔ ﻭﺤﻤﻘﺎﺀ، ﻟﻜﻲ ﻴﺤﺭﻀﻭﺍ ﺴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻀﺩ ﻜل ﻤـﺎ ﻫـﻭ ﻤﺴـﻠﻡ، ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ – ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﻭﻴﺩﻋﻭﻥ- ﻤﺎ ﻫﻭ ﺇﻻ ﺇﺭﻫﺎﺒﻲ ﻤﺘﺨﻠﻑ، ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻔﺴﺭ ﺍﻟﺤﻤـﻼﺕ ﻓـﻲ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﻭﺍﻹﺫﺍﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺤﻁﺎﺕ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻨﻴﺔ، ﻭﻤﺭﺍﻜﺯ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﻭﻗﻴﺎﺱ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﺒل ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺎﺕ ﻀﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ. ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ ﻤﻥ ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ﺍﻟﻌﺎﺼﻤﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ، ﻭﻤﺭﻭ ﺍ ﺒﺒﺎﺭﻴﺱ ﻭﻟﻨﺩﻥ، ﻭﻨﻬﺎﻴﺔ ﺒﻤﺎﻨﻴﻠﻼ ﻓـﻲ ﺭ ﺍﻟﻔﻠﺒﻴﻥ ﻭﻤﺭﻭﺭﺍ ﺒﺭﺍﻨﺠﻭﻥ ﻓﻲ ﺒﻭﺭﻤﺎ، ﺤﻴﺙ ﺸﺭﺩﻭﺍ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻤﻠﻴﻭﻨﻲ ﻤﺴﻠﻡ ﻫﺭﺒﻭﺍ ﺒﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﻤﻥ ﺤﻤـﻼﺕ ﺍﻟـﺫﺒﺢ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ، ﻭﺍﻟﻁﺭﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻜﻥ، ﻭﺍﻻﻏﺘﺼﺎﺏ ﻟﺤﺭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺒﻨﺠﻼﺩﻴﺵ. )•( ﺘﻀﺎﻋﻔﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﺒﻌﺩ ﺃﻴﺎﻡ ﺨﻼل ﺘﺠﻬﻴﺯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ، ﻭﻓ ﹰﺎ ﻹﺫﺍﻋﺔ ﺼﻭﺕ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻭﻤﺎ ﺃﻋﻠﻨﺘـﻪ ﻭﻜـﺎﻻﺕ ﺍﻷﻨﺒـﺎﺀﻘ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، ﻋﻥ ﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘل ﺍﻟﻤﺴﻌﻭﺭ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻥ، ﻭﻀﺭﺒﻬﻡ ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻟﻬﺩﻨﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺼﻠﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻷﻤـﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻤﻊ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻴﺔ ﺒﻘﺫﺍﺌﻑ ﺍﻟﻤﺩﻓﻌﻴﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺨﺭﻭﺠﻬﻡ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺒﺭ. – ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻡ.- ٩٣ - 40. ﻭﺤﺴﺏ ﺁﺨﺭ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻨﺔ؛ ﻓﺈﻥ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﻴﻭﺠﻭﺴﻼﻓﻴﺎ، ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻌﻴﺸﻭﻥ ﻓـﻲ ﺠﻤﻬﻭﺭﻴـﺔ ﺍﻟﺒﻭﺴـﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺨﻤﺴﺔ ﻤﻼﻴﻴﻥ ﻤﺴﻠﻡ، ﻴﻘﻴﻤﻭﻥ ﺩﺍﺨل ﻤﻨﺎﻁﻕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺎ، ﻭﻤﺤﺭﻭﻤﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﺃﺒﺴـﻁﻴﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ. ﻭﺤﺘﻰ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻁﻭﺭ ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﻜﺸﻑ ﺨﺴﺎﺌﺭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺒـﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘـﻲ ﻴﺘﻌـﺭﺽ ﻟﻬـﺎ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻤﻭﻥ ﻓـﻲ ﻴﻭﺠﻭﺴﻼﻓﻴﺎ، ﻜﻤﺎ ﺭﻭﺍﻫﺎ ﻤﺤﺭﻡ ﻋﻤﺭ ﺩﻴﺘﺵ، ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺸﺒﻪ ﺠﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ: ١- ﺘﺩﻤﻴﺭ ٠٨ ﻤﺴﺠ ﺍ ﺤﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ، ﻟﻁﻤﺱ ﺍﻟﻤﻌـﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ ﻭﺘـﺩﻤﻴﺭ ﺩﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ. ٢- ﻗﺼﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ ﺒﺎﻟﺼﻭﺍﺭﻴﺦ ﻭﻤﻘﺭﻫﺎ ﺴﺭﺍﻴﻴﻔﻭﺍ ﺍﻟﻌﺎﺼﻤﺔ.٣- ﺘﺩﻤﻴﺭ ﻤﺴﺠﺩ "ﺍﻟﺒﻴﻙ" ﻓﻲ ﺴﺭﺍﻴﻴﻔﻭﺍ ﻭﻫﻭ ﺃﻜﺒﺭ ﻤﺴﺎﺠﺩ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ، ﻭﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﺃﻗﺩﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺠﺩ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻜﻠﻬﺎ. ٤- ﺘﺩﻤﻴﺭ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﺠﺩ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ "ﻨﻭﺘﺸﺎ" ﻤﻨﺫ ﺃﺴﺒﻭﻋﻴﻥ، ﻭﺭﻓﻊ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻭﻕ ﻤﺂﺫﻥ ﺍﻟﻤﺴـﺎﺠﺩ ﻋﻨـﺩﺍﺤﺘﻼﻟﻬﺎ. ٥- ﻗﺼﻑ ﻤﺴﺠﺩﻱ "ﻋﻼﺀ ﺒﺎﺸﺎ" ﻭ "ﺃﻤﻴﻥ ﺒﻙ" ﺒﺎﻟﺼﻭﺍﺭﻴﺦ، ﻭﻨﻬـﺏ ﻜـل ﺍﻵﺜـﺎﺭ ﻭﺍﻟﻜﺘـﺏ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺤﻑ، ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻭﻫﻲ ﻻ ﺘﻘﺩﺭ ﺒﺜﻤﻥ. ٦- ﺘﺩﻤﻴﺭ ﻤﺴﺠﺩ "ﻜﺎﺭﺍﺠﻭﺭ" ﺍﻟﺸﻬﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻗﻴﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ، ﻭﻴﺩﺨل ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺔﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻴﻭﻨﺴﻜﻭ.٧- ﻫﺩﻡ ﻋﺸﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻴﺎ ﻭﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﻤﻭﺴﺘﺎﺭ.ﹼ ٨- ﺘﻔﺠﻴﺭ ﻤﺴﺠﺩ ﺃﺜﺭﻱ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ "ﺸﺎﺒﻠﻴﻨﺎ" ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺸﺤﻨﺎﺕ ﻤﺘﻔﺠﺭﺓ، ﺒﺎﻟﺘﺤﻜﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻌﺩ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺼـﻼﺓ،ﻭﻤﺼﺭﻉ ﻜل ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺩﺍﺨﻠﻪ ﻭﻫﻡ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻱ ﺍﷲ. ٩- ﻤﻨﻊ ﺍﻵﺫﺍﻥ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﺘﺒﻘﻰ ﻤﻥ ﺒﻴﻭﺕ ﺍﷲ ﺤﺘﻰ ﺼﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ.ﱠ ٠١- ﺘﺸﺭﻴﺩ ﻨﺤﻭ ﻤﻠﻴﻭﻥ ﻤﺴﻠﻡ ﺤﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻤﻥ ﻤﺴﻠﻤﻲ ﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ. ﺃﻥ ﻨﻅﺭﺓ ﻤﺩﻗﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺘﺩﻤﻴﺭﻫﺎ ﺘﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺃﻨﻬﺎ ﻗﺩ ﺍﺨﺘﻴﺭﺕ ﺒﻌﻨﺎﻴﺔ، ﻓﻬـﻲ ﺘﻤﺱ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﻴﺙ ﺍﻟﺭﻤﺯﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻫﻨﺎﻙ، ﻓﺤﺭﺏ ﺍﻹﺒﺎﺩﺓ ﺘﺭﻴﺩ ﺘﺠﺭﻴﺩ ﺍﻟـﺫﺍﻜﺭﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻟﺸـﻌﺏ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ ﻤﻥ ﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﻭﺍﻹﻨﺠﺎﺯ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺸﺄ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ. ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺜﻴـﺭ ﺃﻥ ﻨﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺯﻋﺔ ﺍﻟﺒﺭﺒﺭﻴﺔ، ﺘﻌﻴﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺍﺠﻬﺔ، ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺸﻬﺩﻫﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻟﻨﺯﻉ ﺫﺍﻜﺭﺓ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺫﻫﺒﺕ ﺴﺩﻯ. ﻭﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩ ﻓـﻲ ﺍﻟﺒﻭﺴـﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴـﻙ ﺇﺴـﻼﻡ ﺤﻀﺎﺭﻱ ﻤﻌﺘﺩل، ﻻ ﺘﺸﻭﺒﻪ ﻨﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺼﺏ ﻭﻀﻴﻕ ﺍﻷﻓﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻬﺩﻫﺎ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ.- ٠٤ - 41. ﺃﻻ ﻴﺜﻴﺭ ﺘﺴﺎﺅﻻ ﺤﻭل ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺔ ﻭﺠﺩﻭﻯ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺭﺩﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻋﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﻌﺩﻭ ﻟﻠﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟـﺩﻭﻟﻲ ﹰ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ، ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺭﻓﻊ ﻟﻭﺍﺀﺍﺘﻪ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺯﻋﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺭﺏ. ﻭﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺼﺎﻋﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻘﺎﺽ ﺍﻨﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻴﺔ؟! ﺃﻻ ﻴﺸﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﺒﺙ ﺍﻟﻔﻭﻀﻰ ﻭﺍﻻﻀﻁﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ، ﺒﺩﻴﻼ ﻋﻥ ﺍﻻﺴـﺘﻘﺭﺍﺭﹰ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ، ﺒﻬﺩﻑ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻨﻤﻭ ﻭﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻤﺘﻭﺍﺯﻥ ﻓﻲ ﺸﻤﺎل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻭﺠﻨﻭﺒﻪ. ﻭﺒﻤﺎ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺘﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﺘﻬﺒﺔ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﻌﻴﺵ ﻓﻴﻪ؟ ﺇﻥ ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ﻓﻲ ﺘﺤﻠﻴل ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺃﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﺸﻬﺩ ﺍﻟﺭﺍﻫﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ ﺘﺠﻌﻠﻨﺎ ﻨﺭﻯ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺃﻜﺒـﺭ ﻤـﻥ ﻤﺠﺭﺩ ﺼﺭﺍﻉ ﻗﺎﺌﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺱ ﺩﻴﻨﻴﺔ ﻤﺤﻀﺔ، ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺠﺯ ﺍ ﻻ ﻴﺘﺠﺯﺃ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ. ﻓﺎﻟﺜﺎﺒﺕ ﺃﻥ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴـﺭﺀ ﺍﻟﺴﺭﻴﻊ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻴﺔ ﻭﺍﻷﺴﺱ ﺍﻷﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻗﺩ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺘﻔﻜﻙ ﺃﺴﺱ ﺍﻟﺘﻜﺎﻤل ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻓﻲ ﺩﻭل ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ ﺍﻟﻤﻘﻬﻭﺭﺓ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻤﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻭﺍﻟﻘـﻭﺓ، ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺭﻑ ﺒﺎﺴﻡ ﺒﻭﺘﻘﺔ ﺍﻟﺼﻬﺭ ﺒﺎﻟﺤﺩﻴﺩ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﻸﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺭﻗﻴﺔ، ﻭﺒﺩﻴﻼ ﻋﻥ ﻨﻅﺎﻡ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁـﻲ ﹰ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﻤﻜﻭﻨﺎﺕ "ﺍﻟﻤﻭﺍﺯﻴﻴﻙ" ﻓﻲ ﻴﻭﺠﻭﺴﻼﻓﻴﺎ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﺨﺭﻯ. ﻭﻟﻡ ﻴﺠﺩ ﺍﻟـﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺼﺭﺒﻲ "ﺴﻠﻭﺒﻭﺩﺍﻥ ﻤﻴﻠﻭﺴﻴﻔﻴﺘﺵ" ﺴﻭﻯ ﺴﺘﺎﺭ ﺼﺭﺒﻴﺎ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ، ﺒﻤﺎ ﻴﻌﻴﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺫﻫﺎﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻫﺒﺕ ﻤﻊ ﺭﻴﺎﺡ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ. ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻬﺠﻭﻡ ﺍﻟﻭﺤﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ ﻴﺤﺎﻭل ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺭﺴﻡ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ، ﻭﻓ ﹰﺎ ﻷﺴـﺎﻁﻴﺭ ﺴﻴﺎﺴـﻴﺔﻘ ﺴﺎﺌﺩﺓ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺭﺒﻴﺔ، ﻤﺴﺘﻐﻠﺔ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺒﻘﻀﺎﻴﺎ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﻟﻨﻅـﺎﻡ ﺍﻟـﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ، ﺒﻌﺩ ﻫﺯﻴﻤﺔ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻴﺔ، ﺒﻐﺭﺽ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺘﻁﻠﻌﺎﺕ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﻴﻥ ﺍﻟﺼﺭﺏ، ﻜﻤـﺎ ﻴﺴـﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟـﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺼﺭﺒﻲ ﻤﻴﻠﻭﺴﻴﻔﻴﺘﺵ ﻓﺭﺽ ﺯﻋﺎﻤﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺸﺭﻋﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺭﺒﻴﺔ، ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺘﻨﺎﻗﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﻤﻊ ﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺭﺓ، ﻭﺘﻁﻠﻌﺎﺕ ﺸﻌﻭﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺩﺩﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﻭﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ. ﺃﻨﻜل ﺴﺎﻡ ﻴﺘﺒﺎﻁﺄ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺸﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﻻ ﻴﺘﺤﺭﻙ ﺇﻻ ﺃﺨﻴ ﺍ ﺒﺘﺼﺭﻴﺤﺎﺕ ﻓﻘﻁ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﻡ ﺍﻹﺠﻬﺎﺯ ﻋﻠﻰﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺘﻤﺎ ﺎ، ﻭﻴﺒﺎﺩ ﺸﻌﺏ ﻤﺴﻠﻡ ﺒﺄﻜﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ ﻗﻠﺔﻤﻤﺴﻌﻭﺭﺓ.ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺭﺩﻭﺩ ﻓﻌل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺇﺯﺍﺀ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻭﺤﺸﻴﺔ ﺍﻟﺼﺭﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ، ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴـﺔ ﻭﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ، ﻟﻡ ﺘﺘﺤﺭﻙ ﺤﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﺒﺎﻟﻘﺩﺭ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ، ﻟﻭﻗﻔﻬﺎ ﺃﻭ ﺭﺩﻉ ﺍﻟﺼﺭﺏ ﺭﺩ ﺎ ﻤﻨﺎﺴ ﺎ، ﻓﻘـﺩﺒ ﻋ ﺍﻜﺘﻔﺕ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺒﻤﻘﺎﻁﻌﺔ ﺍﻟﻁﻴﺭﺍﻥ ﺍﻟﻴﻭﺠﻭﺴﻼﻓﻲ، ﻭﻤﻨﻌﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻬﺒﻭﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻁﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴـﺔ، ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﺭﺍﺤـﺕ ﺘﺒﺤﺙ ﻓﻜﺭﺓ ﺘﺠﻤﻴﺩ ﺃﺭﺼﺩﺓ ﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻭﻙ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ. ﻭﻟﻡ ﺘﺘﺤﺭﻙ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻜﻤﺎ ﺘﺤﺭﻜﺕ ﻓﻲ ﺤﻭﺍﺩﺙ ﻜﺭﻭﺍﺘﻴﺎ ﻭﺴﻠﻭﭭﻴﻨﻴﺎ ﺒﺤﺠﺔ ﺇﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺘﺩﺨل ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﻭﺇﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺭﺴـل ﻗـﻭﺍﺕ ﻋﺴﻜﺭﻴﺔ، ﺇﻻ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺘﻌﺭﺽ ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﻭﺃﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﻟﻠﺨﻁﺭ، ﻜﻤﺎ ﺃﻋﻠﻥ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺙ ﺍﻟﺭﺴﻤﻲ ﺒﺎﺴـﻡ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴـﺔﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ.- ١٤ - 42. ﻭﻟﻠﺤﻕ ﻓﺈﻥ ﻤﺼﺭ ﻗﺩ ﺘﺯﻋﻤﺕ ﺤﺭﻜﺔ ﻭﻗﻑ ﺍﻟﻘﺘﺎل ﺍﻟﻔﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ، ﻭﺍﻨﺴﺤﺎﺏ ﺠﻤﻴـﻊ ﺍﻟﻘـﻭﺍﺕ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ، ﻜﻤﺎ ﺘﺠﺭﻱ ﺍﺘﺼﺎﻻﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻤﻜﺜﻔﺔ، ﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺩﻯ ﺼﺤﺔ ﻤﺎ ﺘﺭﺩﺩ ﻋﻥ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﻜﺭﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺼـﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ.ﻭﺘﺴﻌﻰ ﻤﺼﺭ ﺃﻴ ﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﻤﻭﻗﻑ ﻤﻭﺤﺩ ﻤﻊ ﺩﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻟﻭﻗﻑ ﻤﺫﺍﺒﺢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻫﻨﺎﻙ.ﻀ ﻭﻟﻜﻥ ﻫل ﺘﻜﻔﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻬﻭﺩ ﻭﺤﺩﻫﺎ ﻹﻴﻘﺎﻑ ﺤﺭﺏ ﺍﻹﺒﺎﺩﺓ ﻀﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺸﺒﻪ ﺠﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﺒﻠﻘـﺎﻥ؟ ﻟﻘﺩ ﻭﻗﻑ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻭﻗﻑ ﺭﺠل ﻭﺍﺤﺩ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺍﺤﺘل ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻜﻭﻴﺕ، ﻭﺘﺤﺭﻜﺕ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻟﺘﻘﻁـﻊ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻤﻴﺎل ﻟﻜﻲ ﺘﻨﻬﻲ ﺃﻁﻤﺎﻉ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ، ﻭﺤﺸﺩﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻜﻠﻪ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺌﻬﺎ ﺘﺤﺕ ﺭﺍﻴﺔ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ، ﻭﻟﻜﻥ ﻻ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﻷﻤﺭﻴﻜﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺓ ﻟـﺩﻯ ﻤﺴـﻠﻤﻲ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ، ﻓﻠﻬﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﺘﻌﺩ ﺭﺩﻭﺩ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﺎ ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻹﺩﺍﻨﺔ!، ﺭﻏﻡ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻙ ﺍﻟﺼﺎﺭﺥ ﻟﻠﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ، ﺒل ﻭﻟﻠﺤﺩ ﺍﻷﺩﻨـﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺨﻠﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ. ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﻨﺤﻥ ﺃﻥ ﻨﻜﺜﻑ ﺠﻬﻭﺩﻨﺎ ﻜﺩﻭل ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻭﺇﺴﻼﻤﻴﺔ، ﻤﻥ ﺃﺠل ﺇﻨﻘﺎﺫ ٥ ﻤﻼﻴﻴﻥ ﻤﺴﻠﻡ ﻴﺘﻌﺭﻀﻭﻥ ﻟﻺﺒﺎﺩﺓ ﻓﻲﻴﻭﺠﻭﺴﻼﻓﻴﺎ، ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﻨﺼﻴﺭ ﻤﻥ ﺤﻤﺎﺓ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ، ﺃﻭ ﻤﻥ ﺃﻨﺼﺎﺭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ)٦(. ﻤﺤﻨﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ.. ﺃﻻ ﻤﻥ ﻨﻬﺎﻴﺔ..- ﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﻴﺔ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ٩٢/٥/٢٩٩١، ﺹ ١، ٣. ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻁﺎل ﺍﻨﺘﻅﺎﺭﻩ، ﺠﺎﺀ ﺨﺎﻟﻴﺎ ﻤﻥ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﻜﺒﺘﻬﺎ ﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼـﺭﺏ ﻭﺍﻟﺠﺒل ﺍﻷﺴﻭﺩ ﻭﻓﻠﻭل ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩﻱ ﺍﻟﻴﻭﺠﻭﺴﻼﻓﻲ، ﻓﻲ ﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ، ﻭﻤﺎ ﺯﺍﻟﺕ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺼﺎﺒﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺘﻁﺎﻟﻌﻨﺎ ﺃﻨﺒﺎﺅﻫﺎ ﺼﺒﺎﺡ ﻤﺴﺎﺀ، ﻭﻤﺎ ﺯﺍل ﺍﻟﺼﺭﺒﻴﻭﻥ ﻤﺎﻀﻴﻥ ﻓـﻲ ﺘﺤﺩﻴﻬﻡ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭﻟﻘﺭﺍﺭ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻤﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﺒﻌﺩ ﻤﺩﻯ، ﻋﻨ ﹰﺎ ﻭﺒﻁ ﹰﺎ ﻭﺴﻔ ﹰﺎ ﻟﻠﺩﻤﺎﺀ ﻀﺩ ﺸـﻌﺏ ﺍﻟﺒﻭﺴـﻨﺔﻜﺸﻔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ، ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻤﻨﻬﻡ. )٦( ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ. ﺃﺼﺩﺭ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻤﻥ ﺃﺨﻴ ﺍ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ ٧٥٧، ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻓﺭﺽ ﺒﻤﻭﺠﺒﻪ ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻀﺩ ﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺘﻲ ﺍﻟﺼـﺭﺏﺭ ﻭﺍﻟﺠﺒل ﺍﻷﺴﻭﺩ، ﻭﻓ ﹰﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻤﻥ ﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ، ﻟﻠﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺭﺩﻉ ﻋﺩﻭﺍﻨﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﺠﻤﻬﻭﺭﻴـﺔ ﺍﻟﺒﻭﺴـﻨﺔ ﻘ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ، ﻭﻗﺩ ﺘﻀﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﻁﻭﺍﺌﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﻭﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺃﻫﻤﻬﺎ: ﻓﺭﺽ ﺤﻅﺭ ﺘﺠـﺎﺭﻱ ﺸـﺎﻤل ﻋﻠـﻰ ﺍﻻﺴـﺘﻴﺭﺍﺩ ﻭﺍﻟﺘﺼﺩﻴﺭ، ﻭﻭﻗﻑ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ، ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺤﻅﺭ ﺍﺴﺘﻴﺭﺍﺩ ﺍﻟﺒﺘﺭﻭل. ﻭﻓﺭﺽ ﺤﻅﺭ ﺠـﻭﻱ ﺸـﺎﻤل ﺒﻤﻨـﻊ ﻫﺒـﻭﻁ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺒﻠﺠﺭﺍﺩ ﺃﻭ ﺇﻗﻼﻋﻬﺎ ﻤﻨﻬﺎ، ﻭﻤﻨﻊ ﺩﺨﻭل ﻭﺨﺭﻭﺝ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺇﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻹﻤﺩﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺫﺍﺌﻴﺔ. ﻭﺨﻔﺽ ﻋﺩﺩ ﻤﻭﻅﻔﻲ ﺍﻟﺒﻌﺜﺎﺕ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻗل ﻋﺩﺩ ﻤﻤﻜﻥ، ﻭﺇﻏﻼﻕ ﺒﻌﻀﻬﺎ، ﺨﺎﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭﺍﻹﻋﻼﻤﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﻤﻨﻊ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺍﻟﻴﻭﺠﻭﺴﻼﻓﻴﺔ )ﺍﻟﺼﺭﺒﻴﺔ( ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ، ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻸﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤـﺩﺓﹰ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﻭﺭﺍﺜﺔ ﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺭﺏ ﻭﺍﻟﺠﺒل ﺍﻷﺴﻭﺩ ﻟﻤﻘﻌﺩ ﻴﻭﺠﻭﺴﻼﻓﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ. - ٢٤ - 43. ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺫﺍﺒﺢ ﺍﻟﺒﺸﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺍﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ، ﺘﻨﻁﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﻁﻭﺍﺌﻑ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﺘﻤﺜل ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺤﺭﺏ. ﻴﺠـﺏ ﺃﻻ ﱠ ﻴﻔﻠﺕ ﻤﺭﺘﻜﺒﻭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ،. ﻭﺍﻟﺘﺼﺩﻱ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻫﻭ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘـﻊ ﻋﻠﻴـﻪ ﺍﻻﻟﺘـﺯﺍﻡ ﺒﺘﻌﻘﺏ ﺍﻟﺠﻨﺎﺓ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﻥ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ، ﺇﻥ ﺃﺨﺫ ﺍﻟﺭﻫﺎﺌﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻥ ﻭﺇﺤﺭﺍﻕ ﺍﻟﻘﺭﻯ، ﻭﺇﺠﺒـﺎﺭ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺯﻭﺡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻤﻥ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ، ﻭﺘﺭﻭﻴﻊ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﻴﻥ ﺍﻵﻤﻨﻴﻥ، ﻭﻗﺘل ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻏﻴﻠـﺔ،ﹰ ﱢ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ، ﻜﻠﻬﺎ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺤﺭﺏ ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺩﻗﻴﻕ، ﻴﺨﻀﻊ ﻤﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﻟﻠﻌﻘﺎﺏ، ﻭﻻ ﻴﻜﺘﺴﺏ ﺤﺼﺎﻨﺔ ﺃﻭ ﺘﻔﻭﻴ ﺎ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻀ ﹰ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻴﺒﻴﺢ ﻟﻪ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻴﺔ، ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻭﻓ ﹰﺎ ﻟﻠﻘـﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟـﺩﻭﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﻋﻤـﺎل ﻘ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺇﻨﻤﺎ ﺘﻭﺠﻪ ﻀﺩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺸﺘﺭﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﻘﺘﺎل، ﻭﻀﺩ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﻌﺴـﻜﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻫـﺩﺍﻑ ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ، ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﻭﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻻ ﻴﺤﻤﻠﻭﻥ ﺍﻟﺴﻼﺡ، ﻭﻻ ﻴﺸﺘﺭﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﻘﺘﺎل ﻓﻬﺅﻻﺀ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﺘـﻭﺍﻓﺭ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﻌﻠﻬﻡ ﺒﻤﻨﺄﻯ ﻋﻥ ﻭﻴﻼﺕ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻭﺸﺭﻭﺭﻫﺎ، ﻭﻓ ﹰﺎ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﺭﻓﻲ، ﻭﻷﺤﻜـﺎﻡ ﻘ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻻﻫﺎﻱ ﻟﻌﺎﻡ،٧٠٩١ ﻭﺠﻨﻴﻑ ﻟﻌﺎﻡ ٧٤٩١، ﻭﺍﻟﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭﻻﻥ ﺍﻟﻤﻀﺎﻓﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٧٧٩١. ﻭﺇﺫﺍ ﻜﻨﺎ ﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻨﺘﻌﻘﺏ ﺒﺎﻟﺘﺤﻠﻴل ﻭﺍﻟﺘﻔﺼﻴل ﺠﻤﻴﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﻭﺍﺌﻑ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻘـﺎل، ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺘﻭﻗﻑ ﺒﺼﻔﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻋﻨﺩ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻨﻜﺭﺍﺀ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺤﺭﺏ، ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﻜﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺭﺒﻴﺔ ﻀﺩ ﺍﻹﺴـﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ، ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺎﺠﺩ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ ﻭﺘﺩﻤﻴﺭﻫﺎ، ﻓﻲ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻴﺎﺌﺴﺔ ﺨﺭﻗﺎﺀ ﻟﻁﻤﺱ ﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻬﻭﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻟﺸﻌﺏ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ. ﻟﻘﺩ ﺃﺸﺎﺭﺕ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒـﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺜﻘﺔ ﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺩﺍﺩ ﻟﺒﻌﺽ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ ﻀﺩ ﺒﻴﻭﺕ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴـﻙ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻨﺤـﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ: ١- ﺘﺩﻤﻴﺭ ٠٨ ﻤﺴﺠ ﺍ ﻓﻲ ﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ.ﺩ٢- ﻗﺼﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻥ، ﻭﻤﻘﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺼﻤﺔ ﺴﺭﺍﻴﻴﻔﻭ.٣- ﺘﺩﻤﻴﺭ ﻤﺴﺠﺩ ﺍﻟﺒﻴﻙ ﻓﻲ ﺴﺭﺍﻴﻴﻔﻭ، ﻭﻫﻭ ﺃﻜﺒﺭ ﻤﺴﺎﺠﺩ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ، ﻭﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﺃﻗﺩﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺠﺩ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ.٤- ﺘﺩﻤﻴﺭ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﺠﺩ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﻨﻭﺘﺸﺎ، ﻭﺭﻓﻊ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺼﺭﺏ ﻓﻭﻕ ﻤﺂﺫﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺠﺩ ﻋﻨﺩ ﺍﺤﺘﻼﻟﻬﺎ. ٥- ﻗﺼﻑ ﻤﺴﺠﺩﻱ "ﻋﻼﺀ ﺒﺎﺸﺎ ﻭﺃﻤﻴﻥ ﺒﻙ" ﺍﻟﺼﻭﺍﺭﻴﺦ، ﻭﻨﻬﺏ ﻜل ﺍﻵﺜﺎﺭ ﻭﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼـﺎﺤﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﻘﺩﺭ ﺒﺜﻤﻥ. ٦- ﺘﺩﻤﻴﺭ ﻤﺴﺠﺩ "ﻜﺎﺭﺍﺠﻭﺭ" ﺍﻟﺸﻬﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻗﻴﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ، ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺘﺸـﺭﻑ ﻋﻠﻴـﻪ ﻤﻨﻅﻤـﺔﺍﻟﻴﻭﻨﺴﻜﻭ ﺒﻭﺼﻔﻪ ﻭﺍﺤ ﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ.ﺩ ٧- ﻫﺩﻡ ﻋﺸﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﻴﺎ، ﻭﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﻤﻭﺴﺘﺎﺭ. ٨- ﺘﺩﻤﻴﺭ ﻤﺴﺠﺩ ﺃﺜﺭﻱ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ "ﺸﺎﺒﻠﻴﻨﺎ" ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺸﺤﻨﺎﺕ ﻤﺘﻔﺠﺭﺓ، ﺒﺎﻟﺘﺤﻜﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻌﺩ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺼـﻼﺓ، ﻭﻤﺼﺭﻉ ﻜل ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺩﺍﺨﻠﻪ، ﻭﻫﻡ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻱ ﺍﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ. ٩- ﻤﻨﻊ ﺍﻵﺫﺍﻥ ﻭﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺼﻠﻭﺍﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺘﺒﻘﻰ ﻤﻥ ﺒﻴﻭﺕ ﺍﷲ ﻭﺨﺎﺼﺔ "ﺼﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ"- ٣٤ - 44. ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺒﺸﻌﺔ ﺘﺸﻴﺭ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅل ﻋﻥ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﻤﺭﺘﻜﺒﻴﻬﺎ، ﻭﺍﻵﻤﺭﻴﻥ ﺒﻬﺎ ﻁﺒ ﹰﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺤﺭﺏ، ﺃﻭﻘ ﻤﺎ ﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜل ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺠﻨﻴﻑ ﻟﻌﺎﻡ ٩٤٩١ ﻭﺍﻟﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭﻻﻥ ﺍﻹﻀﺎﻓﻴﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﻋﺎﻡ ٧٧٩١، ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻟﻪ، ﻭﺃﻭل ﻤﺎ ﻴﻼﺤﻅ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺠﻨﻴﻑ ﻟﻡ ﺘﻌﻥ ﺒﻭﻀﻊ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺨﺎﺼـﺔ ﹸ ﻷﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻼﺤﺘﻼل ﺍﻟﺤﺭﺒﻲ، ﺍﻜﺘﻔﺎﺀ ﺒﺎﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻸﻋﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﻨﻴﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭل ﺒﺘﻘﺭﻴﺭ ﻤﺒﺩﺃ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴـﺔ، ﻭﻭﺠـﻭﺏ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺘﻬﻡ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ، ﻭﻨﺸﻴﺭ ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ ٥٣ ﻤـﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺠﻨﻴﻑ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻟﻌﺎﻡ ٩٤٩١ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺄﺴﺭﻯ ﺍﻟﺤﺭﺏ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "ﻴﺴﻤﺢ ﻟﺭﺠﺎل ﺍﻟـﺩﻴﻥ ﺍﻟـﺫﻴﻥ ﻴﻘﻌﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﻴﺩﻱ ﺍﻟﻌﺩﻭ ﻭﻴﺒﻘﻭﻥ ﺃﻭ ﻴﺴﺘﺒﻘﻭﻥ ﺒﻘﺼﺩ ﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺃﺴﺭﻯ ﺍﻟﺤﺭﺏ، ﺒﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴـﺔ ﻭﻤﻤﺎﺭﺴـﺔ ﺸﻌﺎﺌﺭﻫﻡ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺃﺴﺭﻯ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺩﻴﻨﻬﻡ ﻭﻓ ﹰﺎ ﻟﻌﻘﻴﺩﺘﻬﻡ. ﻭﻴﻭﺯﻋﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺭﺍﺕ ﻭﻓﺼﺎﺌل ﻘ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻡ ﺃﺴﺭﻯ ﻴﺘﺒﻌﻭﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺫﺍﺘﻬﺎ، ﻭﻴﺘﺤﺩﺜﻭﻥ ﻨﻔﺱ ﻟﻐﺘﻬﻡ ﺃﻭ ﻴﻌﺘﻨﻘﻭﻥ ﻨﻔـﺱ ﺍﻟﻌﻘﻴـﺩﺓ ﻭﺘـﻭﻓﺭ ﻟﻬـﻡ ﺍﻟﺘﺴﻬﻴﻼﺕ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ.." ﻭﻤﻥ ﺃﻤﺜﻠﺔ ﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﺒﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ٨٥ ﻤﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺠﻨﻴﻑ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ، ﺒﺸﺄﻥ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻷﺸـﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﺍﻟﺤﺭﺏ؛ ﺤﻴﺙ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﺴﻤﺢ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻻﺤﺘﻼل ﻟﺭﺠﺎل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺭﻭﺤﻴـﺔ ﻷﻓﺭﺍﺩ ﻁﻭﺍﺌﻔﻬﻡ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ، ﻭﺘﺴﻬل ﺘﻭﺯﻴﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ". ﻜﻤﺎ ﺫﻫﺒﺕ ﻨﺼﻭﺹ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴـﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌـﺔ ﺇﻟـﻰ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺸﻌﺎﺌﺭ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻥ؛ ﺤﻴﺙ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٦٨ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "ﺘﻀﻊ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﺎﺠﺯﺓ ﺘﺤﺕ ﺘﺼﺭﻑ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻥ - ﺃ ﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻘﻴﺩﺘﻬﻡ - ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻹﻗﺎﻤﺔ ﺸﻌﺎﺌﺭﻫﻡ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ " ﻭﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﺃﻴ ﺎ ﺒﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ٣٩ ﻀﻴ ﻤﻥ ﺘﻔﺼﻴﻼﺕ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ. ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﻋﻘﺩ ﻤﺅﺘﻤﺭ ﺠﻨﻴﻑ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﻟﻠﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺇﻨﻤﺎﺀ ﻭﺘﻁﻭﻴﺭ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺠﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﻤﻥ ﻋﺎﻡ ٧٤٩١ ﺤﺘﻰ ٧٧٩١، ﻓﻲ ﺃﺭﺒﻊ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ، ﺘﻡ ﺍﻟﺘﻭﺼل ﺇﻟـﻰ ﺇﻗﺭﺍﺭ ﻨﺹ ﺠﺩﻴﺩ ﻴﻘﺭﺭ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺼﺭﻴﺤﺔ ﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﺤﻴﺙ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٣٥ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل ﺍﻷﻭل ﺍﻟﻤﻀـﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺠﻨﻴﻑ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺘﻡ ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ٠١ ﻴﻭﻨﻴﻭ ٧٧٩١ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﺤﻅﺭ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ. ﻭﺫﻟﻙ ﺩﻭﻥ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﺄﺤﻜﺎﻡ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻻﻫﺎﻱ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ. ﺍﻟﻤﻌﻘﻭﺩ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ٤١ﺍﻴﺎﺩ/ ﻤﺎﻴﻭ ٤٥٩١ ﻭﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻤﻭﻀﻭﻉ: ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺃﻱ ﻤﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﻌﺩﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﻬﺔ ﻀﺩ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻌﺒـﺎﺩﺓﺃ- ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻜل ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﻭﺤﻲ ﻟﻠﺸﻌﻭﺏ. ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺩﻋﻡ ﺍﻟﻤﺠﻬﻭﺩ ﺍﻟﺤﺭﺒﻲ. ﺏ-ﺍﺘﺨﺎﺫ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻤﺤﻼ ﻟﻬﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺭﺩﻉ.ﹰﺝ- ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺴﺎﻟﻑ ﻻ ﻴﻘﺭﺭ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻤﻁﻠﻕ، ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﻘﺭﺭ ﺤﻤﺎﻴـﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻜل ﺠﺯ ﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﺭﻭﺤﻲ ﻟﺸﻌﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺘﻭﺠﻪ ﻨﺤﻭ ﺩﻭﺭﺀ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺫﻴﻊ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺠﺯ ﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻟﺸﻌﺏ ﻤﺎ، ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺀ ﻤﻨﻁﺒﻕ ﺘﻤﺎﻡ ﺍﻻﻨﻁﺒﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺠﺩ ﻭﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻤﺭﺘﻬﺎ ﻴـﺩ ﺍﻟﺤﻘـﺩﹲ ﺍﻟﺼﺭﺒﻲ ﺍﻷﺴﻭﺩ.- ٤٤ - 45. ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻥ ﻗﻭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺭﺏ ﺘﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺍﺭﺘﻜﺒﺕ ﺃﻋﻤﺎﻻ ﺍﻨﺘﻬﻜﺕ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٣٥ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل ﺍﻷﻭل ﺍﻟﻤﻀﺎﻑﹰ ﺇﻟﻰ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺠﻨﻴﻑ، ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻨﻥ ﻓﻲ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﺭ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻋﺭﻓﻴﺔ، ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺩ ﻴﻌﺩ ﺍﻨﺘﻬﺎ ﹰﺎ ﺠﺴﻴ ﺎﻤﻜ ﻟﻠﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل ﺍﻷﻭل، ﻭﻴﻌﺩ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺤﻴﺙ ﺠﺎﺀ ﺒﺎﻟﻔﻘﺭﺘﻴﻥ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ ٥٨ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ: "ﻭﺘﻌﺩ ﺍﻷﻋﻤﺎل" ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ، ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺒﻤﺜﺎﺒـﺔ ﹰ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺠﺴﻴﻤﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل – ﺇﺫﺍ ﺍﻗﺘﺭﻓﺕ ﻋﻥ ﻋﻤﺩ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻼﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ. ﺸﻥ ﺍﻟﻬﺠﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﻭﺃﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻭﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﻴﻤﻜـﻥ ﺍﻟﺘﻌـﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬـﺎﺩ-ﺒﻭﻀﻭﺡ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜل ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﻭﺤﻲ ﻟﻠﺸﻌﻭﺏ. ﺘﻌﺩ ﺍﻻﻨﺘﻬﺎﻜﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﻤﻴﺔ ﻟﻼﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻭﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻠﺤﻕ "ﺍﻟﺒﺭﻭﺘﻭﻜﻭل" ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺤﺭﺏ، ﻭﺫﻟﻙ ﻤـﻊ ﻋـﺩﻡﻩ- ﺍﻹﺨﻼل ﺒﺘﻁﺒﻴﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﺜﻴﻕ، ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﺎ ﺘﻌﺭﻀﺕ ﻟﻪ ﻤﺴﺎﺠﺩ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ ﻤﻥ ﻋﺩﻭﺍﻥ ﺇﻨﻤـﺎ ﻴﺸﻜل ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺤﺭﺏ ﺘﺴﺘﻭﺠﺏ ﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﻤﺭﺘﻜﺒﻴﻬﺎ ﻋﻘﺎ ﺎ ﺸﺨﺼ ﺎ ﻴﺘﻨﺎﺴﺏ ﻤﻊ ﻓﺩﺍﺤﺔ ﺍﻟﺠﺭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺭﺘﻜﺒﻭﻩ،ﻴﺒ ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺭﺏ ﻜﺩﻭﻟﺔ ﻤﻌﺘﺩﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ ﺍﻟـﺩﻭﻟﻲ ﻋﻠﻴـﻪﹰ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﻀﻤﺎﻥ ﺃﻻ ﻴﻔﻠﺕ ﻤﺭﺘﻜﺒﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ، ﻭﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﻨـﺎﻙ ﻤﺤﺎﻜﻤـﺎﺕ ﻟﻤﺠﺭﻤـﻲ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺭﺒﻴﻴﻥ، ﻭﻻ ﺸﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﺩﻋﻭﺓ ﺒﻭﺠﻪ ﺨﺎﺹ ﻷﻥ ﺘﻘﻭﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﻓـﻲ ﺃﺭﻭﻗﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ، ﻭﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻤﻥ ﻨﺼﺭﺓ ﻟﻺﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﺒﻴﻭﺕ ﺍﷲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺫﻥ ﺍﷲ ﻟﻬـﺎﺃﻥ ﺘﺭﺘﻔﻊ ﻭﻴﺫﻜﺭ ﻓﻴﻪ ﺍﺴﻤﻪ. ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻤﻥ ﺴﻴﻌﻭﺩ ﺤﺘ ﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ٧٥٧ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴـﻪ، ﻭﻓ ﹰـﺎ ﻘﻤ ﻷﺤﻜﺎﻤﻪ، ﻭﻗﺩ ﻴﺼﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺠﺢ ﻗﺭﺍ ﺍ ﺠﺩﻴ ﺍ ﻟﻴﻀﻤﻥ ﺒﻪ ﺍﻤﺘﺜﺎل ﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺭﺏ ﻭﺍﻟﺠﺒـل ﺍﻷﺴـﻭﺩ ﻹﺭﺍﺩﺓ ﺩﺭ ِ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ، ﻭﺍﻟﻨﺯﻭل ﻋﻨﺩ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺒﻜﻑ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ ﻋﻥ ﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ، ﻓﺈﻥ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭل ﺃﻥ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﻜﺒﺕ ﻀﺩ ﺸﻌﺏ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ،ﻭﻀﺩ ﻤﻘﺩﺴﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ، ﻭﺭﺴﻡ ﺍﻟﺴﺒل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻔل ﻀﻤﺎﻥ ﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﻤﺭﺘﻜﺒﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺒﺭﺒﺭﻴﺔ. ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻭﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻬﺭﺴﻙ، ﺒﻘﻠﻡ: ﺩ. ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋـﺎﻤﺭ، ﺃﺴـﺘﺎﺫ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ - ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ، ﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﻴﺔ، ﺹ٦، ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ٨/٦/٢٩٩١. ***- ٥٤ - 46. ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ﻻ ﺘﺴﺘﻁﻊ ﺨﺩﺍﻉ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻜل ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺒﻘﻠﻡ ﺭﺠل ﺍﻷﻋﻤﺎل ﻭﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻱ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻲ ﺍﻷﺼلﻓﻴﺼل ﺤﻠﻤﻲ ﺃﺒﻭ ﺨﻀﺭﺍ)ﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ٦/٥/٢٩٩١( ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎل، ﻴﻨﻁﻠﻕ ﻤﻥ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺨﻠﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻴﺘﺠﺴﺩ ﻓﻲ ﺍﻻﻨﺤﻴـﺎﺯﹰ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﻹﺴﺭﺍﺌﻴل، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ - ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭل - ﺘﺅﻜﺩ ﺃﻥ ﺩﺨل ﺍﻟﺨﺯﺍﻨﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻤﻨـﺫ ٠٥ ﻋﺎ ﺎ، ﻭﺤﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻤﻥ ﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﻨﻔﻁﻬﻡ ﻭﺴﻭﻗﻬﻡ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻤﺎ ﻴﺩﺭﻩ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻭﻥ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻟﻬﺎ. ﻤ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻴﻼﺤﻅ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻻ ﺘﻨﻔﻙ ﻋﻥ ﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ، ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻤﻭﺍﻗﻔﻬﺎ ﻤﻥ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ. ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ – ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭ ﻜﺎﺘﺒﻪ- ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺨﻴﺒﺔ ﺍﻷﻤل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺤﻭل ﻗﺩﺭﺓ ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥﺤﻴﺎﺩﻴﺔ ﺘﻜﺒﺭ ﻴﻭ ﺎ ﺒﻌﺩ ﻴﻭﻡ، ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﺴﺒﺏ ﻤﻭﺠﺔ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻋﺎﺭﻤﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ.ﻤ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﻴﺅﻜﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺸﺭﻋﺕ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ﻭﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓـﻲ ﻤﻌﺎﻗﺒـﺔ ﺍﻟﻌـﺭﺏ ﺩﻭﻻ ﹰ ﻭﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﻭﺸﻌﻭ ﺎ، ﻤﺴﺘﻐﻠﺔ ﻭﻀﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﻤﻴﺯ ﺍﻵﻥ، ﻜﺩﻭﻟﺔ ﻭﺤﻴﺩﺓ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌل ﻓﻲ ﻜل ﻤﻜﺎﻥ ﻋﻠـﻰ ﺴـﻁﺢ ﺒ ﺍﻷﺭﺽ. ﻭﺇﺫﺍ ﺤﺎﻭﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻨﻅﺭ ﺒﺘﺠﺭﺩ ﻜﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺒﻨﺎ ﻜﻌﺭﺏ، ﻓﻼ ﺸﻙ ﺃﻨﻨـﺎ ﺴـﻨﺭﻯ ﺃﺨﻁﺎﺀ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﺍﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺃﻭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ ﻀـﺩ ﺍﻟﺸـﻌﺏ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜـﻲ، ﻻ ﻀـﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ، ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌل ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺭﻴﺠﺎﻥ ﻭﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺒﻭﺵ ﺘﺴﻌﻰ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻟﻸﺨـﺫ ﺒﺜﺄﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺠﻤﻴ ﺎ، ﺒﺴﺒﺏ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺒﻌﺽ ﺤﻤﺎﻗﺎﺕ ﻭﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺴﻘﻁ ﻀﺤﻴﺘﻬﺎ ﺃﻤﺭﻴﻜﻴﻭﻥ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﻡ ﺒﺴﻴﺎﺴﺔ ٍ ٍﻌﺒﻼﺩﻫﻡ. ﻟﻜﻥ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﺍﻟﻤﺘﺠﺭﺩ ﺃﻥ ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻤﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﻭﺠﻭﻫﻬﺎ، ﺒل ﺇﻥ ﻤﻥ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺍﻟﻤﺘﺠـﺭﺩ ﺃﻥﱠ ﻴﺴﻌﻰ ﻟﻠﻌﺜﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻤﺒﺭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﻗﻌﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺒﺎﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻔﻕ ﺍﻟﻤﻅﻠـﻡ. ﻓﻔـﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻘﻨﻪ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻭﻥ ﺠﻴﺩﺍ، ﻻ ﺒ ﻤﻥ ﻭﺠﻭﺩ ﻨﺴﺒﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻬﻴﺩﺭﻭﺠﻴﻥ، ﻭﻨﺴـﺒﺔ ﻤﻌﻴﻨـﺔ ﻤـﻥ ﺩ ﺍﻷﻭﻜﺴﺠﻴﻥ ﻟﺘﺸﻜﻴل ﻨﻘﻁﺔ ﺍﻟﻤﺎﺀ. ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻫﻭ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺘﻔﺎﻋل ﺴﺒﺒﻴﻥ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﻬﻴﺩﺭﻭﺠﻴﻥ ﻭﺍﻷﻭﻜﺴﺠﻴﻥ. ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ. ﻓﻼ ﺒ ﺃﻥ ﻟﻠﻌﺭﺏ – ﺃﻭ ﻟﺒﻌﺽ ﻫﺅﻻﺀ ﻟﻠﻌﺭﺏ - ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻜﻲ ﻴﺼل ﺒﻬﻡ ﺍﻷﻤﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﻌﺎﺩﺍﺓ ﺃﻤﺭﻴﻜـﺎ،ﺩﻤﺜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻨﺘﻘﺎﻡ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ. - ٦٤ - 47. ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻤﺜﻴﺭ ﻟﻠﺩﻫﺸﺔ، ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ، ﻤﻨﺫ ﺨﻤﺴﻴﻥ ﻋﺎ ﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل، ﻻ ﺘﻨﻔﻙ ﺘﻌﺎﻗﺏ ﺍﻟﻌـﺭﺏ ﺼـﻌﻭ ﺍﺩ ﻤ ﻭﻨﺯﻭﻻ ﻭﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻏﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﻭﻨﻜﺭﺍﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴل، ﻜﻲ ﻻ ﻨﻘﻭل ﻏﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺎﺤﺔ، ﻓﺎﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺘﺴﺘﺜﻤﺭ ﻤﺎل ﹰ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﻨﻔﻁ ﺍﻟﻌﺭﺏ، ﻭﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ، ﻭﺴﻤﺎﺀﻫﻡ، ﻭﺒﺤﺎﺭﻫﻡ ﻭﺘﻁﻠﻌﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻭﻏﻴـﺭ ﺫﻟـﻙ ﻜﺜﻴـﺭ،ﺍﺴﺘﺜﻤﺎ ﺍ ﻻ ﻫﻭﺍﺩﺓ ﻓﻴﻪ ﺤﺘﻰ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺃﻗﻭﻯ ﻭﺃﻋﺘﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﻁﺢ ﺍﻷﺭﺽ.ﹶﺭ ﻭﻨﻅﺭﺓ ﺒﺴﻴﻁﺔ ﻤﺠﺭﺩﺓ )ﻟﻴﺱ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺠﺎل ﻟﻠﺘﻭﺴﻊ ﻓﻲ ﺸﺭﺤﻬﺎ( ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﺠﻨﺘﻪ ﺍﻟﺨﺯﺍﻨﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻤﻨﺫ ﺨﻤﺴـﻴﻥ ﻋﺎﻤﺎ ﻤﻥ ﻤﺎل ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﻨﻔﻁﻬﻡ ﺘﻌﻁﻴﻨﺎ ﻓﻜﺭﺓ ﻜﺎﻓﻴﺔ ﻋﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺴﻌﺔ )٠٥٢ ﻤﻠﻴﻭﻥ ﻤﺴﺘﺜﻤﺭ ﺃﻱ ﻤﺭﺓ ﻭﺭﺒﻊ ﺍﻟﻤﺭﺓ ﻋﺩﺩ ﺴﻜﺎﻥ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻨﻔﺴﻬﺎ( ﺩﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ﻤﺎ ﻟﻡ ﺘﺩﺭﻩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻨﻔﺴﻬﺎ.ﱠ ﻭﻗﺒل ﺨﻤﺴﻴﻥ ﻋﺎ ﺎ، ﺒل ﻤﻨﺫ ﺨﻤﺴﻴﻥ ﻋﺎ ﺎ ﺤﺘﻰ ﻋﺸﺭﺓ ﺃﻋﻭﺍﻡ ﻓﻘﻁ، ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻋﺭﺒﻲ ﻭﺍﺤﺩ ﻗـﺩ ﺍﻋﺘـﺩﻯ ﻋﻠـﻰ ﻤ ﻤ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ، ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻷﺭﺒﻌﻴﻥ، ﺸﻬﺩﺕ ﻋﺸـﺭﺍﺕ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀﺍﺕ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺏ، ﺴﻭﺍﺀ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻁﻌﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻲ ﻋﺭﻭﺒﺘﻬﻡ ﻭﺸﺭﻓﻬﻡ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ، ﻭﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻁﻠﻕ، ﻓﺈﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻭﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻫﻤﺎ ﻭﺠﻬﺎﻥ ﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ، ﻫﻲ ﻜﺭﻩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺤﻁ ﻤﻥ ﻗﺩﺭﻫﻡ ﻭﻗﺩﺭﺘﻬﻡ. ﻭﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓﻲ ﻗﻠﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﹸ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺒﻀﻐﻁ ﻤﻥ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻭﺘﻭﺍﻁﺅ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ – ﺁﻨﺫﺍﻙ - ﻭﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺃﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻟﺘـﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻴﺵ ﻭﺍﻟﺼﻤﻭﺩ ﻭﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﻟﻭﻻ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻭﻤﺎل ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ، ﻭﺴﻼﺡ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﻭﭭﻴﺘﻭ ﺃﻤﺭﻴﻜـﺎ، ﺇﻟـﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻫﺫﺍ ﻭﺫﻟﻙ، ﻓﺈﻥ ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ﻨﻔﺫﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺍﻟﺒﻨﺩ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻤﻥ ﻤﻴﺜﺎﻕ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻔﻴـﺫ ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻤﻠﺯﻤﺔ، ﻭﻟﻡ ﺘﻘﺒل ﺃﻥ ﺘﻨﻔﺫ ﺴﻁ ﺍ ﻭﺍﺤ ﺍ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﺤﻕ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻁﺭﺩﺕ ﺸﻌ ﺎ ﻜـﺎﻤﻼ ﹰﺒﺩﺭ ﻤﻥ ﺃﺭﻀﻪ ﻭﺒﻴﻭﺘﻪ، ﻭﺸﺭﺩﺕ ﺸﻌﻭ ﺎ ﺒﻜﺎﻤﻠﻬﺎ ﻭﻤﺯﻗﺕ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺃﻭﻁﺎﻨﻬﻡ ﻭﻭﺤﺩﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﺨﻤﺱ ﺤﺭﻭﺏ. ﻭﻫـﺎ ﻫـﻲ ﺒ ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺘﻠﺯﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺒﻔﺭﺽ ﺤﺼﺎﺭ ﻤﻠﺯﻡ ﻋﻠﻰ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻟﺘﻬﻤﺔ ﻟﻡ ﻴﺜﺒﺕ ﻷﺤﺩ ﺒﻌﺩ ﺘﻭﺭﻁ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻓﻴﻬـﺎ، ﺫﻟـﻙ ﺃﻥ ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ﺘﻁﺎﻟﺏ ﺒﺎﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻥ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻥ، ﻭﺘﺭﻴﺩ ﻤﻥ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺃﻥ ﺘﺩﻴﻥ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ، ﻭﺃﻥ ﺘﺩﻓﻊ ﺘﻌﻭﻴ ﺎ ﻷﻫﺎﻟﻲ ﺍﻟﻀﺤﺎﻴﺎ، ﻗﺒل ﻀ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﻷﺤﺩ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﻫﺫﻴﻥ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﻥ ﻤﺫﻨﺒﻭﻥ ﻓﻌﻼ.ﹰ *** ﻭﻓﻲ ﻴﻘﻴﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺃﻥ ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ﺘﺘﻌﻤﺩ ﺍﻹﺴﺎﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻜﻲ ﺘﺫﻟﻬﻡ، ﻭﺘﻀﻌﻑ ﻤﻥ ﻭﺤـﺩﺘﻬﻡ، ﻭﺘﺒﻘـﻰﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻤﺘﺼﺎﺹ ﺨﻴﺭﺍﺘﻬﻡ. ﻭﻫﺎ ﻫﻲ ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺘﺴﻭﻕ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺒﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻁﻭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺨﻭﻴﻑ ﺇﻟﻰ ﻤﻔﺎﻭﻀﺔ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺱ ﻏﻴـﺭ ﻋﺎﺩﻟﺔ، ﻟﻥ ﺘﺴﻔﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺇﻻ ﻋﻥ ﺤل ﻤﺅﻗﺕ ﺴﻴﺭﻀﻰ ﺒﻪ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺨﺎﺌﻔﻴﻥ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻡ – ﻓﻲ ﺭﺃﻴﻲ - ﺴﻴﺭﻓﻀﻭﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻅﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﻌﻴﺩﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺤﺩﺘﻬﻡ ﻭﺭﻭﺤﻬﻡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ.- ٧٤ - 48. ﻭﻴﺨﻴل ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺜﻤﺔ ﺨﻠﻼ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ - ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻨﻀﻊ ﻟﻪ ﺤﺩﺍ ﻨﺤﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﹰﱠ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻔﺤل، ﻓﻴﺠﻌل ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻋﺩﻭﺍ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻨﻨﺎ ﻻ ﻨﻀﻤﺭ ﻟﻬﺎ ﺸـﺭﺍ، ﻭﻻ ﻨﺭﻴـﺩﻫﺎ ﺴـﻭﻯ ﺼﺩﻴﻕ ﻤﺤﺏ ﻟﻨﺎ ﻭﻟﻠﺴﻼﻡ، ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻗﺩ ﺘﻀﺎﺭﺒﺕ ﻤﻊ ﻤﺼﺎﻟﺤﻨﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻤﻥ ﺍﻷﻭﻗـﺎﺕ، ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﺤﺎﻓ ﺍ ﻟﻨﺎ ﻜﻲ ﻨﺼﺤﺢ ﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﻊ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﻓﻲ ﺤﻘﻴﻘﺘﻪ ﺸﻌﺏ ﺯ ﻤﺤﺏ ﻟﻠﺴﻼﻡ، ﻤﺘﺩﻴﻥ ﺼﺎﺩﻕ ﻭﻨﺸﻴﻁ ﻭﺜﻤﺔ ﻗﻭﺍﺴﻡ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﺘﺠﻤﻌﻨﺎ ﻜﻌﺭﺏ ﺒﺎﻟﺸﻌﺏ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ، ﻓﻨﺤﻥ ﺃﻴ ﺎﻀ ﺸﻌﺏ ﻤﺘﺩﻴﻥ ﻭﻤﺤﺏ ﻟﻠﺴﻼﻡ، ﻭﻟﻌل ﻤﺎ ﻋﻨﺩﻨﺎ ﻤﻥ ﺘﺭﺍﺙ ﺩﻴﻨﻲ ﻴﺠﻌﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﻁﻠﻴﻌﺔ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻟﻠﻌﺩل ﻭﺍﻟﺴـﻼﻡ، ﻭﻓﻲ ﻏﻤﺭﺓ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺎﻓل ﺒﺎﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﺜﻤﺎﺭ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟـﺩﺨل، ﻓﺈﻨـﻪ ﻟﻴﺱ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺴﻭﻯ ﺃﻥ ﻴﺘﺤﺎﻭﺭﻭﺍ ﻤﻊ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﻴﻥ، ﻭﻴﻘﻨﻌﻭﻫﻡ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻻ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﻗﺩ ﺜﺒﺕ ﻟﻨﺎ ﻭﻟﻸﻤﺭﻴﻜﻴﻴﻥ ﻭﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺩﻭل، ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻻ ﺘﺄﺘﻲ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﺤﻘﺩ ﻭﺍﻟﻀﻐﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﻤﻨﺫ ﻤﺌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ، ﺒل ﻤﻨﺫ ﺃﻻﻑ ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ، ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻟﺤﻘﺩ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﺴﻭﻯ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻤﺅﻗﺘﺔ ﻟﻠﻘﻬﺭ، ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻤﺢ ﻭﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺭﻴﺏ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻁﻠﻕ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ، ﻭﻴﺘﺴﺎﺀل ﺍﻟﻤﺭﺀ ﻋﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻭﺠﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﻌـل ﻤـﻥ ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ﺤﻠﻴ ﹰﺎ ﻹﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﺨﺼ ﺎ – ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺴﺒﺏ - ﻟﻠﻌﺭﺏ ﺠﻤﻴ ﺎ ﺸﻌﻭ ﺎ ﻭﺤﻜﻭﻤﺎﺕ. ﻭﻤﻥ ﻗﺒـل ﺃﻥ ﻴﺤـﺎﻭلﺒﻌ ﻤﻔ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻨﺘﻘﺎ ﺎ ﻋﺸﻭﺍﺌ ﺎ، ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺘﻘﻑ ﻓﻲ ﺨﻨﺩﻕ ﻭﺍﺤﺩ ﻤـﻊ ﻴﻤﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻟﻴﺱ ﻓﻘﻁ ﻀﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ، ﺒل ﺃﻴ ﺎ ﻀﺩ ﺍﻟﻌﺩل ﻭﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻭﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻨﻔﺴﻬﺎ.ﻀ ﻭﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ٧٤٩١ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل، ﻟﻡ ﺘﻨﻔﻙ ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ﺘﺭﺍﻋﻲ ﺨﺎﻁﺭ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﻭﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻜﺘﺎﻓﻬﺎ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺒـﺫﻟﻙ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﺎ ﻨﺸﺭ ﻭﻜﺘﺏ، ﻭﺃﻋﻠﻥ ﻤﻥ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﻋﻼﻗﺎﺕ ﺤﺴﻨﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﻭﺍﻟﺩﻭل.*** ﻭﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﺩﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻫﻲ ﺩﻭل ﻗﺎﻤﺕ ﻋﻠـﻰ ﺃﺴـﺱ ﺠﻐﺭﺍﻓﻴـﺔ ﻭﺘﺎﺭﻴﺨﻴـﺔ ﻭﺒﺸـﺭﻴﺔ، ﻜﺒـﺭﺕ ﺃﻭ ﺼﻐﺭﺕ ﻭﺍﺴﺘﻌﻤﺭﺕ ﺃﻭ ﺍﺴﺘﻌﻤﺭﺕ، ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻫﻲ "ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ" ﺍﻟﻭﺤﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺘـﻲ ﻗﺎﻤـﺕ ﻋﻠـﻰ ﺴﻁﺭﻴﻥ ﻓﻘﻁ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭ ﺩﻭﻟﻲ، ﺼﻴﻎ ﻭﺃﻋﻠﻥ ﻓﻲ ﻅﺭﻭﻑ ﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴـﺔ، ﻭﺼـﺩﺭ ﻋـﻥُ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻟﻸﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻓﻲ ٩٢ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ٧٤٩١ ﻭﻭﺍﻓﻕ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﻭﺒﺩﻴﻬﻲ ﺍﻟﻘﻭل ﻭﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺝ؛ ﺃﻥ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻭﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻤﻨﺫ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٧٤٩١ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﻭﻟـﺔ ﻤﺤﺘﻠﺔ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ، ﻭﻗﺩ ﺠﺎﺀ ﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻡ ﻟﻴﻌﻠﻥ ﻋﻥ ﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺜﻨﺘﻴﻥ، ﻭﺍﺤـﺩﺓ ﻤـﻨﻬﻡ ﻟﻠﻴﻬﻭﺩ ﻭﺍﻷﺨﺭﻯ ﻟﻠﻌﺭﺏ. ﻭﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﻭﺍﺠﺏ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﺒل ﻤﻥ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻋﻠﻰ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﺃﻥ ﻤﻥ ﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﺘﺨﻀﻊ ﻟـﻺﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴـﺔ ﻓﺘﺄﺨﺫ ﻤﺎ ﺃﻋﻁﻲ ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﻭﺘﺴﺘﻘﻁﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻴﻬﻭﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ، ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺴﺎﺭﻋﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻬﻡ ﻓﻲُ "ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل"، ﻭﺍﻤﺘﻨﻌﻭﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻥ ﺒﺄﻥ ﺘﻘﻭﻡ، ﻭﺒﺴﺒﺏ ﻀﻌﻑ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﻗـﻭﺓ ﺍﻟﻭﻻﻴـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤـﺩﺓ ﻭﺘﻭﺍﻁﺅ ﺍﻻﻨﺠﻠﻴﺯ ﻭﺍﻟﺴﻭﻓﻴﻴﺕ، ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻫﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺨﺭﺝ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﻭﻥ ﻤﻥ ﺩﻭﻟﺘﻬﻡ. - ٨٤ - 49. ﺒﻌﺩ ﺤﺭﺏ ٧٦٩١ ﺼﺩﺭ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ٢٤٢ ﻭﺒﻌﺩ ﺤﺭﺏ ٣٧٩١ ﺼﺩﺭ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ٨٣٣ ﻭﻜﻼ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﻴﻥ ﻴـﻨﺹ ﻋﻠـﻰ ﻋﺩﻡ ﺠﻭﺍﺯ ﺍﺤﺘﻼل ﺃﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ، ﺃﻱ ﺇﻨﻤﺎ ﻴﺩﻴﻨﺎﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﻤﺘﺜل ﻷﻱ ﻤﻥ ﻗـﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷﻤـﻡﱟ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ، ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟﻴﺘﻡ ﻟﻬﺎ ﺫﻟﻙ ﻟﻭﻻ ﺍﻟﭭﻴﺘﻭ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ. ﻭﻓﻲ ﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺤﻭل ﻋﺩﻭﺍﻥ ٧٦٩١ ﻁﺎﻟﺏ ﻤﻌﻅﻡ ﺩﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺒﺎﻨﺴﺤﺎﺏ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻤﻥ ﻷﺭﺍﻀـﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺤﺘﻠﺘﻬﺎ، ﻓﺎﺴﺘﺨﺩﻤﺕ ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﭭﻴﺘﻭ ﻭﺤﺎﻟﺕ ﺩﻭﻥ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ. ﻭﻓﻲ ٩١/٩/٧٦٩١ ﺃﻋﻠﻥ ﻭﺯﻴﺭ ﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ "ﺠﻭﺭﺝ ﺒﺭﺍﻭﻥ" ﺃﻥ )ﺒﻼﺩﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻀﻌﺕ ﻨﺹ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ٢٤٢ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺘﺒﻪ ﺍﻟﻠﻭﺭﺩ ﻜﺎﺭﻨﺠﺘﻭﻥ، ﻭﺠﻌل ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﻬﻴﺭﺓ ﺍﻻﻨﺴﺤﺎﺏ ﻤـﻥ ﺃﺭﺍﻀـﻲ – ﺒـﺩل ﺍﻷﺭﺍﻀـﻲ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ( ﺃﻋﻠﻥ ﺒﺭﺍﻭﻥ ﺃﻥ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ ﻻ ﺘﻭﺍﻓﻕ ﻋﻠﻰ ﺘﻭﺴﻴﻊ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺩﻭل ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﺤﺭﺏ. ﻭﻓﻲ ٤ ﻨﻭﻓﻤﺒﺭ ٠٧٩١ ﺃﺼﺩﺭﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻟﻸﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻗﺭﺍ ﺍ ﺭﻗﻡ ٨٢٦٢ ﺃﻜﺩﺕ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓﺭ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ٢٤٢ ﻭﺃﺩﺍﻨﺕ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ، ﻭﻁﺎﻟﺒﺕ ﺒﺎﻨﺴﺤﺎﺏ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻤﻥ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺤﺘﻠﺘﻬﺎ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻓﻠﻡ ﺘﻤﺘﺜل ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل. ﻭﻓﻲ ٣١ ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ١٧٩١ ﺃﺼﺩﺭﺕ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺭﻗﻡ ٩٩٧٢، ﻭﺃﻜﺩﺕ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺠﻭﺍﺯ ﺍﺤـﺘﻼل ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ، ﻭﻻ ﻴﺤﻕ ﻟﻤﺤﺘل ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻔﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﺤﺘﻼﻟﻪ، ﻟﻜﻥ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻟﻥ ﺘﺭﺩ.ٍ ﻭﻓﻲ ٨ ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ٢٧٩١ ﺃﺼﺩﺭﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻗﺭﺍﺭﻫﺎ ﺭﻗﻡ ٩٤٩٢ ﺃﺩﺍﻨﺕ ﻓﻴﻪ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻟﻌـﺩﻡ ﺘﻨﻔﻴـﺫﻫﺎ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ٢٤٢ ﻭﻗﺭﺍﺭ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺭﻗﻡ ٩٩٧٢ ﻭﻜﺭﺭﺕ ﻤﻁﺎﻟﺒﻬﺎ، ﻭﻤﻁﺎﻟﺏ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻤﻥ، ﻭﺃﻀﺎﻓﺕ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻗﻭﻟﻬﺎ ﺃﻥﱠ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﺭﻱ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺒﺫﻟﻙ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﭽﻨﻴﻑ )٩٤٩١( ﻏﻴﺭ ﻤﺸﺭﻭﻋﺔ، ﻭﺩﻋﺕ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺩﻭل ﺇﻟﻰ ﻋﺩﻡ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﺄﻴﺔ ﺘﻐﻴﻴﺭﺍﺕ ﺘﺠﺭﻴﻬﺎ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺍﻀﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔﺍﻟﻤﺤﺘﻠﺔ ﻭﻟﻡ ﺘﻤﺘﺜل ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل. ﻨﺴﻭﻕ ﻜل ﺫﻟﻙ؛ ﻜﻲ ﻨﻘﻭل ﺇﻥ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ – ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻟﻴﺄﺨﺫ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﺤﻨﻰ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻻﻫﺘﻤـﺎﻡ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ، ﻭﺍﻟﻌﺠﺯ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ، ﻭﺍﺒﺘﻌﺩﺕ ﻋﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻨﺯﺍﻉ ﻤﺴـﺎﻓﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ. ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺨﻴﺒﺔ ﺍﻷﻤل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﺒﻘﺩﺭﺓ ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺤﻴﺎﺩﻴﺔ، ﺘﻜﺒﺭ ﻴﻭ ﺎ ﺒﻌﺩ ﻴـﻭﻡ. ﻭﻟـﻴﺱﻤ ﻜﺜﻴ ﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺃﻥ ﻴﻁﻠﺒﻭﺍ ﻤﻥ ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ﻓﻘﻁ ﺃﻥ ﺘﻠﺯﻡ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ ﻗﺭﺍﺭ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺃﻭ ﺭ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻤﻥ، ﻭ ﺇﻻ ﻓﻜﻴﻑ ﺘﺭﻴﺩ ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺃﺼﺩﻗﺎﺀ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﻘﻑ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨـﺏ ﺃﻋـﺩﺍﺀﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺘﺴﺎﻨﺩﻫﻡ، ﻭﻓﻲ ﻴﻘﻴﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻥ ﺘﺒﻘﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺒﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﺒﺎﻟﺘﺄﻜﻴﺩ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻬﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻤﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺴﺎﻫﻡ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ - ﻭﻟﻭ ﺒﺴﻜﻭﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ -ﺴﻴﻨﻘﻠﺏ ﻓﻲ ﻴﻭﻡ ﻤﻥ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﺠﺔ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻋﺎﺭﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺤﺩﻱ ﻭﺍﻻﻨﺯﻻﻕ، ﻨﺤﻭ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﻤﻥ ﺤﺒل ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ،ﻭﺨﺼﻭ ﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ.ﺼ ﻭﻨﺤﻥ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﻭﺩﺘﻨﺎ ﻭﺇﻋﺠﺎﺒﻨﺎ ﺒﺎﻟﺸﻌﺏ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ، ﻨﺄﻤل ﺃﻥ ﺘﻌﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﻤـﺎ ﻗﺎﻟـﻪ ﺍﻟـﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻲ ﺇﺒﺭﺍﻫﺎﻡ ﻟﻨﻜﻭﻟﻥ ﺫﺍﺕ ﻤﺭﺓ: "ﺇﻨﻙ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺘﺨﺩﻉ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻭﻗﺕ، ﻭﻜل ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﺒﻌـﺽ ﺍﻟﻭﻗﺕ، ﻭﻟﻜﻨﻙ ﻻ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺘﺨﺩﻉ ﻜل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻜل ﺍﻟﻭﻗﺕ" - ٩٤ - 50. ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺘﺤﺫﺭ ﻜﻴﻑ ﻨﺘﻔﺎﺩﻯ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻘﺎﺩﻤﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺀ؟ﺍﻻﺤﺘﻜﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺍﺕ ﺴﻼﺡ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﺴﺘﻜﻬﻭﻟﻡ ﺒﻘﻠﻡ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺤﺎﻓﻅ ﺠﺭﻴﺩﺓﹸ ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ٤/٥/٢٩٩١ ﻁﻭﺍل ﺍﻷﺴﺒﻭﻉ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺸﻬﺩﺕ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻋﺎﺼﻤﺔ ﻓﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻗﺎﺭﺓ ﻤﻥ ﻗﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺤﻤﻠﺔ ﻤﻜﺜﻔـﺔ ﺃﺸـﺒﻪ ﺒﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﺒﺸﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻡ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺍﻹﻨﻤﺎﺌﻲ ﻟﻸﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ، ﻭﻜﺎﻥ ﻫﺩﻓﻬﺎ ﺒﺒﺴﺎﻁﺔ ﻴﺘﻠﺨﺹ ﻓﻲ ﻜﻠﻤﺘﻴﻥ ﻻ ﻏﻴﺭ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ. ﻤﻥ ﻨﻴﻭﻴﻭﺭﻙ ﻓﻲ ﺃﻤﺭﻴﻜﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﻜﻬﻭﻟﻡ ﻋﺎﺼﻤﺔ ﺍﻟﺴﻭﻴﺩ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺎﻨﻴﻼ ﻋﺎﺼﻤﺔ ﺍﻟﻔﻠﺒﻴﻥ ﻓـﻲ ﺍﻟﺸـﺭﻕﱠ ﹸ ﺍﻵﺴﻴﻭﻱ ﺍﻨﻁﻠﻘﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺘﺫﻴﻊ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻟﻸﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ –ﻟﻌﺎﻡ ٢٩٩١- ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻋـﺎﻟﻡ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻭﻫﻭ ﺘﻘﺭﻴﺭ – ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ٠٠٢ ﺹ ﺼﻔﺤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻁﻊ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ – ﻴﺤﻤل ﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻭﺘﻭﺠﻬـﺎﺕ ﺠﺩﻴـﺩﺓ ﺘﻁﺭﺡ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻨﻐﻤﺱ ﺤﺘﻰ ﺃﺫﻨﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺤﻭل ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﺃﻭﻻ، ﺜـﻡ ﻋﺒـﺭ ﺍﻟﺼـﺭﺍﻋﺎﺕ ﹰ ﺍﻟﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ﻭﺒﺅﺭ ﺍﻟﺘﻭﺘﺭ ﺍﻟﺴﺎﺨﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﺎ ﺯﺍﻟﺕ ﺘﻬﺩﺩ ﻤﺨﻁﻁ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺘﺸﻜﻴل ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ – ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﻨﻅـﺎﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ - ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻴﺤﻤل ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺠﺢ. ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﻬل ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﺒﺴﻨﻭﺍﺕ ﻗﻼﺌل ﺘﻨﺒﻬﺕ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻏﺭﻗـﺕ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁـﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺼﻔﺔ ﻟﻠﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ، ﺍﻟﺴﺎﺨﻥ ﻤﻨﻪ ﻭﺍﻟﺒﺎﺭﺩ، ﻓﺎﻨﺼﺭﻓﺕ ﺭﺍﻀﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﺭﻏﻤﺔ ﻋﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﻤﺎ ﻫﻭ ﺃﻫـﻡ، ﺃﻻ ﻭﻫﻭ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﻏﻠﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻔﻭﻕ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﻬﻡ ﻟﻘﻤﺔ ﺍﻟﻌﻴﺵ ﻭﺘﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴـﺘﻭﻯ، ﻭﺘـﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﻌـﻼﺝﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻅﻴﻑ ﺃﻱ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺁﺨﺭ، ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻗﺘﺎﻻ ﻀﺎﺭ ﺎ ﻓﻲ ﺒﻼﺩ ﺍﻟﻭﺍﻕ ﺍﻟﻭﺍﻕ.!ﻴ ﹰ ﻭﺘﻨﺒﻬﺕ ﺃﻴ ﺎ ﺇﻟﻰ ﺤﻘﺎﺌﻕ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺼﻨﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﻭﺃﺸﻌﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﺼﺭﺍﻋﺎﺕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﻤﺜـل ﺴـﺭﻗﺔ ﺩﻭﺭ ﻀ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ، ﻭﺘﺤﻭﻴل ﻤﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺨﺩﻤﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻘﻴـﻕ ﺃﻤﻨـﻪ ﻭﺴـﻼﻤﻪِ ﻭﺤﺭﻴﺘﻪ ﻭﺭﺨﺎﺌﻪ، ﺇﻟﻰ ﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻓﻘﻁ، ﺒﺼﺭﻑ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﻤﺂﺴـﻲ ﺒﻼﻴـﻴﻥ ﺍﻟﺒﺸـﺭ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ، ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﺴﻌﺩﻫﻡ ﺍﻟﺤﻅ ﺒﺎﻟﻌﻴﺵ ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ، ﺼﺎﺤﺒﺔ ﺍﻟﻨﺼﻴﺏ ﺍﻷﻜﺒﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻭﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﻭﺍﻟﺘﺤﻜﻡ! ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻨﺒﻪ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺭﻨﺎﻤﺠﻬﺎ ﺍﻹﻨﻤﺎﺌﻲ، ﺇﻟﻰ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﺼـﻼﺡ ﺍﻟﺨﻠـل ﻭﺘﻌﺩﻴل ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﻭﻀﺒﻁ ﺍﻟﻤﻴﺯﺍﻥ، ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻻﻨﺼﺭﺍﻑ ﺇﻟﻰ ﺒﺤﺙ ﺃﻭﻀﺎﻉ ﺨﻤﺴﺔ ﺒﻼﻴﻴﻥ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻴﺴﻜﻨﻭﻥ ﻜﻭﻜـﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺒﻠﻴﻭﻥ ﻭﺍﺤﺩ ﻓﻘﻁ – ﺃﻱ ﺍﻟﺨﻤﺱ- ﻴﻌﻴﺸﻭﻥ ﻓﻲ ﻨﻌﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ، ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺒﻼﻴﻴﻥ ﺁﺨﺭﻭﻥ ﻴﻌﻴﺸﻭﻥ ﻓﻲ ﺘﻌﺎﺴﺔ ﻭﺘﺨﻠﻑ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ، ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻔﻘﺭ ﺃﻭ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻹﻓﺴﺎﺩ ﺃﻭ ﺒﺴـﺒﺒﻬﻤﺎﻤ ﺎ.. ﻌ- ٠٥ - 51. ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﻠﻴﻭﻥ ﺍﻷﻭل ﻭﺍﻟﺒﻼﻴﻴﻥ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺘﻘﻑ ﻋﻘﺒﺎﺕ، ﻭﺘﻔﺼل ﻤﺴﺎﻓﺎﺕ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺘﺠﺭﻱ ﺭﻴﺎﺡ ﻤﻌﺒـﺄﺓ ﺒﻜل ﻋﻭﺍﻤل ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻭﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻭﺒﻜل ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺤﺴﺩ ﻭﺍﻟﺤﻘﺩ ﻭﺍﻟﻀـﻐﻴﻨﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ.. ﺜﻤﺔ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻭﻤﺘﺯﺍﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻠل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﺘﺠﻌل ﻤﻥ ﻜﻭﻜﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﺫﻱ ﺍﻟﺒﻼﻴﻴﻥ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ، ﻤﺠﺎﻻ ﺤﻴﻭ ﺎ ﻤﺘﺴـ ﺎ ﻟﻠﺤـﺭﺏ ﻌ ﻴ ﹰ ﺍﻟﻜﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻤﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ ﻭﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﺍﻟﻘﻠﺔ، ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺤﺩﺙ ﺍﻟﺘﻘـﺎﺭﺏ ﻭﺘﺒﻨـﻰ ﺠﺴـﻭﺭ ﺍﻟﺘﻼﻗـﻲ ﹸ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻭﺘﺒﺎﺩل ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ. ﺤﻭل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻭﺭﻴﺔ ﺃﺴﺎ ﺎ ﻴﺤﺎﻭل ﺘﻘﺭﻴﺭ "ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ" ﻭﺘﺤﺎﻭل ﺍﻟﻨﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌـﺩﺩﺓ ﺍﻟﺘـﻲ ﺴ ﻨﻅﻤﻬﺎ ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺍﻹﻨﻤﺎﺌﻲ ﻟﻸﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻗﺒل ﺃﻴﺎﻡ، ﺃﻥ ﻴﻀﻊ ﺇﺼﺒﻌﻪ ﺃﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺨﻠـل ﻭﻨﻘـﺎﻁ ﺍﻹﺠﺤـﺎﻑ ﹰ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﻭﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ، ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻴﺤﺎﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺸﺨﻴﺹ ﺍﻟﺠﺭﻱﺀ، ﺃﻥ ﻴﻘـﺩﻡ ﺍﻗﺘﺭﺍﺤـﺎﺕ ﺸﺠﺎﻋﺔ ﻟﻌﻼﺝ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﻠل ﻭﺍﻟﻘﺼﻭﺭ، ﺃﻤﻼ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺒﺎﻕ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﻜﺎﺭﺜﺔ ﺍﻟﻤﺩﻤﺭﺓ، ﺃﻻ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴـﺔ ﺒـﻴﻥﹰﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺀ ﻭﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ.ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺩﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ: ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ﺭﻏﻡ ﺍﺴﺘﻘﺭﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺘﻌﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﻨﻅﻡ ﺤﻜﻡ ﻓﺎﺴﺩﺓ ﻭﻤﻔﺴﺩﺓ ﻭﻏﻴﺭ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ، ﺴﺎﻋﺩﺕ ﻋﻠـﻰ ﺘﺭﺍﻜﻡ ﻋﻴﻭﺏ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻨﻬﺏ ﻭﺴﻭﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ، ﻭﺇﻫﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﺭﻭﺍﺕ ﻭﺘﻬﺭﻴﺏ ﺍﻷﻤﻭﺍل، ﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺯ ﻓﻲ ﺍﻹﻨﻔﺎﻕ ﻋﻠـﻰ ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﺍﻷﺒﻬﺔ ﻭﺍﻟﺒﺫﺥ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ، ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﺘﺴﺘﻁﻴﻌﻪ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ. ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻬل ﺃﻥ ﺘﻘﺭﺃ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺒﻜل ﻤﺎ ﻴﺤﻤﻠﻪ ﻤﻥ ﺠﻬـﺩ ﻫﺎﺌـل ﻓـﻲ ﺠﻤﻴـﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤـﺎﺕ ﻭﺍﻹﺤﺼﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺤﺼﺭ ﻟﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻼﺕ ﻭﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺠﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﻴﺭ ﺃﻤﺎﻤﻙ ﻜﺜﻴ ﺍ ﻤﻤﺎ ﺨﻔﻲ ﻭﻫﻭﺭ ﺠﻬﺩ ﻴﺜﻴﺭ ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ، ﻟﻜﻨﻲ ﺤﺎﻭﻟﺕ ﺒﻌﺩ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺃﺒﺭﺯ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﻟﻨﺘﻌﺭﻑ ﻤﻨﻪ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻭﺠﻬﺎﺕ –ﺒل ﺍﻟﺘﺤﺫﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ - ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻭﺩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﺭﺍﻫﻥ، ﻭﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺴﺘﻘﺒل ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻻﺨﺘﻼﻻﺕ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔﻭﻀﺭﻭﺭﺓ ﻤﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ، ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻔﺤل ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻭﻴﺘﺴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺤﺩﺭ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻬﺎﻭﻴﺔ ﺍﻟﺴﺤﻴﻘﺔ. ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺩﻭﺓ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﻅﻤﻬﺎ ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺍﻹﻨﻤﺎﺌﻲ ﻟﻸﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻟﺜﻼﺜﻴﻥ ﻤﻔﻜ ﺍ ﻭﻜﺎﺘ ﺎ ﻭﺴﻴﺎﺴ ﺎ ﻭﺍﻗﺘﺼـﺎﺩ ﺎﻴ ﻴﺒ ﺭ ﻤﻥ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺃﺭﺠﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ، ﻭﻋﻘﺩﻫﺎ ﻓﻲ "ﺍﺴﺘﻜﻬﻭﻟﻡ" ﺍﻷﺴﺒﻭﻉ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ، ﻜﺎﻥ ﻟﻘﺎﺌﻲ ﺒﺎﻟـﺩﻜﺘﻭﺭ "ﻤﺤﺒـﻭﺏ ﺍﻟﺤـﻕ" ﹸ ﻤﻬﻨﺩﺱ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﻭﺍﻗﻑ ﺨﻠﻑ ﺇﺼﺩﺍﺭﻩ ﻭﺇﻋﺩﺍﺩﻩ ﻭﺘﻭﺠﻴﻬﻪ.. ﻭﻫﻭ ﻋﻘل ﻴﺜﻴﺭ ﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻭﺍﻟﺠﺩل، ﻷﻥ ﻤﺎ ﻁﺭﺤﻪ ﺴﻭﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺼﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ، ﺃﻭ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ، ﻴﺴﺘﺤﻕ ﻤﻨﺎ ﻨﺤﻥ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻟﻔﻘﻴﺭﺓ ﺍﻟﺭﺍﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻤﻭ ﻭﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﻴﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ. ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﺒﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﻓﻘﻴﺭﺓ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻋﺩﻴـﺩﺓ ﺍﻟﻤﺼـﺎﻋﺏ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﻋﺏ – ﻫﻲ ﺒﺎﻜﺴﺘﺎﻥ - ﻓﺈﻥ ﺘﻌﺎﻁﻔﻪ ﺸﺩﻴﺩ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻤﻊ ﻜل ﺩﻭل ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ﺍﻟﻔﻘﻴﺭﺓ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺍﻨﺤﻴﺎﺯﻩ ﻭﺍﻀـﺢ ﻟﻸﺭﺒﻌﺔ ﺒﻼﻴﻴﻥ – ﻓﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ- ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﻤﻨﻰ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﺤﻔﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺨﻭﺭ ﺒﺄﻅﺎﻓﺭﻫﻡ ﻹﻋـﺎﺩﺓ ﺒﻨـﺎﺀ ﺩﻭﻟﻬـﻡ ﻭﻫﻴﻜﻠﺔ ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻡ، ﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻅﻠﻭﺍ ﻗﺎﺒﻌﻴﻥ ﻓﻲ ﺭﻜﻥ ﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺀ، ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺼﻴﻑ ﺍﻟﻤﻌﻭﻨﺎﺕ، ﻴﺴﺘﺠﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴـﺎﻋﺩﺓﹰﻭﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺍﻟﺨﻴﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ. - ١٥ - 52. ﻴﺒﺩﺃ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺃﻴ ﺎ – ﻤﻊ ﻤﺤﺒﻭﺏ ﺍﻟﺤﻕ- ﻤﻥ ﻨﻘﻁﺘﻴﻥ ﺭﺌﻴﺴـﻴﺘﻴﻥ ﻫﻤـﺎ: ﺃﻭﻻ: ﺃﻥ ﺸـﻌﺎﺭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴـﺔﹰ ﻀ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺒﻤﻔﻬﻭﻤﻬﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ – ﻭﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ - ﺨﻼل ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺃﺼﺒﺢ ﻤﻔﻬﻭ ﺎ ﻗﺎﺼـ ﺍ، ﺭ ﻤ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ، ﺒﻜل ﻤﺎ ﻴﻌﻨﻴﻪ ﻤﻥ ﺘﺭﻜﻴﺯ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻭﻤﺴـﺘﻤﺭﺓ، ﻭﻤﻭﺼﻭﻟﺔ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺴﻴﺎﺴ ﺎ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺎ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋ ﺎ ﻭﺜﻘﺎﻓ ﺎ ﻭﺇﻋﻼﻤ ﺎ. ﻴﻴﻴﻴﻴ .. ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺤﺩﻫﺎ ﻟﻡ ﺘﻌﺩ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺘﻘﺩﻡ، ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟـﻰ ﺍﻗﺘﺼـﺎﺩ ﻗﻭﻱ ﻭﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﻭﺍﻀﺤﺔ، ﻜﻤﺎ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺘﻌﻠﻴ ﺎ ﻭﺇﻋﻼ ﺎ ﻭﺜﻘﺎﻓﺔ ﻏﺯﻴﺭﺓ، ﻤﺜﻠﻤﺎ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﺎﺥ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁـﻲ ﺴـﻠﻴﻡ،ﻤ ﻤﻴﻤﺎﺭﺱ ﻓﻴﻪ ﻜل ﺇﻨﺴﺎﻥ – ﻓﻘﻴ ﺍ ﻜﺎﻥ ﺃﻡ ﻏﻨﻴﺎ - ﺤﺭﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺤﻘﻭﻗﻪ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﻗﻬﺭ ﺃﻭ ﻋﺴﻑ. ﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﻴﻀﻴﻑ " ﻤﺤﺒﻭﺏ ﺍﻟﺤﻕ " ﺃﻥ ﻤﺄﺴﺎﺓ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ﻻ ﺘﻜﻤـﻥ ﻓﻘـﻁ ﻓـﻲ ﻀـﻌﻑ ﻫﻴﺎﻜﻠﻬـﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺴﻭﺀ ﺃﺩﺍﺌﻬﺎ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﻟﺜﺭﻭﺍﺕ ﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺀ ﻭﻨﻬﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﻀﺭ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺘﻜﻤﻥ ﺃﻴ ﺎ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ﺭﻏﻡ ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺘﻌﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﻨﻅﻡ ﺤﻜﻡ ﻓﺎﺴﺩﺓ ﻭﻤﻔﺴﺩﺓ ﻭﻏﻴﺭ ﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ، ﻀ ﺴﺎﻋﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺘﺭﺍﻜﻡ ﻋﻴﻭﺏ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻨﻬﺏ ﻭﺴﻭﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺇﻫﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﺭﻭﺍﺕ ﻭﺘﻬﺭﻴﺏ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﻤﻊ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴـﺯ ﻓـﻲ ﺍﻹﻨﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺢ ﻭﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﺍﻷﺒﻬﺔ ﻭﺍﻟﺒﺫﺥ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﺘﺴﺘﻁﻴﻌﻪ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ.. ﻭﻤﻥ ﺜـﻡ ﻓﻘﺩ ﺘﺤﺎﻟﻔﺕ ﺍﻟﺩﻴﻜﺘﺎﺘﻭﺭﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺭﻜﺎﺕ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺭﺍﺀ ﺍﻟﺩﻭلﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ﻓﺯﺍﺩﺘﻬﻡ ﻓﻘﺭﺍﺀ، ﻭﺤﻭﻟﺘﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺸﺤﺎﺫﻴﻥ ﻴﻨﺘﻅﺭﻭﻥ ﺇﺤﺴﺎﻥ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻜل ﺸﻬﺭ ﺃﻭ ﻜل ﻴﻭﻡ! ﺜﺎﻨ ﺎ: ﺇﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻤﺜﻠﻪ ﻤﺜل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺘﺤﻜﻤﻪ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺨﻠل ﺍﻟﺸﺩﻴﺩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟـﺩﻭل ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤـﺔ ﻭﺍﻟـﺩﻭل ﻴ ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻔﻭﺍﺭﻕ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﺘﺯﺩﺍﺩ ﺍﺘﺴﺎ ﺎ ﻜل ﻴﻭﻡ، ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻬﺩﺩ ﺒﺎﻓﺘﺭﺍﻕ ﻜﺎﻤل ﻗـﺩ ﻴـﺩﻓﻊ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺼـﺩﺍﻡ ﻋﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﺍﻟﻤﺤﺘﻭﻡ. ﻭﻟﻌل ﺫﻟﻙ ﻴﺒﺩﻭ ﻭﺍﻀ ﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺴﺭﻴﻌﺔ ﻟﺒﻌﺽ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟـﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻤﻬـﻡ ﺇﺫﺤ ﻨﻜﺘﺸﻑ ﺃﻥ ٠٢% ﻤﻥ ﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ – ﺒﻠﻴﻭﻥ ﻨﺴﻤﺔ - ﻴﺤﺼﻠﻭﻥ ﻭﺤﺩﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﺩﺨل ﻴﺯﻴﺩ ٠٥١ ﻀﻌ ﹰﺎ ﻋﻤﺎ ﻴﺤﺼل ﻔ ﱠ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﺃﺨﻤﺎﺱ ﺍﻵﺨﺭﻭﻥ، ﻭﺇﻥ ﺘﺭﻜﻴﺯ ﺍﻟﺜﺭﻭﺓ ﻓﻲ ﻴﺩ ﺍﻟﺒﻠﻴﻭﻥ ﺍﻷﻭل ﻗﺩ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺒﻘﻭﺓ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ٠٦٩١ ﻭﻫﻭ ﻓﻲﺘﻀﺎﻋﻑ ﻤﺴﺘﻤﺭ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ. ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻔﻘﻴﺭﺓ – ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻡ ﺍﻟﺒﻼﻴﻴﻥ ﺍﻷﺭﺒﻌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺸﺭ - ﻟﻡ ﺘﻌﺩ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﺍﻟﺤـﺭﺓ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ، ﺒﺴﺒﺏ ﻀﻌﻑ ﻫﻴﺎﻜﻠﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺃﻭﻻ، ﻭﺒﺴﺒﺏ ﺍﺤﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﹰ ﺜﺎﻨ ﺎ، ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺘﺨﺴﺭ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻔﻘﻴﺭﺓ ٠٠٥ ﻤﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭﺍ ﺴﻨﻭ ﺎ ﻤﻥ ﺜﺭﻭﺍﺘﻬﺎ، ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﺤﺘﻜﺎﺭ ﺍﻟﺩﻭل ﻴ ﱠﻴ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻴﻁﺭ ﻭﺤﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ٥٨% ﻤﻥ ﻤﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﺩﺨل ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ، ﻭﻻ ﻴﺒﻘﻰ ﻟﻶﺨﺭﻴﻥ ﺴﻭﻯ ٥١% ﻓﻘﻁ! ﻴﻜﻔﻲ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻌﺭﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﺩﻴﻤﻭﺠﺭﺍﻓﻲ ﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٠٥٩١، ﻜﺎﻥ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ٠٣% ﻤـﻥ ﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻴﻌﻴﺸﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭ ٠٧% ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻔﻘﻴﺭﺓ، ﺃﻤﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﺈﻥ ٠١% ﻓﻘـﻁ ﻫـﻡ ﺍﻟـﺫﻴﻥ ﻴﻌﻴﺸﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﻭ ٠٩% ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻔﻘﻴﺭﺓ.***- ٢٥ - 53. ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺹ ﻓﻲ ﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺢ: ﻤﺎ ﺯﺍل ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺤﻭل ﺍﻟﺨﻠل ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻻﺘﺯﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻭﻓﻘﺭﺍﺌﻪ ﻤﺴﺘﻤ ﺍ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱﺭ ﺘﺘﺠﻪ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﻟﺨﻔﺽ ﺘﻜﺎﻟﻴﻑ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺢ ﻤﺜ ﹰ، ﺘﺯﻴﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻑ.. ﻓﻘﺩ ﺘﻤﻜﻨﺕ ﺍﻟﺩﻭلﻼ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻤﻥ ﺇﻨﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ، ﻭﺴﺒﺎﻕ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺢ ﺒﻌﺩ ﺍﻨﻬﻴﺎﺭ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ، ﻓﺎﻨﺨﻔﻀﺕ ﻤﻌﺩﻻﺕ ﺍﻹﻨﻔـﺎﻕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺨﻼل ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﺨﻤﺱ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺒﻤﻌﺩل ٠٩ ﺒﻠﻴﻭﻥ ﺩﻭﻻﺭ، ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺘﻴﻥ ﻓﻘﻁ ﻫﻤـﺎ ﺍﻟﻭﻻﻴـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤـﺩﺓ ﻭﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﺘﻲ ﺴﺎﺒ ﹰﺎ، ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﺴﺘﻤﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻨﻔﺎﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﺎﻋﺩ ﻓﻲ ﺍﻟـﺩﻭل ﺍﻟﻨﺎﻤﻴـﺔ ﺒﺴـﺒﺏ ﺍﻟﺘـﻭﺘﺭ، ﻭﻋـﺩﻡ ﻘ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﻭﺍﻟﺼﺭﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻭﺩﻫﺎ. ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺎﺕ ﺍﻹﺤﺼﺎﺌﻴﺔ ﺃﻥ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺭﺒﺎﻉ ﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ – ﻭﺃﻏﻠﺒﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺤﻘﺔ ﻤﻥ ﺇﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟـﺩﻭل ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ - ﺘﺫﻫﺏ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ، ﺃﻭ ﻋﻥ ﻁﺭﻴـﻕ ﺍﻟﺒﻴـﻊ ﺒﺎﻟﺩﻴﻭﻥ، ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﻴﻘﻭل ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺇﻥ ٠٧% ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺘﺨﺼـﺹ ﻟﺨﻤﺱ ﺩﻭل ﻓﻘﻁ ﻫﻲ: ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻭﻤﺼﺭ ﻭﺘﺭﻜﻴﺎ ﻭﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﻔﻠﺒﻴﻥ. ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻟﻭ ﺘﻤﻜﻨﺕ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ﻤـﻥ ﺨﻔـﺽ ﺇﻨﻔﺎﻗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺍﻟﺴﻨﻭﻱ ﺒﻤﻌﺩل ٣% ﻓﻘﻁ ﻟﺤﺼﻠﺕ ﻋﻠﻰ ٠٠٣ ﺒﻠﻴﻭﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﺨﻼل ٠١ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﺘﺨﺼﺹ ﻟﺩﻋﻡ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺘﺯﻴﺩ ﺇﻨﻔﺎﻗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻫﺫﺍ ﺒﻤﻌﺩل ٧% ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﻋﻠـﻰ ﺤﺴـﺎﺏﹰ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺩﻭﻻ ﻓﻘﻴﺭﺓ ﻭﺼﻐﻴﺭﺓ ﻤﺜل ﺍﻟﺼﻭﻤﺎل ﻭﺒﺎﻜﺴﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌـﺭﺍﻕ –ﻋﻠـﻰ ﺴـﺒﻴلﹰ ﺍﻟﻤﺜﺎل - ﺘﻨﻔﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺢ ﺃﻀﻌﺎﻑ ﻤﺎ ﺘﻨﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺒﻜل ﻤﺠﺎﻻﺘﻬﺎ.ﺴﺭﻁﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠل ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺍﺕ: ﺍﻟﺨﻠل ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﻤﻘﺼﻭ ﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻟﻜﻨﻪ ﻤﻤﺘﺩ ﻜﺎﻟﺴﺭﻁﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﺎﻻﺕ ﺃﺨﺭﻯ: ﺭ ﻨﻌﺎﻭﺩ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﻭﺍﻗﻑ ﺨﻠﻑ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ، ﻓﻴﻘﻭل ﺭ ﺍ ﻋﻠـﻰ ﺘﺴـﺎﺅل ﺤـﻭل ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴـﺎﻋﺩﺍﺕﺩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ، ﺇﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﻫﻴﻜﻠﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺍﺕ، ﻭﻓﻲ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺘﻭﺯﻴﻌﻬﺎ ﻭﺇﻨﻔﺎﻗﻬﺎ، ﺃﻟﻴﺱ ﺨﻠﻼ ﻭﺍﺨﺘﻼﻻ ﺃﻥ ﺭﺒﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺍﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺘﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﻋﺸﺭ ﺩﻭل، ﻭﺃﻥ ﻨﺼـﻑ ﻓﻘـﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ ﻤـﺜﻼ – ﹰﹶﹰ ﱠ ﹰﻭﻤﻌﻅﻤﻬﻡ ﻤﺭﻜﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺩ ﻭﺒﺎﻜﺴﺘﺎﻥ ﻭﺒﻨﺠﻼﺩﻴﺵ - ﻻ ﻴﺤﺼﻠﻭﻥ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺭ ﺍﻟﻤﻌﻭﻨﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ:ًّ ﻭﻴﻀﻴﻑ: ﺇﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﺃﻥ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺍﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺘﺫﻫﺏ – ﻟﻠﻐﺭﺍﺒﺔ - ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺇﻨﻔﺎ ﹰـﺎ ﻋﻠـﻰﻗ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺢ ﻭﺍﻟﺼﺭﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ، ﻭﺇﻟﻰ ﺩﻋﻡ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺩﻴﻜﺘﺎﺘﻭﺭﻴﺔ ﻭﻓﺴﺎ ﺍ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎ ﹰﺎ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ!ﻜ ﺩ ﺜﻤﺔ ﺤﻘﺎﺌﻕ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻔﺯﻋﺔ ﺘﻘﻭل ﺇﻥ ﺍﻟﺨﻠل ﻟﻴﺱ ﻤﻘﺼﻭ ﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻘﻴﺭﺓ، ﻟﻜﻨﻪ ﻤﻤﺘﺩ ﺭ ﺃﻴ ﺎ ﺇﻟﻰ ﺨﻠل ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻭﺍﺭﻕ ﺍﻟﻤﺘﺯﺍﻴﺩﺓ ﺒﻴﻥ ﺸﺭﺍﺌﺢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ.. ﻓﻔﻲ ﺤﻴﻥ ﺘﺒﻠﻎ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟﻔﻘـﺭﺍﺀ ﻀ ﻭﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﺒﻤﻌﺩل ٣-١ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﻨﺎﻓﻴﺔ ﻭﺇﻟﻰ ٩-١ ﻓﻲ ﺩﻭل ﻨﺎﻤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻋﺩﻴﺩﺓ، ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻀـﺎﻋﻑ ﻤﻥ ﻤﺨﺎﻁﺭ ﺍﻻﻨﻔﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼﺭﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ!- ٣٥ - 54. ﻨﺴﺄل ﺍﻟﺭﺠل: ﻭﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻭﺍﺭﻕ ﺩﺍﺨل ﺸﺭﺍﺌﺢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ؟!.. ﻓﻴﺠﻴﺏ: ﻫﻨﺎﻙ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﺃﺴـﺒﺎﺏ ﻋﺩﻴﺩﺓ، ﻓﻔﻲ ﺤﻴﻥ ﺘﻌﻤل ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺭﻴﺏ ﺍﻟﻔﻭﺍﺭﻕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻬﺎ ﺘﻌﻤل ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺯﻴﺎﺩﺘﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺴﺒﺏ ﻫﻭ ﺇﻫﺩﺍﺀ ﺍﻟﺜﺭﻭﺍﺕ ﻭﺘﻬﺭﻴﺏ ﺍﻷﻤﻭﺍل ﻭﻓﺴـﺎﺩ ﺍﻟـﻨﻅﻡ ﺍﻟﺤﺎﻜﻤـﺔ ﻭﺩﻴﻜﺘﺎﺘﻭﺭﻴﺘﻬﺎ، ﻭﺘﻔﻀﻴﻠﻬﺎ ﺍﻹﻨﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺢ، ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻨﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻋﺎﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻓﻀﻼ ﹰ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﺍﻟﺴﺭﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﺌﻠﺔ ﻟﻠﻤﺨﺩﺭﺍﺕ، ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﻭﺍﻤل ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﺜل؛ ﺍﻟﺠﻔﺎﻑ ﻭﺍﻟﺘﻠﻭﺙ ﻭﺍﻟﺘﺼﺤﺭ ﺍﻟﺘﻲﻀﺎﻋﻔﺕ ﻤﻥ ﻓﻘﺭ ﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺀ ﻭﻤﻌﺎﻨﺎﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻴﻭﻡ. ﻋﺼﺭ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ: ﻨﻌﻭﺩ ﻓﻨﺘﺴﺎﺀل: ﻭﻤﺎ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻜل ﺫﻟﻙ؟ ﻜﻴﻑ ﻨﻨﻘﺫ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺩﻫﻭﺭ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻬﺎﻭﻴﺔ؟! ﻴﻘﻭل "ﻤﺤﺒﻭﺏ ﺍﻟﺤﻕ" ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺩﺭﻩ ﺍﻟﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺍﻹﻨﻤﺎﺌﻲ ﻟﻸﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ، ﻓﻴﻪ ﻤﻼﻤﺢ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻟﻠﺨـﺭﻭﺝ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺄﺯﻕ، ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﺃﻥ ﻨﺒﺩﺃ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻭﺭ.. ﺇﻨﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻋﺼﺭ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻭﺍﻟﺠﺭﺍﺤـﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺴـﻴﺔ، ﻭﺃﻭل ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻫﻭ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﺴﺎﺱ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴـﺔ ﺍﻟﺸـﺎﻤﻠﺔ ﺘﻌﺘﻤـﺩ ﺃﺴﺎ ﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﻀﺤﺔ ﻓﻲ ﻜـل ﺩﻭﻟـﺔ ﻤـﻥ ﺩﻭل ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ ﺍﻟﻨـﺎﻤﻲ،ﺴ ﻭﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﻓﻀل ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭل ﻫﻭ ﺃﻥ ﺘﺒﺩﺃ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻷﻋﻤﻕ ﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺘﻅل ﻓﻘﻴﺭﺓ ﻭﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ﹰ ﺘﻨﺘﻅﺭ ﺍﻟﻌﻁﻑ ﻭﺍﻹﺤﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ، ﻭﺃﻥ ﺘﻌﻤل ﺠﺎﻫﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺒﻘﻭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻋـﻥ ﻁﺭﻴـﻕ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﻗﺩﺭﺍﺘﻬﺎ، ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺒﻨﺎﺀ ﻫﻴﺎﻜﻠﻬﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﺍﺴﺘﺜﻤﺎﺭ ﻤﻭﺍﺭﺩﻫـﺎ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴـﺔ ﺒﻁﺭﻴﻘـﺔ ﺃﻓﻀـل، ﻭﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺭﻗﺔ ﻭﺍﻟﺘﻬﺭﻴﺏ ﻭﺴﻭﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ، ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻲ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻑ! ﻭﺍﻷﻓﻀل ﻟﻠﺩﻭل ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ﺃﻴ ﺎ ﺃﻥ ﺘﺩﻓﻊ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﺸﻜل ﺴﻠﻤﻲ ﻭﻋﺎﺩل، ﻋﻥ ﻁﺭﻴـﻕ ﺘﺸـﺠﻴﻊﻀ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻭﺇﻁﻼﻕ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺩﺩﻴﺔ، ﻭﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻜﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻭﺴـﻊ ﻓـﻲ ﺘﻌﻠـﻴﻡ ﻭﺘﺜﻘﻴﻑ ﻭﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﻌﺭﻴﺽ، ﻭﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼـﺎﺭﺤﺔ ﻭﺘﻨﺸـﻴﻁ ﻤﻨﻅﻤـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ ﺍﻟﻤـﺩﻨﻲ ﻜﺎﻷﺤﺯﺍﺏ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ، ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺃﻥ ﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﺍﻟﺨﻭﻑ – ﺃﻭ ﺍﻟﻬﻭﺍﺠﺱ - ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺨﻭﻑ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺘﻭﺘﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻔﻘﻴﺭﺓ ﻭﺍﻟﺨـﻭﻑ ﻤـﻥ ﺍﻨﻔﻼﺕ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ، ﻭﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻨﺎﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻡ، ﺃﻱ ﻤـﻥ ﺍﻟﺠﻨـﻭﺏ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺸـﻤﺎل،ﻭﺍﻟﺨﻭﻑ ﻤﻥ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻤﺨﺩﺭﺍﺕ ﻭﺍﻷﻭﺒﺌﺔ ﻭﺍﻟﻜﻭﺍﺭﺙ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ.. ﺼﻴﺎﻏﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ: ﻴﺘﻭﻗﻑ ﺘﺩﻓﻕ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﻟﻨﺴﺄل ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ: ﻤﻥ ﺃﻴﻥ ﻨﺒﺩﺃ؟ ﻭﻤﺎ ﻫﻲ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﻼﻡ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺠﺫﺍﺒﺔ؟! ﻴﺠﻴﺏ "ﻤﺤﺒﻭﺏ ﺍﻟﺤﻕ" ﻭﻓﻲ ﻴﻤﻴﻨﻪ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭﻓﻲ ﻴﺴﺎﺭﻩ ﺍﻟﺘﻔﺎﺅل: ﻨﺒﺩﺃ ﺒﺈﺩﺭﺍﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻠل ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ ﻴﻌﻨـﻲ ﺘﺩﻤﻴﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ، ﻭﺃﻥ ﻤﻌﺎﻟﺠﺘﻪ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺃﻓﻀل ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻜﻭﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺩ.. ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻤﻠﺔ، ﻭﺍﻟﺭﺨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻙ ﻤﻊ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴـﺔ ﻭﺤﻘـﻭﻕﺍﻹﻨﺴﺎﻥ.. ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻜﻠﻪ ﻓﻨﺤﻥ ﻨﻘﺘﺭﺡ ﺍﻵﻥ ﻜﺨﻁﺔ ﻋﻤل ﻋﺎﺠﻠﺔ:- ٤٥ - 55. ١- ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﻟﻌﻘﺩ ﻗﻤﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺘﺨﺼﺹ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻭﺍﻓﻕ ﻋﻘﺩﻫﺎ ﻤﻊ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎل ﺒﻤﺭﻭﺭ ﻨﺼﻑ ﻗﺭﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺃﻱ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ٥٩٩١. ٢- ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﺘﻌﺩﻴﻼﺕ ﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﻭﻫﻴﻜل ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ؛ ﺒﺤﻴﺙ ﺘﺭﻜﺯ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻤﻠﺔ، ﻭﺒﺤﻴﺙ ﺘﻨﺸﺊ ﻤﺠﻠﺱ ﺃﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻴﻀﻡ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻭﻤﻤﺜﻠﻴﻥ ﻟﻠـﺩﻭلٍ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻨﺎﻤﻲ، ﻤﺜل؛ ﻤﺼﺭ ﻭﻨﻴﺠﻴﺭﻴﺎ ﻤﻥ ﺃﻓﺭﻴﻘﻴﺎ ﻭﺍﻟﻬﻨﺩ ﻤﻥ ﺁﺴﻴﺎ ﻭﺍﻟﺒﺭﺍﺯﻴل ﻤﻥ ﺃﻤﺭﻴﻜـﺎﺍﻟﻼﺘﻴﻨﻴﺔ. ٣- ﺇﻨﺸﺎﺀ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺸﻌﺒﻴﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻠﻨﺯﺍﻫﺔ ﻭﺍﻷﻤﺎﻨﺔ، ﻭﻓﻀﺢ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸـﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ، ﻭﻜﺸﻑ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﻭﻙ ﺍﻟﻤﺴﺘﻐﻠﺔ ﻭﺍﻟﺸﺭﻜﺎﺕ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ، ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺴـﺘﻐلﺍﻷﻤﻭﺍل ﺍﻟﻤﻬﺭﺒﺔ ﻭﺍﻟﺴﺭﻴﺔ ﻭﺘﻤﻭل ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺨﺩﺭﺍﺕ ﻭﺭﺸﻭﺓ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﻥ! ﺘﺴﺎﺀﻟﻨﺎ: ﻭﻤﻥ ﻴﻨﺸﺊ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ؟ ﻗﺎل: ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺘﺠﺘﻤﻊ ٠٥ ﺼﺤﻴﻔﺔ ﻜﺒﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻤﺜﻼ ﻟﺘﺘﻔﻕ ﻋﻠـﻰﹰﺇﻨﺸﺎﺌﻬﺎ..؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺘﺒﺎﺩﺭ "ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ" ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺃﻜﺒﺭ ﺼﺤﻑ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺇﻟﻰ ﺘﺒﻨﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ..؟ ﺃﻡ ﺘﺘﺒﻨﻰ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻌﻔﻭ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ، ﻭﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩﺓ، ﻭﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻓﻲ-ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ!؟ ﺃﺠﺎﺏ ﺒﻬﺩﻭﺀ ﺍﻟﻭﺍﺜﻕ: ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻴﺘﻐﻴﺭ ﻭﺍﻟﺨﻁﺭ ﻤﺤﺩﻕ ﺒﺎﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﺍﻷﻗﻭﻴﺎﺀ ﺃﻥ ﻴﺩﺭﻜﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﻴﺎﺡ ﺍﻟﻌﺎﺼﻔﺔ ﻗﺎﺩﻤﺔ ﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﻨﺼﻠﺢ ﺍﻟﺤﺎل ﻭﻴﻌﺘﺩل ﺍﻟﻤﻴﺯﺍﻥ ﻭﻴﻨﺘﺼﺏ ﺍﻟﻌﺩل ﺸﺎﻤ ﹰﺎ، ﻓﻤـﻥ ﻤﺼـﻠﺤﺔ ﺍﻷﻏﻨﻴـﺎﺀ ﺤـلﺨﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺀ... ***- ٥٥ - 56. ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﺠﺭﺩ ﻭﻫﻡ!)ﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ ﺃﺨﻭﺓ.. ُ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻟﺩﻯ ﺍﻷﻋﺩﺍﺀ ﻭﻟﻴﺱ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ( ﺫﻜﺭﻨﺎ ﻤﺘﺤﺩﺙ ﺴﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺒﻭﻉ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺃﻤﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ، ﻓﻘﺩ ﻨﻘل ﻋﻨﻪ ﻗﻭﻟﻪ ﻓـﻲ ﺘﻔﺴـﻴﺭ ﻗـﺭﺍﺭ ﱠ ﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﻁﻴﺭﺍﻥ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ ﻤﻭﺍﺼﻠﺔ ﺭﺤﻼﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺭﻏﻡ ﺍﻟﺤﻅﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ. ﺃﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﻤﺨﺎﻟﻔـﺔ ﻟﻠﺤﻅـﺭ ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﺽ، ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺴﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﻴﺭﺍﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ، ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺃﻤﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ، ﻭﻭﻁﻨﻬﻡ ﻭﺍﺤﺩ، ﻻ ﻓﺭﻕ ﻓﻴـﻪ ﺒـﻴﻥ ﺸﺎﻤﻲ ﻭﻤﻐﺭﺒﻲ! ﻟﺴﺕ ﺃﻋﺭﻑ ﺭﺩ ﻓﻌل ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻤﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜـﻼﻡ – ﻤﺜﻠـﻲ - ﻀـﻤﻥ ﺍﻟﻨﺸـﺭﺓ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭﻴﺔ ﻟﻺﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺔ، ﻟﻜﻨﻲ ﺒﺤﺜﺕ ﻋﻥ ﺃﺜﺭ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﺜﻨﺘﻲ ﻋﺸﺭﺓ ﺼﺤﻴﻔﺔ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻓﻠﻡ ﺃﺠﺩ، ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺴﻠﻙ، ﺴﻭﻯ ﺃﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﻟﻡ ﺘﺄﺨﺫ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺢ ﻤﺄﺨﺫ ﺍﻟﺠﺩ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﻘﺩ ﺘﺠﺎﻫﻠﺘﻪ، ﻭﻟﻡ ﺘﺠـﺩ ﻓﻴﻪ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﺤﻕ ﺍﻟﻨﺸﺭ، ﺭﻏﻡ ﺃﻨﻪ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺤﻠﻡ ﻋﺯﻴﺯ ﻭﻏﺎل، ﻅل ﺯﻤ ﹰﺎ ﻴﻠﻬـﺏ ﻤﺸـﺎﻋﺭ "ﺍﻷﻤـﺔ" ﻭﻴﺩﻏـﺩﻍ ﱠ ﻨٍﻋﻭﺍﻁﻔﻬﺎ، ﻭﻴﺅﺠﺞ ﺤﻤﺎﺱ ﺍﻟﻤﻼﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﺒﻨﺎﺌﻬﺎ، ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ.. ﻋﻠﻰ ﺼﻌﻴﺩ ﺸﺨﺼﻲ، ﻟﺴﺕ ﺃﺨﻔﻲ ﺃﻥ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺙ ﺍﻟﺴﻭﺭﻱ ﺃﺼﺎﺒﻨﻲ ﺒﺨﻠﻴﻁ ﻤﻥ ﻤﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﻤﻔﺎﺠﺄﺓ ﻭﺍﻷﺴﻑ.ُ ﺍﻟﻤﻔﺎﺠﺄﺓ ﻷﻨﻨﻲ ﺃﺩﺭﻜﺕ ﺃﻨﻨﺎ ﻨﺴﻴﻨﺎ ﺤ ﹰﺎ ﺤﻜﺎﻴﺔ "ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩﺓ"، ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﻴﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺩﺒﻴﺎﺕ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟـﺯﻤﻥ،ﻘ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻏﺩﺍ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﻴﻘﺘﺭﻥ ﺃﺤﻴﺎ ﹰﺎ ﺒﺎﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺴﺨﺭﻴﺔ.ﻨ ﻭﻫﻭ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻟﻡ ﻴﻐﺏ ﻋﻥ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ، ﺤﺘﻰ ﻗﺭﺃﻨﺎ ﻓﻲ ﺼﺤﻴﻔﺔ "ﻨﻴﻭﻴﻭﺭﻙ ﺘﺎﻴﻤﺯ" ﻓﻲ ﻤﺴﺘﻬل ﺍﻟﺸﻬﺭ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺤﺩﻴ ﹰﺎﺜِ ﻟﻤﺴﺌﻭل ﺃﻤﺭﻴﻜﻲ ﻗﺎل ﻓﻴﻪ: ﺇﻥ ﻭﺍﺸﻨﻁﻥ ﻟﻡ ﺘﻌﺩ ﻟﺩﻴﻬﺎ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ، ﺤﻴﺙ ﻻ ﻤﺒـﺭﺭ ﻟـﺫﻟﻙ ﺍﻵﻥ، ﻭﺇﻨﻤـﺎ ﺘﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﻜل ﺒﻠﺩ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﺓ. ﻓﺎﻷﻤﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺭﻴﻁﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺼﺭﻴﻴﻥ، ﻭﺠﺯﺍﺌـﺭﻴﻴﻥ ﻭﺴﻌﻭﺩﻴﻴﻥ ﻭﻟﻴﺒﻴﻴﻥ ﻭﺴﻭﺭﻴﻴﻥ.. ﻭﻫﻜﺫﺍ.. ﺃﻤﺎ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﺼﺭﺍﺤﺔ – ﺃﻭ ﻓﺠﺎﺠـﺔ -ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻗﺎل: ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﺠﺭﺩ "ﻭﻫﻡ"!ﺠﺭﻴﺩﺓ ﺍﻷﻫﺭﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﻴﺔ – ﺹ٩، ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ٨٢/٤/٢٩٩١.- ***- ٦٥ -
Comments
Report "6027"
×
Please fill this form, we will try to respond as soon as possible.
Your name
Email
Reason
-Select Reason-
Pornographic
Defamatory
Illegal/Unlawful
Spam
Other Terms Of Service Violation
File a copyright complaint
Description
Copyright © 2024 UPDOCS Inc.