مقدمة تمهيد بسم ال الرحمن الرحيم الفصل الول: علم المعاني الحمد لالفصل العالمين علم البيان والسلم على محمد وآله الطاهرين، ولعنة ال على أعدائهم أجمعين الى رب الثاني: والصلة يوم الدين. الفصل الثالث: علم البديع وبعد، فهذا موجز في )البلغة( تأليف محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي، أسأله تعالى أن يوفقني للتمام، وينفع بها الطلب، ويتقبلها بقبول حسن. تمهيد كان العرب يتكلمون بلسانهم على قريحتهم، ولما أن نــــزل القرآن الحكيم، ووردت السنة المحمدية ّ ّ )صلى ال عليه وآله وسلم( بهذه اللغة المباركة، أخذ المسلمون يتوسعون في استقصاء قواعدها، وضبط كل كبيرة وصغيرة، وكلية وجزئية ترتبط بهذه اللغة. ّ ولذلك نرى هذه اللغة دون سواها من لغات العالم في ازدهار مستمر، وتوسع وتفوق. ّ ّ وقد وضع علم الصرف، للعلم بأحوال البنية وتصريف الكلمة. ووضع علم النحو، للعلم بأحوال العراب والبناء. ووضع علم اللغة، للعلم بمعاني الكلمات واللفاظ. ووضع علم العروض، للعلم بالوزان ونظم الشعر. ووضع علم التجويد، للعلم بكيفية الداء والتحسين. ووضع علم البلغة ـ وهو المقصود في هذا الكتاب ـ للعلم بالتركيب الواقع في الكلم. وقد قسموا هذا العلم إلى ثلثة أقسام: 1 ـ )علم المعاني( وهو العلم بما يحترز به عن الخطأ في تأدية المعنى الذي يريده المتكلم كي يفهمه السامع بل خلل وانحراف. 2 ـ )علم البيان( وهو العلم بما يحترز به عن التعقيد المعنوي، كي ل يكون الكلم غير واضح الدللة على المعنى المراد. 3 ـ )علم البديع( وهو العلم بجهات تحسين الكلم. فـ)المعاني( و)البيان( وضعا لمعرفة التحسين الذاتي، و)البديع( وضع لمعرفة التحسين العرضي. الفصل الول : علم المعاني الفصاحة والبلغة 1 في الخبر في النشاء في المسند إليه في المسند في الطلق والتقييد في القصر في الوصل والفصل في اليجاز والطناب والمساواة الفصاحة )الفصاحة( في اللغة: بمعنى البيان والظهور، قالى تعالى: )وأخي هارون هو أفصح مني لسانا() ً ّ 1(. وفي الصلح: عبارة عن اللفاظ الظاهرة المعنى، المألوفة الستعمال عند العرب. وهي تكون وصفا للكلمة والكلم والمتكلم يقال: كلمة فصيحة، وكلم فصيح، ومتكلم فصيح. ً فصاحة الكلمة فصاحة الكلمة هي: خلوص الكلمة من المور التالية: 1 ـ من تنافر الحروف، بأن ل تكون الكلمة ثقيلة على السمع، صعبة على اللسان، فنحو )هعخع(: اسم بنت ترعاه البل، متنافر الحروف. 2 ـ ومن غرابة الستعمال، وهي كون الكلمة غير ظاهرة المعنى، ول مألوفة الستعمال عند العرب، حتى ل يفهم المراد منها، لشتراك اللفظ، أو للحتياج الى مراجعة القواميس، فنحو )مسرج( و( ّ تكأكأتم( غريب. قال الشاعر: وفــاحما، ومــرسنا مسرجا ّ ًِ ً ومـــقلة وحاجـــبا مـــرجـّـجا ً ً وقال عيسى بن عمروا النحوي ـحين وقع من حماره واجتمع عليه الناس ـ )ما لكم تكأكأتم علي، ّ كتكأكئكم على ذي جنة، إنفرقعوا عني(. ّ 3 ـ ومن مخالفة القياس: بأن تكون الكلمة شاذة، على خلف القانون الصرفي المستنبط من كلم 2 العرب، فنحو )الجلل( مخالف للقياس، والقياس )الجل( بالدغام. قال أبو النجم: الواحــد الــفرد الــقديم الول الـــــحمد ل الــعلي الجــلل 4 ـ ومن الكراهة في السمع، بأن تكون الكلمة وحشية، تمجها السماع، كما تمج الصوات المنكرة، ّ ّ نحو( الجرشى( بمعنى: النفس. قال المتنبي: ْ كريم الجرشى شريف النسب ّ ْ مـــبارك السم أغـــر اللقب ّ والحاصل: انه إذا كان في الكلمة شيء من هذه الربعة، كانت غير فصيحة، فاللزم على الفصيح اجتناب هذه المور. فصاحة الكلم فصاحة الكلم هي: خلوص الكلم من المور التالية: 1- من عدم فصاحة بعض كلماته، فإذا اشتمل كلم على كلمة غير فصيحة ـ كما تقدم ـ سقط الكلم ّ عن الفصاحة. 2- ومن تنافر الكلمات المجتمعة، بأن يكون بين كلماته تنافرا، فتثقل على السمع، وتعسر على َ ً النطق، نحو هذين البيتين: ُ وليس قــرب قـبر حـرب قـبر َ ُ وقــب رحــرب بــمكان قفــــر وقال أبو تممام: ّ معي وإذا ما لمته لمته وحدي كــريم متى أمــدحه والــورى 3- ومن ضعف التأليف: بأن يكون الكلم جاريا على خلف قوانين النحو المستنبطة من كلم العرب، ً كوصل ضميرين وتقديم غير العرف نحو: )اعاضهاك( في قول المتنبي: ّ فاعاضهاك ال كــي ل تحزنا خلت البلد من الغزالة ليلهـا 4- ومن التعقيد اللفظي، بأن تكون الكلمات مرتبة على خلف ترتيب المعاني. ّ قال المتنبي: شيم على الحسب الغر دلئل ٌ جفخت وهم ل يجفخون بها بهم ْ والصل: جفخت بهم شيم دلئل على الحسب الغر وهم ل يجفخون بها. ّ ٌ 5 ـ ومن التعقيد المعنوي: بأن يكون التركيب خفي الدللة على المعنى المراد بسبب ايراد اللوازم البعيدة، المحتاجة الى إعمال الذهن، حتى يفهم المقصود. قال عباس بن الحنف: وتسكب عيناي الدموع لتجمدا سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا أردا بجمود العين: الفرح والسرور الموجب لعدم البكاء، وهذا خلف المعنى المتفاهم. 6- ومن كثرة التكرار، بأن يكرر اللفظ الواحد، فيأتي به مرتين أو أزيد. قال الشاعر: لقائل يا نصر نصر نصرا اني واسطار سطرن سطرا 7- ومن تتابع الضافات، بأن تتداخل الضافات. 3 قال ابن بابك: فأنت بمــــرأى مـــن سعاد ومسمع حمامة جرعى حومة الجندل اسجعي والحاصل: انه إذا كان في الكلم أحد هذه المور السبعة كان غير فصيح. فصاحة المتكلم فصاحة المتكلم عبارة: عن أن يكون المتكلم ذا ملكة يقتدر بها على التعبير عن المقصود، بكلم ّ فصيح، والملكة تحصل بطول ممارسة الكلم الفصيح، بأن يكون في بيئة عربية فصيحة، أو يمرن ّ نفسه بكلمات الفصحاء كثيرا، كل ذلك وللذوق مدخل عظيم. ً البلغة )البلغة( في اللغة: بمعنى الوصول والنتهاء، قال تعالى: )ولما بلغ اشده()2( أي وصل. ّ ّ وفي الصطلح: ل 1 ـ أن يكون مطابقا لمقتضى الحال، بأن يكون على طبق مستلزمات المقام، وحالت المخاطب، مث ً ً لمقام الهول كلم، ولمقام الجد كلم، ومع السوقة كلم. ومع كلم الملوك كلم.. وهكذا. 2 ـ وان يكون فصيحا ـ على ما تقدم ـ.. ً والبلغة تقع وصفا للكلم وللمتكلم، فيقال: كلم بليغ، ومتكلم بليغ، ول يقال: كلمة بليغة. ً بلغة الكلم )بلغة الكلم( عبارة عن: أن يكون الكلم مطابقا لما يقتضيه حال الخطاب، مع فصاحة الفاظ مفرداته ً ومركباته، فلو تكلم في حال الفرح مثل ما يتكلم في حال الحزن، أو العكس، أو تكلم في حال الفرح بكلم يتكلم به في هذه الحال لكن كانت اللفاظ غير فصيحة، ل يسمى الكلم بليغا. ً ثم إن المر المقتضى للتيان بالكلم على كيفية ما، يسمى: ّ 1 ـ )مقاما( باعتبار حلول الكلم فيه. ً 2 ـ )حا ً( باعتبار حالة المخاطب أو المتكلم أو نحوهما. ل والقاء الكلم على هذه الصورة التي اقتضاها الحال يسمى )مقتضى( فقولهم: )مقتضى الحال( أو )مقتضى المقام( بمعنى الكيفية التي اقتضاها الحال أو المقام. مثل: يقال عند كون الفاعل نكرة، حين يتطلب المقام التنكير: هذا الكلم مطابق لمقتضى الحال. ً إذا: فالحال والمقام شيء واحد، وانما الختلف بالعتبار. ً بلغة المتكلم )بلغة المتكلم( عبارة عن: ملكة في النفس يقتدر بها صاحبها على تأليف كلم بليغ، بحيث يكون مطابقا لمقتضى الحال، فصيحا. ً ً وقد عرف )ابن المعتز( الكلم البليغ بكلم بليغ، فقال: )ابلغ الكلم: ما حسن ايجاده، وقل مجازه، ّ ّ وكثر اعجازه، وتناسبت صدوره وأعجازه(. 1 ـ القصص: 43. 4 2 ـ يوسف: 22. القصص: 41. الحقاف: 51. أقسام الكلم الكلم إما خبر وإما إنشاء، ولنتكلم الن عن الخبر: والخبر: هو ما يحتمل الصدق والكذب، نحو: محمد جالس، فإن كان هذا الكلم مطابقا للواقع، بأن كان ً محمد جالسا، كان الكلم صدقا، وإن لم يكن مطابقا للواقع، بأن لم يكن محمد جالسا، كان كذبا. ً ً ً ً ً والغالب في الخبر أن يلقى لحد أمرين: 1- افادة المخاطب الحكم الذي تضمنه الخبر وذلك فيما إذا كان المخاطب جاهل، كقولك: )ال ربنا( ً للطبيعي. وهذا القسم يسمى: )فائدة الخبر(. 2 ـ افادة المخاطب أن المتكلم عالم أيضا وأنه يعلم الخبر، وذلك فيما إذا كان المخاطب عالما، كقولك: ً ً )أنت حفظت القرآن( لمن كان حافظا للقرآن. ويسمى هذا القسم: )لزم فائدة الخبر(. ً وقد تأتي بالكلم لغراض اخر، غير هذين مثل: 1 ـ السترحام، نحو: )الهي عبدك العاصي اتاكا..(. 2 ـ اغراء المخاطب بشيء، نحو: )وليس سواءا عالم وجهول(. ً 3 ـ اظهار الضعف والخشوع، كقوله تعالى: )قال رب اني وهن العظم مني..()1(. 4 ـ اظهار التحسر على شيء محبوب، كقوله تعالى: )قالت رب اني وضعتها انثى()2(. 5 ـ اظهار الفرح، كقوله تعالى )جاء الحق..()3(. 6 ـ التوبيخ، كقولك: )أنا أعلم فيم أنت!(. 7 ـ التحذير، نحو )أبغض الحلل الطلق()4(. 8 ـ الفخر، نحو: )أنا سيد ولد آدم ول فخر()5(. 9 ـ المدح، نحو: )فإنك شمس والملوك كواكب..(. 01 ـ التذكير بأمر، كالتفاوت بين المراتب، نحو: )ليستوي كسلن ونشيط(. أقسام الخبر ينقسم الخبر الى: 1- البتدائي، وهو ما يستعمل حين يكون المخاطب خالي الذهن من الخبر، كقولك ـ لمن ل يعلم كون القبلة في طرف الجنوب من العراق ـ: )القبلة في العراق نحو الجنوب(. 2- الطلبي، وهو ما يستعمل حين يكون المخاطب شاكا في الخبر، طالبا العلم به، كقولك ـ لمن شك ً ً في سقوط حكومة ـ: )الحكومة سقطت(. ويستحسن في هذه الحال تأكيد الخبر بمؤكد. 3 ـ النكاري، وهو ما يستعمل حين يكون المخاطب منكرا، كقولك للنصراني: )وال محمد صلى ال ً عليه وآله وسلم نبي(. وفي هذه الحال يؤتى بالخبر مؤكدا بالقسم أو حرف التنبيه المؤكد أو نحوهما. ً لكن ربما يؤكد الخبر لشرف الحكم، وان لم يكن المخاطب مترددا أو منكرا، كقولك: )ان النجاة في ً ً الصدق()6(. واذا جئنا بالتأكيد على حسب ما ذكرنا، سمي الكلم: مطابقا لمقتضى الظاهر. ً وأما اذا لم نأت بالتأكيد في مورد التأكيد، أو أتينا بالتأكيد في غير مورده، فإن كان هناك اعتبار بلغي كان حسنا، وال فل. ّ ً 5 العدول عن مقتضى الظاهر وقد ذكروا للعدول عن مقنضى الظاهر لعتبار بلغي موارد: 1 ـ تنزيل العالم منزلة الجاهل، لعدم جريه على موجب علمه، فيلقى إليه الخبر كما يلقى الى الجاهل تقول لمن ل يصلي، وهو عالم بوجوب الصلة: )الصلة واجبة( من غير تأكيد. 2- تنزيل خالي الذهن منزلة المتردد السائل، قال تعالى: )وما أبرء نفسي إن النفس لمارة بالسوء( )7( فإن قوله: ان النفس.. أكدت لنه تقدم ويشير الى الخبر المقتضي لتردد المخاطب. 3- تنزيل غير المنكر منزلة المنكر، اذا ظهرت امارة النكار، كقوله: ان بني عمك فيهم رماح ّ جاء شقيق عارضا رمحه ً فشقيق ل ينكر رماح بني عمه، ولكن مجيئه واضعا رمحه على فخذه بالعرض وهو راكب، بمنزلة ً انكاره ان لبني عمه رماحا، فأكد الكلم استهزاءا به. ً ً 4- تنزيل المتردد منزلة الخالي الذهن، كقولك لمن تردد في مجيء الشتاء: )جاء الشتاء(. 5- تنزيل المتردد منزلة المنكر، ويدل على ذلك شدة التأكيد، وال فلو لم ينزل كان التأكيد الواحد كافيا، كقولك لمن يتردد في مجيء المير: )وال ان المير جاء(. ً 6- تنزيل المنكر منزلة الخالي الذهن، لن عنده من الدلئل ما لو تأملها ارتدع، قال تعالى : )والهكم اله واحد()8(. 7- تنزيل المنكر منزلة المتردد، ويظهر بعدم العتناء الى مزيد التأكيد مع اقتضاء المقام ذلك كقولك لمن ينكر نبوة محمد )صلى ال عليه وآله وسلم( أشد النكار: )ان محمدا صلى ال عليه وآله نبي(. ً وحاصل التقسيم: ان كل من المنكر والمتردد والخالي قد ينزل منزلة غيره لعتبار بلغي. ّ ً أقسام الخبر ينقسم الخبر الى قسمين: 1- الجملة الفعلية، وهي اما مركبة من فعل وفاعل، نحو: )قال زيد( واما من فعل ونائب فاعل نحو ّ )ضرب زيد(. ٌ ُ ثم إنها قد تفيد التجدد والحدوث في زمن معين، نحو قولهم في البخيل: )يعيش عيشة الفقراء ّ ّ ّ ويحاسب حساب الغنياء(. وقد تفيد الستمرار التجددي شيئا فشيئا، كقول المتنبي: )تدبر شرق الرض والغرب كفه..( بمعنى ّ ً ً أن شأنه المستمر تدبير الممالك. 2- الجملة السمية، وهي ما تركبت من مبتدأ وخبر، وهي ل تفيد ال ثبوت شيء لشيء، نحو )زيد ّ شجاع( لكن إذا كان خبر المبتدأ فعل، أو كان هناك قرينة، أفادت التجدد أيضا، نحو: )الكريـــم يفرح ً ً بالضيف( وقوله تعالـــى: )وانك لعـــلي خلق عظيم()9(. مريم: 4. آل عمران: 63. السراء: 18 سبأ: 94. راجع المستدرك 972/51 ب 1 ح 33281. بحار النوار: 492/9 ب 2 ح 5 بحار النوار: 41/07 ب 221 ح 3 )بيان( ط بيروت. يوسف: 35. ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ 1 2 3 4 5 6 7 6 8 ـ البقرة: 361. 9 ـ القلم: 4. النشاء حيث فرغنا عن الخبر، فلنتكلم في النشاء: فـ )النشاء( لغة: هو االيجاد. وفي الصطلح: ما ل يحتمل صدقا ول كذبا، كالمر والنهي والستفهام والتمني والنداء وغيرها، فإنك ً ً إذا قلت: )اللهم ارحمني( ل يصح أن يقال لك: صادق أو كاذب، نعم يصح ذلك بالنسبة الى الخبر ّ الضمني المستفاد من الكلم، وهو انك طالب للمغفرة. أقسام النشاء والنشاء ينقسم إلى )طلبي( و)غير طلبي(. فا لنشاء غير الطلبي: ما ليستدعي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب، وهو على أقسام: ً 1 ـ المدح والذم، ويكونان بـ )نعم( و)حبذا( و)ساء( و)بئس( و)لحبذا(، نحو: )نعم الرجل زيد( و)وبئست المرأة هند(. 2 ـ العقود، سواء كانت بلفظ الماضي، نحو: )بعت( و)وهبت( أم بغيره، نحو: )امرأتي طالق( و)عبدي حر(. ّ 3 ـ القسم، سواء كان بالواو أو بغيرها، نحو: )وال( و)لعمرك(. َ َ 4 ـ التعجب، ويأتي قياسا بصيغة )ما أفعله( و)أفعل به( نحو(: )ما أحسن عليا( و)أكرم بالحسين( ّ ً ّ وسماعا بغيرهما، نحو: )كيف تكفرون بال()1(. ً 5 ـ الرجاء، ويأتي بـ )عسى( و)حرى( و)اخلولق( نحو: )فعسى ال أن يأتي بالفتح()2(. النشاء الطلبي والنشاء الطلبي: هو الذي يستدعي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب ـ حسب اعتقاد المتكلم ـ وهو ً المبحوث عنه في علم المعاني لما فيه من اللطائف البلغية، وانواعه خمسة: ّ الول: المر، وهو طلب حصول الفعل من المخاطب على سبيل الستعلء، وهو اما: ّ 1 - بفعل المر نحو: )اقم الصلة لدلوك الشمس()3(. 2 - أو بالمضارع المجزوم بلم المر نحو: )وليتق ال ربه()4( ومثله الجملة نحو:)يعيد الصلة( )5(. 3 - أو باسم فعل المر نحو: )عليكم أنفسكم()6(. 4 - أو بالمصدر النائب عن فعل المر: نحو: )ذهابا الى بيت ال(. ً قالوا: وقد تخرج صيغة المر: عن معناها الصلي ـ المتقدم ـ فيراد منها أحد المعاني التية بالقرينة، لكن الظاهر أنها مستعملة في معناها، وانما تختلف الدواعي، وتحقيقه في الصول)7(. 1 ـ الدعاء، نحو: )رب أوزعني أن أشكر نعمتك()8(. 2 ـ اللتماس، نحو: )اذهب الى الدار( تقوله لمن يساويك. 3 ـ الرشاد، نحو: )اذا تداينتم بدين الى اجل مسمى فاكتبوه()9(. 7 4 ـ التهديد، نحو: )اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير()01(. 5 ـ التعجيز، نحو: )فأتوا بسورة من مثله()11(. 6 ـ الباحة، نحو: )وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط البيض من الخيط السود من الفجر() ّ ّ 21(. 7 ـ التسوية، نحو: )اصبروا أو ل تصبروا()31(. 8 ـ الكرام، نحو: )ادخلوها بسلم آمنين()41(. 9 ـ المتنان، نحو: )فكلوا مما رزقكم ال()51(. ّ 01 ـ الهانة، نحو: )كونوا حجارة أو حديدا()61(. ً 11 ـ الدوام، نحو: )اهدنا الصراط المستقيم()71(. 21 ـ التمني، كقوله: )أل أيها الليل الطويل ال انجلي..(. ّ 31 ـ العتبار، نحو: )انظروا إلى ثمره إذا أثمر()81(. 41 ـ الذن، نحو قولك: )ادخل( لمن طرق الباب. 51 ـ التكوين، نحو قوله تعالى: )كن فيكون()91(. 61 ـ التخيير، نحو: )فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلث ورباع()02(. 71 ـ التأديب، نحو: )كل ما بين يديك( لمن يأكل من الطراف. 81 ـ التعجب، نحو: )انظر كيف ضربوا لك المثال()12(. ّ النهي الثاني: النهي، وهو طلب المتكلم من المخاطب الكف عن الفعل، على سبيل الستعلء. وهو أما: 1 ـ بصيغة المضارع المدخول عليها الل، كقوله تعالى: )ول تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل..()22(. 2 ـ أو بالجملة الدالة على ذلك، كقولك: )حرام أن تفعل كذا(. قالوا: وقد يستفاد من النهي معان أخر مجازا بالقرينة، على ما يلي: ً 1 - الدعاء كقوله تعالى: )ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا()32(. ّ 2 - اللتماس، كقولك لخيك: )ل تفعل خلف رضاي(. 3 - الرشاد كقوله تعلى: )ول تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم()42(. 4 - الدوام، كقوله تعالى: )ول تحسبن ال غافل عما يعمل الظالمون()52(. ً َ 5 - بيان العاقبة، كقوله تعالى: )ول تحسبن الذين قتلوا في سبيل ال أمواتا()62(. ً ُ 6 - التيئيس، كقوله تعالى: )ل تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم()72(. 7 - التمني، كقولك: )يا شمس ل تغربي(. ّ 8 - التهديد، كقولك لولدك مهددا: )ل تذهب إلى مجالس البطالين( ً 9 - الكراهة، نحو )ل تشتم الريحان في يوم الصوم(. 01 - التوبيخ، كقوله: )ل تنه عن خلق وتأتي مثله(. 11 - اليناس، كقوله تعالى: )ل تحزن()82(. 21 - التحقير، كقوله: )دع المكارم ل ترحل لبغيتها..(. 8 الستفهام الثالث: الستفهام، وهو طلب الفهم، فيما يكون المستفهم عنه مجهول لدى المتكلم، وقد يكون لغير ّ ً ذلك كما سيأتي، ويقع الستفهام بهذه الدوات: 1 ـ الهمزة كقوله تعالى: )أراغب أنت عن آلهتي()92(. 2 ـ هل، كقوله تعالى: )فهل أنتم منتهون()03(. 3 ـ ما، كقوله تعالى: )أماذا كنتم تعملون()13(. 4 ـ من، كقوله تعالى: )من فعل هذا بآلهتنا()23(. 5 ـ أيان، كقوله تعالى: )يسئلون أيان يوم الدين()33(. ّ 6 ـ أين، كقوله تعالى: )أين شركاؤكم..()43(. 7 ـ كيف، كقوله تعالى: )كيف تكفرون بال..()53(. 8 ـ انى، كقوله تعالى: )اني يحيى هذه ال بعد موتها()63(. ّ 9 ـ كم، كقوله تعالى: )كم لبثتم في الرض عدد سنين()73(. 01 ـ أي، كقوله تعالى: )أي الفريقين خير مقاما()83(. ً ّ ّ أقسام أدوات الستفهام تنقسم أدوات الستفهام إلى ثلثة أقسام: 1 ـ ما يطلب به التصور. ّ 2 ـ ما يطلب به التصديق. 3 ـ ما يطلب به التصور مرة، والتصديق اخرى. ّ والتصور، هو ادراك المفرد، بمعنى أن ل يكون هناك نسبة، فـ )زيد( و)عمرو( و)القرآن( و)ال(.. ّ ونحوها كلها مفرد، فهي تصورات. ّ والتصديق: هو ادراك النسبة، أي نسبة الفعل الى فاعله أو المبتدأ الى خبره، فـ )زيد قائم( و)ال عالم()93( و)محمد صلى ال عليه وآله وسلم نبي(.. ونحوها كلها نسبة، فهي تصديقات. وجملة القول: ان العلم ان كان اذاعانا للنسبة فتصديق، وال فتصور. ّ ً والتصديق كما يكون في الثبات، نحو )محمد عادل( كذلك يكون في النفي، نحو )خالد فاسق(. همزة الستفهام من أدوات الستفهام الهمزة، وهي مشتركة، فتأتي تارة لطلب التصور، وأخرى لطلب التصديق. 1- أما ما كان لطلب التصور، فيلي الهمزة المسئوول عنه، والسؤال حينئذ عن المفرد ل النسبة ٍ ّ بمعنى: أن السائل يعلم بالنسبة، وانما ل يعلم شيئا من اطرافها. ً مثل يعلم: أنه وقع فعل ما، لكن ل يعرف المسند، أو المسند اليه، أو المفعول، أو الحال، أو الظرف، ً أو الصفة.. أو نحوها. ففي نحو: )ضرب زيد عمرا، الفاسق، راكبا، في الصحراء( يقع المجهول بعد همزة الستفهام. ً ً ٌ فتقول في الجهل بالفعل: )أضربه أم قتله(؟ 9 وتقول في الجهل بالفاعل: )أزيد الضارب أم بكر(؟ وتقول في الجهل بالمفعول: )أعمرا المضروب أم محمدا( ً ً وتقول في الجهل بالصفة: )أعمرا الفاسق أم التاجر(؟ وتقول في الجهل بالحال: )أراكبا كان زيد أم راجل(؟ ً ً وتقول فيي الجهل بالظرف: )أفي الصحراء أم في البلد(؟ وهكذا.. وقد علم من هذه المثلة: ان النسبة معلومة، وانما المجهول مفرد من المفردات. 2 ـ وأما ما كان لطلب التصديق، فالهمزة تدخل على الجملة، والسؤال يقع عن النسبة، كقولك: )أجاء زيد؟( فيما لم تعلم بالمجيء. ٌ ثم ان الغالب أن يؤتى للهمزة التي لطلب التصور بمعادل، كما عرفت في المثلة: من معادلة )أم( للهمزة. بخلف طلب التصديق فل يؤتى للهمزة بمعادل، كما تقدم في المثال. ثم أن جواب الهمزة التي لطلب التصور: تعيين أحد الشقين: فتقول في السؤال الول: )ضربه(. وتقول في السؤال الثاني: )زيد(. ٌ وتقول في السؤال الثالث: )عمرا(. ً وهكذا... بخلف الهمزة التي لطلب التصديق، فالجواب: )نعم( أو )ل(. هل الستفهامية من أدوات الستفهام: هل، وهي مختصة بطلب التصديق، فيراد بها معرفة وقوع النسبة وعدم وقوعها، ولذا ل يذكر معها معادل، كما يكون جوابها: )نعم( أو )ل(. تقول: )هل قام زيد(؟ والجواب: )نعم( أو: )ل(. وتنقسم هل الى: 1 ـ بسيطة، وهي أن يكون المستفهم عنه بها: وجود الشيء وعدمه، كما تقول: )هل العنقاء موجودة(؟ 2 ـ مركبة، وهي أن يكون المستفهم عنه بها: صفة زائدة على الوجود، كما تقول: )هل الخفاش يبصر(؟ ما الستفهامية بقية أدوات الستفهام موضوعة لطلب التصور فقط، فيقع السؤال عن معناها. ّ 1 ـ فـ )ما(: موضوعة للستفهام عن غير العقلء، ويطلب بها احد امور ثلثة: الول: ايضاح السم، مثل يقال: )ما الفدوكس(؟ فيقال في الجواب: )أسد(. ً 01 الثاني: بيان حقيقة الشيء، مثل يقال: )ما السد(؟ فيقال في الجواب: )حيوان مفترس(. ً الثالث: بيان صفة الشيء، مثل يقال: )ما الحيوان(؟ فيقال في الجواب: )حساس متحرك بالرادة(. ً وهنا نكتة ل بأس بالتنبيه عليها، وهي: أن السؤال عن شيء حسب ترتيبه العقلي هكذا: الف ـ السؤال بـ )ما( الشارحة، تقول: )ما هي الذكاء(؟ فيقال: )الشمس(. ب- السؤال بـ )هل( البسيطة، تقول: )هل الشمس موجودة(؟ فيقال: )نعم(. ج- السؤال بـ )ما( الحقيقية، تقول )ماهي الشمس(؟ فيقال: )جرم علوي مضيء..(. د- السؤال بـ )هل المركبة(، تقول: )هل الشمس أصل الكون(؟ فيقال: )ل(. وذلك لن النسان يطلب أول معنى اللفظ، ثم وجوده، ثم حقيقته، ثم صفاته وخصوصياته. ً بقية أدوات الستفهام 2 ـ و)من(: موضوعة للستفهام عن العقلء، كقوله تعالى: )من فعل هذا بآلهتنا(؟ )04( وقد ينعكس، فتستعمل )ما( للعاقل، و)من( لغيره. 3 ـ و)متى(: موضوعه للستفهام عن الزمان، مستقبل كان أم ماضيا، نحو: )متى خلف رسول ال ّ ً ً صلى ال وعليه وآله وسلم( عليا عليه السلم و)متى يظهر الحجة عليه السلم(؟ ّ ً 4 ـ و)أيان(: موضوعة للستفهام عن زمان المستقبل فقط، قال تعالى: )يسئل أيان يوم القيامة(؟ ) ّ ّ 14(. 5 ـ و)كيف(: موضـــوعــــة للستفـــهام عن الحال، قــــال تعالى: )فكيف اذا جئنا من كل أمة بشهيد ُّ وجئنا بك على هؤلء شهيدا(؟)24(. ً 6 ـ و)اين(: موضوعة للستفهام عن المكان، قال تعالى: )أين شركاؤكم(؟ )34(. 7 ـ و)أتى(: موضوعة الستفهام، وتأتي بمعنى: ّ الف ـ كيف، كقوله تعالى: )أنى يحيي هذه ال بعد موتها(؟ )44(. ّ ُ ب - وبمعنى من أين، كقوله تعالى: )يا مريم أنى لك هذا(؟ )54(. ّ ِ ج- وبمعنى متى، تقول: )زره أنى شئت؟(. ّ 8 ـ و)كم(: موضوعة للستفهام عن عدد مبهم، كقوله تعالى: كم لبثتم في الرض عدد سنين( ) 64(. 9 ـ و)أي( موضوعة للستفهام عن تمييز أحد المتشاركين في أمر يعمهما: شخصا، أو زمانا أو ً ً ّ مكانا، أو حال، أو عددا، عاقل أو غيره، قال تعالى: )أي الفريقين خير مقاما(؟ )74(. ً ّ ً ً ً ً خروج أدوات الستفهام من معانيها قالوا: وقد تخرج ألفاظ الستفهام عن معناها الصلي: وهو طلب الفهم من الجهل، فيستفهم بها عن الشيء مع االعلم به لغراض أخرى، وأهمها أمور: 1 - المر، كقوله تعالى: )فهل أنتم منتهون(؟ )84(أي انتهوا. 2 - النهي، كقوله تعالى: )أتخشونهم فال أحق أن تخشوه( )94(. أي ل تخشوهم. 3 - التسوية، كقوله تعالى: )سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم(؟ )05(. 4 - النفي، كقوله تعالى: )هل جزاء الحسان ال الحسان(؟ )15(. 5 - النكار، كقوله تعالى:)أغير ال تدعون(؟ )25(. 11 6 - التشويق، كقوله تعالى:)هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم(؟ )35(. 7 - الستئناس، كقوله تعالى: )وما تلك بيمينك يا موسى(؟ )45(. 8 - التقرير، كقوله تعالى:)ألم نشرح لك صدرك(؟ )55(. 9 - التهويل، كقوله تعالى: )وما أدراك ما الحاقة(؟ )65(. 01 - الستبعاد، كقوله تعالى: )أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين(؟)75(. ّ 11 - التعظيم كقوله تعالى: )من ذا الذي يشفع عنده إل بإذنه(؟ )85(. 21 - التحقير، كقوله تعالى: )أهذا الذي يذكر آلهتكم(؟ )95(. 31 ـ التعجب، كقوله تعالى: )ما لهذا الرسول يأكل الطعام(؟ )06(. ّ 41 ـ التهكم، كقوله تعالى: )أصلتك تأمرك أن نترك ما كان يعبد آباؤنا(؟ )16(. ّ 51 - الوعيد، كقوله تعالى:)ألم تر كيف فعل ربك بعباد(؟ )26(. ّ 61 - الستبطاء، كقوله تعالى:)متى نصر ال(؟ )36(. 71 - التنبيه على الخطأ، كقوله تعالى:)أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير(؟ )46(. ّ ّ 81 - التنبيه على ضلل الطريق، كقوله تعالى: )فأين تذهبون(؟ )56(. 91 - التحسر، كقوله تعالى: )ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني الى النار(؟ )66(. ّ 02 - التكثير، كقوله: )أهذا الخلق يحشر في القيامة(. التمني ّ الرابع)76(: التمني، وهو طلب المحبوب الذي ل يرجى حصوله، لستحالته عقل أو شرعا أو عادة، ً ً كقولك: )ليت الشباب لنا يعود( و)ليت السواك كان واجبا( وقوله تعالى: )يا ليت لنا مثل ما أوتي ً قارون()86(. والفرق بين التمني والترجي ـ كما ذكروا ـ: أن التمني يأتي فيما ل يرجى حصوله، ممكنا كان أم ً ّ ّ ّ ممتنعا، والترجي فيما يرجى حصوله. ّ ً ويستعمل للترجي ـ غالبا ـ )عسى( و)لعل( قال ال تعالى: )فعسى ال أن يأتي بالفتح()96( وقال ّ ً ّ سبحانه: )لعل ال يحدث بعد ذلك أمرا()07(. ً ُ ّ قالوا: وللتمني أدوات أخرى تستعمل فيه مجازا، مثل: ً ّ )هل(: قال تعالى: )فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا(؟ )17(. و )لو(: قال تعالى: )فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين()27(. ًّ و )لعل( كقول الشاعر: ّ لعلـــي إلى من قد هويت أطير ّ أسرب القطا هل من يعير جناحه وقد ينعكس فيؤتى بـ )ليت( مكان )لعل(، قال تعالى: )يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيل()37( ً ّ للتندم، وقال الشاعر: ّ من البعد ما بيني وبين المصائب فيا ليت ما بيني وبين أحبتـــي ّ النداء الخامس: النداء، وهو طلب توجه المخاطب الى المتكلم بحرف يفيد معنى: )انادي(. ّ ّ وحروف النداء: 21 1 ـ الهمزة: قال الشاعر: )أسكان نعمان الراك تيقنوا...(. ّ ّ 2 ـ يا: قال تعالى: )ياأيها النبي اتق ال...()47(. ّ ّ 3 ـ أي: قال الشاعر: )أيها السائل عنهم وعني...(. ّ 4 ـ أ: كقوله: )أسيد القوم أني لست متكل...(. ّ ّ 5 ـ أي: كقوله: )أي رب قو المسلمين فإنهم...(. ّ ّ 6 ـ أيا: كقوله: )أيا من لست أنساه...(. 7 ـ هيا: كقوله: )... ويقول من فرح: هيا ربا(. ّ 8 ـ وا: كقوله: )فوا عجبا كم يدعي الفضل ناقص...(. َ ّ ً ثم انهم اختلفوا في هذه الحروف، والمرجح: أن )الهمزة( و)أ ّ( لنداء القريب، والباقي لنداء البعيد. ي ّ وقد يجعل للقريب سائر الدوات اشارة إلى انحطاط مرتبته فل يليق بالتكلم معه عن قريب، أو ارتفاع ّ مرتبته فشأنه أجل من أن يتكلم عن قرب، أو لكونه كالبعيد، كالنائم والغافل.. ّ ّ كما أنه ربما يجعل للبعيد أدوات القريب، اشارة إلى أنه في نفس المتكلم فهو كالقريب، أو لتنزيل ّ القرب المعنوي منزلة القرب المكاني.. استخدام النداء لغراض اخر ُ قالوا: وربما يؤتى بحرف النداء لغرض آخر، وأهم الغراض: 1 ـ الستغاثة، كقوله: )يا لقومي ويا لمثال قومي..(. 2 ـ الغراء، كقوله: )يا من رميت أل تنهض إلى الثار...(. ُ 3 ـ الندبة، كقوله: )يا حسينا قتلته الشقياء...(. ً 4 ـ الزجر، كقوله: )أفؤادي متى المتاب؟...(. 5 ـ التعجب، كقوله: )يا أيها المجنون كيف تفلسف؟...(. ّ ّ 6 ـ التضجر وإظهار الحزن، كقوله: )أيا منزل الحباب أين الحبة؟...(. ّ ّ 7 ـ التذكر، كقوله: )ذكرتك يا معهد المسلمين...(. ّ 8 ـ الختصاص، وهو كالنداء من غير ياء، فيؤتى بالضمير ثم باسم ظاهر يبينه، نحو قوله تعالى: ّ )رحمة ال وبركاته عليكم أهل البيت أنه حميد مجيد()57( ونحو قوله )صلى ال عليه آله وسلم(: ّ )انا معاشر النبياء امرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم()67(. ّ ُ ّ وضع الخبر موضع النشاء يوضع الخبر موضع النشاء لغراض: 1 ـ التفأل، كقوله: )عافاك ربك من بليتك التي...( وكقوله: )وفقك ال( و)أصلحك ال(. ّ ّ ّ 2 ـ الحتراز عن إتيان الشيء بصورة المر، تأدبا ونحوه، كقوله: )ينظر سيدي إلى مقالي..(. ّ ً 3 ـ التنبيه على سهولة المر لتوفر شروطه، كقوله: )تأخذون بنواصي القوم وتنزلونهم من ّ صياصيهم...(. 4 ـ المبالغة في الطلب تأكيدا، كقوله: )ل تضربون وجوه الناس بالعمد..( لم يقل: )ل تضربوا( ً مبالغة في النهي حتى كأنهم امتثلوا النهي فأخبر عن امتثالهم. ّ ّ 5 ـ إظهار الرغبة في الشيء، كقوله: )شفعني ال محمدا وآله(. ً ّ 31 وضع النشاء موضع الخبر وقد ينعكس المر فيوضع النشاء موضع الخبر لغراض: ّ 1 ـ اظهار العناية بالشيء والهتمام به، كقوله تعالى: )قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل ّ مسجد...()77( والصل: وإقامة وجوهكم.. لكنه لعظيم خطر الصلة اوتي في صورة النشاء. ُ 2 ـ التأدب بالنسبة إلى عظيم لئل يساويه غيره في سوق الكلم، كقوله تعالى: )قال اني اشهد ال ّ ُ واشهدوا أني بريء مما تشركون...()87( لم يقل: واشهدكم.. لئل يتشابه الستشهادان. ّ ُ ّ 1 ـ البقرة: 82. 2 ـ المائدة: 25. 3 ـ السراء: 87. 4 ـ البقرة: 282. 5 ـ المستدرك 604/5ب 1ح 9916. 6 ـ المائدة: 501. 7 ـ راجع كتاب )الصول( للمام المؤلف. 8 ـ النمل: 91. الحقاف: 51. 9 ـ البقرة: 282. 01 ـ فصلت: 04. 11 ـ البقرة: 32. 21 ـ البقرة: 781. 31 ـ الطور: 61. 41 ـ الحجر: 64. 51 ـ النحل: 411. 61 ـ السراء: 05. 71 ـ الفاتحة: 6. 81 ـ النعام: 99. 91 ـ البقرة: 711. 02 ـ النساء: 3. 12 ـ السراء: 84. الفرقان:9. 22 ـ البقرة: 881. 32 ـ البقرة: 682. 42 ـ المائدة: 101. 52 ـ ابراهيم: 34. 62 ـ آل عمران: 961. 72 ـ التوبة: 66. 82 ـ التوبة: 04. 92 ـ مريم: 64. 03 ـ المائدة: 19. 13 ـ النمل: 48. 23 ـ النبياء: 95. 33 ـ الذاريات: 21. 43 ـ النعام: 22. 53 ـ البقرة: 82. 63 ـ البقرة: 952. 73 ـ المؤمنون: 211. 83 ـ مريم: 37. 93 ـ فاطر: 83. 04 ـ النبياء: 95. 14 ـ القيامة: 6. 24 ـ النساء: 14. 34 ـ النعام: 22. 41 البقرة: 952. آل عمران: 73. المؤمنون: 211. مريم: 37. المائدة 19. التوبة: 31. البقرة: 6. الرحمن 06. النعام: 04. الصف: 01. طه: 71. الشرح: 1. الحاقة: 3. الدخان: 31 البقرة: 552. النبياء: 63. الفرقان: 7. هود: 78. الفجر: 6. القرة: 412. البقرة: 16. التكوير: 62. غافر: 14. من أقسام النشاء الطلبي. القصص: 97. المائدة: 25. الطلق: 1. العراف: 35. الشعراء: 201. الفرقان: 72. الحزاب: 1. هو: 37. بحار النوار 58/1 ب 1 ح 7. العراف:92. هود: 45. ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ 44 54 64 74 84 94 05 15 25 35 45 55 65 75 85 95 06 16 26 36 46 56 66 76 86 96 07 17 27 37 47 57 67 77 87 المسند إليه )المسند إليه(: هو الذي يعتمد عليه الفعل وشبهه، فاعل أم نائبا، أم غيرهما. ً ً وتعرضه حالت، من ذكر وحذف، وتعريف وتنكير، وتقديم وتأخير، وغيرها. والصل ذكر المسند إليه، لتوقف فهم الكلم عليه، لكنه قد يجوز حذفه لوجود قرينة تدل عليه، وحينئذ ّ فالراجح ذكره لمور: 1 ـ زيادة التقرير واليضاح، كقوله تعالى: )اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون()1( ُ ّ ُ فإن ذكر )اولئك( لزيادة اليضاح. ُ 2 ـ ضعف القرينة، أو ضعف فهم السامع عن إدراكها، كقوله تعالى: )وما أدراك ما هيه نار حامية( )2( فإن ذكر )النار( انما هو لحتمال ضعف القرينة أو ضعف ادراك سامعها. 3 ـ الرد على المخاطب، كقوله تعالى: )إنما ال إله واحد()3( ردا على من زعموا أنه أكثر. ً ّ 4 ـ التلذذ بذكر المحبوب، كقوله: )حبيبتي هي بدر، حبيبتي هي شمس...(. ّ 51 5 ـ التعريض بغباوة السامع، كقولك: )زيد قال كذا( في جواب: )ماذا قال زيد(؟. 6 ـ التسجيل على السامع حتى ل يتمكن من النكار، كقولك: )نعم، زيد سرق( في جواب أبيه: )هل ّ زيد ابني سرق(؟ ّ 7 ـ التعجب، فيما كان الحكم عجيبا: كقولك: )علي عليه السلم أخمد نار بدر( في جواب: )هل علي ً ّ عليه السلم أخمد نار بدر(؟ 8 ـ التعظيم، كقولك: )جاء أمير المؤمنين( في جواب )هل جاء أمير المؤمنين(؟! 9 ـ الهانة، كقولك: )جاء السارق( في جواب: )هل جاء السارق(؟ 01 ـ بسط الكلم حيث الصغاء مطلوب، كقوله تعالى: )قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على ّ غنمي..()4(. حذف المسند إليه حذف )المسند إليه( خلف الصل كما عرفت، لكن إذا كانت هناك قرينة، وكان في حذفه غرض رجح ّ حذفه، وأهم الغراض: 1 ـ الحتراز عن العبث ـ بناء على الظاهر ـ كقوله: )زيد أتى ثم ذهب( ولم يقل )زيد ذهب(. ً 2 ـ اخفاء المر عن الحاضرين غير المخاطب، كقولك: )جاء( في جواب )ما فعل(؟ تريد أحد المجرمين. 3 ـ سهولة النكار حيث تمس الحاجة إليه، كقولك: )زنديق( حيث يعرفه المخاطب. 4 ـ الحذر من فوات الفرصة، كقولك: )غزال( لتنبيه الصياد، فإن قلت: )هذا غزال( فات خلف جبل ّ مثل. ً 5 ـ اختبار تنبه السامع عند القرينة أو مقدار تنبهه له، كقولك: )خاتم النبيين( أي )محمد صلى ال ّ ّ ّ عليه وآله وسلم(. 6 ـ تضجر المتكلم بسبب، فل يحب التطويل، كقوله: )قال لي: كيف أنت؟ قلت: عليل( ولم يقل: )أنا ّ ّ عليل( تضجرا من علته. ّ ّ 7 ـ المحافظة على السجع، كقولك: )زيد طاب، ثم آب( ول تقول: )آب هو(. 8 ـ المحافظة على القافية، كقوله: لنـــه فـــي كــل حـال يحـــــم قد كــــان بــالحسان أحــرى أحمد لم يقل: يحمد هو، تحفظا على القافية. ّ 9 ـ المحافظة على الوزن، كقوله: وأخلص منه ل علـــى ول ليـــــا ّ على أنني راض بأن أحمل الهوى ّ أي: ل شيء علي، فإنه لو ذكره اختل الوزن. ّ ّ 01 ـ كون المسند معلوما معينا، كقوله تعالى: )عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال()5(. ً ّّ 11 ـ اتباع الستعمال الوارد على تركه، كقولهم: )رمية من غير رام( أي هذه رمية. ً 21 ـ ايهام حفظه عن لسانك، لنه أجل من أن يذكر، كقوله: )صاحب كل منقبة..( يعني محمدا ّ )صلى ال عليه وآله وسلم( أو لنه ل يليق أن يذكر لخسته، كقوله تعالى: )صم بكم عمي()6(. ّ ّ 31 ـ تكثير الفائدة لكثرة الحتمالت، كقوله تعالى: )فصبر جميل()7(. أي أمري صبر جميل، أو عملي، أو نحو ذلك. 41 ـ كون المسند معينا للعهد به، نحو قوله تعالى: )حتى توارت بالحجاب()8( أي الشمس. ّ ّ 61 ما ينبغي للمسند إليه )المسند إليه( ينبغي أن يكون معرفة، لن الكلم إنما يؤتى به للستفادة، ول يستفاد من الحكم على النكرة، إل في ظروف نادرة. وتعريف )المسند إليه( يكون بالضمار، والعلمية، والشارة، والموصولية، وال، والضافة، وقد يعرف ََ بالنداء. ً المسند إليه مضمرا أما تعريف المسند إليه بالضمار فهو لغراض أهمها: ّ 1- كون الحديث في مقام التكلم، كقوله: )أنا ابن دارة معروفا بها نسبي...(. ً ّ 2- أو في مقام الخطاب، كقوله: )وأنت الذي في رحمة ال تطمع...(. 3- أو في مقام الغيبة، كقوله تعالى: )هو الملك القدوس السلم...()9(. ّ ول بد من تقدم ذكر مرجع الضمير وذلك: ّ ّ 1- إما لفظا، كقوله تعالى: )فاصبروا حتى يحكم ال بيننا وهو خير الحاكمين()01(. ّ ً ّ 2- وإما معنى، كقوله تعالى: )اعدلوا هو أقرب للتقوى()11(. أي العدل المفهوم من قوله: ً ّ )اعدلوا(. 3- وإما حكما، كقوله تعالى: )ولبويه لكل واحد منهما السدس()21(أي أبوي الميت، المفهوم من ّ ّ ً ّ السياق. ثم أن الصل في الخطاب أن يكون لمعين مشاهد. ّ وقد يأتي لغير المعين إذا قصد التعميم، كقوله تعالى: )ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤسهم عند ّ ربهم()31(. ّ كما أنه قد يأتي لغير المشاهد، إذا نزل منزلته، نحو )ل اله إل أنت()41( لكون ال تعالى مع كل ّ أحد. تأخير مرجع الضمير أو حذفه وربما يترك ذكر مرجع ضمير الغائب مقدما عليه، فيؤخر المرجع، أو ل يذكر أصل، لغراض أهمها: ّ ً ّ ً 1- ارادة تمكين الكلم فـــي ذهن السامـــع، لنه إذا سمع الضميـــر تشوق إلى معرفة مرجعه، كقوله ّ تعالى: )قل هو ال أحد()51(. 2- ادعاء حضور مرجع الضمير في الذهن، فل يحتاج إلى ذكر مرجعه، كقوله: )ذكرتني والليل ّ مرخى الستور...( أي المحبوبة. وهذا القسم من الكلم يسمى: بـ )الضمار في مقام الظهار(. ّ وقد يعكس الكلم فيوضع الظاهر مقام المضمر ويسمى بـ: )الظهار في مقام الضمار( وذلك ّ لغراض أهمها: ّ 1 - القاء المهابة في ذهن السامع، كقول الوالي: )المير يأمر بكذا(. 2 - تمكين المعنى في نفس المخاطب، كقوله: )هو ربي وليس ند لربي...(. ّ ّ ّ 3 - التلذذ بالتكرار، كقوله: ّ )أمر على الديار ديار ليلى(.. ّ 71 إلى: )وما ح ّ الديار شغفن قلبي(. ب 4 - اثارة الحسرة والحزن، كقوله: وزوجتي ل تبتغي الطلقا ً قـــد فـارقتني زوجتي فـراقا 5 - الستعطاف، كقوله: )إلهي عبدك العاصي أتاكا...( لم يقل: )أنا(. ً المسند إليه علما وأما تعريف المسند إليه بالعلمية فهو ليمتاز عما عداه باسمه الخاص، قال تعالى: )ال ولي الذين آمنوا()61(. وقد يعرض له اضافة إلى امتيازه وجه مرجح آخر، وأهم الوجوه: ّ 1 ـ المدح، فيما إذا كان السم مشعرا بذلك، قال تعالى: )محمد رسول ال ()71(. ّ ً 2 ـ الذم والهانة، قال تعالى: )وقال الشيطان لما قضي المر()81(. ّ ّ 3 ـ التفأل كقوله: )جاء سعد فاتبعته سعود...(. 4 ـ التشاؤم، كقوله: )وإذ أتت شوهاء نحوك فاستعذ...(. 5 ـ التبرك، بذكره، كقوله: )فليحكم القرآن في أبنائنا(. ّ 6 ـ التلذذ باسمه، كقوله: ّ ليلي منكن أم ليلى من البشر ّ تال ياظبيــات القــاع قلن لنا 7 ـ الكناية عن ذم يصلح العلم له، لكون المراد كان معنى هذا اللفظ قبل وضعه علما، كقوله: )وابر ً ََ ّ الحتوف إذا تعرض نحوهم...( كناية عن الحتف المتوجه إليهم. ّ ّ 8 ـ التسجيل على السامع لئل ينكر، كقوله: )أفهل علمت بأن أحمد قد أتى(؟ 9 ـ طلب القرار بصريح السم، كقوله: ) قل: هل دريت بأن يوسف حاكم(؟ المسند إليه معرفا بالشارة ً وأما تعريف المسند إليه باسم الشارة فهو لمور: 1 ـ أن ل يكون طريق ل حضاره إل باسم الشارة، لجهل السامع باسمه وبصفاته، كقوله: )جاءني هذا( مشيرا إلى زيد، حيث ل يمكنك احضاره باسمه أو صفته في ذهن المخاطب. ً 2 ـ بيان حاله في القرب، قال تعالى: )هذه جهنم التي كنتم توعدون()91(. 3 ـ بيان حاله في التوسط، كقوله: )ذاك شيخي ومرجعي وعمادي...(. ّ 4 ـ بيان حاله في البعد، قال تعالى: )ذلك يوم الخروج()02(. 5 ـ تعظيمه بالقرب، قال تعالى: )إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم()12(. ّ ّ 6 ـ تعظيمه بالبعد، كقوله: )ذلك الكتاب ل ريب فيه()22(. ُ 7 ـ تحقيره بالقرب، قال تعالى: )لو كان هؤلء آلهة ما وردوها(؟)32(. 8 ـ تحقيره بالبعد، قال تعالى: )فذلك الذي يدع اليتيم()42(. ّ ّ ُ 9 ـ اظهار الستغراب كقوله: وجـــاهل جــاهل تلقـاه مرزوقــا كم عـاقل عــاقل اعيت مـذاهبه وصير الــعالم النحر ير زنـديـقا)52( ً ّ هذا الــذي ترك الوهام حـائرة 81 01 - تمييز المشار إليه أحسن تمييز، كقوله: بــجده أنــبياء اللــه قــد ختمــوا ّ هـذا الـذي أحمد المختار والده ّ 11 - التعريض بغباوة المخاطب ايماءا إلى أنه ل يعرف إل المحسوس، كقوله: ً إذا جــمعتنا يــا جــريـر المجامع أولئك آبــائي فــجئني بـمثلهم 21 - افادة أن المشار اليه حقيق بما يذكر له من الوصاف، قال تعالى: )اولءك على هدى من ربهم والئك هم المفلحون()62(. بعد ذكر انهم )يؤمنون بالغيب ويقيمون ُ ّ ُ ّ ُ الصلة ومما رزقناهم ينفقون...()72(. ّ ً المسند إليه موصول وأما تعريف المسند إليه بالموصول فهو لمور: ّ 1 - أن ل يكون طريق لحضاره في ذهن المخاطب إل بإتيانه موصول، كقولك: )الذي هاجم العداء ً كان مقداما( إذا لم يعرف المخاطب أي شيء منه، وكذا اذا لم يعرف اسمه المتكلم. ّ ً 2 - التشويق لكون مضمون الصلة أمرا غريبا، كقوله: ً ً حيوان مستحدث من جماد والذي حارت البرية فيه ّ 3 - التنبيه على خطأ المخاطب، قال تعالى: )إن الذين تدعون من دون ال عباد أمثالكم()82(. َ ّ 4 - التنبيه على خطأ غير المخاطب، كقوله: مـن شـر العـداء لهم ّ ً مــن أخذوه جـوشنـا 5 - ارادة اخفاء المسند اليه بخصوصياته، كقوله: ّ ليست عن الصبر أمر مـا حـدث فـي دارنـا 6 - تعظيم شأن المسند اليه، كقوله: بيتا دعــائمـه أعــز وأطول ّ ً ان الذي سمك السماء بنى لنا ّ 7 ـ التهويل، قال تعالى: )فغشيهم من اليم ما غشيهم()92( ّ 8 ـ استهجان التصريح بالسم، قال تعالى: )وراودته التي هو في بيتها عن نفسه()03(. ّ 9 ـ الشارة إلى النحو الذي يبنى عليه الخبر، من خير وشر، ومدح وقدح، قال تعالى: )والذين آمنوا ّ ّ واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء()13(. ّ ّ ّ 01 ـ التوبيخ، كقوله: إليكم؟ فهل هذا جزاء المفضل؟ ً افيقوا أمن كـان يـحسن دائـما 11- الستغراق، كقوله: )الذين يزورونك أكرمهم(. ّ 21- البهام، قال تعالى: )علمت نفس ما قدمت وأخرت()23(. ْ ّ ْ ً المسند إليه مضافا وأما تعريف المسند إليه بالضافة فهو لمور: ّ 1 ـ أنه أخصر طريق لحضاره في ذهن المخاطب، كقوله: )زرت والدك(؟ ُ 2 ـ تعذر التعداد، كقوله تعالى: )كل من عليها فان...()33(. ّ ّ 3 ـ تعسر التعداد، كقوله: )زارني أصدقائي( لمن أصدقاؤه كثيرون. ّ 4 ـ الخروج عن تبعة تقديم بعض على بعض، كقوله: )جاء أمراء الجيش(. 91 5 ـ تعظيم المضاف، كقوله: )خادم السلطان يبغي مطلبا( تعظيما للخادم بأنه خادم السلطان. ً ً 6 ـ تعظيم المضاف اليه، كقوله: صنيعك أضحى أمير البلد إذا ما رأيت الكسائي فقل تعظيما للكسائي بأن صنيعه صار أميرا. ً ً 7 ـ تعظيم غيرهما نحو: )أخو السلطان صهري( تعظيما للمتكلم بأن أخ السلطان صهره.. ّ ً 8 ـ تحقير المضاف، نحو: )ابن الجبان حاضر(. َ 9 ـ تحقير المضاف اليه، نحو: )عبد زيد خائن(. 01 ـ تحقير غيرهما، نحو: )أخو اللص عندك(. ّ 11 ـ الختصار لضيق المقام، كقوله: ) هواي من الركب اليمانين مصعد( فلفظ )هواي( أخصر من )الذي أهواه(. 21 ـ الستهزاء، كقوله: )علمك النافع لعلم جميع العلماء(. المسند إليه معرفا باللم ّ وأما تعريف المسند إليه بـ )أل( سواء العهدية أم الجنسية، فلغراض: َ ّ أما )ال( العهدية، فإنها تدخل على المسند إليه للشارة الى معهود لدى المخاطب، والعهد على ثلثة أقسام: 1 ـ العهد الذكري، وهو ما تقدم فيه ذكر المسند إليه صريحا، قال تعالى: )كما أرسلنا إلى فرعون ً رسول فعصى فرعون الرسول()43( فإن )الرسول( تقدم ذكره صريحا، لكن المثال ليس للمسند ً ّ ً إليه، إذ الرسول مفعول في المقام، وانما المثال المطابق قوله: وما الشخص إل من كرام القارب أتاني شخصا لبسا ثـوب سؤدد ً ً 2 ـ العهد الذهني، وهو ما تقدم فيه ذكر المسند إليه تلويحا، قال تعالى: )وليس الذكر كالنثى() ً 53( فإنه لم يسبق ذكر )الذكر( صريحا، وإنما اشير اليه في قوله: )ر ّ اني نذرت لك ما في بطني ب ً ّ محررا()63( فإن )ما( يراد منه الذكر، لنه القابل لخدمة المسجد. ّ ّ 3 ـ العهد الحضوري، وهو ما كان المسند إليه حاضرا بذاته، قال تعالى: )اليوم أكملت لكم دينكم() َ ً 73( فإن )اليوم( وهو يوم الغدير ـ الذي أكمل ال تعالى دينه بولية أمير االمؤمنين علي بن أبي طالب )عليه السلم( ـ كان حاضرا، ومثله ما بمنزلة الحاضر، نحو: هل انعقد المجلس؟ فيما كان ً المجلس في شرف النعقاد. وأما )ال( الجنسية فإنها تدخل على المسند إليه لبيان الحقيقة، وهي على أربعة أقسام: 1 ـ لم الجنس، وهي ت دخل على الجناس، للشارة الى الحقيقة، من دون نظر إلى العموم والخصوص، نحو )النسان حيوان ناطق( فإن المراد أن هذا الجنس متصف بكونه حيوانا ناطقا. ً ً ّ 2 ـ لم الحقيقة، وهي تدخل على الجناس، للشارة إلى فرد مبهم، قال تعالى: )وأخاف أن يأكله الذئب()83( فالمقصود: فرد من الذئب، ويعامل مع مدخولها معاملة النكرة، لكونه بمعناها. 3 ـ لم الستغراق الحقيقي، وهي تدخل على الجناس، للشارة الى عمومها لكل فرد صالح لن يكون داخل في الجنس ـ بحسب اللغة ـ قال تعالى: )عالم الغيب والشهادة()93( أي كل غيب وكل شهادة. ّ ّ ً ً 4 ـ لم الستغراق العرفي، وهي تدخل على الجناس، للشارة إلى عمومها لجميع الفراد، لكن عرفا ل حقيقة، نحو: )جمع المير الصاغة( فإن المراد صاغة بلده أو مملكته ل صاغة الدنيا. واعلم أن بعض هذه المثلة ليست مما نحن فيه، وانما المقصود أصل المثال، ل كونه في المسند اليه. 02 المسند اليه معرفا بالنداء ّ وأما تعريف المسند إليه بحرف النداء فهو لغراض: 1- إذا لم يعرف المتكلم للمخاطب عنوانا خاصا، نحو: )يا رجل(. ً ً ّ 2 ـ إذا اريد اغراء المخاطب لمر، نحو )يا فقير( و)يا مظلوم( و)يا شجاع( إذا أريد رغبته في طلب الغنى، أو اثارته على الظالم، أو تشجيعه على اقتحام المصاعب. 3 ـ اذا أريد الشارة الى وجه النداء، نحو: )يا قاضي الحاجات، اقض حاجتي(. 4 ـ التحقير، نحو: )يا رجل عافاك ال(. تنكير المسند إليه سبق أنه ينبغي أن يكون المسند إليه معرفة، ولكن قد يؤتى به نكرة لغراض: ّ 1 - اذا لم يعلم المتكلم بجهة من جهات التعريف، حقيقة أو ادعاءا، كقوله: )جاء رجل يسأل عنك(. ً 2 - إخفاء المر كقوله: )اتهمك رجل( يخفي اسمه حتى ليكون شغبا. ً ّ 3 - قصد الفراد، قال تعالى: )وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى( أي: رجل واحد 4 - قصد النوعية، نحو: )لكل داء دواء(. ّ 5 ـ التعظيم، قال تعالى: )وعلى أبصارهم غشاوة()04( أي: غشاوة عظيمة. 6 ـ التحقير، قال تعالى: )ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك()14(. ّ ّ 7 ـ التكثير، قال تعالى: )وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك()24(. ّ ّ 8 ـ التقليل، قال تعالى: )ورضوان من ال أكبر( أي: رضوان قليل أكبر من نعيم الجنة ـ على بعض ّ التفاسيرـ. تقديم المسند اليه الصل في )المسند إليه( التقديم، لنه محمكوم عليه والحكم مؤخر، وقد يرجح تقديمه ـ علوة على ّ ّ ذلك ـ لغراض أهمها: 1 ـ تعجيل المسرة، كقوله: )عطاؤك ممنوح ورزقك مضمون(. ّ 2 ـ تعجيل المسائة، كقوله: )السجن موطنه والقبر عاقبته(. 3 ـ التشويق إلى الخبر إذا كان المبتدأ غريبا، كقوله: ً حيوان مستحدث من جماد والذي حـارت الـبرية فيه ّ 4 ـ التلذذ بالمسند إليه، كقوله: )حبيبي شمس للمعالي وزورق...(. ّ 5 ـ التبرك بالتقديم، كقوله: )محمد النبي صلى ال عليه وآله وسلم رسول حق...(. ّ ّ ّ ّ 6 ـ كون المقدم محل النكار، كقوله: )لعب وشيب، ان ذا لعجيب(؟! ّ ّ 7 ـ التدرج في الحسن أو القبح أو ما شاكلهما، كقوله: )أصحيح ومفصح وبليغ(؟ فالصحة مقدمة ّ ّ ّ على الفصاحة، وهي على البلغة. وقوله: )نظرة فابتسامة فسلم...(. وقوله: )نواة ثم زرع ثم نخل...(. 8 ـ مراعاة الترتيب الوجودي، قال تعالى: )ل تأخذه سنة ول نوم()34(. 12 9 ـ النص على مقدار النفي، وإنه جميع الفراد أو بعضها، لنه: اذا كان المنفي جميع الفراد، قدموا أداة العموم على أداة النفي، فيقال: )كل صدوق ل يكذب( ويسمى هذا بـ: )عموم السلب(. وإذا كان المنفي بعض الفراد، قدموا أداة السلب على أداة العموم، فيقال: )ما كل سوداء تمرة( ويسمى هذا بـ: )سلب العموم(. نعم هذه القاعدة غير مطردة، قال تعالى: )إن ال ل يحب كل مختال فخور()44(. والمراد عموم السلب. 01- افادة التخصيص إذا كان المسند مسبوقا بنفي وكان المسند فعل، نحو: )ما أنا قلت هذا( ً ً والمراد: إني لم أقل، لكن غيري قال، فالنفي مختص بالمتكلم. 1 ـ البقرة: 5. 2 ـ القارعة: 01-11. 3 ـ النساء: 171. 4 ـ طه: 81. 5 ـ الرعد:9. 6 ـ البقرة: 171. 7 ـ يوسف: 81 و 38. 8 ـ ص: 23. 9 ـ الحشر: 32. 01 ـ العراف: 78. 11 ـ المائدة: 8. 21 ـ النساء: 11. 31 ـ السجدة: 21. 41 ـ النبياء: 78. 51 ـ التوحيد: 1. 61 ـ البقرة: 752. 71 ـ الفتح: 92. 81 ـ ابراهيم: 22. 91 ـ يس: 36. 02 ـ ق: 24. 12 ـ السراء: 9. 22 ـ البقرة: 2. 32 ـ النبياء: 99. 42 ـ الماعون: 2. 52 ـ وقيل في رده: ّ مهذب الرأي عنه الرزق منحرف كــأنه مــن خــليج البحـر يغتـرف في الخلق سر خفي ليس ينكشف ّ ّ كــم مـن قـوي قـوي فــــي تــقلبه وكـم من ضعيف ضعيف في تقلبه هـــذا دلــيل علـــى أن اللـــه لــه البقرة: 5. البقرة: 3-4. العراف: 491. طه: 87. يوسف: 32. الطور: 12. النفطار: 5. الرحمن: 62. المزمل: 51. ّ آل عمران: 63. آل عمران: 53. ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ 62 72 82 92 03 13 23 33 43 53 63 22 المائدة: 3. يوسف: 31. النعام: 37. البقرة: 7. النبياء: 64. فاطر: 4. البقرة: 552. لقمان: 81. ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ 73 83 93 04 14 24 34 44 المسند: تعريفه وعوارضه )المسند(: هو المحكوم به، فعل كان، أم خبرا، أم نحوهما. ً ً ويعرضه الذكر والحذف، والتعريف والتنكير، والتقديم والتأخير، وغيرها. ذكر المسند وحذفه أما ذكره فلغراض، أهمها: 1 ـ كونه الصلي ول داعي للعدول عنه، قال تعالى: )ال خير أما يشركون()1(. 2 ـ اذا ضعف التعويل على دللة القرينة فيجب الذكر، كقوله: )خير مال المرء ما أنفقه...(. 3 ـ ضعف تنبه السامع، نحو: )زيد قائم وعمرو قائم(. ٌ 4 ـ الرد على المخاطب، فيكون الذكر أحسن، قال تعالى حكاية عن منكر البعث: )من يحيي العظام َ ُ ّ وهي رميم()2(؟! فرده ال تعالى: )قل يحييها الذي أنشأها أ ّل مرة( )3(. وَ ّ ّ ّ 5 ـ افادة التجدد بإتيان الفعل، كقوله: )يحمد ال كل عبد فقيه...(. ّ 6 ـ افادة الثبوت والدوام بإتيان السم، قال تعالى: )عالم الغيب والشهادة...()4(. وأما حذفه فلمور، أهمها: ّ ّ 1 ـ الحتراز عن العبث، لقرينة مذكورة، قال تعالى: )إن ال بريء من المشركين ورسوله()5( أي ٌ ّ رسوله بريء أيضا. ً ٌ 2 ـ الحتراز عن العبث، لقرينة مقدرة، كما لو قيل لك: )ما صنع بالكبش؟( فتقول: )الكبش( ـ مع ّ الشارة اليه ـ مذبوحا، فإن المراد: ذبح الكبش. ُ ّ ً 3 ـ ضيق المقام عن الطالة، كقوله: عندك راض والرأي مختلف نحن بما عندنا وأنت بــما أي: نحن بما عندنا راضون. 4 ـ اتباع الستعمال الوارد، قال تعالى: )لول أنتم لكنا مؤمنين()6( أي: لول أنتم موجودون. ّ تعريف المسند وتنكيره وأما تعريفه فلمور: ّ ً 1 ـ إفادة السامع حكما معلوما على أمر معلوم، وذلك يفيد النسبة المجهولة، فمن عرف زيدا ً ً بشخصه، وعرف أن له صديقا، ولكن لم يعرف أ ّ زيدً هو صديقه، قيل له: )زيد صديقك( وهذا يفيد ن ا ً ّ النسبة، وإن لم يفد الخير ـ لكونه معلوما -. ً 2 ـ قصر المسند على المسند إليه حقيقة، كقوله: )علي عليه السلم أمير المؤمنين صريحة...(. ّ 32 3 ـ قصر المسند على المسند إليه ادعاء، كقوله: )وأخو كليب عالم النساب...(. ّ وأما تنكيره، فلن الصل في المسند أن يكون نكرة، لفادة العلم بشيء مجهول، لكن قد يرجحها ّ ّ ّ أمور: 1 ـ ارداة عدم العهد والحصر، كقوله: )مجاهد عبد، وسلمى أمة...(. 2 ـ ارادة التفخيم، قال تعالى: )هدى للمتقين()7( بناء على كونه خبرا. ً ً ً ّ 3 ـ ارادة التحقير، كقوله: )وما هندة شيئا، ولكن رجالها...(. ً 4 ـ اتباع المسند اليه في التنكير، كقوله: )رجل عالم وآخر فقيه...(. تقديم المسند وتأخيره وأما تأخيره عن المسند إليه، فلن الصل في المسند التأخير، لنه حكم على شيء، والمحكوم عليه ّ ّ مقدم طبع ً. ا لكن قد يتقدم لمور: ّ 1 ـ كونه عامل نحو: )جاء زيد(. ً 2 ـ كونه مما له الصدارة في الكلم نحو: )أين زيد؟(. ّ 3 ـ التخصيص بالمسند اليه، قال تعالى: )ول ملك السموات والرض()8(. 4 ـ التنبيه على أنه خبر ل صفة ـ من بدء الكلم ـ كقوله يصف رسول ال )صلى ال عليه وآله وسلم(: وهمتـــه الصغرى أجــل مـن الدهر ّ ّ لــــه هــمم لمــنتهى لكبارهـا على البر كان البــر أندى من البحر ّ ّ له راحة لو ان معشار جودها ّ فلو قال: )همم له( أو )راحة له( توهم بادي المر ان )همم( أو )راحة( صفة. ّ 5 ـ التشويق للمتأخر، إذا كان المقدم مشوقا له، قال تعالى: )إن في خلق السموات والرض ّ ّ ّ ّ واختلف الليل والنهار ليات لولي اللباب()9(. ّ 6 ـ التفؤل، كقوله: ّ وتــزينت بلقــائك العوام ّ سعدت بغرة وجهك اليام ّ 7 ـ التطير، كقوله: )شاهت بلقياك الوجوه وإنما...(. ّ ّ 8 ـ قصر المسند إليه على المسند، قال تعالى: )لكم دينكم ولي دين()01(. أي دينكم مقصور عليكم وديني مقصور علي. ّ 9 ـ المساءة، كقوله: ّ عدوا لــه ما مـن صــداقته بـد ً ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ّ 01 ـ تعجيل التعجب، أو التعظيم، أو المدح، أو الذم، أو الترحم، أو الدعاء، أو الغراء، أو المسرة، ّ ّ ّ ّ أو ما أشبه ذلك. كقوله: )ومعجب كل فتى بوالده...(. وقوله: )عظيم أنت يا رب الفصاحة...(. ّ وقوله: )كريم علء الدين عند الملمات...(. وقوله: )بئس أخو القوم الذي أن يحضر...(. وقوله: )ومسكين أبوه لدى المجاعة...(. 42 وقوله: )بخير رجعت من السفر...(. وقوله: )أسير العدل أنت أبا ظليم...(. وقوله: )ل درك(. ّ أقسام المسند المسند إما مفرد وإما جملة، والمفرد على قسمين: ّ 1 ـ فعل، نحو: )قام زيد(. 2 ـ اسم، نحو: )زيد أسد(. والجملة على ثلثة أقسام: 1 ـ اسمية، نحو: )زيد أبوه منطلق(. 2 ـ فعلية، نحو: )زيد يصلي(. ّ 3 ـ ظرفية، إما جارا أو مجرورا، نحو: )محمد في الدار(، أو ل، نحو: )عل ّ عندك(. ي ً ً أقسام الجملة ثم ان الجملة على ثلثة أقسام: 1 ـ السببية، وهي ما تكون من متعلقات المسند إليه، نحو: )حسين انتصر ابنه(. 2 ـ المؤكدة، وهي ما تكون مؤكدة للحكم، نحو: )جعفر يفقه( لتكرر السناد. 3 ـ المخصصة، وهي ما تكون مخصصة للحكم بالمسند إليه، نحو: )أنا سعي ُ في حاجتك( أي: ت الساعي فيها أنا وحدي ل غير. تقسيم المسند ثم المسند إما جامد وإما مشتق: ّ 1 ـ فالجامد، هو الذي ليؤول بالمشتق، وليكون مشتقا، نحو: )فارقليطا اسم(. ّ ّ 2 ـ والمشتق، نحو: )حسان شاعر(، ويلحق به المؤول، نحو: )جعفر أسد( أي شجاع. ّ 1 ـ النمل: 95. 2 ـ يس: 87. 3 ـ يس: 97. 4 ـ المؤمنون:29. 5 ـ التوبة:3. 6 ـ سبأ: 13. 7 ـ البقرة: 2. 8 ـ آل عمران: 981. 9 ـ آل عمران: 091. 01 ـ الكافرون: 6. اطلق الحكم وتقييده قد يؤتى بكل من )المسند( و)والمسند اليه( مطلقا، بدون أي قيد، نحو: )جواد عالم( وذلك فيما إذا ّ ً لم يتعلق غرض بذكر الخصوصيات، وانما المقصود أصل الكلم. ّ 52 وقد يؤتى بأحدحما، أو كليهما مقيدا، لتوقف الكلم أو مقصود المتكلم عليه، فلو حذف القيد لكان الكلم ّ ّ ّ كاذبا أو غير مقصود، قال تعالى: )وما خلقنا السماوات والرض وما بينهما لعبين()1( فلو حذف ً الحال )لعبين( لكان الكلم كذبا، وقال تعالى: )يكاد زيتها يضيء()2( فلو حذف )يكاد( لفات ُ ً الغرض المقصود الذي هو افادة المقاربة. ّ والتقييد يكون بالتوابع الخمسة: نعت وتأكيده، وعطف بيان، وعطف نسق وبدل، وضمير الفصل، والمفاعيل الخمسة: به وله ومعه وفيه والمطلق، والنواسخ، وأدوات الشرط، والنفي، والحال والتمييز. التقييد بالنعت أما التقييد بالنعت ـ وهو المعبر عنه بالصفة ـ فيأتي لغراض: ّ 1 ـ تخصيص المنعوت بصفة تميزه عما عداه، وهذا يكون في النكرة نحو: )جائني رجل عالم(. 2 ـ توضيح المنعوت، وهذا وما بعده يكون في المعرفة، نحو: )قام زيد العالم(. 3 ـ تأكيد النعوت، قال تعالى: )تلك عشرة كاملة()3(. 4 ـ مدح المنعوت، قال تعالى: )بسم ال الرحمن الرحيم(. 5 ـ ذم المنعوت، قال تعالى: )وامرأته حمالة الحطب()4(. ّ 6 ـ الترحم على المنعوت، قال الشاعر: )أتى الرجل المسكين فليط بعضكم(. ّ التقييد بالتأكيد وأما التقييد بالتأكيد فيأتي لتقريره، ودفع توهم عدم الشمول، ونحوه، وذلك في موارد: ّ ّ 1 - مجرد التقرير، كقوله: )ال ال يكفي كل مشكلة...(. ّ ّ 2 - دفع توهم المجاز، كقوله: )أتى المير نفسه عند المساء...( لئل يتوهم ان التي أحد خواص ّ ّ ّ المير، وانما عبر به مجازا، نحو: )وجاء ربك...()5(. ّ ً ّ 3 ـ دفع توهم عدم الشمول، قال تعالى: )فسجد الملئكة كلهم أجمعون()6( لئل يستبعد سجدة جميع ً ّ ّ الملئكة مع كثرتهم المخرجة عن العد، وتباعد أماكنكم، واختلف أعمالهم... ّ 4 ـ زيادة التشريف بتكرار المؤكد، قال تعالى: )اسكن أنت وزوجك الجنة...()7(. ّ ّ 5 ـ زيادة التحقير والهانة، كقوله: )خبيث أنت أنت ول سواك...(. التقييد بعطف البيان وأما التقييد بعطف البيان ـ الذي هو لتوضيح المتبوع باسم مختص به، سواء كان العطف أجلى من ّ ّ المعطوف، أم حصل الجلء التام بضميمة أحدهما الى الخر ـ فيأتي لغراض: 1 ـ مجرذ التوضيح، اذا اقتضى الحال ذلك، نحو قوله: ) محمد الجواد أتاك عبد...(. ّ 2 ـ زيادة المدح، قال تعالى: )جعل ال الكعبة البيت الحرام قياما للناس()8(. ً 3 ـ زيادة الذم، كقوله: )طحلب الشتر يطلب العلى...(. 4 ـ زيادة الترحم، كقوله: )وزمعة المسكين في آخر الركب...(. ّ فطحلب والشتر اسمان، وكذا زمعة ومسكين. 62 التقييد بعطف النسق وأما التقيد بعطف النسق ـ وهو العطف بالحرف ـ فيأتي لمور أهمها: ّ ّ 1 ـ تفصيل المسند إليه باختصار، كقوله: )جاء محمد وعلي وفاطمة( لم يقل: جاء محمد وجاء علي وجاءت فاطمة. ثم ان حروف العطف الثلثة: الواو والفاء وثم، وكلها مشتركة في التفصيل مع الختيار، إل أن ّ )الواو( لمطلق الجمع، سابقا كان المعطوف على المعطوف عليه، أو مقارنا، أو لحقا. و)الفاء( ً ً ً للجمع مع الترتيب بتقديم المعطوف عليه على المعطوف مع تراخ ما. و)ثم( مع تراخ معتد به، هذا في الظاهر، ولكن قد يعدل عنه مع القرينة، كما ذكر في كتب النحو. 2 - رد السامع إلى الصواب مع الختصار، نحو: )جاء زيد ل عمرو( أو )لم يجئ زيد لكن عمرو(. 3 - صرف الحكم من المسند إليه إلى غيره، نحو:)زارني زيد بل عمرو(. 4 - الشك من المتكلم أو التشكيك للسامع نحو )جاءني زيد أو عمرو(. ّ 5 ـ البهام على السامع، قال تعالى: )وإنا أو اياكم لعلى هدى أو في ضلل مبين( )9(. ُ ً ّ 6 ـ الباحة، نحو:)تعلم فقها أو نحوا(. ً ً 7 ـ التخيير، نحو: )تزوج هندا أو أختها(. ً ُ ول يخفى أن أبحاث هذا الباب مفصلة اقتصرنا منها على اللزم. التقييد بالبدل وأما التقييد بالبدل فيأتي لزيادة التقرير واليضاح، والبدل على خمسة أقسام: ّ 1 ـ بدل الكل، كقوله: )جاء المير محمد بن علي...(. ّ 2 ـ بدل البعض، كقوله: )ألح رجال الدين أهل التفقه(. ّ ّ 3 ـ بدل الشتمال،كقوله: )ال إنما القرآن أحكامه التي...(. 4 ـ بدل البدا، كقوله: )حبيبي نجم لمع، شمس مشرق...(. 5 ـ بدل الغلط ويقع من البلغاء كغيرهم، إذ البليغ بليغ ل معصوم، وكلمه بليغ وإن وقع فيه غلط، نحو: )جاء زيد بكر(. التقييد بضمير الفصل وأما التقييد بضمير الفصل فلغراض: ّ 1 ـ التخصيص وقصر المسند على المسند إليه، قال تعالى: )ألم يعلموا أن ال هو ّ يقبل التوبة عن عباده()01(. 2 ـ تمييز الخبر عن الصفة، كقوله عليه السلم: )المتقون هم أهل الفضائل(. ّ التقييد بالمفاعيل الخمسة وأما التقييد بالمفاعيل فيأتي لغراض: ّ 1 ـ بيان نوع الفعل، كقوله: )جلست جلوس المتواضع(. 2 ـ بيان عدد الفعل، كقوله: )ضربت ضربتين(. 72 توكيد الفعل في المطلق، كقوله: )أحسنت احسانا(. ً ما وقع عليه الفعل، قال تعالى: )لقيا غلما()11(. ً ما وقع فيه الفعل، كقوله: )هنا امكث زمانا(. ً ما وقع لجله الفعل، كقوله: )ضرب أخاه تأديبا...(. ً ما وقع مقارنا معه، كقوله: )فقلت لها سيري وزوجك بكرة...(. ً بيان بيان بيان بيان بيان ـ ـ ـ ـ ـ 3 4 5 6 7 حذف المفاعيل أما حذف المفاعيل فلغراض: ّ 1 ـ التعميم مع رعاية الختصار، قال تعالى: )وال يدعو الى دار السلم()21(. أي: جميع عباده. 2 ـ العتماد على المتقدم اختصارا، قال تعالى: )يمحو ال ما يشاء ويثبت()31(. أي: ويثبت ما ً ّ يشاء. 3 ـ اختصار الكلم بدون المرين السابقين، للعتماد على القرينة العقلية، قال تعالى: )يغفر لمن يشاء()41( أي يغفر الذنوب، فإن الغفران ليكون إل عن ذنب. 4 ـ استهجان التصريح، كقوله: )ما رأيت مني ول أبصرت منها، في زمان..( أي العورة. ّ 5 ـ البيان بعد البهام، لكونه أوقع في النفس، قال تعالى: )فمن شاء فليؤمن()51( أي: فمن شاء اليمان. 6 ـ المحافظة على السجع، قال تعالى: )سيذكر من يخشى()61( أي يخشى ال، ولم يذكر لفظ ّّ الجللة لتناسب رؤس الي. 7 ـ المحافظة على الوزن، قال المتنبي: )بناها فأعلى، والقنا يقرع القنا...(. أي: فأعلها، لم يذكر ّ المفعول تحفظا على الوزن. ّ 8 ـ تعين المفعول، فيكون ذكره لغوا، كقوله: )رعت شاء قومي، والمعاشب كثرة...( أي عشبا. ً ً ّ 9 ـ قصد المتكلم الفعل فقط، فل يذكر المفعول كما ل يذكر الفاعل، كقولك: )سرت عاصفة في البلد، ّ فاقتلع وهدم(، والمعنى: قلعت العاصفة الشجار وهدمت البنية. ُ ُ 01 ـ قصد المتكلم الفعل والفاعل، قال تعالى: )ووجد من دونهم امرأتين تذودان()71( إذ المقصود وقوع الذود منهما، أما أن المذود ابل أم شاء أم بقر، فليس من محل الكلم. تقديم المفاعيل ثم ان الصل في المفعول وغيره من المعمولت أن يتأخر عن العامل، لكنه قد يعكس فيقدم على العامل لغراض: 1 ـ التخصيص، قال تعالى: )إياك نعبد وإياك نستعين()81(. ّ ّ 2 ـ رد المخاطب الى الصواب، في كلم قدم معموله، فنقدمه نحن أيضا موافقة لكلمه، كقوله: ً ّ ّ )وقال: أعمرا نصرت؟ فقلت مجيب مقاليه: عمرا نصرت(. ً ً 3 ـ مراعاة السجع، قال تعالى: )خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه()91(. ّ ّ ّ 4 ـ استعجال التبرك والتلذذ بذكره، كقوله: )محمدا صلى ال عليه وآله وسلم اتبعت وليس ّ ّ ّ عندي...(. 5 ـ كون المتقدم محل الكلم، كقوله: )ال اجعل نصب عينيك ول...(. ّ 82 6 ـ كون المتقدم محط الكلم النكار، كقوله: )أبعد طول التجارب تنخدع بالزخارف(؟ التقييد بالنواسخ وأما التقييد بالنواسخ، وهي)02(: ّ 1 ـ الحروف المشبهة بالفعل. ّ 2 ـ )ل( النافية للجنس. 3 ـ الفعال الناقصة. 4 ـ أفعال المقاربة. 5 ـ )ما( و)ل( و)ان( المشبهات بـ )ليس(. ّ 6 ـ أفعال القلوب. فلبيان الغراض التي تؤديها معاني هذه النواسخ وذلك مثل: 1 ـ التأكد في )إن( و)وأن(. ّ ّ 2 ـ التشبيه في )كأن(. 3 ـ الستدراك في )لكن(. 4 ـ الترجي في )لعل(. ّ ّ 5 ـ التمني في )ليت(. ّ 6 ـ نفي الجنس في )ل(. 7 ـ الستمرار أو حكاية الحال الماضية في )كان(. 8 ـ التوقيت بزمن معين كالنهار والليل والصباح والمساء والضحى في )ظل( و)بات( و)أصبح( ّ ّ و)أمسى( و)أضحى(. 9 ـ التوقيت بحالة معينة في )ما دام(. 01 ـ الستمرار مع خصوصية في )ما فتى( و)ما برح( و)ما زال( و)ما انفك(. 11 ـ المقاربة في )كاد( و)كرب( و)أوشك( و)عسى(. 21 ـ النشاء والشروع في )طفق( و)جعل( و)أنشأ( و)أخذ( و)علق(. 31 ـ النفي المطلق في )ما( و)ل( و)لت( و)ان(. 41 ـ اليقين في )وجد( و)ألفى( و)درى(و)علم(. 51 ـ الظن في )خال(و)زعم( و)حسب(. 61 ـ التحول في )اتخذ(و)جعل( و)صير(. ّ ّ وهكذا... وهكذا... التقييد بالشرط وأما التقييد بالشرط فيأتي لغراض تؤديها معاني أدوات الشرط، ولذا تختلف الغراض باختلف ّ ّ معاني الدوات: 1 ـ الزمن في: )متى( و)أيان(. ّ 2 ـ المكان في )أين( و)أنى(و)حيثما(. ّ 92 3 ـ الحال في )كيفما(. 4 ـ التعليق في )إن( و)إذا( و)لو(. ْ لكن مع فرق بينهما: أما )إن( فلما يحتمل وقوعه وعدمه، والكثر عدم الوقوع، قال تعالى: )وإن يستغيثوا يغاثوا بماء ّ كالمهل()12(. وأما )إذا( فلما يكثر وقوعه ويقطع المتكلم بتحققه مستقبل، قال تعالى: )فإذا جاءتهم الحسنة قالوا ً ّ ّ لنا هذه()22(. وأما )لو( فللشرط في الماضي مع القطع بانتفائه، قال تعالى: )لوكان فيهما آلهة إل ال لفسدتا() ّ ّ 32(. وقد تخرج هذه الدوات عن معانيها لغراض مذكورة في المفصلت. التقييد بالنفي وأما التقييد بالنفي فلسلب النسبة على وجه خاص، وذلك حسبب ما تفيده حروف النفي: ّ 1 ـ النفي مطلقا في )ل(. ً 2 ـ نفي الحال إذا دخلت على المضارع في )ما( و)ان( و)لت(. 3 ـ نفي الستقبال في )لن(. 4 ـ نفي الماضي في )لم( و)لما(، لكن في )لما( ينسحب النفي إلى ما بعد زمان التكلم، ويخت ّ ص ّ ّ ّ بالمتوقع، فيقابل)لما( في النفي )قد( في الثبات، ويكون منفيها قريبا من الحال، قال تعالى: )ولما ّ ً ّ ّ ُ ّ يدخل اليمان في قلوبكم()42(. ّ ويقيد المسند بالنفي لكون الكلم بدونه ل يستقيم، قال تعالى: )ما أريد منهم من رزق()52( فإن المقصود في هذا المورد نفي الرادة ل إثباتها. التقييد بالحال وأما التقييد بالحال فيأتي لبيان هيئة صاحب الحال وتقييد عاملها، قال تعالى: )وما خلقنا السماوات ّ ّ والرض وما بينهما لعبين()62( وقال سبحانه: )لتقربوا الصلة وأنتم سكارى()72( فإن المقصود: نفي الخلق لعبا، ونفي الصلة في السكر، ل مطلقا. ً ً التقييد بالتمييز وأما التقييد بالتمييز فيأتي لبيان البهام الواقع في ذات أو صفة، نحو: )منوان عسل( و)طاب زيد ً ّ نفسا( فإن محل الفائدة هو القيد وبدونه ل يتم المقصود. ً التقييد بالظرف ونحوه وأما التقييد بالظرف والجار والمجرور فيأتي لبيان كون المقصود من الكلم ذلك، حتى أنه لو لم يقيد ّ ّ لفات المقصود، قال تعالى: )ل ريب فيه()82( وقال سبحانه: )وان له عندنا لزلفى()92(. ّ تقديم ما حقه التأخير ّ 03 ثم ان الصل تقدم العامل على المعمول، وتقدم بعض المفردات كالفاعل على البعض الخر كالمفعول. ّ ّ لكن ربما يقدم ما حقه التأخير لغراض: 1 ـ التخصيص. 2 ـ الهتمام. 3 ـ التبرك. ّ 4 ـ التلذذ. ّ 5 ـ مراعاة الفاصلة أو الوزن، وغير ذلك. ويعرف مما تقدم في المباحث السابقة أمثلتها. ّ 1 ـ الدخان: 83. 2 ـ النور: 53. 3 ـ البقرة: 691. 4 ـ المسد: 4. 5 ـ الفجر: 22. 6 ـ الحجر: 03 وص 37. 7 ـ البقرة: 53. 8 ـ المائدة: 79. 9 ـ سبأ: 42. 01 ـ التوبة: 401. 11 ـ الكهف: 47. 21 ـ يونس: 52. 31 ـ الرعد: 93. 41 ـ آل عمران: 921. 51 ـ الكهف: 92. 61 ـ العلى: 01. 71 ـ القصص: 32. 81 ـ الفاتحة: 5. 91 ـ الحاقة: 03- 13. 02 ـ أي النواسخ. 12 ـ الكهف: 92. 22 ـ العراب: 131. 32 ـ النبياء: 22. 42 ـ الحجرات: 41. 52 ـ الذاريات: 75. 62 ـ الدخان: 83. 72 ـ النساء: 34. 82 ـ البقرة: 2. 92 ـ ص: 52. ص: 04. تعريف القصر )القصر( هو الحصر والحبس لغة، قال تعالى: )حور مقصورات في الخيام()1(. واصطلحا هو: تخصيص شيء بشيء، والشيء الول هو المقصور، والشيء الثاني هو المقصور ً عليه. فلو قلت: )وما محمد ال رسول()2( قصرت محمدا )صلى ال عليه وآله وسلم( في الرسالة، ّ 13 بمعنى: انه ليس بشاعر، ول كاهن، ول إله ليموت... فمحمد )صلى ال عليه وآله وسلم( مقصور، والرسالة مقصور عليها. ولو قلت: )ما الرسول في آخر الزمان إل محمد صلى ال عليه وآله وسلم( قصرت الرسالة في آخر الزمان على محمد )صلى ال عليه وآله وسلم(، بمعنى: أن )مسيلمة( و)سجاح( ومن لف لفهم، ليسوا بمرسلين، فالرسالة مقصورة ومحمد مقصور عليها. طرق القصر وللقصر طرق كثيرة: كالتيان بلفظ )فقط( أو )وحده( أو )لغير( أو )ليس غير( أو توسط ضمير ّ الفصل، أو تعريف المسند إليه، أو لفظ )القصر( أو )الختصاص( أو ما يشتق منهما.. أو نحوها مما عدها بعضهم الى أربعة عشر طريقا. ً ّ ّ لكن الشهر المتداول في كلم العلماء أربعة: 1 ـ القصر بالنفي والستثناء، قال تعالى: )وما محمد إل رسول قد خلت من قبله الرسل()3(. ُُ ّ 2 ـ القصر بـ )انما(، قال تعالى: )إنما يخشى ال من عباده العلماء()4(. ّ ّ 3 ـ القصر بحروف العطف: )ل( و)بل( )ولكن( كقوله: وموته خزيه ل يومه الدانـي عمر الفتى ذكره ل طول مدته ّ وقوله: )ما الفخر بالنسب بل بالتقوى(. 4 ـ القصر بتقديم ما حقه التأخير، قال تعالى: )اياك نعبد واياك نستعين()5(. ّ ّ ثم ان المقصور عليه في الول: هو المذكور بعد أداة الستثناء، كالرسالة. وفي الثاني: هو المذكور في آخر الجملة، كالعلماء. وفي الثالث: هو المذكور ما قبل )ل( وهو: ذكره، وخزيه، والمقابل لما بعدها كقوله: )الفخر بالعلم ل بالمال( والمذكور ما بعد )بل( و)لكن( وهو: بالتقوى، وبالدب. وفي الرابع: هو المذكور مقدما، كـ )اياك(. ّ ّ أمور ترتبط بالقصر هنا أمور ترتبط بالقصر: 1 ـ القصر يحدد المعاني تحديدا كامل، ولذا كثيرا ما يستفاد منه في التعريفات العلمية وغيرها. ُ ً ً ّ 2 ـ القصر من ضروب اليجاز وهو من أهم أركان البلغة، فجملة القصر تقوم مقام جملتين: مثبتة ومنفية. 3 ـ يفهم من )انما( حكمان: اثبات للشيء والنفي عن غيره دفعة واحدة، بينما يفهم من العطف الثبات أول والنفي ثانيا، أو بالعكس، ففي المثال السابق: الخشية للعلماء دون غيرهم، والفخر ً ّ للتقوى ل للنسب، مع وضوح الدفعة في الول، والترتب في الثاني. ّ ّ 4 ـ في النفي والستثناء يكون النفي بغير )ما( أيضا، قال تعالى: )إن هذا إل ملك كريم()6(. ّ ْ ً ويكون الستثناء بغير )ال( أيضا، كقوله: ً مـما نخشاه من المحن لم يبق سواك نلوذ به 5 ـ يشترط في كل من )بل( و)لكن( ان تسبق بنفي أو نهي، وأن يكون المعطوف بهما مفردا، وأن ً ل تقترن )لكن( بالواو، وفي )ل( أن تسبق بإثبات وأن يكون معطوفها مفردا وغير داخل في عموم ً 23 ما قبلها. 6 ـ يدل التقديم على القصر بالذوق، بينما الثلثة الباقية تدل على القصر بالوضع أعني: )الدوات(. ّ ّ 7 ـ سبق أن الصل هو أن يتأخر المعمول عن عامله إل لضرورة، أهمها إفادة القصر، فإن من تتبع ّ ّ ّ ّ ّ كلم البلغاء في تقديم ما من حقه التأخير، وجدهم يريدون به القصر والتخصيص عادة. ّ أقسام القصر للقصر قسمان: 1 ـ حقيقي: وهو أن يختص المقصور بالمقصور عليه بحسب الحقيقة والواقع، نحو )ل إله إل ال() 7(. 2 ـ اضافي: وهو أن يختص المقصور بالمقصور عليه ل حقيقة بل بالقياس إلى شيء آخر معين، ّ كقول الحطاب لزميله: )ليوجد في الصحراء إل حطبا رطبا( فإن النفي ليس لكل شيء حتى النسان ً ً ّ والحيوان، وانما للحطب اليابس. وينقسم القصر الضافي الى ثلثة أقسام: الول: قصر الفراد، وذلك فيما اعتقد المخاطب الشركة، قال تعالى: )إنما ال إله واحد()8( ردا على ً ّ من زعم التعدد. ّ الثاني: قصر القلب، وذلك فيما اعتقد المخاطب عكس الواقع، كقوله: )وليس النب ّ سوى أحمد...( ي ردا لتباع )مسيلمة( و)سجاح(. ً الثالث: قصر التعيين، وذلك فيما تردد المخاطب كقوله: )ولم يك للحوض إل علي عليه السلم( لمن ّ ّ تردد. ّ وينقسم القصر ـ أعم من الحقيقي والضافي ـ إلى: 1 ـ قصر الموصوف على الصفة، كما تقدم في قوله تعالى: )وما محمد إل رسول()9(. حيث قصر ّ ّ ّ محمدا )صلى ال عليه وآله وسلم( في الرسالة. ّ 2 - قصر الصفة على الموصوف، كما نقدم في قوله تعالى: )إياك نعبد()01( حيث قصر العبادة ُ ّ في ال تعالى، فل نعبد سواه. 1 ـ الرحمن: 27. 2 ـ آل عمران:441. 3 ـ آل عمران:441. 4 ـ فاطر: 82. 5 ـ الفاتحة: 5. 6 ـ يوسف: 13. 7 ـ محمد )صلى ال عليه وآله وسلم(: 91. 8 ـ النساء: 171. 9 ـ آل عمران: 441. 01 ـ الفاتحة: 5. تعربف الوصل والفصل )الوصل(: عطف جملة على اخرى بالواو. ُ و)الفصل(: التيان بالجملة الثانية بدون العطف. 33 فمن الوصل قوله تعالى: )يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال وكونوا مع الصادقين()1(. ّ ّ ومن الفصل قوله تعالى: )ولتستوي الحسنة ول السيئة ادفع بالتي هي أحسن()2(. ّ ّ والبلغة في الوصل أن تكون بالواو، دون سائر العواطف. ويشترط في العطف بالواو وجود الجامع الحقيقي بين طرفي السناد، أو الجامع الذهني. فالحقيقي نحو: )يقرأ زيد ويقرأ عمرو( فإن القراءة والكتابة متوافقتان، وزيد وعمرو كذلك. والذهني نحو: )بخل خالد وكرم بكر( فإن االمتضادين كالبخل والكرم بينهما جامع ذهني، لنتقال ّ الذهن من أحدهما إلى الخر. ول يجوز)3( أن يقال: ) جاء محمد وذهبت الريح( لعدم الجامع بين محمد والريح، ول: )قال علي وصاح معاوية( لعدم الجامع بين القول والصياح ـ كذا قالوا ـ. موارد الوصل ويقع الوصل في ثلثة مواضع: 1 ـ إذا اتحدت الجملتان في الخبرية والنشائية، لفظا ومعنى، أو معنى فقط، مع المناسبة بينهما، ً ً ّ وعدم مقتضى الفصل. فالخبريتان نحو قوله تعالى: )إن البرار لفي نعيم وإ ّ الفجار لفي جحيم()4(. ن ّ ّ والنشائيتان نحو قوله سبحانه: )واعبدوا ال ول تشركوا به شيئا()5(. ً ُ والمختلفتان نحو قوله تعالى: )إني اشهد ال واشهدوا أني بريء مما تشركون()6(. ّ ُ ِ ّ ّ ُ فالجملة الثانية وإن كانت انشائية لفظا، لكنها خبرية معنى. ً 2 ـ دفع توهم غير المراد، فإنه إذا اختلفت الجملتان خبرا وإنشاءا، ولكن كان الفصل موهم خلف ً ً ّ المراد وجب الوصل، كقولك في جواب من قال: )هل جاء زيد(: )ل، وأصلحك ال( فإنك لو قلت: )لأصلحك ال( توهم الدعاء عليه، والحال أنك تريد الدعاء له. ّ 3 ـ أذا كان للجملة الولى محل من العراب، وقصد مشاركة الثانية لها، قال تعالى: )إن الذين كفروا ّ ويصدون عن سبيل ال()7( حيث قصد اشتراك )يصدون( لـ )كفروا( في جعله صلة. ّ ُ ّ موارد الفصل الصل في الجمل المتناسقة المتتالية أن تعطف بالواو، تنظيما للفظ، لكن قد يعرض ما يوجب الفصل، ً ّ وهي أمور: 1 ـ أن تكون بين الجملتين اتحاد تام، حتى كأنهما شيء واحد، والشيء ل يعطف على نفسه، قال ّ ّ تعالى: )أمدكم بما تعلمون أمدكم بأموال وبنين()8(. ّ 2 ـ أن تكون الجملة الثانية لرفع البهام في الجملة الولى، قال تعالى: )فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد()9(. ُّ 3 ـ أن تكون الجملة الثانية مؤكدة للولى، قال تعالى: )وما هم بمؤمنين يخادعون ال()01(. وهذه الموارد الثلثة تسمى لما يكون بين الجملتين فيها من التحاد التام بـ: كما التصال. ّ 4 ـ أن يكون بين الجملتين اختلف تام في الخبر والنشاء أو اللفظ والمعنى، أو المعنى فقط، قال ّ الشاعر: )وقال رائدهم: ارسوا نزاولها...(. ُ ُ 5 ـ أن ليكون بين الجملتين مناسبة في المعنى ول ارتباط، بل كل منهما مستقل، كقوله: 43 كل امرىء رهن بما لديه ّ انما المرء بأصــغريه ّ وهذان الموردان يسميان لما بين الجملتين من الختلف التام بـ: كمال النقطاع. ّ 6 ـ أن يكون بينهما شبه كمال التصال، بأن تكون الجملة الثانية واقعة في جواب سؤال يفهم من ن الجملة الولى، فتفصل عن الولى كما يفصل الجواب عن السؤال، قال تعالى: )وما ابرىء نفسي إ ّ ُ ّ النفس لمارة بالسوء()11(. َ ّ 7 ـ أن يكون بينهما شبه كمال النقطاع، بأن تسبق الجملة جملتان، بينهما وبين الولى مناسبة، ويفسد المعنى لو عطفت على الثانية، فيترك العطف، دفعا لتوهم كونها معطوفة على الثانية، كقوله: ّ ً بدل، أراها في الضلل تهيم ً وتظن سلمى أنني أبغي بها ّ ّ فـ)أراها( يفسد لو عطف على مظنون سلمى ولذا يترك العطف. 8 ـ أن تكون الجملتان متوسطة بين الكمالين مع قيام المانع من العطف، بأن تكون بينهما رابطة قوية، ولكن منع من العطف مانع: وهو عدم قصد التشريك في الحكم، قال تعالى: )وإذا خلوا الى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون ال يستهزىء بهم()21(. ِ ّ ّ فجملة )ال يستهزىء بهم( ليصح عطفها على جملة )إنا معكم( لقتضاء العطف أنه من مقول ّ المنافقين، والحال أنه دعاء عليهم من ال. كما أنه ل يصح عطفها على جملة )قالوا( لقتضاء العطف مشاركتها لها في التقييد بالظرف، وان استهزاء ال بهم مقيد بحال خلوهم إلى شياطينهم، والحال أن استهزاء ال غير مقيد بهذه الحال، ولذا ّ ّ ّ يلزم الفصل دون الوصل. واعلم: أن مباحث هذا الباب مغلقة كثيرة، والبسط في المطولت. ّ 1 ـ التوبة: 911. 2 ـ فصلت: 43. ّ 3 ـ أي ليكون من البلغة. 4 ـ النفطار: 31ـ 41. 5 ـ النساء: 63. 6 ـ هود: 45. 7 ـ الحج: 52. 8 ـ الشعراء: 231-331. 9 ـ طه: 021. 01 ـ البقرة: 8-9. 11 ـ يوسف: 35. 21 ـ البقرة: 41 ـ 51. تعريف اليجاز والطناب والمساواة )اليجاز(: هو وضع المعاني الكثيرة في ألفاظ أقل، مع وفائها بالغرض المقصود ورعاية البانة والفصاح فيها. و )الطناب(: زيادة اللفظ على المعنى لفائدة. و )المساواة(: تساوي اللفظ والمعنى، فيما لم يكن داع لليجاز والطناب. كما أنه إذا لم تف العبارة بالغرض سمي: )إخلل(. ً ّ وإذا زاد على الغرض بدون داع سمي: )تطويل( ً ّ 53 فمثال اليجاز، قوله تعالى: )خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين()1(. ومثال الطناب، قوله تعالى: )قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب ّ اخرى()2(. ُ ومثال المساواة، قوله تعالى: )وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه...()3(. ّ ومثال الخلء، قول اليشكري: ل النوك ممـن عـاش كدا ّ ّ والعيش خير في الــظل أراد: أن العيش الرغد حال الحمق، أفضل من العيش النكد في ظلل العقل، وهذا إخلل. ومثال التطويل، قول ابن مالك: ممـــا به عنه مبينا يخبر ً كذا إذا عاد عليه مضمر أقسام اليجاز ثم ان اليجاز على قسمين: ّ 1 ـ ايجاز القصر، ويسمى ايجاز البلغة، وذلك بأن يتضمن الكلم المعاني الكثيرة في ألفاظ قليلة من ّ غير حذف، كقوله تعالى: )وإذا مروا باللغو مروا كراما()4( فإن مقتضى الكرامة في كل مقام شيء، ّ ً ّ ّ ّ ففي مقام العراض: العراض، وفي مقام النهي: النهي، وفي مقام النصح: النصح، وهكذا.. وهكذا.. 2 ـ ايجاز الحذف، وذلك بأن يحذف شيء من العبارة، ليخل بالفهم، مع وجود قرينة. وقد حصروا الحذف في اثني عشر شيئا: ً 1 ـ الحرف، قال تعالى: )ولم أك بغيا()5( أي: ولم أكن. ّ 2 ـ السم المضاف، قال تعالى: )وجاهدوا في ال حق جهاده()6( أي: في سبيل ال. ّ 3 ـ السم المضاف إليه، قال تعالى: )وأتممناها بعشر()7( أي: بعشر ليال. 4 ـ السم الموصوف، قال تعالى: )ومن تاب وعمل صالحا()8( أي: عمل صالحا. ً ً ً 5 ـ السم الصفة، قال تعالى: )فزادتهم رجسا إلى رجسهم()9( أي: مضافا إلى رجسهم. ً ً 6 ـ الشرط، قال تعالى: )فاتبعوني يحببكم ال()01( أي: فإن اتبعتموني يحببكم. ّ ُ ِ ّ 7 ـ جواب الشرط، قال تعالى: )ولو ترى إذ وقفوا على النار()11( أي: لرأيت أمرا عظيما. ً ً ّ 8 ـ المسند، قال تعالى: )ولئن سألتهم من خلق السماوات والرض ليقولن ال ()21( أي: خلقهن ّ ال. 9 ـ المسند اليه، كقوله: )قال لي كيف أنت؟ قلت: عليل( أي: أنا عليل. 01 ـ المتعلق، قال تعالى: )ليسئل عما يفعل وهم يسئلون()31( أي عما يفعلون. ّ ُ ّ ُ ّ 11 ـ الجملة، قال تعالى: )كان الناس امة واحدة فبعث ال النبيين()41( أي: فاختلفوا. ّ ً ُّ ّ 21 ـ الجمل، قال تعالى: )فأرسلون، يوسف أيها الصديق()51( أي فأرسلوني الى يوسف ل قص ّ ّ عليه الرؤيا وأستعبره عنها، فأتاه، وقال: )يوسف...(. دواعي اليجاز ثم أن دواعي اليجاز كثيرة نشير الى بعضها: ّ ّ 1 ـ الختصار. 2 ـ تحصيل المعنى باللفظ اليسير. ّ 63 تقريب الفهم. تسهيل الحفظ ضيق المقام. الضجر والسآمة. إخفاء المر على غير السامع، وغير ذلك. مواقع اليجاز ـ ـ ـ ـ ـ 3 4 5 6 7 ثم ان مواقع اليجاز التي يستحسن فيها كثيرة نذكر بعضا منها: ً ّ ّ ّ 1 ـ الشكر على النعم. 2 ـ العتذار. 3 ـ الوعد. 4 ـ الوعيد 5 ـ العتاب. 6 ـ التوبيخ. 7 ـ التعزية. 8 ـ شكوى الحال. 9 ـ الستعطاف. 01 ـ أوامر الملوك ونواهيهم. أقسام الزيادة ينقسم الزائد على أصل المراد إلى ثلثة أقسام: 1 ـ الطناب، وهو تأدية المعنى بعبارة أكثر منه لغرض ما، كما تقدم. ّ ّ 2 ـ التطويل، وهو تأدية المعنى بعبارة أكثر بل فائدة، مع كون الزيادة في الكلم غير متعينة نحو ّ قول العبادي: وألفى قولها كذبا ومينا ً َ وقددت الديم لراهشيه ِ ّ فإن )الكذب( و)المين( يمعنى واحد، ول يتعين الزائد منها، لصلحية كل منهما لذلك. ّ 3 - الحشو، وهو تأدية المعنى بعبارة أكثر بل فائدة، مع كون الزيادة متعينة في الكلم غير مفسدة ّ للمعنى نحو قول الشاعر: ولكنني عن علم ما في غد عمي ٍ واعلم علم الــيوم والمس قبله فإن كلمة )قبله( زائدة لوضوح ان المس قبل اليوم. ّ أقسام الطناب وللطناب أقسام كثيرة: 1 ـ ذكر الخاص بعد العام، قال تعالى: )حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى()61(. 2 ـ ذكر العام بعد الخاص، قال تعالى: )رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين ً ّ ّ 73 والمؤمنات()71(. 3 ـ توضيح الكلم المبهم بما يفسره، قال تعالى: )وقضينا اليه ذلك المر ان دابر هؤلء مقطوع ّ ّ مصبحين()81(. 4 ـ التوشيع، وهو أن يؤتى بمثنى يفسره مفردان، كقوله )عليه السلم(: العلم علمان: )علم ّ الديان وعلم البدان()91(. 5 ـ التكرير وهو ذكر الجملة أو الكلمة مرتين أو ثلث مرات فصاعدا، لغراض: ً ّ ّ أ - للتأكيد، كقوله تعالى: )كل سوف تعلمون ثم كل سوف تعلمون()02(. ّ ّ ّ ً ب - لتناسق الـــكلم، فـــل يضره طــــول الفصل، قـــال تعالى: )إني رأيت أحد عشر كوكبا ّ والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين()12( بتكرير )رأيت( لئل يضره طول الفصل. ّ ج - للستيعاب، كقوله: )أل فادخلوا رجل رجل...(. ً ً د - لزيادة الترغيب في شيء، كالعفو في قوله تعالى: )إن من أزواجكم وأولدكم عدوا لكم ً ّ فاحذروهم وأن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن ال غفور رحيم()22(. ّ هـ - لستمالة المخاطب في قبول العظة، كقوله تعالى: )وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم ّ سبيل الرشاد يا قوم انما هذه الحياة الدنيا متاع وان الخرة هي دار القرار()32( بتكرير )يا ّ قوم(. و - للتنويه بشأن المخاطب، كقوله: )علي رجل رجل رجل...(. ز - للترديد حثا على شيء، كالسخاء في قوله: ً ّ قريب من الخير الكثير قريب قريب مـن ال السخي وأنـه ّ ح - للتلذذ بذكره مكررا، كقوله: ّ ّ ّ علــــي تقــــــي علــي نقـــي ّ ّ علــي وصــي علــي رضــي ّ ط - للحث على الجتناب، كقوله: )الحية الحية أهل الدار...(. ي - لثارة الحزن في نفسه أو المخاطب، كقوله: )أيا مقتول ماذا كان جرمك أيا مقتول...(. ك - للرشاد إلى الخير، كقوله تعالى: )أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى()42(. ّ ل - للتهويل بالتكرير، كقوله تعالى: )الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة()52(. ّ ّ 6 - العتراض، بأن يؤتى في أثناء الكلم بجملة لبيان غرض من الغراض، منها: أ ـ الدعاء، كقوله: قد أحوجت سمعي إلى ترجمان ان الثمــــــــانين ـ وبلغتهـا ـ ُّ ب - النداء، كقوله: زيــد حمـار دق بـاللجــــام كـــان بــــرذون أبــا عصـام ـ ج - التنبيه على شيء، كفضيلة العلم، في قوله: ان سوف يأتي كل ما قدرا ُ واعلم ـ فعلم المرء ينفعه ـ د - التنزيه، قال تعالى: )ويجعلون ل البنات سبحانه ولهم ما يشتهون()62(. هـ ـ المبالغة في التأكيد، قال تعالى: )ووصينا النسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله ً ّ َّ في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير()72(. ّ و - الستعطاف، كقوله: ياجـــنتي لرأيت فيه جهنما ّ ّ ووجيب قلب لو رأيت لهيبه 83 ز - التهويل، قال تعالى: )وانه لقسم لو تعلمون عظيم()82(. ّ 7 - اليغال، بأن يختم الكلم بما يفيد نكتة يتم بدونها المعنى، قال تعالى: )ول يرزق من يشاء بغير حساب()92(. 8 ـ التذييل، وهو أن يأتي بعد الجملة الولى بجملة اخرى تشتمل على معناها وذلك لحد أمرين: ُ الول: التأكيد، وهو إما تأكيد المنطوق، قال تعالى: )وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان ّ ّ زهوقا()03( وإما تأكيد المفهوم، كقوله: ً على شعث أي الرجال المهذب؟ ّ ولست بمستبق أخـا لتلمــــّـه ً فقد دلت الجملة الولى بعدم وجود الرجل الكامل فأكدها بالجملة الثانية: أي الرجال المهذب؟ ّ ّ الثاني: التذييل، وهو إما يستقل بمعناه لجريانه مجرى المثل، كقوله: مـــا أشبه الليلة بــالبارحــة كـــــلكم أروغ مـــن ثــعلب ّ أو ل يستقل، لعدم جريانه مجرى المثل، كقوله: تركتني أصحب الدينا بــل أمل َ لم يبق جودك لي شيئا اؤمله ًُ ّ 9- الحتراس، وهو أن يأتي بكلم يوهم خلف المقصود فيأتي بما يدفع الوهم، وهو على نحوين: أ: انه قد يأتي به وسط الكلم، كقوله: صو ُ الربيع وديمة تهمي ب فسقى ديارك غير مفسده ِ فقد قال: )غيرمفسده( دفعا لتوهم الدعاء للمطر عامة حتى المفسد منه. ّ ً ب: وقد يأتي به آخر الكلم، كقوله: َ ُ مع الحلم فــي عين العدو مهيب حــليم إذا مــا الحكم زين أهله ّ 01 ـ التتميم، وهو زيادة مفعول أو حال أو نحوهما، ليزيد حسن الكلم، كقوله: دعاء الفتى المختار للحق أقرب دعونا عليهم مــكرهين وإنـما فـ )مكرهين( يزيد حسن الكلم كما ل يخفى. 11 - تقريب الشيء المستبعد وتأكيده لدى السامع نحو قوله: )رأيته بعيني يفعل كذا( و)سمعته بأذني يقول كذا(. ّ 21 - الدللة على الشمول والحاطة، قال تعالى: )فخر عليهم السقف من فوقهم()13( فإن ّ السقف ل يخر إل من فوق، لكن بذكره )من فوقهم( د ّ على الشمول والحاطة. ل ّ ّ موارد الطناب وهناك موارد يستحسن فيها الطناب، منها: 1 ـ الصلح بين الفراد، أو الجماعات، أو العشائر. 2 ـ التهنئة بالشيء. 3 ـ المدح والثناء على أحد. 4 ـ الذم والهجاء لحد. ّ 5 ـ الوعظ والرشاد. 6 ـ الخطابة في أمر من المور العامة. ّ 7 ـ رسائل الولة إلى الرؤساء والملوك. 93 8 ـ منشورات الرؤساء إلى الشعب. أقسام المساواة )المساواة( هي الصل في تأدية المعنى المراد، فل تحتاج إلى علة، واللزم التيان ّ بها حيث ل توجد دواعي اليجاز والطناب، وهي على قسمين: 1 ـ المساواة مع رعاية الختصار، وذلك بتأدية المراد في ألفاظ قليلة الحرف كثيرة المعنى، نحو قوله تعالى: )هل جزاء الحسان إل الحسان()23(. 2 ـ المساواة من دون اختصار، وذلك بتأدية المعنى المراد بل رعاية الختصار، نحو قوله تعالى: )كل امرىء بما كسب رهين()33( وقوله سبحانه: )وما تقدموا ّ ّ لنفسكم من خير تجدوه عند ال()43( ونحو قوله )صلى ال عليه وآله وسلم(: )انما العمال بالنيات ولكل امرىء ما نوى()53( فإن الكلم في هذه المثلة ل ّ ّ ّ يستغنى عن لفظ منه، ولو حذفنا منه ولو لفظا واحدا لختل معناه، وذلك لن اللفظ ّ ّ ّ ً ً فيه على قدر المعنى ل ينقص عنه ول يزيد عليه. خاتمة المعاني ّ ل يخفى أن كل من اليجاز والطناب والمساواة يحتاج إليها في محله بحيث ل يسد ّ ّ ً أحدها مكان الخر، وكذا بقية المباحث، والمرجح في الجميع هو الذوق السليم. ّ ّ وليكن هذا آخر ما أردنا كتابته في علم المعاني، وال المستعان. سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلم على المرسلين، والحمد ل رب العالمين، ّ ّ ّ ّ ّ وصلى ال على محمد وآله الطاهرين. ّ كربلء المقدسة ّ محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي ّ 9731هـ 1 ـ العراف: 991. 2 ـ طه: 4. 3 ـ السرار: 31. 4 ـ الفرقان: 27. 5 ـ مريم: 02. 6 ـ الحج: 87. 7 ـ العراف: 241. 8 ـ الفرقان: 17. 9 ـ التوبة: 521. 01 ـ آل عمران: 13. 11 ـ انعام: 72. 21 ـ لقمان: 52. زمر: 83. 31 ـ النبياء: 32. 41 ـ البقرة: 312. 51 ـ يوسف: 54 ـ 64. 61 ـ البقرة: 832. 71 ـ نوح: 82. 04 ـ الحجر: 66. ـ بحار النوار: 022/1 ب 6ح 25. ـ التكاثر: 3-4. ـ يوسف: 4. التغابن: 41. غافر: 83-93. القيامة: 43-53. الحاقة: 1-3. النحل:75. لقمان: 41. الواقعة: 67. النور: 83. السراء: 18. النحل: 62. الرحمن: 06. الطور: 12. البقرة: 011. مستدرك الوسائل: 09/1ب 5ح 75 81 91 02 12 22 32 42 52 62 72 82 92 03 13 23 33 43 53 الفصل الثاني: علم البيان تعريف علم البـيان وأركانه في التشبيه في المجاز في الكناية تعريف علم البيان )البيان( لغة: الكشف والظهور. واصطلحا: اصول وقواعد يعرف بها ايراد المعنى الواحد بطرق متعددة وتراكيب متفاوتة: من ّ ُ ً ُ الحقيقة والمجاز، والتشبيه والكناية..، مختلفة من حيث وضوح الدللة على ذلك المعنى الواحد وعدم وضوح دللتها عليه، فالتعبير عن )جود حاتم( ـ مثل ـ يمكن أن يكون بهذه اللفاظ: جواد، ً كثير الرماد، مهزول الفصيل، جبان الكلب، بحر ل ينضب، سحاب ممطر، وغيرها من التراكيب المختلفة في وضوح أو خفاء دللتها على معنى الجود.. أركان علم البيان ثم انه لما اشتمل التعريف على ذكر الدللة ولم تكن الدللت الثلث: المطابقية والتضمنية واللتزامية ّ ّ ّ ّ كلها قابلة للوضوح والخفاء، لزم التنبيه على ما هو المقصود، فإن المقصود منها هاهنا: هي الدللة ّ العقلية لللفاظ، يعني: التضمنية واللتزامية، لجواز اختلف مراتب الوضوح والخفاء فيهما، دون ّ ّ ّ الدللة الوضعية لللفاظ يعني: المطابقية، لعدم جواز اختلف مراتب الوضوح في بعضها دون بعض ّ ّ مع علم السامع بوضوح تلك اللفاظ، وإل لم يكن عالم ً بوضعها، فتأمل. ا ّ ثم ان اللفظ إذا لم يرد منه ما وضع له من دللته المطابقية، وانما اريد به دللته العقلية من تضمن ّ ّ ُ ّ ّ ّ أو التزام، فإن قامت قرينة على عدم إرادة ما وضع له فمجاز، وإن لم تقم قرينة على عدم إرادة ما وضع له فكناية، ومن المجاز ما يبتني على التشبيه، فيلزم التعرض للتشبيه قبل التعرض للمجاز ّ ّ والكناية، إذن: فعلم البيان يعتمد على أركان ثلثة: التشبيه والمجاز والكناية. 14 تعريف التشبيه )التشبيه( لغة: هو التمثيل، يقال: )هذا مثل هذا وشبهه(. واصطلحا: هو عقد مماثلة بين شيئين أو أكثر وارادة اشتراكهما في صفة أو أكثر بإحدى أدوات ً التشبيه لغرض يريده المتكلم. ّ وفائدته: أن الصفة المراد اثباتها للموصوف، إذا كانت في شيء آخر أظهر، جعل التشبيه بينهما وسيلة لتوضيح الصفة، كما تقول: )زيد كالسد( حيث تريد اثبات الشجاعة له، إذ هي في )السد( أظهر. أركان التشبيه وأركان التشبيه أربعة: 1 ـ المشبه، كزيد. ّ 2 ـ المشبه به، كالسد. ّ 3 ـ وجه الشبه، كالشجاعة. 4 ـ أداة التشبيه ـ كالكاف ـ في قولك: )زيد كالسد( وقد تحذف هذه، كما في )زيد أسد(. ثم ان الركنين الولين: المشبه والمشبه به يسميان بـ)طرفي التشبيه( أو )ركني التشبيه(. ّ ّ ّ ّ طرفا التشبيه وأقسامهما وطرفا التشبيه على أربعة أقسام: 1 ـ الحسيان: بأن يكونا مدركين بالحواس الخمس الظاهرة التي هي: )الباصرة، السامعة، الذائقة، ّ ّ اللمسة، الشامة( نحو: )خدك الورد ألمته الرياح...(. ّ ّ ّ 2 ـ العقليان: بأن لم يكونا مدركين بالحواس الخمس، بل أدركا بالحواس الباطنية: وجدانيا كان، أم ّ وهميا، أم ذهنيا، نحو: )الجهل موت والعلم حياة..(. ً ً 3 ـ المشبه به عقلي والمشبه حسي، نحو: )الطبيب الجهول موت معجل...(. ّ ّ 4 ـ المشبه به حسي والمشبه عقلي، نحو: )العلم كالنور يهدي كل من طلبه...(. ّ ً طرفا التشبيه إفرادا وتركيبا ً ينقسم )التشبيه( باعتبار طرفيه من حيث الفراد والتركيب إلى أقسام أربعة: 1 ـ تشبيه مفرد: أ ـ مطلقين كانا، نحو: )طالخد كالورد(. ّ ب ـ أم مقيدين، نحو: )العلم في الصغر كالنقش في الحجر(. ّ ج - أم مختلفين، نحو: )ريقه كالشهد المصفى( أو )الشهد المصفى مثل ريقه(. ّ ّ 2 - تشبيه مركب بمركب، كقوله: ّ ّ صفوف صلة قام فيها إمامها كان سهيل والنجوم ورائه ً 3 - تشبيه مفرد بمركب، كقولها: ّ كـــأنه علـــــم فــي رأسه نار أغر أبلج تأتم الــهداة بـــه ّ ّ 4 ـ تشبيه مركب بمفرد، كقوله: ّ تلوح لدى الضحوك كالقحوان وأسنانه البيض فــي فـمه طرفا التشبيه إذا تعددا ّ 24 وينقسم )التشبيه( باعتبار طرفيه من حيث الفراد والتركيب إلى أقسام أربعة: 1 ـ التشبيه الملفوف: بأن يجتمع مشبهان أو أكثر معا، ومشبه بهما أو أكثر معا أيضا، كقوله: ً ً ً ّ ّ شعــــــر ووجـــــــه وقــــــــد ليــــــل وبــــــــدر وغصــــن 2 - التشبيه المفروق: بأن يجتمع كل مشبه مع ما شبه به، كقوله: ّ ّ ـــــــم سراج وحكمـة ال زيت انما النفس كالزجاجة والعلــ 3 - تشبيه التسوية، بأن يتعدد المشبه دون المشبه به، كقوله: ّ ّ ّ كـــــــــلهمــــــا كــــالليالــــــي صــــــدغ الحبيـــب وحـالي 4 - تشبيه الجمع، بأن يتعدد المشبه به دون المشبه، كقوله: ّ مــــُـنضد أو بــــــرد أو اقـــــاح ُ َ َ ّ كأنمـــــا يبسم عـــن لـؤلؤ التشبيه باعتبار وجه الشبه ّ ينقسم التشبيه باعتبار )وجه الشبه( الى ستة أقسام: 1 ـ تشبيه التمثيل، وهو ما كان وجه الشبه منتزعا من متعدد، كقوله: ّ ً يـــوافي تـــمام الشهر ثم يغيب وما المرء إل كالشهاب وضوئه فشبه النسان في أدواره بالقمر في أطواره: هلل، وبدرا، ومحاقا، فسرعة الفناء هو وجه الشبه ً ً ً ّ المنتزع من أحوال القمر. 2 ـ تشبيه غير التمثيل، وهو ما لم يكن منتزعا من متعدد، نحو: )زيد كالسد( فوجه الشبه ّ ً الشجاعة وهو لم ينتزع من متعدد. ّ 3 ـ التشبيه المفصل، وهو ما ذكر فيه وجه الشبه أو ملزومه، كقوله: وإذا مــــا جـــاد أغـــرب ً يـــده كـــالسحب جـــودا وكقوله للكلم الفصيح: )هو كالعسل حلوة( فإن وجه الشبه فيه هو لزم الحلوة وهو ميل الطبع، ل ّ الحلوة التي هي ملزوم لوجه الشبه. ّ 4 ـ التشبيه المجمل، وهو مالم يذكر فيه وجه الشبه ول ما يستلزمه، كقوله: ولعمري عن قريب كل من فيها يموت ّ إنما الدنيا كبيت نسجته الــعنكبوت وكقوله: )هم كالحلقة المفرغة ل يدرى أين طرفاها( أي: متساوون في الشرف. 5 ـ التشبيه القريب المبتذل، وهو ما كان وجه الشبه فيه واضحا ل يحتاج إلى فكر وتأمل، كتشبيه ً الجود بالمطر، إل أن يتصرف المتكلم فيه بحيث يخرجه عن البتذال، كقوله: ّ ّ إل بــــوجه لـــيس فـــيه حــياء لم تلق هذا الوجه شمس نهارنا فإن تشبيه الوجه الحسن بالشمس مبتذل، إل ان التصرف فيه بإدخال الحياء أخرجه عن البتزال. ّ ّ 6 ـ التشبيه البعيد الغريب، وهو ما كان وجه الشبه فيه يحتاج إلى فكر وتأمل، كقوله: ّ تمشي على السماء من غير وجل والشمس كالمــرآة في يكف الشل فإن تموج النور حين طلوع الشمس وتشبيهه بالمرآة في اليد المرتعشة التي تتموج انعكاساتها، ّ يحتاج إلى فكر وتأمل. ّ أقسام تشبيه التمثيل ثم ان تشبيه التمثيل ينقسم إلى قسمين: الول: ما كان ظاهر الداة، كقوله تعالى: )مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل ُّ أسفارا()1(. ً الثاني: ما كان خفي الداة، كقولك للمتحير: )أراك تقدم رجل وتؤخر أخرى( إذ الصل: أراك في ّ ً ّ ّ ّ 34 ترددك، كمن يقدم رجل، ثم يؤخرها مرة اخرى. ّ ُ ّ ً ّ ّ وبما ذكرناه من أصل المعنى ارتفع الشكال، بأن المتحير ليؤخر رج ً أخرى، وانما يؤخر الرجل التي ّ ل ّ ّ قدمها، وظهرت الداة المحذوفة وهي المكان التي اختفت في اللفظ. ّ ّ ّ موارد تشبيه التمثيل لتشبيه التمثيل موارد كالتالي: 1 ـ أن يأتي في مفتتح الكلم وصدر المقال، فيكون برهانا مصاحبا فيفيد ايحاء المعنى إلى النفس ً ً مؤيدا بالبرهان، وهذا في القرآن كثير، قال تعالى: )مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل ال كمثل ُ ّ ّ حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة()2(. ّ ّ ْ ّ 2 ـ أن يأتي بعد تمام المعنى واستيفاء الكلم، فيكون برهانا عقيب الدعوى فيفيد اثباتها وتأكيدها، ً وهذا يكون لحد أمرين: أ ـ أنه يكون دليل على امكان الدعوى كقوله: ً ّ ّ ُ ولـــكن مـعدن الذهب الرغام وما أنا منهم بالعيش فيهم ّ ادعى أنه مع اقامته فيهم ليس منهم، وهذا يبدو مستحيل عادة، فاستدل له بهذا المثل وهو: أن ّ ً ً الذهب مقامه في التراب وهو غيره ليدفع به ما ظهر مستحي ً. ل ب ـ أنه يكون تأييدا للمعنى الثابت في الدعوى، كقوله: ً ّ ان السفينة ل تــجري علــى اليبس ُ ّ ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها أدوات التشبيه أدوات التشبيه ألفاظ تدل على المماثلة، وهي على أقسام: 1 ـ أن تكون حرفا، كـ )الكاف( و)كان(. ّ ً 2 ـ أن تكون اسما، كـ )مثل( و)شبه(. ً 3 ـ أن تكون فعل كـ )يحكي( و)يضاهى(. ً وهي قد يلفظ بها، نحو: )زيد كالسد(. وقد ليلفظ بها، نحو: )أخلقه ماء زلل...(. والغالب في )الكاف( و)مثل( و)شبه( ونحوها، أن يليها المشبه به لفظا نحو )زيد كالسد( أو ً تقديرا نحو قوله تعالى: )أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق()3( فإنه بتقدير: أو ك َثل مَ ّ ً ذوي صيب. ّ كما أن الغالب في )كأن( و)شابه( و)ماثل( ونحوها، أن يليها المشبه، نحو قوله: )كأن زيد أسد(. ّ ّ ّ التشبيه باعتبار أداته وينقسم )التشبيه( باعتبار أداته إلى ثلثة أقسام: 1 ـ التشبيه المرسل، وهو ما ذكرت فيه الداة، وتسميته بالمرسل، لرساله عن التأكيد، نحو: أناخ عشيا وهو في الصبح يرحل ّ أل إنما الدنيا كمنزل راكــــب 2 ـ التشبيه المؤكد، وهو ما حذفت منه أداة التشبيه، كقوله: ّ بـين باديه ومحتضره إنــما الدنيا أبو دلف ولت الدنيا علـى أثره ّ فــــإذا ولى أبو دلف ّ ويسمى )مؤكدا( ليهامه أن المشبه عين المشبه به. ّ ّ ّ 3 ـ التشبيه البليغ، وهو ما حذف فيه أداة التشبيه ووجه الشبه، ويسمى بليغا، لبلوغه نهاية الحسن ً ّ والقبول، لقوة المبالغة في التشبيه، حتى يظن أن المشبه هو المشبه به، كقوله: ّ 44 أعماركم سفر من السفار فاقضوا مآربكم عجال انما ً فوائد التشبيه للتشبيه فوائد تعود في الغلب إلى المشبه وهي: ّ 1 ـ بيان حال المشبه وأنه على أي وصف من الوصاف، كقوله: ّ ّ ّ كأن عظامها من خيزران َ ُ اذا قامـت لحاجتها تثنت وهذا القسم يكثر في العلوم، لفادة حال المشبه وبيانه. ّ 2 ـ بيان امكان حال المشبه، إذا أسند اليه أمر مستغرب، لتزول غرابته ال بالتشبيه واثبات أن مثله ّ ّ واقع، كقوله: مــثل هـــود قلبوا بعد الكلم ّ انقلب القوم بعد المصطفى 3 ـ بيان مقدار حال المشبه في القوة والضعف، والزيادة والنقصان، كقوله: ّ ّ مــ ّ السحائب لريث ول عجل ر كأن مشيتها مـــن بيت جارتها ّ 4 ـ تقرير حال المشبه وتقوية شأنه لدى السامع حتى يهتم به، كقوله: ّ ّ ّ مــثل الــزجاجة كسرها ليجبر ّ إن القـــلوب إذا تنافــر ودهــا ُّ 5 ـ بيان امكان وجود المشبه، إذا بدى في نظر السامع مستحيل، كقوله: ً ّ كــما يــتكلم الشجـــر الــــــكليم ّ حـــنين الـجذع عند فراق طه 6 ـ قصد مدح المشبه بما يزينه ويعظمه لدى السامع، كقوله: ّ ّ إذا طلعت لــم يبد منهن كــوكب ّ كأنك شمس والملوك كواكب ّ 7 ـ قصد ذم المشبه بما يقبحه ويحقره، كقوله: ّ ّ ّ ّ قــــرد يقهقـــه أو عـجوز تلطـم وإذا أشار مـــحدثا فـــكأنـّـه ّ 8 ـ بيان طرافة المسبه بما هو طريف غير مألوف للذهن، كقوله: ّ أعلم ياقوت نشرن على رماح زبرجد وكأن محمر الشقيق إذا تصوب أو تصعد ّ ّ ّ ّ التشبيه باعتبار الغرض ينقسم )التشبيه( باعتبار الغرض المقصود منه، الى قسمين: 1 ـ مقبول، يفي بالغرض المقصود، كما في المثلة السابقة. 2 ـ مردود، ل يفي ببه، وذلك فيما اذا كان المشبه به أخفى من المشبه في وجه الشبه، أو لم يكن ّ ّ بينهما شبه، كقوله )كان خورنقا دار الكشاجم...(. ً من تقسيمات التشبيه ثم إنه ينقسم )التشبيه( باعتبار تعارفه وعدم تعارفه إلى ثلثة أقسام: 1 ـ التشبيه الصريح، وهو ما تقدم من التشبيه المتعارف، مما ليس بضمني ول مقلوب. ّ 2 ـ التشبيه الضمي، بأن ليجري فيه المشبه والمشبه به على ما تعارف من صور التشبيه الصريح، ّ وذلك، كقوله: ُ مــا لجـــرح بميت أيــلم ٍ ّ من يهن يسهل الهوان عليه فأن فيه اشارة الى التشبيه، بمعنى: أنه كما ل يتألم الميت بالجرح، ل يتألم من اعتاد الهوان ّ ّ ّ بالهوان، فهو تشبيه على غير المتعارف. 3 ـ التشبيه المعكوس، ويسمى بالتشبيه المقلوب وهو ما يجعل المشبه مشبها به، لدعاء أن المشبه ّ ّ ّ ّ أتم وأظهر من المشبه به، كقول البحتري في وصف البركة: ّ ّ يد الخليفة لما سال واديها كأنها حين لجت في تدفقها ّ ّ ّ 54 ايهاما الى أن يد الخليفة أقوى تدفقا بالعطاء من البركة بالماء. ّ ّ ً 1 ـ الجمعة: 5. 2 ـ البقرة: 162. 3 ـ البقرة: 91 تعريف المجاز )المجاز( لغة: التجاوز والتعدي. ّ واصطلحا: انقل عن معناه الصلي، واستعمل في معنى مناسب له، كاستعمال )السد( في )الرجل ً لشجاع( . والمجاز من الوسائل البيانية الذي يكثر في كلم الناس، البليغ منهم وغيرهم، وليس من الكذب في شيء كما توهم. ّ ّ المجاز لغوي وعقلي ّ ثم إن المجاز على قسمين: ّ ّ 1 ـ لغوي، وهواستعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلقة ـ بمعنى مناسبة بين المعنى الحقيقي ّ والمعنى المجازي ـ يكون الستعمال لقرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي، وهي قد تكون لفظية، ّ وقد تكون حالية، وكلما أطلق المجاز، انصرف إلى هذا المجاز وهو المجاز اللغوي. ّ ّ 2 ـ عقلي، وهو يجري في السناد، بمعنى أن يكون السناد إلى غير من هو له، نحو: )شفى الطبيب المريض( فإن الشفاء من ال تعالى، فإسناده إلى الطبيب مجاز، ويتم ذلك بوجود علقة مع قرينة ّ مانعة من جريان السناد إلى من هو له. أقسام المجاز العقلي المجاز العقلي على قسمين، وقدمناه لقلة مباحثه: ّ الول: المجاز في السناد، وهو إسناد الفعل أو ما في معنى الفعل إلى غير من هو له، وهو على أقسام، أشهرها: 1 ـ السناد إلى الزمان، كقوله: )من سره زمن سائته أزمان( فإن إسناد المسرة والساءة إلى ّ ّ الزمان مجاز، إذ المسيء هو بعض الطواريء العارضة فيه، ل الزمان نفسه. 2 ـ السناد إلى المكان، نحو قوله تعالى: )وجعلنا النهار تجري من تحتهم()1( فإن إسناد الجري ّ إلى النهار مجاز، باعتبار مائها. 3 ـ السناد إلى السبب، كقوله: )بنى المير المدينة( فإن المير سبب بناء المدينة ل إنه بناها ّ ّ بنفسه. 4 ـ السناد إلى المصدر، كقوله: )سيذكرني قومي إذا جد ِدهم( فإن الفعل )جد( أسند إلى َّ ُ ّ َّ جّ المصدر: )جدهم)مجازا، لن الفاعل الصلي هو الجاد. ّ ً ّ ِّ الثاني: المجاز في النسبة غير السنادية، وأشهرها النسبة الضافية نحو: ّ 1 ـ )جري النهار( فإن نسبة الجري إلى النهر مجاز باعتبار الضافة إلى المكان. ّ َْ ُ 2 ـ )صوم النهار( فإن نسبة الصوم إلى النهار مجاز باعتبار الضافة إلى الزمان. ّ ُ 3 ـ )غراب البين( فإنه مجاز باعتبار الضافة إلى السبب. ّ ُ ُ َ 4 ـ )اجتهاد الجد( مجاز باعتبار الضافة إلى المصدر. ِّ 64 أقسام المجاز اللغوي ثم إ ّ المجاز اللغوي إن كانت العلقة فيه هي المشابهة، سمي المجاز بـ )الستعارة( وإ ّ سمي بـ ل ّ ّ ن )المجاز المرسل( وكل واحد من )المرسل( و)الستعارة( إما )مفرد( أو )مركب( فالقسام أربعة: 1 ـ مجاز مفرد مرسل. 2 ـ مجاز مفرد بالستعارة. 3 ـ مجاز مركب مرسل. ّ 4 ـ مجاز مركب بالستعارة. ّ ويجري الولن في الكلمة، والخريان في الكلم. ّ المجاز المفرد المرسل المجاز المفرد المرسل، هو اللفظ المستعمل ـ بقرينه ـ في خلف معناه اللغوي لعلقة غير المشابهة. والعلئق كثيرة، أنهاها بعضهم إلى نيف وثلثين، نذكر منها ما يلي: 1 ـ السبية، بأن يستعمل السبب في المسبب، كقولك: )رعت الماشية الغيث( أي النبات، إذ الغيث سبب النبات، والقرينة )رعت( . 2 ـ المسببية، بأن يستعمل المسبب في السبب، نحو: )وينزل لكم من السماء رزقا()2( أي: مطرا، ً ً إذ المطر سبب الرزق، والقرينة: النزال من السماء. 3 ـ الكلية، بأن يستعمل الكل في الجزء، قال تعالى: )يجعلون أصابعهم في آذانهم()3( أي أناملهم، والقرينة: عدم إمكان إدخال الصبع بتمامها في الذن. ُ 4 ـ الجزئية، بأن يستعمل الجزء في الكل، قال تعالى: )فتحرير رقبة مؤمنة()4( أي انسان مؤمن، والقرينة: التحرير. 5 ـ اللزمية، بأن يستعمل اللزم في الملزوم، نحو: )طلع الضوء( حيث يراد به الشمس. 6 ـ الملزومية، بأن يستعمل الملزوم في اللزم، نحو: )جلست في القمر( أي في ضوئه. 7 ـ اللية، بأن يستعمل اللة في المسبب منها، قال تعالى: )واجعل لي لسان صدق في الخرين() 5( بمعنى الذكر الحسن، فإن اللسان آلة للذكر، والقرينة: ان اللسان ل يبقى، ول ينفع الميت بمجرده. ّ 8 ـ المقيدية، بأن يستعمل المقيد في المطلق، نحو: )مشفر زيد مجروح( فإن )المشفر( في اللغة: ّ شفة البعير، فاستعمل في مطلق الشفة، ثم نقل إلى شفة النسان وهو زيد. 9 ـ المطلقية، بأن يستعمل المطلق في المقيد، نحو: )تحرير رقبة()6( أي رقبة مؤمنة. ّ 01 ـ العمومية، بأن يستعمل العام في الخاص، قال تعالى: )الذين قال لهم الناس()7( والمراد عبد ال بن مسعود 11 ـ الخصوصية، بأن يستعمل الخاص في العام، نحو: )جاءت قريش( فإن المراد القبيلة، مع أن قريش علم لجدهم. ّ ََ 21 ـ اعتبار ما كان، بأن يستعمل اللفظ الذي وضع للماضي في الحال، قال تعالى: )وآتوا اليتامى أموالهم()8( فإنهم كانوا يتامى، وإذا بلغوا الرشد الذي يصح معه إعطاء أموالهم زال عنهم اليتم. ُ 31 ـ اعتبار ما يكون، بأن يستعمل اللفظ الذي وضع للمستقبل في الحال، قال تعالى: )إني أراني ّ أعصر خمرا()9( أي عصيرا يؤول أمره إلى الخمر، إذ هو حال العصر ل يكون خمرا، ً ً ً ويسمى)المجاز بالول( . َ ّ 41 ـ المجاز بالمشارفة، وهو كالمجاز بالول إل أن الفرق بينهما كون )الول( أعم من القريب َْ َ والبعيد، و)المشارفة( لخصوص القريب، قال صلى ال عليه وآله وسلم: )من قتل قتيل فله سلبه() ً 01( فإن القتيل ل يقتل، وإنما المراد المشرف على القتل ومثله: )إذا مات الميت()11(. ّ ُ 51 ـ الحالية، بأن يستعمل الحال في المحل، كقولهم: )أرى سوادا من بعيد(، فإن المراد الذات، ً ّ ّ 74 والسواد حال. ّ 61 ـ المحلية، بأن يستعمل المحل ويراد الحال، قال تعالى: )وسئل القرية()21( فإن المراد أهلها، ّ ّ ّ إذ القرية ل تسئل. 71 ـ البدلية، بأن يستعمل البدل في المبدل منه، كقوله: فــــقدنـاه فقمنا للتراب تيممنا بماء المزن حتى ّ والمراد: توضينا، فإن التيمم بدل عن الوضوء، والوضوء مبدل منه، فاستعمل البدل في المبدل منه. ّ ّ ّ 81 ـ المبدلية، بأن يستعمل المبدل منه في البدل، كقولهم: )أكل فلن الدم( يريدون الدية، فإن الدم مبدل منه. 91 ـ المجاورة، بأن يستعمل المجار في المجاور، كقولهم: )كلمت الجدار( أي الجالس بجنبه. 02 ـ اطلق المصدر على اسم الفاعل، كقوله: لستبرء الخبار من أهل كوفان ولما بدا سير ذهبـــت لنحوه ٌ فالمراد بالسير: السائر. 12 ـ اطلق المصدر على اسم المفعول، كقوله تعالى: )هذا خلق ال()31( أي مخلوقه. 22 ـ اطلق اسم الفاعل على المصدر، قال تعالى: )ليس لوقعتها كاذبة()41( أي: تكذيب. 32 ـ اطلق اسم الفاعل على اسم المفعول، قال تعالى: )ل عاصم اليوم من أمره ال()51( أي ل معصوم. 42 ـ اطلق اسم المفعول على اسم الفاعل، قال تعالى: )حجابا مستورا()61( أي ساترا. ً ً ً 52 ـ اطلق اسم المفعول على المصدر، كقوله: )بمنصور النبي على العادي...( أي بمثل نصرة النبي )صلى ال عليه وآله وسلم( على اعاديه. ول يخفى ان في بعض المثلة مناقشة، كما أن العلقة لتنحصر فيما ذكروا، بل كلما استحسنه الطبع جاز استعماله. من فوائد هذا المجاز ثم ان للمجاز المرسل على أنواعه، وكذلك العقلي على أقسامه، فوائد كثيرة: 1 ـ اليجاز، فإن قوله: )بنى المير المدينة( أوجز من ذكر البنائين والمهندسين ونحوهما، ونحوه ّ غيره. 2 ـ سعة اللفظ، فإنه لو لم يجز إل )جرى ماء النهر( كان لكل معنى تركيبا واحدا، وهكذا بقية ّ ً ً ّ التراكيب. 3 ـ ايراد المعنى في صورة دقيقة مقربة إلى الذهن، إلى غير ذلك من الفوائد البلغية. المجاز المفرد بالستعارة قد عرفت ان العلقة في المجاز إن كانت غير التشبيه، سمي المجاز: بـ )المرسل( وإن كانت التشبيه ّ سمي بـ: )الستعارة( . و )الستعارة( في اللغة، بمعنى طلب الشيء عارية، يقال: )استعار الكتاب( أي طلبه عارية. وفي الصطلح: بمعنى استعمال اللفظ في غير ما وضع له، بعلقة المشابهة بين المعنى الصلي والمعنى المجازي، مع قرينة صارفة عن إرادة المعنى الصلي، فإنك لو قلت: )رأيت أسدا يرمي( فقد ً استعملت )السد( بقرينة )يرمي( في )الرجل الشجاع( للمشابهة الواقعة بينهما في )الشجاعة( . ولب ّ في )الستعارة( من عدم ذكر وجه الشبه، ول أداة التشبيه، بل اللزم ادعاء أن المشبه عين د المشبه به. ّ والحاصل: أن كل مجاز يبنى على التشبيه بدون الداة ووجه الشبه يسمى: )استعارة( . ّ 84 أركان الستعارة للستعارة أركان ثلثة: 1 ـ المستعار منه، وهو المشبه به. ّ 2 ـ المستعار له، وهو المشبه، ويقال لهذين: )طرفا الستعارة( . 3 ـ المستعار، وهو اللفظ المنقول. ففي )رأيت أسدا يرمي( المستعار منه: الحيوان المفترس، والمستعار له: زيد، والمستعار: لفظ أسد. ً أقسام الستعارة ثم إن (الستعارة) تنقسم باعتبار ما يذكر من طرفي الستعارة إلى ما يلي: ّ ً 1 ـ أن يذكر في الكلم لفظ المشبه به فقط، ويسمى: )استعارة تصريحية(، نحو: )فأمطرت لؤلؤا ّ من نرجس... ( فاللؤلؤ: الدمع، والنرجس: العين. 2 ـ أن يذكر في الكلم لفظ المشبه فقط، ويؤتى ببعض لوازم المشبه به. ويسمى: )استعارة ّ بالكناية( وسمي اللزم )استعارة تخييلية( كقوله: )وإذا المنية انشبت أظفارها( فإنه شبه المنية ّ بالسبع، وأثبت لها بعض لوازم السبع وهو الظفر، فالمنية: استعارة بالكناية، والظفار: استعارة تخييلية. ومنه يظهر: تلزم الستعارة بالكناية مع الستعارة التخييلية. الستعارة باعتبار المستعار له تنقسم )الستعارة( باعتبار )المستعار له( الى قسمين: 1 ـ الستعارة التحقيقية: وهو ما كان المستعار له محققا حسا: كالسد المستعار للشجاع، أو عقل: ً ً ّ ّ كالصراط المستقيم المستعار للدين. 2 ـ الستعارة التخييلية: وهو ما كان المستعار له موهوبا، غير محقق، ل عقل ول حسا، كالظفار ّ ً ً المستعارة للمنية. الستعارة باعتبار اللفظ المستعار ّ تنقسم )الستعارة( باعتبار اللفظ المستعار إلى ثلثة أقسام: 1 ـ ما كان لفظ المستعار إسما لذات: كالبدر للجميل، أو اسما لمعنى: كالقتل للضرب الشديد، وتسمى ً ً الستعارة )أصلية(. 2 ـ ما كان لفظ المستعار فعل، أو اسم فعل، أو اسما مشتقا، أو اسما مبهما، أو حرفا، وتسمى ً ً ً ّ ً ً الستعارة: )تصريحية تبعية(. 3 ـ ما كان لفظ المستعار اسما مشتقا، أو اسما مبهما )71(، وتسمى هذه الستعارة: )تبعية ً ً ّ ً مكنية( وهذا داخل في القسم الثاني. الستعارة العنادية والوفاقية ثم أن الستعارة المصرحة تنقسم باعتبار الطرفين إلى قسمين: 1 ـ العنادية، وهي التي ل يمكن اجتماع طرفيها في شيء واحد، لتعاندهما، كاجتماع الهدى والضلل، والنور والظلم. 2 ـ الوفاقية، وهي التي يمكن اجتماع طرفيها في شيء واحد، لتوافقهما، كاجتماع النور والتقى، والحياة والهداية. ومثال الثنين: العنادية والوفاقية، قوله تعالى: )أو من كان ميتا فأحييناه( )81( أي: ضال فهديناه، ً ّْ ً 94 فإن في هذه الية استعارتين هما: ّ أ - استعارة الموت للضلل لشتراكهما في عدم النتفاع، وهي عنادية لعدم امكان اجتماع الموت مع الضلل الذي ل يكون إل في الحي لن الضال ح ّ. ّ ي ّ ب - استعارة الحياء للهداية لشتراكهما في ثبوت النتفاع، وهي وفاقية لمكان اجتماع الحياء ّ والهداية. أقسام الستعارة العنادية ثم ا ّ الستعارة العنادية على قسمين: ّ ن 1 ـ التمليحية: بأن يستعمل اللفظ الموضوع لمعنى شريف في ضده أو نقيضه، كقوله: )رأيت أسدا( ً ّ ّ وهو يريد: جبانا. ً 2 ـ التهكمية: بأن ينزل التضاد منزلة التناسب، نحو قوله تعالى: )فبشرهم بعذاب أليم()91( أي: ّ ّ أنذرهم، فاستعيرت البشارة للنذار الذي هو ضده على سبيل التهكم والستهزاء. ّ ّ الستعارة باعتبار الجامع وتنقسم الستعارة المصرحة باعتبار الجامع إلى قسمين: 1 ـ عامية، وهي المعلومة لدى كل أحد، نحو: )رأيت أسدا يرمي( والجامع بين الطرفين واضح ً وهي الشجاعة. 2 ـ خاصية، وهي التي تحتاج الى فكر وتأمل، نحو: ّ غلقـت لضحكته رقــاب المال ُ َ غمر الرداء إذا تبسم ضاحكا ّ ّ والجامع بين الطرفين غير واضح يعرف بالتأمل فيه وهي ساترية الكرم كالرداء عرض صاحبه. ّ ّ الستعارة باعتبار الملئمات وتنقسم الستعارة باعتبار ذكر ملئم المستعار منه أو ملئم المستعار له، وعدم ذكرها، إلى ثلثة أقسام: 1 ـ المطلقة، وهي مالم تقترن بما يلئم أحدهما، أو اقترنت بما يلئمهما معا. ً فالول، نحو قوله تعالى: )ينقضون عهد ال()02( . والثاني، نحو: لــه لــبد أظفــاره لـــم تقلــّـم ٌ لدى أسد شاكي السلح مقذف ّ فشاكي السلح للرجل، وله لبد ـ الخ ـ للسد. 2 ـ المرشحة، وهي ما قرنت بملئم المستعار منه، نحو: )أسد له لبد أتاك..(. ّ 3 ـ المجردة، وهي ما قرنت بملئم المستعار له، نحو: )أسد شاكي السلح..(. ّ المجاز المركب المرسل ّ تقدم أن المجاز إما مرسل وإما استعارة، وكل واحد منهما إما مفرد أو مركب، وسبق الكلم حول ّ المفرد منهما، وبقي المركب منهما. ّ فالمجاز المرسل المركب: هو الكلم المستعمل في غير المعنى الموضوع له، لعلقة غير المشابهة، ويقع في المركبات الخبرية والنشائية، لغراض أهمها: 1 ـ التحسر، كقوله: )ذهب الصبا وتولت اليام..( فإنه خبر أريد منه انشاء التحسر على ما فات ّ ّ ّ ّ ّ من شبابه. 2 ـ اظهار الضعف، قال تعالى: )رب إني وهن العظم مني... ( )12( اظهارا للضعف. ً ُ ّ ّ ّ 05 3 ـ اظهار السرور، قال تعالى: )يا بشرى هذا غلم()22( . ُ 4 ـ الدعاء، كقوله: )هداك ال للسبيل السوي( . ّ 5 ـ اظهار عدم العتماد، قال تعالى: )هل آمنكم عليه إل كما امنتكم على أخيه()32( . ّ المجاز المركب بالستعارة والمجاز المركب بالستعارة التمثيلية: هو الكلم المستعمل في غير معناه الموضوع له، لعلقة ّ المشابهة، كقولهم للمتردد: )أراك تقدم رجل وتؤخر أخرى( تشبيها بالمتردد في السير، وقولهم لمن ّ ً ّ ً ّ ّ يريد أن يعمل ما ل يقدر عليه وحد: )اليد ل تصفق وحدها( تشبيها له باليد الواحدة. ً ّ هذا في النثر، وفي الشعر أيضا ورد ذلك نحو قوله: ً فــقد بطل السحـر والساحــر إذا جاء موسى وألقى العصى ونحو قوله: إذا كـنت تبنيه وغيـرك هادم متـى يبلغ البنيان يوما تمامـه ً وإذا كثر استعمال الستعارة التمثيلية وشاع كان مثل، فل يغير مطلقا، وإنما يخاطب به المفرد ً ّ ً ّ والمذكر وفروعهما بلفظ واحد، دون أي تغيير. ّ ّ 1 ـ النعام: 6. 2 ـ غافر: 31. 3 ـ البقرة: 91. 4 ـ النساء: 29. 5 ـ الشعراء: 48. 6 ـ المائدة: 98. 7 ـ آل عمران: 371. 8 ـ النساء: 2. 9 ـ يوسف: 63. 01 ـ بحار النوار 1 / 951 ب 4 ح 43. 11 ـ مستدرك الوسائل: 2 / 141 ب 62 ح 1461. 21 ـ يوسف: 21. 31 ـ لقمان: 11. 41 ـ الواقعة: 2. 51 ـ هود: 34. 61 ـ السراء: 54. 71 ـ من غير أنواع التبعية المتقدمة. ّ 81 ـ النعام: 221. 91 ـ آل عمران: 12. التوبة: 43. النشقاق: 42. 02 ـ الرعد: 52. 12 ـ مريم: 4. 22 ـ يوسف: 91. 32 ـ يوسف: 46 تعريف الكناية 15 )الكناية( من )كنيت( أو )كنوت( بكذا عن كذا، إذا تركت التصريح به. َْ ََ ْ وهي في اللغة: التكلم بما يريد به خلف الظاهر. ّ ّ وفي الصطلح: لفظ أريد به غير معناه الموضوع له، مع إمكان إرادة المعنى الحقيقي، لعدم نصب قرينة على خلفه. وهذا هو الفرق بين المجاز والكناية، ففي الول ل يمكن ارادة الحقيقي لنصب القرينة المضادة له، ّ بخلف الثاني. نعم قد يمتنع المعنى الحقيقي لخصوص المورد، كقوله تعالى: )الرحمن على العرش استوى()1( فإنه كناية عن القدرة والستيلء، ويمتنع المعنى الحقيقي، لمتناع كونه تعالى جسما. ً ومثال الكناية: )فلن كثير الرماد( تريد انه كريم، للتلزم في الغالب بين الكروم وبين كثرة الضيوف الملزمة لكثيرة الرماد من الطبخ. أقسام الكناية تنقسم الكناية إلى ثلثة أقسام: 1 ـ الكناية عن الصفة، نحو )طويل النجاد( كناية عن طول القامة. 2 ـ الكناية عن الموصوف، نحو قوله: إلى موطن السرار قلت لها قفي فلما شربناها ودب دبيبهـــا ّ أراد بموطن السرار: القلب. 3 ـ الكناية عن النسبة، كقوله: في قبة ضربت على ابن الحشرج إن السماحة والمروة والندى فإن تخصيص هذه الثلثة بمكان ابن الحشرج يتلزم نسبتها إليه. الكناية القريبة والبعيدة ثم إن الكناية عن الصفة تكون على قسمين: 1 ـ قريبة، وهي التي ل يحتاج النتقال فيها إلى اعمال روية وفكر، لعدم الواسطة بينها وبين المطلوب. 2 ـ بعيدة، وهي التي يحتاج النتقال فيها إلى اعمال روية وفكر، لوجود الواسطة بينها وبين المطلوب. فمثال الول: )طويل النجاد( فإن النجاد حمائل السيف، وطوله يستلزم طول القامة بل واسطة. ومثال الثاني: )كثير الرماد( فكثرة الرماد تستلزم الكرم لكن بواسطة، لن كثرة الرماد ملزمة لكثرة ّ الحراق، وهي ملزمة لكثرة النار والطبخ، وهي ملزمة لكثرة الضيوف، وهي ملزمة للكرم، المقصود)2(. الكناية باعتبار اللوازم تنقسم الكناية باعتبار اللوازم والسياق إلى أربعة أقسام: 1 ـ التعريض، وهو أن يطلق الكلم ويراد معنى آخر يفهم من السياق تعريضا بالمخاطب، كقولك ً للمهذار: )إذا تم العقل نقص الكلم()3(. ّ 2 ـ التلويح، وهو أن تكثر الوسائط بدون تعريض، نحو: )كثير الرماد( و) وجبان الكلب( و)مهزول الفصيل(. 3 ـ الرمز، وهو أن تقل الوسائط مع خفاء في اللزوم بدون تعريض، كقولهم: )فلن متناسب العضاء( كناية عن ذكائه، إذ الذكاء الكثير في الجسم المتناسب، وقولهم: )هو مكتنز اللحم( كناية ّ عن قوته وشجاعته. ّ 25 4 ـ اليماء وهو أن تقل الوسائط، مع وضوح اللزوم بل تعريض، كقوله: والمجد يمشي في ركابه اليمــــن يتبــــع ظلــــه من فوائد الكناية ول يخفى: أن الكناية أبلغ من التصريح، وذلك لنها تفيد امورا، منها: ُ ً 1 ـ القوة في المعنى، وذلك لنها كالدعوى مع البينة، إذ لو قيل )فلن كريم( سئل عن دليل ذلك؟ ّ ّ فاللزم أن يقال: بدليل كثرة رماده، فإذا ذكر أول أراح، وأتى بالدعوى مع البينة. ّ ً 2 ـ التعبير عن أمور قد يتحاشى النسان عن ذكرها احترام ً للمخاطب. ا 3 ـ البهام على السامع. 4 ـ تنزيه الذن عما تنبو عن سماعه. ّ ُ 5 ـ النيل من الخصم دون أن يدع له مأخذا يؤاخذه به وينتقم منه. ً وهناك أغراض كثيرة اخرى تترتب على الكناية ل تخفى على البليغ. ّ ُ خاتمة البيان وهذا آخر ما أردنا ايراده في هذا المختصر، وال الموفق وهو المستعان. ّ سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلم على المرسلين، والحمد ل ر ّ العالمين، وصلى ال على ّ ب ّ ّ ّ محمد وآله الطاهرين. ّ كربلء المقدسة ّ محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي 3731هـ 1 ـ طه: 5. 2 ـ ومن الكناية البعيدة جدا، ما قاله بعضهم: )اريد من شفتك ضد الشرقي بالعربي والفارسي ً والقلب والتصحيف(، وتفصيله: )ضد الشرقي: غربي، عربي، ربيع، بهار، نهار، روز، يوم، موسى، شعر، شعر، بيت، دار، راد، زاد، توشه، بوسه( أي القبلة، وهي المراد. 3 ـ بحار النوار: 1 / 951 ب 4 ح 43. الفصل الثالث: علم البديع مقدمة في تعريف علم البديع في المحسنات المعنوية في المحسنات اللفظية مقدمة في تعريف علم البديع )البديع( لغة: هو من بدع وأبدع، أي: ََ أوجده ل على مثال سابق. واصطلحا: هو علم يعرف به وجوه تحسين ً الكلم. 35 والمحسنات على قسمين: 1 ـ معنوية. 2 ـ لفظية. ولنذكرهما في فصلين: الفصل الول: المحسنات المعنوية. الفصل الثاني: المحسنات اللفظية. ّ الفصل الول :المحسنات المعنوية التورية التورية، وتسمى ايهاما وتخييل أيضا، وهي أن يكون للفظ معنيان: قريب وبعيد، فيذكره المتكلم ّ ّ ً ً ً ّ ويريد به المعنى البعيد، الذي هو خلف الظاهر، ويأتي بقرينة ل يفهمها السامع غير الفطن، فيتوهم ّ انه أراد المعنى القريب، نحو قوله تعالى: )وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار()1( ّ ّ ّ ّ أراد من )جرحتم(: ارتكاب الذنوب، وكقوله: ومن العجائب لفظها حر ومعناها رقيق ّ أبيات شعرك كالقصور ول قصور بها يعوق فللرقيق معنيان: قريب وهو العبد. وبعيد: وهو من الرقة، والشاعر أراد الثاني، لكن الظاهر من مقابلته للحر إرادة العبد. ّ الستخدام الستخدام: وهو أن يكون للفظ معنيان فيطلقه المتكلم ويريد به أحد المعنيين، ثم يذكر ضميره ويريد ّ ّ به المعنى الخر، نحو قوله تعالى: )فمن شهد منكم الشهر فليصمه()2( أراد بالشهر أول: الهلل، ّ ثم أعاد الضمير عليه وهو يريد أيام الشهر المبارك، وكقوله: ّ ّ رعينـــاه وإن كـــانوا غضابا إذا نزل السماء بأرض قوم ق أراد بالسماء: المطر، وبضميره في )رعيناه( النبات. الستطراد الستطراد: وهو أن يشرع المتكلم في موضوع، ثم يخرج منه قبل تمامه إلى موضوع آخر، ثم يرجع ّ إلى موضوعه الول، كقوله: إذا ما رأته عامر وسلول وانا لقوم ل نرى القتل سبة ق ّ ّ وتـــكرهه آجالهم فتـطول يقرب حب الموت آجالنا لنـا ق ّ ّ أراد مدح قومه، ثم خرج قبل تمام كلمه إلى ذم عامر وسلول، ثم رجع في الشطر الثالث إلى ما بدأ به في الشطر الول. الفتنان الفتنان: وهو الجمع بين فنين من الكلم، كالمدح والذم، والتهنئة والتعزية، والغزل والحماسة، ََ ّ وأمثالها، كقوله: )عينه كالذئب لكن سنه كالقحوان... (. ّ وقوله: )فقلبي ضاحك والعين تبكي...(. 45 وقوله: لمعت كبارق ثغرك المتبسم الطباق الطباق: ويسمى بالمطابقة وبالتطبيق وبالتطابق وبالتكافؤ وبالتضاد أيضا، وهو: الجمع بين لفظين ً ّ متقابلين في المعنى، ويكون على قسمين: 1 ـ طباق اليجاب: وهو ما لم يختلف فيه اللفظان المتقابلن ايجابا وسلبا، نحو قوله تعالى: )وانه ّ ً ً ّ هو أضحك وأبكي()3( وقوله سبحانه: )تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من ّ ّ تشاء وتذل من تشاء()4(. ّ 2 ـ طباق السلب: وهو ما اختلف فيه اللفظان المتقابلن ايجابا وسلبا فمثبت مرة ومنفي اخرى، نحو ُ ّ ً ً قوله تعالى: )فل تخشون الناس واخشون()5( وقوله سبحانه: )هل يستوي الذي يعلمون والذين ل ّ ّ يعلمون()6(. المقابلة المقابلة: وهي أن يؤتى بمعنيين أو معان متوافقة، ثم يؤتى بمقابلها على الترتيب، قال تعالى: )فأما ّ من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره ّ ّ ُ ّ ُ ُ ّ ّ للعسرى()7( ونحو قوله: واقبـــح الكفــــر والفلس بالرجل َ ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا ق مراعاة النظير مراعاة النظير: وتسمى بالتوافق والئتلف والتناسب أيضا وهو: الجمع بين أمرين أو أمور متناسبة، ً ّ كقوله تعالى: )اولئك الذين اشتروا الضللة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانو مهتدين()8(. ومنها: ما بني على المناسبة في )المعنى( وذلك بأن يختم الكلم بما بدأ به من حيث المعنى، كقوله تعالى: )لتدركه البصار وهو يدرك البصار وهو اللطيف الخبير()9(. فاللطيف يناسب عدم ادراك ّ البصار، والخبير يناسب ادراكه للبصار. ومنها: ما بني على المناسبة في )اللفظ( وذلك بأن يؤتى بلفظ يناسب معناه أحد الطرفين ولفظه الطرف الخر، كقوله تعالى: )الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان()01( فالنجم لفظه يناسب الشمس والقمر، ومعناه - وهو النبات الذي ل ساق له ـ يناسب الشجر. الرصاد الرصاد، ويسمى التسهيم أيضا وهو: أن يذكر قبل تمام الكلم - شعرا كان أو نثرا ـ ما يدل عليه إذا ً ً ّ ّ عرف الروي، كقوله تعالى: )وما كان ال ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون()11( فإن ّ ُ )يظلمون( معلوم من السياق، وكقول الشاعر: بــل سبب عـــند اللقاء كلمي احلت دمي من غير جرم وحرمت ق ّ ّ ولـــيس الــذي حــرمته بحرام ّ فـــليس الــــذي حـــللته بمــــحلل ق ّ ّ فإن )بحرام( معلوم من السياق. 55 فوددت تقبيل السيوف لنها ق أو يدل عليه بل حاجة إلى معرفة الروي، نحو قوله تعالى: )ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم ل ّ ّ ّ يستأخرون ساعة ول يستقدمون()21(. الدماج الدماج: وهو أن يدمج في كلم سيق لمعنى، معنى آخر غير مصرح به، كقوله: ّ أعد ذنوب الدهر وهو مديد وليل طويل لم أنم فيه لحظة ق فإنه أدمج تعداد ذنوب الدهر بين ما قصده من طول الليل. المذهب الكلمي المذهب الكلمي: وهو أن يؤتى لصحة الكلم بدليل مسلم عند المخاطب، وذلك بترتيب المقدمات ّ المستلزمات للمطلوب كقوله تعالى: )أوليس الذي خلق السماوات والرض بقادر على أن يخلق مثلهم()31( فإن المسلم عند منكر البعث ان اعادة الموتى أهون من خلق السماوات والرض، ولذا ّ جعله تعالى دليل على البعث. ً حسن التعليل حسن التعليل: وهو أن يأتي البليغ بعلة طريفة لمعلول علته شيء آخر، كقوله: ّ يتقي إخلف ما ترجو الذئا ُ ب مـا بـه قتل أعاديه ولـكن ق ُ فإنه أنكر كون قتل أعاديه للغلبة وقطع جذور الفساد، وادعى له سببا آخر، وهو: أن ل يخلف رجاء ً الذئاب التي تطمع في شبع بطونها. التجريد التجريد: وهو أن ينتزع المتكلم من أمر ذي صفة أمرا آخر مثله في تلك الصفة، وذلك لجل المبالغة ً ّ في كمالها في ذي الصفة المنتزع منه، حتى كأنه قد صار منها، بحيث يمكن أن ينتزع منه موصوف آخر، وهو على أقسام: 1 ـ أن يكون بواسطة )الباء التجريدية( نحو: )شربت بمائها عسل مصفى...(. فكأن حلوة ماء ّ ً تلك العين الموصوفة وصلت إلى حد يمكن انتزاع العسل منها حين الشرب. ّ 2 ـ أن يكون بواسطة )من التجريدية( كقوله: تـــال أيكمــــا إلـــي حبيب ّ ّ لي منك أعداء ومنه أحبة ق فكأنه بلغ المخاطب إلى حد من العداوة يمكن أن ينتزع منه أعداء، وكذلك بلغ غيره من المحبة بحيث ّ ّ ينتزع منه أحبة. 3 ـ أن ل يكون بواسطة، كقوله: )وسألت بحرا إذ سألته( جرد منه بحرا من العلم، حتى أنه سأل ً ّ ً البحر المنتزع منه إذ سأله. 4 ـ أن يكون بطريق الكناية، كقوله: )... ول يشرب كأسا بكف من بخل( أي: أنه يشربها بك ّ ف ً الجواد، جرد منه جوادا يشرب هو بكفه، وحيث أنه ل يشرب إل بكف نفسه، فهو إذن ذلك الكريم. ّ ّ ّ ً ّ 5 ـ أن يكون المخاطب هو نفسه، كقوله: فليسعد النطق إن لم تسعد الحال ل خيل عـندك تـهديها ول مـال ق 65 فإنه انتزع وجرد من نفسه شخصا آخر وخاطبه فسمي لذلك تجريدا، وهو كثير في كلم الشعراء. ً ً ّ ّ المشاكلة المشاكلة: وهي أن يستعير المتكلم لشيء لفظا ليصح اطلقه على المستعار له إل مجازا، وانما ً ّ ً ّ يستعير له هذا اللفظ لوقوعه في سياق ما يصح له، كما في الدعاء: )غير سوء حالنا بحسن حالك( ّ )41( فإن ال تعالى ل حال له، وانما استعير له الحال بمناسبة سياق )حالنا( وكقوله تعالى: )تعلم ما في نفسي ول أعلم ما في نفسك()51( فإن ال تعالى ل نفس له، وإنما عبر بها للمشاكلة، ّ وكقوله: ً قلت اطبخوا لي جبة وقميصا قالوا اقترح شيئا نجد لك طبخه ق ً أي: خيطوا لي جبة وقميصا، فأبدل الخياطة بلفظ الطبخ لوقوعها في سياق طبخ الطعام. ً ّ ّ المزاوجة المزاوج: وهي المشابهة وذلك بأن يزاوج المتكلم ويشابه بين أمرين في الشرط والجزاء، فيرتب ّ على كل منهما مثل ما رتب على الخر، كقوله: تجانبت عنه وأكدت فيه ّ إذا قــال قول فأكد فيه ق ً ّ رتب التأكيد على كل من قول المتكلم وتجانب السامع. ّ الطي والنشر الطي والنشر، ويسمى اللف والنشر أيضا، وهو: أن يذكر أمورا متعددة، ثم يذكر ما لكل واحد منها ً ً ّ ّ من الصفات المسوق لها الكلم، من غير تعيين، اعتمادا على ذهن السامع في إرجاع كل صفة إلى ً موصوفها، وهو على قسمين: 1 ـ أن يكون النشر فيه على ترتيب الطي، ويسمى باللف والنشر المرتب كقوله: ّ ّ ّ في الحادثات إذا دجون نــجوم آرائهم ووجــوهم وسيوفهم ق تجلو الدجى والخريات رجـوم منها معالـم للهدى ومصابح ق فالراء معالم للهدى، والوجوه مصابح للدجى، والسيوف رجوم. 2 ـ أن يكون النشر فيه على خلف ترتيب الطي، ويسمى باللف والنشر المشوش، نحو قوله تعالى: ّ ّ ّ )فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضل من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب() ّ ً ّ 61( فابتغاء الفضل في النهار وهو الثاني، والعلم بالحساب لوجود القمر في الليل وهو الول، فكان ّ على خلف الترتيب. الجمع الجمع: وهو أن يجمع المتكلم بين أمرين أو أكثر في حكم واحد، كقوله تعالى: )المال والبنون زينة ّ الحياة الدنيا()71( وقوله سبحانه: )إنما الخمر والميسر ولنصاب والزلم رج ٌ من عمل س ُ ُ ّ الشيطان فاجتنبوه()81(، وكقوله: مفسدة للـمرء أي مــفسدة ّ ان الشباب والفراغ والجده ق ّ التفريق 75 التفريق: وهو أن يفرق بين أمرين من نوع واحد في الحكم، كقوله تعالى: )وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح اجاج()91(. ُ التقسيم التقسيم: وهو أن يأتي بمتعدد ثم يحكم على كل واحد منها بحكم، كقوله تعالى: )كذبت ثمود وعاد ّ ْ ّ بالقارعة فأما ثمود فاهلكوا بالطاغية وأما عاد فاهلكوا بريح صرصر عاتية()02(. ُ ُ ّ وقد يطلق التقسيم على أمرين آخرين: 1 ـ على استيفاء أقسام الشيء، كقوله تعالى: )يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو ُ ً يزوجهم ذكرانا واناثا ويجعل من يشاء عقيما()12( فإن المر ل يخلو من هذه القسام الربعة. ّ ً ً ً ّ 2 ـ على استيفاء خصوصيات حال الشيء، كقوله تعالى: )فسوف يأتي ال بقوم يحبهم ويحبونه ّ ّ أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل ال ول يخافون لومة لئم()22(. ّ ّ الجمع والتفريق الجمع والتفريق وهو أن يجمع بين أمرين في شيء واحد، ثم يفرق بينهما في ما يختص بكل واحد منهما، كقوله: لكـــن ذا نــابع والقلـــب مغلوف قلب الحبيب وصخر الصم من حجر ق الجمع والتقسيم الجمع والتقسيم: وهو أن يجمع بين متعدد ثم يقسم ما جمع، أو يقسم أول ثم يجمع، فالول كقوله: ً ّ ّ تشقى به الــروم والصلبان والـبيع حتــى أقـام على أرباض خرشنة ق والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا للرق مـا نسلوا والقتل ما ولدوا ق والثاني كقوله: أو حاولوا النفع في أشياعهم نفـعوا قــوم إذا حـاربوا ضروا عدوهم ق ُ ان الخلئق فــاعلــم شرهــا الـــبدع ّ ّ سجية تلك فــيهم غــير مــحدثة ق الجمع مع التفريق والتقسيم الجمع مع التفريق والتقسيم: وهو أن يجمع بين أمرين في شيء واحد ثم يفرق بينهما بما ّ ّ يخ ّ كل منهما ثم يقسم ما جمع، نحو قوله تعالى: )يوم يأتي لتكلم نفس إل بإذنه فمنهم ّ ّ ّ ّ ص ّ شقي وسعيد، فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق، خالدين فيها ما دامت ّ ّ ّ السماوات والرض إل ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد، وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين ّ ُ ّ ّ ّ ّ ّ ّ فيها ما دامت السماوات والرض إل ما شاء ربك عطاءا غير مجذوذ()32( جمع النفس في ً ّ ّ عدم التكلم ثم فرق بينها بأن بعضها شقي وبعضها سعيد، ثم قسم الشقي والسعيد إلى ما لهم ّ ّ ّ ّ ّ هناك في الخرة من الثواب والعقاب. المبالغة المبالغة: وهي الفراط في الشيء، وتنقسم إلى ثلثة أقسام: 85 1 ـ التبليغ، وهو أن يكون الدعاء ممكنا عقل وعادة، كقوله: ً ً مــليكمـهم كـالفرقــد جــاء رجـال البلد ق فإن مجي جميع رجال البلد ممكن عقل وعادة. ً ْ في أرض نجد وما فرد لهم برجا أباد عسكرنا ما دب أو درجـــا ق فإن البادة ممكنة عقل، مستحيلة عادة. ً 2 ـ الغلو، وهو أن يكون الدعاء مستحيل عقل وعادة، كقول الغالي: ً ً آياتــه احياء عظــــــم رمــــيم ان الوصــــي هـو الله وأنما ق فإن الوهية علي )عليه السلم( مستحيلة عقل وعادة. ً المغايرة المغايرة: وهي ـ أن، يمدح المتكلم شيئا ثم يذمه، أو بالعكس، كقوله: ّ ً ّ وأخـــزاها حــــوادث مـــاحــقات جـــزى ال الــحوادث منجيات ق فإن الحادثة قد ترفع الشخص وقد تضعه. تأكيد المدح تأكيد المدح بما يشبه الذم، وهو على ثلثة أقسام: ّ 1 ـ أن يأتي بمستــثـــنـــى فيه معنى المــــدح معمو ً لفعل فيـــه معنى الذم، نحو قوله تعالى: ّ ل )وما تنقم منا إل أن آمنا بأيات ربنا()42(. ّ ّ ّ 2 ـ أن يستثني صفة مدح من صفة ذم منفية عن الشيء، نحو قوله: ّ بــهن فلول من قـراع الكـــتائب ّ ول عيب فيهم غير أن سيوفهم ق ّ 3 ـ أن يثبت صفة مدح لشيء ثم يأتي بعدها بأداة استثناء أو استدراك يعقبها بصفة مدح ّ اخرى، نحو قوله: ُ ً جواد فما يبقى مــن المال باقيا فتى كملت أوصـــافه غيـــر أنه ق ّ ونحو قوله في مثال الستدراك: ولكــنها يــوم الهيـــاج صخــور وجوه كاظهار الـرياض نضارة ق ّ تأكيد الذم تأكيد الذم بما يشبه المدح، وهو على قسمين: 1 ـ أن يثبت صفة ذم لشيء ثم يأتي بعدها بأداة استثناء أو استدراك يعقبها بصفة ذم اخرى ُّ ّ ّ كقوله: )كله ذم سوى أن محياه قبيح). ّ 2 ـ أن يستثني صفة ذم من صفة مدح منفية عن الشيء، كقوله: ّ أراه فـــي الحمـــق ل يجــــــارى ُ خل مــــن الفضل غـــير أني ق ّ التوجيه التوجيه: وهو أن يؤتى بكلم يحتمل أمرين متضادين كالذم والمدح، والدعاء له وعليه، كقوله - في ّ 95 خياط اسمه عمرو، وكان أعور -: ّ لـيــت عينيــــــــــه ســـواء خــــاط لــي عمــرو قبــاءأ ق ً أمـــديـح أم هجــــــــاء قلت شعــرا لــــــيس يــــدري ق ً والفرق بين التوجيه والتورية: أن التورية ل تكون إل فيما له معنيان بأصل الوضع، بخلف التوجيه. نفي الشيء بإيجابه نفي الشيء بإيجابه: وهو أن ينفعي شيئا عن شخص فيوهم اثباته له في الجملة، نحو قوله تعالى: ً )رجال ل تلهيهم تجارة ول بيع عن ذكر ال()52(. وكقوله للخليفة: تــــرجو ول لــــهو ول أولد لم يشغلنك عن الجهاد مكاسب ق ُ ََ ْ فإنه يوهم اشغال المكسب له في الجملة - كما في الولد - مع أنه ل كسب للخليفة. القول بالموجب القول بالموجب: وهو أن يحمل كلم الغير على خلف مراده، كقوله: لـقد صدقوا ولكن عن ودادي وقــــالوا قد صفت مـــنا قلوب ق ّ فإنهم أرادوا الخلوص له، فحمله الشاعر على الخلو من وداده. ّ ائتلف اللفظ والمعنى ّ ّ ائتلف اللفظ والمعنى: وهو أن يختار للمعنى المقصود ألفاظ تؤديه بكمال الوضوح، كقوله ـ في الذم ُ ـ: تـــكر علـــى صفي تميم لــولت ّ ّ ّ ولو أن برغوثا على ظهر قملــة ق ً وكقوله في المدح: هتكنا حجاب الشمس أو قطرت دما اذا مـــــا غضبنا غضبة مــضرية ق التفريع التفريع: وهو جعل الشيء فرعا لغيره وذلك بأن يثبت لمتعلق أمر حكما بعد أن يشتبه لمتعلق آخر ّ ُ ً ّ ُ ً على نحو يشعر بالتفريع، كقوله: ُ فقهــــــه ينفــــــــــي البــــــــــدع طبــــــــــــه يــــــــنفي الــــــمرض ق ّ فله ال طبيبا وفقيها متبع ً ّ ً الستتباع الستتباع: وهو الوصف بأمر على وجه يستتبع الوصف بأمر آخر، مدحا أو ذما، مدحا كقوله: ً ً ً فـــــــــــكأنما ألفاظه مـــــــــن ماله سمح البديهة لــيس يــمسك لفظه ق وذما، كقوله ـ في قاض رد شهادته برؤية هلل شوال ـ: ٍ ّ ّ 06 أم تــــــــــــــــراه يــــــــتعامـــــــــى عـــــــــــيد أمــــــوال اليتــــــامــــى أتــــــــــــــرى القاضــــي أعمــى ق سرق العيـــــــــد كــــــــــــأن الـــ ق ّ السلب واليجاب السلب واليجاب: وهو أن يسلب صفة مدح أو ذم عن الجميع ليثبتها لمن قصد، فالمدح كقوله: غـــــــير سلمى فخلقها من فضائل كـــــــل شخص لقـــيت فيــه هنـات ق والذم، كقوله: )ل أرى في واحد ما فيه من جمع الرذائل(. ويسمى السلب واليجاب: الرجوع أيضا بمعنى العود على الكلم السابق بالنقض لنكتة، كقوله: ً ّ بلــى وأبيكم ضـــاع فــــهو يضوع وما ضاع شعري عندكم حين قلته ق البداع البداع: وهو أن يكون الكلم مشتمل على جملة من المحسنات البديعية، كقوله تعالى: )وقيل يا ً أرض ابلعي مائك ويا سماء اقلعي وغيض الماء وقضي المر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم ُ ً ّ ُ الظالمين()62(. قيل: أنه يوجد في هذه الية الكريمة اثنان وعشرون نوعا من أنواع البديع اشيرها إليها في ً ّ المفصلت. ّ وكقوله: حــيا مـــن حـــــياء منك والتطم البحر فضحت الحيا والبحر جودا فقد بكى الـ ق ً َ السلوب الحكيم السلوب الحكيم: وهو اجابة المخاطب بغير ما سأل، تنبيها على كون الليق هو السؤال عما وقع ّ ً عنه الجواب، كقوله تعالى: )يسألونك عن الهلة قل هي مواقيت للناس والحج()72( فإنهم لما لم ّ ّ ّ يكونوا يدركون سبب اختلف أشكال الهلل، اجيبوا بما ينبغي السؤال عنه، وهو فائدة اختلف الهلة. ّ وكقوله: قـــــــال: ثقلت كـاهلي باليادي ّ قـــــلت: ثقلت إذ أتيت مـرارا ق ً ُ ُ قلت: أبرمت، قال: حبل ودادي ُ قلت: طولت، قال أوليت طول ق َ َ ً ّ تشابه الطراف تشابه الطراف: وهو أن يكون بدء الكلم وختامه متشابهين لفظا أو معنى: ً الول: وهو التشابه في اللـّـفــــظ كقوله تعالى: )مثل نــــوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري()82(. ٌ ّ ّ ّ الثاني: وهو التشابه في المعنى كقوله: عند البصير كمثل طعم العلقم سم زعــــاف قـولـه وفعاله ق فإن العلقم يناسب السم في المذاق. ّ العكس 16 العكس: وهو أن يكون الكلم المشتمل على جزئين أو أكثر، في فقرتين، فيقدم ما أخره في الفترة ّ الولى، ويؤخر ما قدمه، كقوله تعالى: )ل هن حل لهم ول هم يحلون لهن()92( وكقوله: ّ ّ ّ ّ ّ ّ ُ مـت وجدا يا سادتي في هـواكم ّ َ ً في هواكم يا سادتي مت وجدا ق ً ّ الهزل الهزل: وهو أن يأتي بهزل يراد به الجد، كقوله: ّ فقل: عد عن ذا كيف أكلك العنب َّ إذا ما جاهلي أتاك مـــفاخرا ق ً الطراد الطراد: وهو أن يأتي باسم من يقصده واسم آبائه على ترتيب تسلسلهم في الولدة بل تكلف في ّ السبك، كقوله: بعتيبة بن الحــارث بـن شهاب إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم ق ومنه قوله )صـــلى ال عليه وآله وسلم(: الكريم ابن الـــكريـــم ابن الكريم ابن الكريم: يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم)03(. تجاهل العارف تجاهل العارف: وهو أن يرى المتكلم نفسه جاهل، مع أنه عالم، وذلك لنكتة كقوله: )أمنزل الحباب ً ّ ما لك موحشا)...؟ ً أما إذا وقع مثل ذلك في كلم ال سبحانه، كقوله تعالى: )وما تلك بيمينك ياموسى()13( أو في كلم أوليائه، فل يسمى بتجاهل العارف، بل يسمى حينئذ: ايراد الكلم في صورة الستفهام لغاية. ّ ّ 1 ـ النعام: 06. 2 ـ البقرة: 581. 3 ـ النجم: 34. 4 ـ آل عمران: 62. 5 ـ المائدة: 44. 6 ـ الزمر: 9. 7 ـ الليل: 5 ـ 01. 8 ـ البقرة: 61. 9 ـ النعام: 301. 01 ـ الرحمن: 5 ـ 6. 11 ـ العنكبوت: 04. 21 ـ العراف: 43. 31 ـ يس: 18. 41 ـ مستدرك الوسائل: 844/7 ب 41 ح 3268. 51 ـ المائدة: 611. 61 ـ السراء: 21. 71 ـ الكهف: 64. 81 ـ المائدة: 21. 91 ـ فاطر: 21. 02 ـ الحاقة: 4 ـ 6. 12 ـ الشورى: 94 ـ 05. 26 المائدة: 45. هود: 501 ـ 801. العراف: 621. النور: 73. هود: 44. البقرة: 981. النور: 53. الممتحنة: 01. بحار النوار: 812/21 ب 9 ح 1. طه: 71. ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ 22 32 42 52 62 72 82 92 03 13 الفصل الثاني : المحسنات اللفضية 36 الجناس الجناس: وهو تشابه لفظين، مع اختلفهما في المعنى، وهو قسمان: 1 ـ لفظي. 2 ـ معنوي. أقسام الجناس اللفظي الجناس اللفظي على أقسام: 1 ـ الجناس التام: وهو ما اتفق فيه اللفظان المتجانسان في أمور أربعة: نوع الحروف، وعددها، وهيئتها، وترتيبها مع اختلف المعنى، كقوله تعالى: )ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة()1( فالمراد بالساعة الولى: يوم القيامة، وبالساعة الثانية: جزء من الزمان. 2 ـ الجناس غير التام: وهو ما اختلف اللفظان في أحد المور الربعة المذكورة )النوع والعدد والهيئة والترتيب(. فالختلف في عدد الحرف، نحو: )دوام الحال محال(. وفي نوعه: كقوله تعالى: )ذلك بما كنتم تفرحون في الرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون() ّ 2(. وفي هيئته: نحو: )الجد في الجد والحرمان في الكسل(. ِّ َّ وفي ترتيبه: نحو: )رحم ال من فك كفه وكف فكه(. ّ ّ ّ ّ 3 ـ الجناس المطلق: وهو توافق اللفظين في الحروف وترتيبها، بدون أن يجمعهما اشتقاق، نحو: )غفار، غفر ال لها(. ِ وإن جمعهما اشتقاق سمي جناس الشتقاق، نحو قوله تعالى: )ل أعبد ما تعبدون ول أنتم عابدون ما أعبد()3(. 4 ـ الجناس المذيل: وهو ما يكون الختلف بأكثر من حرفين في آخره، كقوله: ّ تـــصول بأسياف قواض قواضب يمدون من أيد عواص عواصم 5 ـ الجناس المطرف: وهو ما يكون الختلف بزيادة حرفين في أوله، كقوله: ّ لشكري على تلك اللطائف طائف وكــــم غرر مـــن بره ولطائف ّ 6 ـ الجناس المضارع: وهو ما يكون باختلف اللفظين في حرفين، مع قرب مخرجهما، كقوله تعالى: )وهم ينهون عنه وينئون عنه()4(. 7 ـ الجناس اللحق: وهو ما يكون باختلف اللفظين في حرفين، مع بعد مخرجهما، كقوله تعالى: )ويل لكل همزة لمزة()5(. ّ َُ ٍ َُ ٍ 8 ـ الجناس التلفظي: وهو ما اختلف ركناه خطا مع اتحادهما في التلفظ، كقوله: ّ ً ّ إن لم يـــــكن أحق بالحسن فمن ُ ً اعــــذب خـــلق ال نطقا وفمـا ً فالول تنوين، والثاني نون. 9 ـ الجناس المحرف: وهو ما اختلف اللفظان في هيئات الحروف من حيث الحركات، نحو: )جبة ُ ّ البرد جنة البرد(. ُ ُّ َ 01 ـ الجناس المصحف: وهو ما اختلف اللفظان من حيث التنقيط، بحيث لو زالت النقط لم يتميز ّ َُ ّ ّ أحدهما عن الخر، ككتاب كتبه أمير المؤمنين عليه السلم إلى معاوية: )غرك عزك فصار قصار ّ َ َّ ذلك ذلك، فاخش فاحش فعلك، فعلك تهدى بهذي()6(. ّ ُّ 46 11 ـ الجناس المركب: وهو ما اختلف اللفظان من حيث التركيب والفراد، كقوله: ّ فــدعه فــدولته ذاهبة إذا ملك لم يكن ذا هبة