المدارس اللسانية

April 25, 2018 | Author: Anonymous | Category: Documents
Report this link


Description

‫مقدمة‬ ‫تمهيد‬ ‫بسم ال الرحمن الرحيم‬ ‫الفصل الول: علم المعاني‬ ‫الحمد لالفصل العالمين علم البيان والسلم على محمد وآله الطاهرين، ولعنة ال على أعدائهم أجمعين الى‬ ‫رب الثاني: والصلة‬ ‫يوم الدين.‬ ‫الفصل الثالث: علم البديع‬ ‫وبعد، فهذا موجز في )البلغة( تأليف محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي، أسأله تعالى أن يوفقني‬ ‫للتمام، وينفع بها الطلب، ويتقبلها بقبول حسن.‬ ‫تمهيد‬ ‫كان العرب يتكلمون بلسانهم على قريحتهم، ولما أن نــــزل القرآن الحكيم، ووردت السنة المحمدية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫)صلى ال عليه وآله وسلم( بهذه اللغة المباركة، أخذ المسلمون يتوسعون في استقصاء قواعدها،‬ ‫وضبط كل كبيرة وصغيرة، وكلية وجزئية ترتبط بهذه اللغة.‬ ‫ّ‬ ‫ولذلك نرى هذه اللغة دون سواها من لغات العالم في ازدهار مستمر، وتوسع وتفوق.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وقد وضع علم الصرف، للعلم بأحوال البنية وتصريف الكلمة.‬ ‫ووضع علم النحو، للعلم بأحوال العراب والبناء.‬ ‫ووضع علم اللغة، للعلم بمعاني الكلمات واللفاظ.‬ ‫ووضع علم العروض، للعلم بالوزان ونظم الشعر.‬ ‫ووضع علم التجويد، للعلم بكيفية الداء والتحسين.‬ ‫ووضع علم البلغة ـ وهو المقصود في هذا الكتاب ـ للعلم بالتركيب الواقع في الكلم.‬ ‫وقد قسموا هذا العلم إلى ثلثة أقسام:‬ ‫1 ـ )علم المعاني( وهو العلم بما يحترز به عن الخطأ في تأدية المعنى الذي يريده المتكلم كي يفهمه‬ ‫السامع بل خلل وانحراف.‬ ‫2 ـ )علم البيان( وهو العلم بما يحترز به عن التعقيد المعنوي، كي ل يكون الكلم غير واضح الدللة‬ ‫على المعنى المراد.‬ ‫3 ـ )علم البديع( وهو العلم بجهات تحسين الكلم.‬ ‫فـ)المعاني( و)البيان( وضعا لمعرفة التحسين الذاتي، و)البديع( وضع لمعرفة التحسين العرضي.‬ ‫الفصل الول : علم المعاني‬ ‫الفصاحة والبلغة‬ ‫1‬ ‫في الخبر‬ ‫في النشاء‬ ‫في المسند إليه‬ ‫في المسند‬ ‫في الطلق والتقييد‬ ‫في القصر‬ ‫في الوصل والفصل‬ ‫في اليجاز والطناب والمساواة‬ ‫الفصاحة‬ ‫)الفصاحة( في اللغة: بمعنى البيان والظهور، قالى تعالى: )وأخي هارون هو أفصح مني لسانا()‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫1(.‬ ‫وفي الصلح: عبارة عن اللفاظ الظاهرة المعنى، المألوفة الستعمال عند العرب.‬ ‫وهي تكون وصفا للكلمة والكلم والمتكلم يقال: كلمة فصيحة، وكلم فصيح، ومتكلم فصيح.‬ ‫ً‬ ‫فصاحة الكلمة‬ ‫فصاحة الكلمة هي: خلوص الكلمة من المور التالية:‬ ‫1 ـ من تنافر الحروف، بأن ل تكون الكلمة ثقيلة على السمع، صعبة على اللسان، فنحو )هعخع(:‬ ‫اسم بنت ترعاه البل، متنافر الحروف.‬ ‫2 ـ ومن غرابة الستعمال، وهي كون الكلمة غير ظاهرة المعنى، ول مألوفة الستعمال عند العرب،‬ ‫حتى ل يفهم المراد منها، لشتراك اللفظ، أو للحتياج الى مراجعة القواميس، فنحو )مسرج( و(‬ ‫ّ‬ ‫تكأكأتم( غريب.‬ ‫قال الشاعر:‬ ‫وفــاحما، ومــرسنا مسرجا‬ ‫ّ‬ ‫ًِ‬ ‫ً‬ ‫ومـــقلة وحاجـــبا مـــرجـّـجا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وقال عيسى بن عمروا النحوي ـحين وقع من حماره واجتمع عليه الناس ـ )ما لكم تكأكأتم علي،‬ ‫ّ‬ ‫كتكأكئكم على ذي جنة، إنفرقعوا عني(.‬ ‫ّ‬ ‫3 ـ ومن مخالفة القياس: بأن تكون الكلمة شاذة، على خلف القانون الصرفي المستنبط من كلم‬ ‫2‬ ‫العرب، فنحو )الجلل( مخالف للقياس، والقياس )الجل( بالدغام.‬ ‫قال أبو النجم:‬ ‫الواحــد الــفرد الــقديم الول‬ ‫الـــــحمد ل الــعلي الجــلل‬ ‫4 ـ ومن الكراهة في السمع، بأن تكون الكلمة وحشية، تمجها السماع، كما تمج الصوات المنكرة،‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫نحو( الجرشى( بمعنى: النفس.‬ ‫قال المتنبي:‬ ‫ْ‬ ‫كريم الجرشى شريف النسب‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫مـــبارك السم أغـــر اللقب‬ ‫ّ‬ ‫والحاصل:‬ ‫انه إذا كان في الكلمة شيء من هذه الربعة، كانت غير فصيحة، فاللزم على الفصيح اجتناب هذه‬ ‫المور.‬ ‫فصاحة الكلم‬ ‫فصاحة الكلم هي: خلوص الكلم من المور التالية:‬ ‫1- من عدم فصاحة بعض كلماته، فإذا اشتمل كلم على كلمة غير فصيحة ـ كما تقدم ـ سقط الكلم‬ ‫ّ‬ ‫عن الفصاحة.‬ ‫2- ومن تنافر الكلمات المجتمعة، بأن يكون بين كلماته تنافرا، فتثقل على السمع، وتعسر على‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫النطق، نحو هذين البيتين:‬ ‫ُ‬ ‫وليس قــرب قـبر حـرب قـبر‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وقــب رحــرب بــمكان قفــــر‬ ‫وقال أبو تممام:‬ ‫ّ‬ ‫معي وإذا ما لمته لمته وحدي‬ ‫كــريم متى أمــدحه والــورى‬ ‫3- ومن ضعف التأليف: بأن يكون الكلم جاريا على خلف قوانين النحو المستنبطة من كلم العرب،‬ ‫ً‬ ‫كوصل ضميرين وتقديم غير العرف نحو: )اعاضهاك( في قول المتنبي:‬ ‫ّ‬ ‫فاعاضهاك ال كــي ل تحزنا‬ ‫خلت البلد من الغزالة ليلهـا‬ ‫4- ومن التعقيد اللفظي، بأن تكون الكلمات مرتبة على خلف ترتيب المعاني.‬ ‫ّ‬ ‫قال المتنبي:‬ ‫شيم على الحسب الغر دلئل‬ ‫ٌ‬ ‫جفخت وهم ل يجفخون بها بهم‬ ‫ْ‬ ‫والصل: جفخت بهم شيم دلئل على الحسب الغر وهم ل يجفخون بها.‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫5 ـ ومن التعقيد المعنوي: بأن يكون التركيب خفي الدللة على المعنى المراد بسبب ايراد اللوازم‬ ‫البعيدة، المحتاجة الى إعمال الذهن، حتى يفهم المقصود.‬ ‫قال عباس بن الحنف:‬ ‫وتسكب عيناي الدموع لتجمدا‬ ‫سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا‬ ‫أردا بجمود العين: الفرح والسرور الموجب لعدم البكاء، وهذا خلف المعنى المتفاهم.‬ ‫6- ومن كثرة التكرار، بأن يكرر اللفظ الواحد، فيأتي به مرتين أو أزيد.‬ ‫قال الشاعر:‬ ‫لقائل يا نصر نصر نصرا‬ ‫اني واسطار سطرن سطرا‬ ‫7- ومن تتابع الضافات، بأن تتداخل الضافات.‬ ‫3‬ ‫قال ابن بابك:‬ ‫فأنت بمــــرأى مـــن سعاد ومسمع‬ ‫حمامة جرعى حومة الجندل اسجعي‬ ‫والحاصل:‬ ‫انه إذا كان في الكلم أحد هذه المور السبعة كان غير فصيح.‬ ‫فصاحة المتكلم‬ ‫فصاحة المتكلم عبارة: عن أن يكون المتكلم ذا ملكة يقتدر بها على التعبير عن المقصود، بكلم‬ ‫ّ‬ ‫فصيح، والملكة تحصل بطول ممارسة الكلم الفصيح، بأن يكون في بيئة عربية فصيحة، أو يمرن‬ ‫ّ‬ ‫نفسه بكلمات الفصحاء كثيرا، كل ذلك وللذوق مدخل عظيم.‬ ‫ً‬ ‫البلغة‬ ‫)البلغة( في اللغة: بمعنى الوصول والنتهاء، قال تعالى: )ولما بلغ اشده()2( أي وصل.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وفي الصطلح:‬ ‫ل‬ ‫1 ـ أن يكون مطابقا لمقتضى الحال، بأن يكون على طبق مستلزمات المقام، وحالت المخاطب، مث ً‬ ‫ً‬ ‫لمقام الهول كلم، ولمقام الجد كلم، ومع السوقة كلم. ومع كلم الملوك كلم.. وهكذا.‬ ‫2 ـ وان يكون فصيحا ـ على ما تقدم ـ..‬ ‫ً‬ ‫والبلغة تقع وصفا للكلم وللمتكلم، فيقال: كلم بليغ، ومتكلم بليغ، ول يقال: كلمة بليغة.‬ ‫ً‬ ‫بلغة الكلم‬ ‫)بلغة الكلم( عبارة عن: أن يكون الكلم مطابقا لما يقتضيه حال الخطاب، مع فصاحة الفاظ مفرداته‬ ‫ً‬ ‫ومركباته، فلو تكلم في حال الفرح مثل ما يتكلم في حال الحزن، أو العكس، أو تكلم في حال الفرح‬ ‫بكلم يتكلم به في هذه الحال لكن كانت اللفاظ غير فصيحة، ل يسمى الكلم بليغا.‬ ‫ً‬ ‫ثم إن المر المقتضى للتيان بالكلم على كيفية ما، يسمى:‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ )مقاما( باعتبار حلول الكلم فيه.‬ ‫ً‬ ‫2 ـ )حا ً( باعتبار حالة المخاطب أو المتكلم أو نحوهما.‬ ‫ل‬ ‫والقاء الكلم على هذه الصورة التي اقتضاها الحال يسمى )مقتضى( فقولهم: )مقتضى الحال( أو‬ ‫)مقتضى المقام( بمعنى الكيفية التي اقتضاها الحال أو المقام.‬ ‫مثل: يقال عند كون الفاعل نكرة، حين يتطلب المقام التنكير: هذا الكلم مطابق لمقتضى الحال.‬ ‫ً‬ ‫إذا: فالحال والمقام شيء واحد، وانما الختلف بالعتبار.‬ ‫ً‬ ‫بلغة المتكلم‬ ‫)بلغة المتكلم( عبارة عن: ملكة في النفس يقتدر بها صاحبها على تأليف كلم بليغ، بحيث يكون‬ ‫مطابقا لمقتضى الحال، فصيحا.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وقد عرف )ابن المعتز( الكلم البليغ بكلم بليغ، فقال: )ابلغ الكلم: ما حسن ايجاده، وقل مجازه،‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وكثر اعجازه، وتناسبت صدوره وأعجازه(.‬ ‫1 ـ القصص: 43.‬ ‫4‬ ‫2 ـ يوسف: 22. القصص: 41. الحقاف: 51.‬ ‫أقسام الكلم‬ ‫الكلم إما خبر وإما إنشاء، ولنتكلم الن عن الخبر:‬ ‫والخبر: هو ما يحتمل الصدق والكذب، نحو: محمد جالس، فإن كان هذا الكلم مطابقا للواقع، بأن كان‬ ‫ً‬ ‫محمد جالسا، كان الكلم صدقا، وإن لم يكن مطابقا للواقع، بأن لم يكن محمد جالسا، كان كذبا.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫والغالب في الخبر أن يلقى لحد أمرين:‬ ‫1- افادة المخاطب الحكم الذي تضمنه الخبر وذلك فيما إذا كان المخاطب جاهل، كقولك: )ال ربنا(‬ ‫ً‬ ‫للطبيعي. وهذا القسم يسمى: )فائدة الخبر(.‬ ‫2 ـ افادة المخاطب أن المتكلم عالم أيضا وأنه يعلم الخبر، وذلك فيما إذا كان المخاطب عالما، كقولك:‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫)أنت حفظت القرآن( لمن كان حافظا للقرآن. ويسمى هذا القسم: )لزم فائدة الخبر(.‬ ‫ً‬ ‫وقد تأتي بالكلم لغراض اخر، غير هذين مثل:‬ ‫1 ـ السترحام، نحو: )الهي عبدك العاصي اتاكا..(.‬ ‫2 ـ اغراء المخاطب بشيء، نحو: )وليس سواءا عالم وجهول(.‬ ‫ً‬ ‫3 ـ اظهار الضعف والخشوع، كقوله تعالى: )قال رب اني وهن العظم مني..()1(.‬ ‫4 ـ اظهار التحسر على شيء محبوب، كقوله تعالى: )قالت رب اني وضعتها انثى()2(.‬ ‫5 ـ اظهار الفرح، كقوله تعالى )جاء الحق..()3(.‬ ‫6 ـ التوبيخ، كقولك: )أنا أعلم فيم أنت!(.‬ ‫7 ـ التحذير، نحو )أبغض الحلل الطلق()4(.‬ ‫8 ـ الفخر، نحو: )أنا سيد ولد آدم ول فخر()5(.‬ ‫9 ـ المدح، نحو: )فإنك شمس والملوك كواكب..(.‬ ‫01 ـ التذكير بأمر، كالتفاوت بين المراتب، نحو: )ليستوي كسلن ونشيط(.‬ ‫أقسام الخبر‬ ‫ينقسم الخبر الى:‬ ‫1- البتدائي، وهو ما يستعمل حين يكون المخاطب خالي الذهن من الخبر، كقولك ـ لمن ل يعلم كون‬ ‫القبلة في طرف الجنوب من العراق ـ: )القبلة في العراق نحو الجنوب(.‬ ‫2- الطلبي، وهو ما يستعمل حين يكون المخاطب شاكا في الخبر، طالبا العلم به، كقولك ـ لمن شك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫في سقوط حكومة ـ: )الحكومة سقطت(. ويستحسن في هذه الحال تأكيد الخبر بمؤكد.‬ ‫3 ـ النكاري، وهو ما يستعمل حين يكون المخاطب منكرا، كقولك للنصراني: )وال محمد صلى ال‬ ‫ً‬ ‫عليه وآله وسلم نبي(. وفي هذه الحال يؤتى بالخبر مؤكدا بالقسم أو حرف التنبيه المؤكد أو نحوهما.‬ ‫ً‬ ‫لكن ربما يؤكد الخبر لشرف الحكم، وان لم يكن المخاطب مترددا أو منكرا، كقولك: )ان النجاة في‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الصدق()6(.‬ ‫واذا جئنا بالتأكيد على حسب ما ذكرنا، سمي الكلم: مطابقا لمقتضى الظاهر.‬ ‫ً‬ ‫وأما اذا لم نأت بالتأكيد في مورد التأكيد، أو أتينا بالتأكيد في غير مورده، فإن كان هناك اعتبار‬ ‫بلغي كان حسنا، وال فل.‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫5‬ ‫العدول عن مقتضى الظاهر‬ ‫وقد ذكروا للعدول عن مقنضى الظاهر لعتبار بلغي موارد:‬ ‫1 ـ تنزيل العالم منزلة الجاهل، لعدم جريه على موجب علمه، فيلقى إليه الخبر كما يلقى الى الجاهل‬ ‫تقول لمن ل يصلي، وهو عالم بوجوب الصلة: )الصلة واجبة( من غير تأكيد.‬ ‫2- تنزيل خالي الذهن منزلة المتردد السائل، قال تعالى: )وما أبرء نفسي إن النفس لمارة بالسوء(‬ ‫)7( فإن قوله: ان النفس.. أكدت لنه تقدم ويشير الى الخبر المقتضي لتردد المخاطب.‬ ‫3- تنزيل غير المنكر منزلة المنكر، اذا ظهرت امارة النكار، كقوله:‬ ‫ان بني عمك فيهم رماح‬ ‫ّ‬ ‫جاء شقيق عارضا رمحه‬ ‫ً‬ ‫فشقيق ل ينكر رماح بني عمه، ولكن مجيئه واضعا رمحه على فخذه بالعرض وهو راكب، بمنزلة‬ ‫ً‬ ‫انكاره ان لبني عمه رماحا، فأكد الكلم استهزاءا به.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫4- تنزيل المتردد منزلة الخالي الذهن، كقولك لمن تردد في مجيء الشتاء: )جاء الشتاء(.‬ ‫5- تنزيل المتردد منزلة المنكر، ويدل على ذلك شدة التأكيد، وال فلو لم ينزل كان التأكيد الواحد‬ ‫كافيا، كقولك لمن يتردد في مجيء المير: )وال ان المير جاء(.‬ ‫ً‬ ‫6- تنزيل المنكر منزلة الخالي الذهن، لن عنده من الدلئل ما لو تأملها ارتدع، قال تعالى : )والهكم‬ ‫اله واحد()8(.‬ ‫7- تنزيل المنكر منزلة المتردد، ويظهر بعدم العتناء الى مزيد التأكيد مع اقتضاء المقام ذلك كقولك‬ ‫لمن ينكر نبوة محمد )صلى ال عليه وآله وسلم( أشد النكار: )ان محمدا صلى ال عليه وآله نبي(.‬ ‫ً‬ ‫وحاصل التقسيم: ان كل من المنكر والمتردد والخالي قد ينزل منزلة غيره لعتبار بلغي.‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫أقسام الخبر‬ ‫ينقسم الخبر الى قسمين:‬ ‫1- الجملة الفعلية، وهي اما مركبة من فعل وفاعل، نحو: )قال زيد( واما من فعل ونائب فاعل نحو‬ ‫ّ‬ ‫)ضرب زيد(.‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ثم إنها قد تفيد التجدد والحدوث في زمن معين، نحو قولهم في البخيل: )يعيش عيشة الفقراء‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ويحاسب حساب الغنياء(.‬ ‫وقد تفيد الستمرار التجددي شيئا فشيئا، كقول المتنبي: )تدبر شرق الرض والغرب كفه..( بمعنى‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أن شأنه المستمر تدبير الممالك.‬ ‫2- الجملة السمية، وهي ما تركبت من مبتدأ وخبر، وهي ل تفيد ال ثبوت شيء لشيء، نحو )زيد‬ ‫ّ‬ ‫شجاع( لكن إذا كان خبر المبتدأ فعل، أو كان هناك قرينة، أفادت التجدد أيضا، نحو: )الكريـــم يفرح‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بالضيف( وقوله تعالـــى: )وانك لعـــلي خلق عظيم()9(.‬ ‫مريم: 4.‬ ‫آل عمران: 63.‬ ‫السراء: 18 سبأ: 94.‬ ‫راجع المستدرك 972/51 ب 1 ح 33281.‬ ‫بحار النوار: 492/9 ب 2 ح 5‬ ‫بحار النوار: 41/07 ب 221 ح 3 )بيان( ط بيروت.‬ ‫يوسف: 35.‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫1‬ ‫2‬ ‫3‬ ‫4‬ ‫5‬ ‫6‬ ‫7‬ ‫6‬ ‫8 ـ البقرة: 361.‬ ‫9 ـ القلم: 4.‬ ‫النشاء‬ ‫حيث فرغنا عن الخبر، فلنتكلم في النشاء:‬ ‫فـ )النشاء( لغة: هو االيجاد.‬ ‫وفي الصطلح: ما ل يحتمل صدقا ول كذبا، كالمر والنهي والستفهام والتمني والنداء وغيرها، فإنك‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إذا قلت: )اللهم ارحمني( ل يصح أن يقال لك: صادق أو كاذب، نعم يصح ذلك بالنسبة الى الخبر‬ ‫ّ‬ ‫الضمني المستفاد من الكلم، وهو انك طالب للمغفرة.‬ ‫أقسام النشاء‬ ‫والنشاء ينقسم إلى )طلبي( و)غير طلبي(.‬ ‫فا لنشاء غير الطلبي: ما ليستدعي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب، وهو على أقسام:‬ ‫ً‬ ‫1 ـ المدح والذم، ويكونان بـ )نعم( و)حبذا( و)ساء( و)بئس( و)لحبذا(، نحو: )نعم الرجل زيد(‬ ‫و)وبئست المرأة هند(.‬ ‫2 ـ العقود، سواء كانت بلفظ الماضي، نحو: )بعت( و)وهبت( أم بغيره، نحو: )امرأتي طالق(‬ ‫و)عبدي حر(.‬ ‫ّ‬ ‫3 ـ القسم، سواء كان بالواو أو بغيرها، نحو: )وال( و)لعمرك(.‬ ‫َ َ‬ ‫4 ـ التعجب، ويأتي قياسا بصيغة )ما أفعله( و)أفعل به( نحو(: )ما أحسن عليا( و)أكرم بالحسين(‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وسماعا بغيرهما، نحو: )كيف تكفرون بال()1(.‬ ‫ً‬ ‫5 ـ الرجاء، ويأتي بـ )عسى( و)حرى( و)اخلولق( نحو: )فعسى ال أن يأتي بالفتح()2(.‬ ‫النشاء الطلبي‬ ‫والنشاء الطلبي: هو الذي يستدعي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب ـ حسب اعتقاد المتكلم ـ وهو‬ ‫ً‬ ‫المبحوث عنه في علم المعاني لما فيه من اللطائف البلغية، وانواعه خمسة:‬ ‫ّ‬ ‫الول: المر، وهو طلب حصول الفعل من المخاطب على سبيل الستعلء، وهو اما:‬ ‫ّ‬ ‫1 - بفعل المر نحو: )اقم الصلة لدلوك الشمس()3(.‬ ‫2 - أو بالمضارع المجزوم بلم المر نحو: )وليتق ال ربه()4( ومثله الجملة نحو:)يعيد الصلة(‬ ‫)5(.‬ ‫3 - أو باسم فعل المر نحو: )عليكم أنفسكم()6(.‬ ‫4 - أو بالمصدر النائب عن فعل المر: نحو: )ذهابا الى بيت ال(.‬ ‫ً‬ ‫قالوا: وقد تخرج صيغة المر: عن معناها الصلي ـ المتقدم ـ فيراد منها أحد المعاني التية بالقرينة،‬ ‫لكن الظاهر أنها مستعملة في معناها، وانما تختلف الدواعي، وتحقيقه في الصول)7(.‬ ‫1 ـ الدعاء، نحو: )رب أوزعني أن أشكر نعمتك()8(.‬ ‫2 ـ اللتماس، نحو: )اذهب الى الدار( تقوله لمن يساويك.‬ ‫3 ـ الرشاد، نحو: )اذا تداينتم بدين الى اجل مسمى فاكتبوه()9(.‬ ‫7‬ ‫4 ـ التهديد، نحو: )اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير()01(.‬ ‫5 ـ التعجيز، نحو: )فأتوا بسورة من مثله()11(.‬ ‫6 ـ الباحة، نحو: )وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط البيض من الخيط السود من الفجر()‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫21(.‬ ‫7 ـ التسوية، نحو: )اصبروا أو ل تصبروا()31(.‬ ‫8 ـ الكرام، نحو: )ادخلوها بسلم آمنين()41(.‬ ‫9 ـ المتنان، نحو: )فكلوا مما رزقكم ال()51(.‬ ‫ّ‬ ‫01 ـ الهانة، نحو: )كونوا حجارة أو حديدا()61(.‬ ‫ً‬ ‫11 ـ الدوام، نحو: )اهدنا الصراط المستقيم()71(.‬ ‫21 ـ التمني، كقوله: )أل أيها الليل الطويل ال انجلي..(.‬ ‫ّ‬ ‫31 ـ العتبار، نحو: )انظروا إلى ثمره إذا أثمر()81(.‬ ‫41 ـ الذن، نحو قولك: )ادخل( لمن طرق الباب.‬ ‫51 ـ التكوين، نحو قوله تعالى: )كن فيكون()91(.‬ ‫61 ـ التخيير، نحو: )فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلث ورباع()02(.‬ ‫71 ـ التأديب، نحو: )كل ما بين يديك( لمن يأكل من الطراف.‬ ‫81 ـ التعجب، نحو: )انظر كيف ضربوا لك المثال()12(.‬ ‫ّ‬ ‫النهي‬ ‫الثاني: النهي، وهو طلب المتكلم من المخاطب الكف عن الفعل، على سبيل الستعلء.‬ ‫وهو أما:‬ ‫1 ـ بصيغة المضارع المدخول عليها الل، كقوله تعالى: )ول تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل..()22(.‬ ‫2 ـ أو بالجملة الدالة على ذلك، كقولك: )حرام أن تفعل كذا(.‬ ‫قالوا: وقد يستفاد من النهي معان أخر مجازا بالقرينة، على ما يلي:‬ ‫ً‬ ‫1 - الدعاء كقوله تعالى: )ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا()32(.‬ ‫ّ‬ ‫2 - اللتماس، كقولك لخيك: )ل تفعل خلف رضاي(.‬ ‫3 - الرشاد كقوله تعلى: )ول تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم()42(.‬ ‫4 - الدوام، كقوله تعالى: )ول تحسبن ال غافل عما يعمل الظالمون()52(.‬ ‫ً َ‬ ‫5 - بيان العاقبة، كقوله تعالى: )ول تحسبن الذين قتلوا في سبيل ال أمواتا()62(.‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫6 - التيئيس، كقوله تعالى: )ل تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم()72(.‬ ‫7 - التمني، كقولك: )يا شمس ل تغربي(.‬ ‫ّ‬ ‫8 - التهديد، كقولك لولدك مهددا: )ل تذهب إلى مجالس البطالين(‬ ‫ً‬ ‫9 - الكراهة، نحو )ل تشتم الريحان في يوم الصوم(.‬ ‫01 - التوبيخ، كقوله: )ل تنه عن خلق وتأتي مثله(.‬ ‫11 - اليناس، كقوله تعالى: )ل تحزن()82(.‬ ‫21 - التحقير، كقوله: )دع المكارم ل ترحل لبغيتها..(.‬ ‫8‬ ‫الستفهام‬ ‫الثالث: الستفهام، وهو طلب الفهم، فيما يكون المستفهم عنه مجهول لدى المتكلم، وقد يكون لغير‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ذلك كما سيأتي، ويقع الستفهام بهذه الدوات:‬ ‫1 ـ الهمزة كقوله تعالى: )أراغب أنت عن آلهتي()92(.‬ ‫2 ـ هل، كقوله تعالى: )فهل أنتم منتهون()03(.‬ ‫3 ـ ما، كقوله تعالى: )أماذا كنتم تعملون()13(.‬ ‫4 ـ من، كقوله تعالى: )من فعل هذا بآلهتنا()23(.‬ ‫5 ـ أيان، كقوله تعالى: )يسئلون أيان يوم الدين()33(.‬ ‫ّ‬ ‫6 ـ أين، كقوله تعالى: )أين شركاؤكم..()43(.‬ ‫7 ـ كيف، كقوله تعالى: )كيف تكفرون بال..()53(.‬ ‫8 ـ انى، كقوله تعالى: )اني يحيى هذه ال بعد موتها()63(.‬ ‫ّ‬ ‫9 ـ كم، كقوله تعالى: )كم لبثتم في الرض عدد سنين()73(.‬ ‫01 ـ أي، كقوله تعالى: )أي الفريقين خير مقاما()83(.‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أقسام أدوات الستفهام‬ ‫تنقسم أدوات الستفهام إلى ثلثة أقسام:‬ ‫1 ـ ما يطلب به التصور.‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ ما يطلب به التصديق.‬ ‫3 ـ ما يطلب به التصور مرة، والتصديق اخرى.‬ ‫ّ‬ ‫والتصور، هو ادراك المفرد، بمعنى أن ل يكون هناك نسبة، فـ )زيد( و)عمرو( و)القرآن( و)ال(..‬ ‫ّ‬ ‫ونحوها كلها مفرد، فهي تصورات.‬ ‫ّ‬ ‫والتصديق: هو ادراك النسبة، أي نسبة الفعل الى فاعله أو المبتدأ الى خبره، فـ )زيد قائم( و)ال‬ ‫عالم()93( و)محمد صلى ال عليه وآله وسلم نبي(.. ونحوها كلها نسبة، فهي تصديقات.‬ ‫وجملة القول:‬ ‫ان العلم ان كان اذاعانا للنسبة فتصديق، وال فتصور.‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫والتصديق كما يكون في الثبات، نحو )محمد عادل( كذلك يكون في النفي، نحو )خالد فاسق(.‬ ‫همزة الستفهام‬ ‫من أدوات الستفهام الهمزة، وهي مشتركة، فتأتي تارة لطلب التصور، وأخرى لطلب التصديق.‬ ‫1- أما ما كان لطلب التصور، فيلي الهمزة المسئوول عنه، والسؤال حينئذ عن المفرد ل النسبة‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬ ‫بمعنى: أن السائل يعلم بالنسبة، وانما ل يعلم شيئا من اطرافها.‬ ‫ً‬ ‫مثل يعلم: أنه وقع فعل ما، لكن ل يعرف المسند، أو المسند اليه، أو المفعول، أو الحال، أو الظرف،‬ ‫ً‬ ‫أو الصفة.. أو نحوها.‬ ‫ففي نحو: )ضرب زيد عمرا، الفاسق، راكبا، في الصحراء( يقع المجهول بعد همزة الستفهام.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫فتقول في الجهل بالفعل: )أضربه أم قتله(؟‬ ‫9‬ ‫وتقول في الجهل بالفاعل: )أزيد الضارب أم بكر(؟‬ ‫وتقول في الجهل بالمفعول: )أعمرا المضروب أم محمدا(‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتقول في الجهل بالصفة: )أعمرا الفاسق أم التاجر(؟‬ ‫وتقول في الجهل بالحال: )أراكبا كان زيد أم راجل(؟‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتقول فيي الجهل بالظرف: )أفي الصحراء أم في البلد(؟‬ ‫وهكذا..‬ ‫وقد علم من هذه المثلة: ان النسبة معلومة، وانما المجهول مفرد من المفردات.‬ ‫2 ـ وأما ما كان لطلب التصديق، فالهمزة تدخل على الجملة، والسؤال يقع عن النسبة، كقولك: )أجاء‬ ‫زيد؟( فيما لم تعلم بالمجيء.‬ ‫ٌ‬ ‫ثم ان الغالب أن يؤتى للهمزة التي لطلب التصور بمعادل، كما عرفت في المثلة: من معادلة )أم(‬ ‫للهمزة.‬ ‫بخلف طلب التصديق فل يؤتى للهمزة بمعادل، كما تقدم في المثال.‬ ‫ثم أن جواب الهمزة التي لطلب التصور: تعيين أحد الشقين:‬ ‫فتقول في السؤال الول: )ضربه(.‬ ‫وتقول في السؤال الثاني: )زيد(.‬ ‫ٌ‬ ‫وتقول في السؤال الثالث: )عمرا(.‬ ‫ً‬ ‫وهكذا...‬ ‫بخلف الهمزة التي لطلب التصديق، فالجواب: )نعم( أو )ل(.‬ ‫هل الستفهامية‬ ‫من أدوات الستفهام: هل، وهي مختصة بطلب التصديق، فيراد بها معرفة وقوع النسبة وعدم‬ ‫وقوعها، ولذا ل يذكر معها معادل، كما يكون جوابها: )نعم( أو )ل(.‬ ‫تقول: )هل قام زيد(؟‬ ‫والجواب: )نعم( أو: )ل(.‬ ‫وتنقسم هل الى:‬ ‫1 ـ بسيطة، وهي أن يكون المستفهم عنه بها: وجود الشيء وعدمه، كما تقول: )هل العنقاء‬ ‫موجودة(؟‬ ‫2 ـ مركبة، وهي أن يكون المستفهم عنه بها: صفة زائدة على الوجود، كما تقول: )هل الخفاش‬ ‫يبصر(؟‬ ‫ما الستفهامية‬ ‫بقية أدوات الستفهام موضوعة لطلب التصور فقط، فيقع السؤال عن معناها.‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ فـ )ما(: موضوعة للستفهام عن غير العقلء، ويطلب بها احد امور ثلثة:‬ ‫الول: ايضاح السم، مثل يقال: )ما الفدوكس(؟ فيقال في الجواب: )أسد(.‬ ‫ً‬ ‫01‬ ‫الثاني: بيان حقيقة الشيء، مثل يقال: )ما السد(؟ فيقال في الجواب: )حيوان مفترس(.‬ ‫ً‬ ‫الثالث: بيان صفة الشيء، مثل يقال: )ما الحيوان(؟ فيقال في الجواب: )حساس متحرك بالرادة(.‬ ‫ً‬ ‫وهنا نكتة ل بأس بالتنبيه عليها، وهي: أن السؤال عن شيء حسب ترتيبه العقلي هكذا:‬ ‫الف ـ السؤال بـ )ما( الشارحة، تقول: )ما هي الذكاء(؟ فيقال: )الشمس(.‬ ‫ب- السؤال بـ )هل( البسيطة، تقول: )هل الشمس موجودة(؟ فيقال: )نعم(.‬ ‫ج- السؤال بـ )ما( الحقيقية، تقول )ماهي الشمس(؟ فيقال: )جرم علوي مضيء..(.‬ ‫د- السؤال بـ )هل المركبة(، تقول: )هل الشمس أصل الكون(؟ فيقال: )ل(.‬ ‫وذلك لن النسان يطلب أول معنى اللفظ، ثم وجوده، ثم حقيقته، ثم صفاته وخصوصياته.‬ ‫ً‬ ‫بقية أدوات الستفهام‬ ‫2 ـ و)من(: موضوعة للستفهام عن العقلء، كقوله تعالى: )من فعل هذا بآلهتنا(؟ )04( وقد‬ ‫ينعكس، فتستعمل )ما( للعاقل، و)من( لغيره.‬ ‫3 ـ و)متى(: موضوعه للستفهام عن الزمان، مستقبل كان أم ماضيا، نحو: )متى خلف رسول ال‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صلى ال وعليه وآله وسلم( عليا عليه السلم و)متى يظهر الحجة عليه السلم(؟‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫4 ـ و)أيان(: موضوعة للستفهام عن زمان المستقبل فقط، قال تعالى: )يسئل أيان يوم القيامة(؟ )‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫14(.‬ ‫5 ـ و)كيف(: موضـــوعــــة للستفـــهام عن الحال، قــــال تعالى: )فكيف اذا جئنا من كل أمة بشهيد‬ ‫ُّ‬ ‫وجئنا بك على هؤلء شهيدا(؟)24(.‬ ‫ً‬ ‫6 ـ و)اين(: موضوعة للستفهام عن المكان، قال تعالى: )أين شركاؤكم(؟ )34(.‬ ‫7 ـ و)أتى(: موضوعة الستفهام، وتأتي بمعنى:‬ ‫ّ‬ ‫الف ـ كيف، كقوله تعالى: )أنى يحيي هذه ال بعد موتها(؟ )44(.‬ ‫ّ ُ‬ ‫ب - وبمعنى من أين، كقوله تعالى: )يا مريم أنى لك هذا(؟ )54(.‬ ‫ّ ِ‬ ‫ج- وبمعنى متى، تقول: )زره أنى شئت؟(.‬ ‫ّ‬ ‫8 ـ و)كم(: موضوعة للستفهام عن عدد مبهم، كقوله تعالى: كم لبثتم في الرض عدد سنين( )‬ ‫64(.‬ ‫9 ـ و)أي( موضوعة للستفهام عن تمييز أحد المتشاركين في أمر يعمهما: شخصا، أو زمانا أو‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫مكانا، أو حال، أو عددا، عاقل أو غيره، قال تعالى: )أي الفريقين خير مقاما(؟ )74(.‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫خروج أدوات الستفهام من معانيها‬ ‫قالوا: وقد تخرج ألفاظ الستفهام عن معناها الصلي: وهو طلب الفهم من الجهل، فيستفهم بها عن‬ ‫الشيء مع االعلم به لغراض أخرى، وأهمها أمور:‬ ‫1 - المر، كقوله تعالى: )فهل أنتم منتهون(؟ )84(أي انتهوا.‬ ‫2 - النهي، كقوله تعالى: )أتخشونهم فال أحق أن تخشوه( )94(. أي ل تخشوهم.‬ ‫3 - التسوية، كقوله تعالى: )سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم(؟ )05(.‬ ‫4 - النفي، كقوله تعالى: )هل جزاء الحسان ال الحسان(؟ )15(.‬ ‫5 - النكار، كقوله تعالى:)أغير ال تدعون(؟ )25(.‬ ‫11‬ ‫6 - التشويق، كقوله تعالى:)هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم(؟ )35(.‬ ‫7 - الستئناس، كقوله تعالى: )وما تلك بيمينك يا موسى(؟ )45(.‬ ‫8 - التقرير، كقوله تعالى:)ألم نشرح لك صدرك(؟ )55(.‬ ‫9 - التهويل، كقوله تعالى: )وما أدراك ما الحاقة(؟ )65(.‬ ‫01 - الستبعاد، كقوله تعالى: )أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين(؟)75(.‬ ‫ّ‬ ‫11 - التعظيم كقوله تعالى: )من ذا الذي يشفع عنده إل بإذنه(؟ )85(.‬ ‫21 - التحقير، كقوله تعالى: )أهذا الذي يذكر آلهتكم(؟ )95(.‬ ‫31 ـ التعجب، كقوله تعالى: )ما لهذا الرسول يأكل الطعام(؟ )06(.‬ ‫ّ‬ ‫41 ـ التهكم، كقوله تعالى: )أصلتك تأمرك أن نترك ما كان يعبد آباؤنا(؟ )16(.‬ ‫ّ‬ ‫51 - الوعيد، كقوله تعالى:)ألم تر كيف فعل ربك بعباد(؟ )26(.‬ ‫ّ‬ ‫61 - الستبطاء، كقوله تعالى:)متى نصر ال(؟ )36(.‬ ‫71 - التنبيه على الخطأ، كقوله تعالى:)أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير(؟ )46(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫81 - التنبيه على ضلل الطريق، كقوله تعالى: )فأين تذهبون(؟ )56(.‬ ‫91 - التحسر، كقوله تعالى: )ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني الى النار(؟ )66(.‬ ‫ّ‬ ‫02 - التكثير، كقوله: )أهذا الخلق يحشر في القيامة(.‬ ‫التمني‬ ‫ّ‬ ‫الرابع)76(: التمني، وهو طلب المحبوب الذي ل يرجى حصوله، لستحالته عقل أو شرعا أو عادة،‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫كقولك: )ليت الشباب لنا يعود( و)ليت السواك كان واجبا( وقوله تعالى: )يا ليت لنا مثل ما أوتي‬ ‫ً‬ ‫قارون()86(.‬ ‫والفرق بين التمني والترجي ـ كما ذكروا ـ: أن التمني يأتي فيما ل يرجى حصوله، ممكنا كان أم‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ممتنعا، والترجي فيما يرجى حصوله.‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ويستعمل للترجي ـ غالبا ـ )عسى( و)لعل( قال ال تعالى: )فعسى ال أن يأتي بالفتح()96( وقال‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫سبحانه: )لعل ال يحدث بعد ذلك أمرا()07(.‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫قالوا: وللتمني أدوات أخرى تستعمل فيه مجازا، مثل:‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫)هل(: قال تعالى: )فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا(؟ )17(.‬ ‫و )لو(: قال تعالى: )فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين()27(.‬ ‫ًّ‬ ‫و )لعل( كقول الشاعر:‬ ‫ّ‬ ‫لعلـــي إلى من قد هويت أطير‬ ‫ّ‬ ‫أسرب القطا هل من يعير جناحه‬ ‫وقد ينعكس فيؤتى بـ )ليت( مكان )لعل(، قال تعالى: )يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيل()37(‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫للتندم، وقال الشاعر:‬ ‫ّ‬ ‫من البعد ما بيني وبين المصائب‬ ‫فيا ليت ما بيني وبين أحبتـــي‬ ‫ّ‬ ‫النداء‬ ‫الخامس: النداء، وهو طلب توجه المخاطب الى المتكلم بحرف يفيد معنى: )انادي(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحروف النداء:‬ ‫21‬ ‫1 ـ الهمزة: قال الشاعر: )أسكان نعمان الراك تيقنوا...(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ يا: قال تعالى: )ياأيها النبي اتق ال...()47(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫3 ـ أي: قال الشاعر: )أيها السائل عنهم وعني...(.‬ ‫ّ‬ ‫4 ـ أ: كقوله: )أسيد القوم أني لست متكل...(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫5 ـ أي: كقوله: )أي رب قو المسلمين فإنهم...(.‬ ‫ّ ّ‬ ‫6 ـ أيا: كقوله: )أيا من لست أنساه...(.‬ ‫7 ـ هيا: كقوله: )... ويقول من فرح: هيا ربا(.‬ ‫ّ‬ ‫8 ـ وا: كقوله: )فوا عجبا كم يدعي الفضل ناقص...(.‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ثم انهم اختلفوا في هذه الحروف، والمرجح: أن )الهمزة( و)أ ّ( لنداء القريب، والباقي لنداء البعيد.‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫وقد يجعل للقريب سائر الدوات اشارة إلى انحطاط مرتبته فل يليق بالتكلم معه عن قريب، أو ارتفاع‬ ‫ّ‬ ‫مرتبته فشأنه أجل من أن يتكلم عن قرب، أو لكونه كالبعيد، كالنائم والغافل..‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كما أنه ربما يجعل للبعيد أدوات القريب، اشارة إلى أنه في نفس المتكلم فهو كالقريب، أو لتنزيل‬ ‫ّ‬ ‫القرب المعنوي منزلة القرب المكاني..‬ ‫استخدام النداء لغراض اخر‬ ‫ُ‬ ‫قالوا: وربما يؤتى بحرف النداء لغرض آخر، وأهم الغراض:‬ ‫1 ـ الستغاثة، كقوله: )يا لقومي ويا لمثال قومي..(.‬ ‫2 ـ الغراء، كقوله: )يا من رميت أل تنهض إلى الثار...(.‬ ‫ُ‬ ‫3 ـ الندبة، كقوله: )يا حسينا قتلته الشقياء...(.‬ ‫ً‬ ‫4 ـ الزجر، كقوله: )أفؤادي متى المتاب؟...(.‬ ‫5 ـ التعجب، كقوله: )يا أيها المجنون كيف تفلسف؟...(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫6 ـ التضجر وإظهار الحزن، كقوله: )أيا منزل الحباب أين الحبة؟...(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫7 ـ التذكر، كقوله: )ذكرتك يا معهد المسلمين...(.‬ ‫ّ‬ ‫8 ـ الختصاص، وهو كالنداء من غير ياء، فيؤتى بالضمير ثم باسم ظاهر يبينه، نحو قوله تعالى:‬ ‫ّ‬ ‫)رحمة ال وبركاته عليكم أهل البيت أنه حميد مجيد()57( ونحو قوله )صلى ال عليه آله وسلم(:‬ ‫ّ‬ ‫)انا معاشر النبياء امرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم()67(.‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫وضع الخبر موضع النشاء‬ ‫يوضع الخبر موضع النشاء لغراض:‬ ‫1 ـ التفأل، كقوله: )عافاك ربك من بليتك التي...( وكقوله: )وفقك ال( و)أصلحك ال(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ الحتراز عن إتيان الشيء بصورة المر، تأدبا ونحوه، كقوله: )ينظر سيدي إلى مقالي..(.‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫3 ـ التنبيه على سهولة المر لتوفر شروطه، كقوله: )تأخذون بنواصي القوم وتنزلونهم من‬ ‫ّ‬ ‫صياصيهم...(.‬ ‫4 ـ المبالغة في الطلب تأكيدا، كقوله: )ل تضربون وجوه الناس بالعمد..( لم يقل: )ل تضربوا(‬ ‫ً‬ ‫مبالغة في النهي حتى كأنهم امتثلوا النهي فأخبر عن امتثالهم.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫5 ـ إظهار الرغبة في الشيء، كقوله: )شفعني ال محمدا وآله(.‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫31‬ ‫وضع النشاء موضع الخبر‬ ‫وقد ينعكس المر فيوضع النشاء موضع الخبر لغراض:‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ اظهار العناية بالشيء والهتمام به، كقوله تعالى: )قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل‬ ‫ّ‬ ‫مسجد...()77( والصل: وإقامة وجوهكم.. لكنه لعظيم خطر الصلة اوتي في صورة النشاء.‬ ‫ُ‬ ‫2 ـ التأدب بالنسبة إلى عظيم لئل يساويه غيره في سوق الكلم، كقوله تعالى: )قال اني اشهد ال‬ ‫ّ ُ‬ ‫واشهدوا أني بريء مما تشركون...()87( لم يقل: واشهدكم.. لئل يتشابه الستشهادان.‬ ‫ّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ البقرة: 82.‬ ‫2 ـ المائدة: 25.‬ ‫3 ـ السراء: 87.‬ ‫4 ـ البقرة: 282.‬ ‫5 ـ المستدرك 604/5ب 1ح 9916.‬ ‫6 ـ المائدة: 501.‬ ‫7 ـ راجع كتاب )الصول( للمام المؤلف.‬ ‫8 ـ النمل: 91. الحقاف: 51.‬ ‫9 ـ البقرة: 282.‬ ‫01 ـ فصلت: 04.‬ ‫11 ـ البقرة: 32.‬ ‫21 ـ البقرة: 781.‬ ‫31 ـ الطور: 61.‬ ‫41 ـ الحجر: 64.‬ ‫51 ـ النحل: 411.‬ ‫61 ـ السراء: 05.‬ ‫71 ـ الفاتحة: 6.‬ ‫81 ـ النعام: 99.‬ ‫91 ـ البقرة: 711.‬ ‫02 ـ النساء: 3.‬ ‫12 ـ السراء: 84. الفرقان:9.‬ ‫22 ـ البقرة: 881.‬ ‫32 ـ البقرة: 682.‬ ‫42 ـ المائدة: 101.‬ ‫52 ـ ابراهيم: 34.‬ ‫62 ـ آل عمران: 961.‬ ‫72 ـ التوبة: 66.‬ ‫82 ـ التوبة: 04.‬ ‫92 ـ مريم: 64.‬ ‫03 ـ المائدة: 19.‬ ‫13 ـ النمل: 48.‬ ‫23 ـ النبياء: 95.‬ ‫33 ـ الذاريات: 21.‬ ‫43 ـ النعام: 22.‬ ‫53 ـ البقرة: 82.‬ ‫63 ـ البقرة: 952.‬ ‫73 ـ المؤمنون: 211.‬ ‫83 ـ مريم: 37.‬ ‫93 ـ فاطر: 83.‬ ‫04 ـ النبياء: 95.‬ ‫14 ـ القيامة: 6.‬ ‫24 ـ النساء: 14.‬ ‫34 ـ النعام: 22.‬ ‫41‬ ‫البقرة: 952.‬ ‫آل عمران: 73.‬ ‫المؤمنون: 211.‬ ‫مريم: 37.‬ ‫المائدة 19.‬ ‫التوبة: 31.‬ ‫البقرة: 6.‬ ‫الرحمن 06.‬ ‫النعام: 04.‬ ‫الصف: 01.‬ ‫طه: 71.‬ ‫الشرح: 1.‬ ‫الحاقة: 3.‬ ‫الدخان: 31‬ ‫البقرة: 552.‬ ‫النبياء: 63.‬ ‫الفرقان: 7.‬ ‫هود: 78.‬ ‫الفجر: 6.‬ ‫القرة: 412.‬ ‫البقرة: 16.‬ ‫التكوير: 62.‬ ‫غافر: 14.‬ ‫من أقسام النشاء الطلبي.‬ ‫القصص: 97.‬ ‫المائدة: 25.‬ ‫الطلق: 1.‬ ‫العراف: 35.‬ ‫الشعراء: 201.‬ ‫الفرقان: 72.‬ ‫الحزاب: 1.‬ ‫هو: 37.‬ ‫بحار النوار 58/1 ب 1 ح 7.‬ ‫العراف:92.‬ ‫هود: 45.‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫44‬ ‫54‬ ‫64‬ ‫74‬ ‫84‬ ‫94‬ ‫05‬ ‫15‬ ‫25‬ ‫35‬ ‫45‬ ‫55‬ ‫65‬ ‫75‬ ‫85‬ ‫95‬ ‫06‬ ‫16‬ ‫26‬ ‫36‬ ‫46‬ ‫56‬ ‫66‬ ‫76‬ ‫86‬ ‫96‬ ‫07‬ ‫17‬ ‫27‬ ‫37‬ ‫47‬ ‫57‬ ‫67‬ ‫77‬ ‫87‬ ‫المسند إليه‬ ‫)المسند إليه(: هو الذي يعتمد عليه الفعل وشبهه، فاعل أم نائبا، أم غيرهما.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫وتعرضه حالت، من ذكر وحذف، وتعريف وتنكير، وتقديم وتأخير، وغيرها.‬ ‫والصل ذكر المسند إليه، لتوقف فهم الكلم عليه، لكنه قد يجوز حذفه لوجود قرينة تدل عليه، وحينئذ‬ ‫ّ‬ ‫فالراجح ذكره لمور:‬ ‫1 ـ زيادة التقرير واليضاح، كقوله تعالى: )اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون()1(‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫فإن ذكر )اولئك( لزيادة اليضاح.‬ ‫ُ‬ ‫2 ـ ضعف القرينة، أو ضعف فهم السامع عن إدراكها، كقوله تعالى: )وما أدراك ما هيه نار حامية(‬ ‫)2( فإن ذكر )النار( انما هو لحتمال ضعف القرينة أو ضعف ادراك سامعها.‬ ‫3 ـ الرد على المخاطب، كقوله تعالى: )إنما ال إله واحد()3( ردا على من زعموا أنه أكثر.‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫4 ـ التلذذ بذكر المحبوب، كقوله: )حبيبتي هي بدر، حبيبتي هي شمس...(.‬ ‫ّ‬ ‫51‬ ‫5 ـ التعريض بغباوة السامع، كقولك: )زيد قال كذا( في جواب: )ماذا قال زيد(؟.‬ ‫6 ـ التسجيل على السامع حتى ل يتمكن من النكار، كقولك: )نعم، زيد سرق( في جواب أبيه: )هل‬ ‫ّ‬ ‫‍‬ ‫زيد ابني سرق(؟‬ ‫ّ‬ ‫7 ـ التعجب، فيما كان الحكم عجيبا: كقولك: )علي عليه السلم أخمد نار بدر( في جواب: )هل علي‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫عليه السلم أخمد نار بدر(؟‬ ‫8 ـ التعظيم، كقولك: )جاء أمير المؤمنين( في جواب )هل جاء أمير المؤمنين(؟!‬ ‫9 ـ الهانة، كقولك: )جاء السارق( في جواب: )هل جاء السارق(؟‬ ‫01 ـ بسط الكلم حيث الصغاء مطلوب، كقوله تعالى: )قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على‬ ‫ّ‬ ‫غنمي..()4(.‬ ‫حذف المسند إليه‬ ‫حذف )المسند إليه( خلف الصل كما عرفت، لكن إذا كانت هناك قرينة، وكان في حذفه غرض رجح‬ ‫ّ‬ ‫حذفه، وأهم الغراض:‬ ‫1 ـ الحتراز عن العبث ـ بناء على الظاهر ـ كقوله: )زيد أتى ثم ذهب( ولم يقل )زيد ذهب(.‬ ‫ً‬ ‫2 ـ اخفاء المر عن الحاضرين غير المخاطب، كقولك: )جاء( في جواب )ما فعل(؟ تريد أحد‬ ‫المجرمين.‬ ‫3 ـ سهولة النكار حيث تمس الحاجة إليه، كقولك: )زنديق( حيث يعرفه المخاطب.‬ ‫4 ـ الحذر من فوات الفرصة، كقولك: )غزال( لتنبيه الصياد، فإن قلت: )هذا غزال( فات خلف جبل‬ ‫ّ‬ ‫مثل.‬ ‫ً‬ ‫5 ـ اختبار تنبه السامع عند القرينة أو مقدار تنبهه له، كقولك: )خاتم النبيين( أي )محمد صلى ال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عليه وآله وسلم(.‬ ‫6 ـ تضجر المتكلم بسبب، فل يحب التطويل، كقوله: )قال لي: كيف أنت؟ قلت: عليل( ولم يقل: )أنا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عليل( تضجرا من علته.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫7 ـ المحافظة على السجع، كقولك: )زيد طاب، ثم آب( ول تقول: )آب هو(.‬ ‫8 ـ المحافظة على القافية، كقوله:‬ ‫لنـــه فـــي كــل حـال يحـــــم‬ ‫قد كــــان بــالحسان أحــرى أحمد‬ ‫لم يقل: يحمد هو، تحفظا على القافية.‬ ‫ّ‬ ‫9 ـ المحافظة على الوزن، كقوله:‬ ‫وأخلص منه ل علـــى ول ليـــــا‬ ‫ّ‬ ‫على أنني راض بأن أحمل الهوى‬ ‫ّ‬ ‫أي: ل شيء علي، فإنه لو ذكره اختل الوزن.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫01 ـ كون المسند معلوما معينا، كقوله تعالى: )عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال()5(.‬ ‫ً ّّ‬ ‫11 ـ اتباع الستعمال الوارد على تركه، كقولهم: )رمية من غير رام( أي هذه رمية.‬ ‫ً‬ ‫21 ـ ايهام حفظه عن لسانك، لنه أجل من أن يذكر، كقوله: )صاحب كل منقبة..( يعني محمدا‬ ‫ّ‬ ‫)صلى ال عليه وآله وسلم( أو لنه ل يليق أن يذكر لخسته، كقوله تعالى: )صم بكم عمي()6(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫31 ـ تكثير الفائدة لكثرة الحتمالت، كقوله تعالى: )فصبر جميل()7(. أي أمري صبر جميل، أو‬ ‫عملي، أو نحو ذلك.‬ ‫41 ـ كون المسند معينا للعهد به، نحو قوله تعالى: )حتى توارت بالحجاب()8( أي الشمس.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫61‬ ‫ما ينبغي للمسند إليه‬ ‫)المسند إليه( ينبغي أن يكون معرفة، لن الكلم إنما يؤتى به للستفادة، ول يستفاد من الحكم على‬ ‫النكرة، إل في ظروف نادرة.‬ ‫وتعريف )المسند إليه( يكون بالضمار، والعلمية، والشارة، والموصولية، وال، والضافة، وقد يعرف‬ ‫ََ‬ ‫بالنداء.‬ ‫ً‬ ‫المسند إليه مضمرا‬ ‫أما تعريف المسند إليه بالضمار فهو لغراض أهمها:‬ ‫ّ‬ ‫1- كون الحديث في مقام التكلم، كقوله: )أنا ابن دارة معروفا بها نسبي...(.‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫2- أو في مقام الخطاب، كقوله: )وأنت الذي في رحمة ال تطمع...(.‬ ‫3- أو في مقام الغيبة، كقوله تعالى: )هو الملك القدوس السلم...()9(.‬ ‫ّ‬ ‫ول بد من تقدم ذكر مرجع الضمير وذلك:‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫1- إما لفظا، كقوله تعالى: )فاصبروا حتى يحكم ال بيننا وهو خير الحاكمين()01(.‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫2- وإما معنى، كقوله تعالى: )اعدلوا هو أقرب للتقوى()11(. أي العدل المفهوم من قوله:‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫)اعدلوا(.‬ ‫3- وإما حكما، كقوله تعالى: )ولبويه لكل واحد منهما السدس()21(أي أبوي الميت، المفهوم من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫السياق.‬ ‫ثم أن الصل في الخطاب أن يكون لمعين مشاهد.‬ ‫ّ‬ ‫وقد يأتي لغير المعين إذا قصد التعميم، كقوله تعالى: )ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤسهم عند‬ ‫ّ‬ ‫ربهم()31(.‬ ‫ّ‬ ‫كما أنه قد يأتي لغير المشاهد، إذا نزل منزلته، نحو )ل اله إل أنت()41( لكون ال تعالى مع كل‬ ‫ّ‬ ‫أحد.‬ ‫تأخير مرجع الضمير أو حذفه‬ ‫وربما يترك ذكر مرجع ضمير الغائب مقدما عليه، فيؤخر المرجع، أو ل يذكر أصل، لغراض أهمها:‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫1- ارادة تمكين الكلم فـــي ذهن السامـــع، لنه إذا سمع الضميـــر تشوق إلى معرفة مرجعه، كقوله‬ ‫ّ‬ ‫تعالى: )قل هو ال أحد()51(.‬ ‫2- ادعاء حضور مرجع الضمير في الذهن، فل يحتاج إلى ذكر مرجعه، كقوله: )ذكرتني والليل‬ ‫ّ‬ ‫مرخى الستور...( أي المحبوبة.‬ ‫وهذا القسم من الكلم يسمى: بـ )الضمار في مقام الظهار(.‬ ‫ّ‬ ‫وقد يعكس الكلم فيوضع الظاهر مقام المضمر ويسمى بـ: )الظهار في مقام الضمار( وذلك‬ ‫ّ‬ ‫لغراض أهمها:‬ ‫ّ‬ ‫1 - القاء المهابة في ذهن السامع، كقول الوالي: )المير يأمر بكذا(.‬ ‫2 - تمكين المعنى في نفس المخاطب، كقوله: )هو ربي وليس ند لربي...(.‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫3 - التلذذ بالتكرار، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫)أمر على الديار ديار ليلى(..‬ ‫ّ‬ ‫71‬ ‫إلى:‬ ‫)وما ح ّ الديار شغفن قلبي(.‬ ‫ب‬ ‫4 - اثارة الحسرة والحزن، كقوله:‬ ‫وزوجتي ل تبتغي الطلقا‬ ‫ً‬ ‫قـــد فـارقتني زوجتي فـراقا‬ ‫5 - الستعطاف، كقوله: )إلهي عبدك العاصي أتاكا...( لم يقل: )أنا(.‬ ‫ً‬ ‫المسند إليه علما‬ ‫وأما تعريف المسند إليه بالعلمية فهو ليمتاز عما عداه باسمه الخاص، قال تعالى: )ال ولي الذين‬ ‫آمنوا()61(.‬ ‫وقد يعرض له اضافة إلى امتيازه وجه مرجح آخر، وأهم الوجوه:‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ المدح، فيما إذا كان السم مشعرا بذلك، قال تعالى: )محمد رسول ال ()71(.‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫2 ـ الذم والهانة، قال تعالى: )وقال الشيطان لما قضي المر()81(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫3 ـ التفأل كقوله: )جاء سعد فاتبعته سعود...(.‬ ‫4 ـ التشاؤم، كقوله: )وإذ أتت شوهاء نحوك فاستعذ...(.‬ ‫5 ـ التبرك، بذكره، كقوله: )فليحكم القرآن في أبنائنا(.‬ ‫ّ‬ ‫6 ـ التلذذ باسمه، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫ليلي منكن أم ليلى من البشر‬ ‫ّ‬ ‫تال ياظبيــات القــاع قلن لنا‬ ‫7 ـ الكناية عن ذم يصلح العلم له، لكون المراد كان معنى هذا اللفظ قبل وضعه علما، كقوله: )وابر‬ ‫ً‬ ‫ََ‬ ‫ّ‬ ‫الحتوف إذا تعرض نحوهم...( كناية عن الحتف المتوجه إليهم.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫8 ـ التسجيل على السامع لئل ينكر، كقوله: )أفهل علمت بأن أحمد قد أتى(؟‬ ‫9 ـ طلب القرار بصريح السم، كقوله: ) قل: هل دريت بأن يوسف حاكم(؟‬ ‫المسند إليه معرفا بالشارة‬ ‫ً‬ ‫وأما تعريف المسند إليه باسم الشارة فهو لمور:‬ ‫1 ـ أن ل يكون طريق ل حضاره إل باسم الشارة، لجهل السامع باسمه وبصفاته، كقوله: )جاءني‬ ‫هذا( مشيرا إلى زيد، حيث ل يمكنك احضاره باسمه أو صفته في ذهن المخاطب.‬ ‫ً‬ ‫2 ـ بيان حاله في القرب، قال تعالى: )هذه جهنم التي كنتم توعدون()91(.‬ ‫3 ـ بيان حاله في التوسط، كقوله: )ذاك شيخي ومرجعي وعمادي...(.‬ ‫ّ‬ ‫4 ـ بيان حاله في البعد، قال تعالى: )ذلك يوم الخروج()02(.‬ ‫5 ـ تعظيمه بالقرب، قال تعالى: )إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم()12(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫6 ـ تعظيمه بالبعد، كقوله: )ذلك الكتاب ل ريب فيه()22(.‬ ‫ُ‬ ‫7 ـ تحقيره بالقرب، قال تعالى: )لو كان هؤلء آلهة ما وردوها(؟)32(.‬ ‫8 ـ تحقيره بالبعد، قال تعالى: )فذلك الذي يدع اليتيم()42(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫9 ـ اظهار الستغراب كقوله:‬ ‫وجـــاهل جــاهل تلقـاه مرزوقــا‬ ‫كم عـاقل عــاقل اعيت مـذاهبه‬ ‫وصير الــعالم النحر ير زنـديـقا)52(‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫هذا الــذي ترك الوهام حـائرة‬ ‫81‬ ‫01 - تمييز المشار إليه أحسن تمييز، كقوله:‬ ‫بــجده أنــبياء اللــه قــد ختمــوا‬ ‫ّ‬ ‫هـذا الـذي أحمد المختار والده‬ ‫ّ‬ ‫11 - التعريض بغباوة المخاطب ايماءا إلى أنه ل يعرف إل المحسوس، كقوله:‬ ‫ً‬ ‫إذا جــمعتنا يــا جــريـر المجامع‬ ‫أولئك آبــائي فــجئني بـمثلهم‬ ‫21 - افادة أن المشار اليه حقيق بما يذكر له من الوصاف، قال تعالى:‬ ‫)اولءك على هدى من ربهم والئك هم المفلحون()62(. بعد ذكر انهم )يؤمنون بالغيب ويقيمون‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ُ‬ ‫الصلة ومما رزقناهم ينفقون...()72(.‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫المسند إليه موصول‬ ‫وأما تعريف المسند إليه بالموصول فهو لمور:‬ ‫ّ‬ ‫1 - أن ل يكون طريق لحضاره في ذهن المخاطب إل بإتيانه موصول، كقولك: )الذي هاجم العداء‬ ‫ً‬ ‫كان مقداما( إذا لم يعرف المخاطب أي شيء منه، وكذا اذا لم يعرف اسمه المتكلم.‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫2 - التشويق لكون مضمون الصلة أمرا غريبا، كقوله:‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حيوان مستحدث من جماد‬ ‫والذي حارت البرية فيه‬ ‫ّ‬ ‫3 - التنبيه على خطأ المخاطب، قال تعالى: )إن الذين تدعون من دون ال عباد أمثالكم()82(.‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫4 - التنبيه على خطأ غير المخاطب، كقوله:‬ ‫مـن شـر العـداء لهم‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫مــن أخذوه جـوشنـا‬ ‫5 - ارادة اخفاء المسند اليه بخصوصياته، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫ليست عن الصبر أمر‬ ‫مـا حـدث فـي دارنـا‬ ‫6 - تعظيم شأن المسند اليه، كقوله:‬ ‫بيتا دعــائمـه أعــز وأطول‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ان الذي سمك السماء بنى لنا‬ ‫ّ‬ ‫7 ـ التهويل، قال تعالى: )فغشيهم من اليم ما غشيهم()92(‬ ‫ّ‬ ‫8 ـ استهجان التصريح بالسم، قال تعالى: )وراودته التي هو في بيتها عن نفسه()03(.‬ ‫ّ‬ ‫9 ـ الشارة إلى النحو الذي يبنى عليه الخبر، من خير وشر، ومدح وقدح، قال تعالى: )والذين آمنوا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء()13(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫01 ـ التوبيخ، كقوله:‬ ‫إليكم؟ فهل هذا جزاء المفضل؟‬ ‫ً‬ ‫افيقوا أمن كـان يـحسن دائـما‬ ‫11- الستغراق، كقوله: )الذين يزورونك أكرمهم(.‬ ‫ّ‬ ‫21- البهام، قال تعالى: )علمت نفس ما قدمت وأخرت()23(.‬ ‫ْ‬ ‫ّ ْ‬ ‫ً‬ ‫المسند إليه مضافا‬ ‫وأما تعريف المسند إليه بالضافة فهو لمور:‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ أنه أخصر طريق لحضاره في ذهن المخاطب، كقوله: )زرت والدك(؟‬ ‫ُ‬ ‫2 ـ تعذر التعداد، كقوله تعالى: )كل من عليها فان...()33(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫3 ـ تعسر التعداد، كقوله: )زارني أصدقائي( لمن أصدقاؤه كثيرون.‬ ‫ّ‬ ‫4 ـ الخروج عن تبعة تقديم بعض على بعض، كقوله: )جاء أمراء الجيش(.‬ ‫91‬ ‫5 ـ تعظيم المضاف، كقوله: )خادم السلطان يبغي مطلبا( تعظيما للخادم بأنه خادم السلطان.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫6 ـ تعظيم المضاف اليه، كقوله:‬ ‫صنيعك أضحى أمير البلد‬ ‫إذا ما رأيت الكسائي فقل‬ ‫تعظيما للكسائي بأن صنيعه صار أميرا.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫7 ـ تعظيم غيرهما نحو: )أخو السلطان صهري( تعظيما للمتكلم بأن أخ السلطان صهره..‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫8 ـ تحقير المضاف، نحو: )ابن الجبان حاضر(.‬ ‫َ‬ ‫9 ـ تحقير المضاف اليه، نحو: )عبد زيد خائن(.‬ ‫01 ـ تحقير غيرهما، نحو: )أخو اللص عندك(.‬ ‫ّ‬ ‫11 ـ الختصار لضيق المقام، كقوله: ) هواي من الركب اليمانين مصعد( فلفظ )هواي( أخصر من‬ ‫)الذي أهواه(.‬ ‫21 ـ الستهزاء، كقوله: )علمك النافع لعلم جميع العلماء(.‬ ‫المسند إليه معرفا باللم‬ ‫ّ‬ ‫وأما تعريف المسند إليه بـ )أل( سواء العهدية أم الجنسية، فلغراض:‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫أما )ال( العهدية، فإنها تدخل على المسند إليه للشارة الى معهود لدى المخاطب، والعهد على ثلثة‬ ‫أقسام:‬ ‫1 ـ العهد الذكري، وهو ما تقدم فيه ذكر المسند إليه صريحا، قال تعالى: )كما أرسلنا إلى فرعون‬ ‫ً‬ ‫رسول فعصى فرعون الرسول()43( فإن )الرسول( تقدم ذكره صريحا، لكن المثال ليس للمسند‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫إليه، إذ الرسول مفعول في المقام، وانما المثال المطابق قوله:‬ ‫وما الشخص إل من كرام القارب‬ ‫أتاني شخصا لبسا ثـوب سؤدد‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫2 ـ العهد الذهني، وهو ما تقدم فيه ذكر المسند إليه تلويحا، قال تعالى: )وليس الذكر كالنثى()‬ ‫ً‬ ‫53( فإنه لم يسبق ذكر )الذكر( صريحا، وإنما اشير اليه في قوله: )ر ّ اني نذرت لك ما في بطني‬ ‫ب‬ ‫ً ّ‬ ‫محررا()63( فإن )ما( يراد منه الذكر، لنه القابل لخدمة المسجد.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫3 ـ العهد الحضوري، وهو ما كان المسند إليه حاضرا بذاته، قال تعالى: )اليوم أكملت لكم دينكم()‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫73( فإن )اليوم( وهو يوم الغدير ـ الذي أكمل ال تعالى دينه بولية أمير االمؤمنين علي بن أبي‬ ‫طالب )عليه السلم( ـ كان حاضرا، ومثله ما بمنزلة الحاضر، نحو: هل انعقد المجلس؟ فيما كان‬ ‫ً‬ ‫المجلس في شرف النعقاد.‬ ‫وأما )ال( الجنسية فإنها تدخل على المسند إليه لبيان الحقيقة، وهي على أربعة أقسام:‬ ‫1 ـ لم الجنس، وهي ت دخل على الجناس، للشارة الى الحقيقة، من دون نظر إلى العموم‬ ‫والخصوص، نحو )النسان حيوان ناطق( فإن المراد أن هذا الجنس متصف بكونه حيوانا ناطقا.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ لم الحقيقة، وهي تدخل على الجناس، للشارة إلى فرد مبهم، قال تعالى: )وأخاف أن يأكله‬ ‫الذئب()83( فالمقصود: فرد من الذئب، ويعامل مع مدخولها معاملة النكرة، لكونه بمعناها.‬ ‫3 ـ لم الستغراق الحقيقي، وهي تدخل على الجناس، للشارة الى عمومها لكل فرد صالح لن يكون‬ ‫داخل في الجنس ـ بحسب اللغة ـ قال تعالى: )عالم الغيب والشهادة()93( أي كل غيب وكل شهادة.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫4 ـ لم الستغراق العرفي، وهي تدخل على الجناس، للشارة إلى عمومها لجميع الفراد، لكن عرفا‬ ‫ل حقيقة، نحو: )جمع المير الصاغة( فإن المراد صاغة بلده أو مملكته ل صاغة الدنيا.‬ ‫واعلم أن بعض هذه المثلة ليست مما نحن فيه، وانما المقصود أصل المثال، ل كونه في المسند اليه.‬ ‫02‬ ‫المسند اليه معرفا بالنداء‬ ‫ّ‬ ‫وأما تعريف المسند إليه بحرف النداء فهو لغراض:‬ ‫1- إذا لم يعرف المتكلم للمخاطب عنوانا خاصا، نحو: )يا رجل(.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ إذا اريد اغراء المخاطب لمر، نحو )يا فقير( و)يا مظلوم( و)يا شجاع( إذا أريد رغبته في‬ ‫طلب الغنى، أو اثارته على الظالم، أو تشجيعه على اقتحام المصاعب.‬ ‫3 ـ اذا أريد الشارة الى وجه النداء، نحو: )يا قاضي الحاجات، اقض حاجتي(.‬ ‫4 ـ التحقير، نحو: )يا رجل عافاك ال(.‬ ‫تنكير المسند إليه‬ ‫سبق أنه ينبغي أن يكون المسند إليه معرفة، ولكن قد يؤتى به نكرة لغراض:‬ ‫ّ‬ ‫1 - اذا لم يعلم المتكلم بجهة من جهات التعريف، حقيقة أو ادعاءا، كقوله: )جاء رجل يسأل عنك(.‬ ‫ً‬ ‫2 - إخفاء المر كقوله: )اتهمك رجل( يخفي اسمه حتى ليكون شغبا.‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫3 - قصد الفراد، قال تعالى: )وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى( أي: رجل واحد‬ ‫4 - قصد النوعية، نحو: )لكل داء دواء(.‬ ‫ّ‬ ‫5 ـ التعظيم، قال تعالى: )وعلى أبصارهم غشاوة()04( أي: غشاوة عظيمة.‬ ‫6 ـ التحقير، قال تعالى: )ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك()14(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫7 ـ التكثير، قال تعالى: )وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك()24(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫8 ـ التقليل، قال تعالى: )ورضوان من ال أكبر( أي: رضوان قليل أكبر من نعيم الجنة ـ على بعض‬ ‫ّ‬ ‫التفاسيرـ.‬ ‫تقديم المسند اليه‬ ‫الصل في )المسند إليه( التقديم، لنه محمكوم عليه والحكم مؤخر، وقد يرجح تقديمه ـ علوة على‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ذلك ـ لغراض أهمها:‬ ‫1 ـ تعجيل المسرة، كقوله: )عطاؤك ممنوح ورزقك مضمون(.‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ تعجيل المسائة، كقوله: )السجن موطنه والقبر عاقبته(.‬ ‫3 ـ التشويق إلى الخبر إذا كان المبتدأ غريبا، كقوله:‬ ‫ً‬ ‫حيوان مستحدث من جماد‬ ‫والذي حـارت الـبرية فيه‬ ‫ّ‬ ‫4 ـ التلذذ بالمسند إليه، كقوله: )حبيبي شمس للمعالي وزورق...(.‬ ‫ّ‬ ‫5 ـ التبرك بالتقديم، كقوله: )محمد النبي صلى ال عليه وآله وسلم رسول حق...(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫6 ـ كون المقدم محل النكار، كقوله: )لعب وشيب، ان ذا لعجيب(؟!‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫7 ـ التدرج في الحسن أو القبح أو ما شاكلهما، كقوله: )أصحيح ومفصح وبليغ(؟ فالصحة مقدمة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫على الفصاحة، وهي على البلغة.‬ ‫وقوله: )نظرة فابتسامة فسلم...(.‬ ‫وقوله: )نواة ثم زرع ثم نخل...(.‬ ‫8 ـ مراعاة الترتيب الوجودي، قال تعالى: )ل تأخذه سنة ول نوم()34(.‬ ‫12‬ ‫9 ـ النص على مقدار النفي، وإنه جميع الفراد أو بعضها، لنه:‬ ‫اذا كان المنفي جميع الفراد، قدموا أداة العموم على أداة النفي، فيقال:‬ ‫)كل صدوق ل يكذب( ويسمى هذا بـ: )عموم السلب(.‬ ‫وإذا كان المنفي بعض الفراد، قدموا أداة السلب على أداة العموم، فيقال:‬ ‫)ما كل سوداء تمرة( ويسمى هذا بـ: )سلب العموم(.‬ ‫نعم هذه القاعدة غير مطردة، قال تعالى: )إن ال ل يحب كل مختال فخور()44(. والمراد عموم‬ ‫السلب.‬ ‫01- افادة التخصيص إذا كان المسند مسبوقا بنفي وكان المسند فعل، نحو: )ما أنا قلت هذا(‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫والمراد: إني لم أقل، لكن غيري قال، فالنفي مختص بالمتكلم.‬ ‫1 ـ البقرة: 5.‬ ‫2 ـ القارعة: 01-11.‬ ‫3 ـ النساء: 171.‬ ‫4 ـ طه: 81.‬ ‫5 ـ الرعد:9.‬ ‫6 ـ البقرة: 171.‬ ‫7 ـ يوسف: 81 و 38.‬ ‫8 ـ ص: 23.‬ ‫9 ـ الحشر: 32.‬ ‫01 ـ العراف: 78.‬ ‫11 ـ المائدة: 8.‬ ‫21 ـ النساء: 11.‬ ‫31 ـ السجدة: 21.‬ ‫41 ـ النبياء: 78.‬ ‫51 ـ التوحيد: 1.‬ ‫61 ـ البقرة: 752.‬ ‫71 ـ الفتح: 92.‬ ‫81 ـ ابراهيم: 22.‬ ‫91 ـ يس: 36.‬ ‫02 ـ ق: 24.‬ ‫12 ـ السراء: 9.‬ ‫22 ـ البقرة: 2.‬ ‫32 ـ النبياء: 99.‬ ‫42 ـ الماعون: 2.‬ ‫52 ـ وقيل في رده:‬ ‫ّ‬ ‫مهذب الرأي عنه الرزق منحرف‬ ‫كــأنه مــن خــليج البحـر يغتـرف‬ ‫في الخلق سر خفي ليس ينكشف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كــم مـن قـوي قـوي فــــي تــقلبه‬ ‫وكـم من ضعيف ضعيف في تقلبه‬ ‫هـــذا دلــيل علـــى أن اللـــه لــه‬ ‫البقرة: 5.‬ ‫البقرة: 3-4.‬ ‫العراف: 491.‬ ‫طه: 87.‬ ‫يوسف: 32.‬ ‫الطور: 12.‬ ‫النفطار: 5.‬ ‫الرحمن: 62.‬ ‫المزمل: 51.‬ ‫ّ‬ ‫آل عمران: 63.‬ ‫آل عمران: 53.‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫62‬ ‫72‬ ‫82‬ ‫92‬ ‫03‬ ‫13‬ ‫23‬ ‫33‬ ‫43‬ ‫53‬ ‫63‬ ‫22‬ ‫المائدة: 3.‬ ‫يوسف: 31.‬ ‫النعام: 37.‬ ‫البقرة: 7.‬ ‫النبياء: 64.‬ ‫فاطر: 4.‬ ‫البقرة: 552.‬ ‫لقمان: 81.‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫73‬ ‫83‬ ‫93‬ ‫04‬ ‫14‬ ‫24‬ ‫34‬ ‫44‬ ‫المسند: تعريفه وعوارضه‬ ‫)المسند(: هو المحكوم به، فعل كان، أم خبرا، أم نحوهما.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ويعرضه الذكر والحذف، والتعريف والتنكير، والتقديم والتأخير، وغيرها.‬ ‫ذكر المسند وحذفه‬ ‫أما ذكره فلغراض، أهمها:‬ ‫1 ـ كونه الصلي ول داعي للعدول عنه، قال تعالى: )ال خير أما يشركون()1(.‬ ‫2 ـ اذا ضعف التعويل على دللة القرينة فيجب الذكر، كقوله: )خير مال المرء ما أنفقه...(.‬ ‫3 ـ ضعف تنبه السامع، نحو: )زيد قائم وعمرو قائم(.‬ ‫ٌ‬ ‫4 ـ الرد على المخاطب، فيكون الذكر أحسن، قال تعالى حكاية عن منكر البعث: )من يحيي العظام‬ ‫َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫وهي رميم()2(؟! فرده ال تعالى: )قل يحييها الذي أنشأها أ ّل مرة( )3(.‬ ‫وَ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫5 ـ افادة التجدد بإتيان الفعل، كقوله: )يحمد ال كل عبد فقيه...(.‬ ‫ّ‬ ‫6 ـ افادة الثبوت والدوام بإتيان السم، قال تعالى: )عالم الغيب والشهادة...()4(.‬ ‫وأما حذفه فلمور، أهمها:‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ الحتراز عن العبث، لقرينة مذكورة، قال تعالى: )إن ال بريء من المشركين ورسوله()5( أي‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫رسوله بريء أيضا.‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫2 ـ الحتراز عن العبث، لقرينة مقدرة، كما لو قيل لك: )ما صنع بالكبش؟( فتقول: )الكبش( ـ مع‬ ‫ّ‬ ‫الشارة اليه ـ مذبوحا، فإن المراد: ذبح الكبش.‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫3 ـ ضيق المقام عن الطالة، كقوله:‬ ‫عندك راض والرأي مختلف‬ ‫نحن بما عندنا وأنت بــما‬ ‫أي: نحن بما عندنا راضون.‬ ‫4 ـ اتباع الستعمال الوارد، قال تعالى: )لول أنتم لكنا مؤمنين()6( أي: لول أنتم موجودون.‬ ‫ّ‬ ‫تعريف المسند وتنكيره‬ ‫وأما تعريفه فلمور:‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫1 ـ إفادة السامع حكما معلوما على أمر معلوم، وذلك يفيد النسبة المجهولة، فمن عرف زيدا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بشخصه، وعرف أن له صديقا، ولكن لم يعرف أ ّ زيدً هو صديقه، قيل له: )زيد صديقك( وهذا يفيد‬ ‫ن ا‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫النسبة، وإن لم يفد الخير ـ لكونه معلوما -.‬ ‫ً‬ ‫2 ـ قصر المسند على المسند إليه حقيقة، كقوله: )علي عليه السلم أمير المؤمنين صريحة...(.‬ ‫ّ‬ ‫32‬ ‫3 ـ قصر المسند على المسند إليه ادعاء، كقوله: )وأخو كليب عالم النساب...(.‬ ‫ّ‬ ‫وأما تنكيره، فلن الصل في المسند أن يكون نكرة، لفادة العلم بشيء مجهول، لكن قد يرجحها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أمور:‬ ‫1 ـ ارداة عدم العهد والحصر، كقوله: )مجاهد عبد، وسلمى أمة...(.‬ ‫2 ـ ارادة التفخيم، قال تعالى: )هدى للمتقين()7( بناء على كونه خبرا.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ّ‬ ‫3 ـ ارادة التحقير، كقوله: )وما هندة شيئا، ولكن رجالها...(.‬ ‫ً‬ ‫4 ـ اتباع المسند اليه في التنكير، كقوله: )رجل عالم وآخر فقيه...(.‬ ‫تقديم المسند وتأخيره‬ ‫وأما تأخيره عن المسند إليه، فلن الصل في المسند التأخير، لنه حكم على شيء، والمحكوم عليه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مقدم طبع ً.‬ ‫ا‬ ‫لكن قد يتقدم لمور:‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ كونه عامل نحو: )جاء زيد(.‬ ‫ً‬ ‫2 ـ كونه مما له الصدارة في الكلم نحو: )أين زيد؟(.‬ ‫ّ‬ ‫3 ـ التخصيص بالمسند اليه، قال تعالى: )ول ملك السموات والرض()8(.‬ ‫4 ـ التنبيه على أنه خبر ل صفة ـ من بدء الكلم ـ كقوله يصف رسول ال )صلى ال عليه وآله‬ ‫وسلم(:‬ ‫وهمتـــه الصغرى أجــل مـن الدهر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لــــه هــمم لمــنتهى لكبارهـا‬ ‫على البر كان البــر أندى من البحر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫له راحة لو ان معشار جودها‬ ‫ّ‬ ‫فلو قال: )همم له( أو )راحة له( توهم بادي المر ان )همم( أو )راحة( صفة.‬ ‫ّ‬ ‫5 ـ التشويق للمتأخر، إذا كان المقدم مشوقا له، قال تعالى: )إن في خلق السموات والرض‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واختلف الليل والنهار ليات لولي اللباب()9(.‬ ‫ّ‬ ‫6 ـ التفؤل، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫وتــزينت بلقــائك العوام‬ ‫ّ‬ ‫سعدت بغرة وجهك اليام‬ ‫ّ‬ ‫7 ـ التطير، كقوله: )شاهت بلقياك الوجوه وإنما...(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫8 ـ قصر المسند إليه على المسند، قال تعالى: )لكم دينكم ولي دين()01(. أي دينكم مقصور عليكم‬ ‫وديني مقصور علي.‬ ‫ّ‬ ‫9 ـ المساءة، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫عدوا لــه ما مـن صــداقته بـد‬ ‫ً‬ ‫ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى‬ ‫ّ‬ ‫01 ـ تعجيل التعجب، أو التعظيم، أو المدح، أو الذم، أو الترحم، أو الدعاء، أو الغراء، أو المسرة،‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أو ما أشبه ذلك.‬ ‫كقوله: )ومعجب كل فتى بوالده...(.‬ ‫وقوله: )عظيم أنت يا رب الفصاحة...(.‬ ‫ّ‬ ‫وقوله: )كريم علء الدين عند الملمات...(.‬ ‫وقوله: )بئس أخو القوم الذي أن يحضر...(.‬ ‫وقوله: )ومسكين أبوه لدى المجاعة...(.‬ ‫42‬ ‫وقوله: )بخير رجعت من السفر...(.‬ ‫وقوله: )أسير العدل أنت أبا ظليم...(.‬ ‫وقوله: )ل درك(.‬ ‫ّ‬ ‫أقسام المسند‬ ‫المسند إما مفرد وإما جملة، والمفرد على قسمين:‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ فعل، نحو: )قام زيد(.‬ ‫2 ـ اسم، نحو: )زيد أسد(.‬ ‫والجملة على ثلثة أقسام:‬ ‫1 ـ اسمية، نحو: )زيد أبوه منطلق(.‬ ‫2 ـ فعلية، نحو: )زيد يصلي(.‬ ‫ّ‬ ‫3 ـ ظرفية، إما جارا أو مجرورا، نحو: )محمد في الدار(، أو ل، نحو: )عل ّ عندك(.‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أقسام الجملة‬ ‫ثم ان الجملة على ثلثة أقسام:‬ ‫1 ـ السببية، وهي ما تكون من متعلقات المسند إليه، نحو: )حسين انتصر ابنه(.‬ ‫2 ـ المؤكدة، وهي ما تكون مؤكدة للحكم، نحو: )جعفر يفقه( لتكرر السناد.‬ ‫3 ـ المخصصة، وهي ما تكون مخصصة للحكم بالمسند إليه، نحو: )أنا سعي ُ في حاجتك( أي:‬ ‫ت‬ ‫الساعي فيها أنا وحدي ل غير.‬ ‫تقسيم المسند‬ ‫ثم المسند إما جامد وإما مشتق:‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ فالجامد، هو الذي ليؤول بالمشتق، وليكون مشتقا، نحو: )فارقليطا اسم(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ والمشتق، نحو: )حسان شاعر(، ويلحق به المؤول، نحو: )جعفر أسد( أي شجاع.‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ النمل: 95.‬ ‫2 ـ يس: 87.‬ ‫3 ـ يس: 97.‬ ‫4 ـ المؤمنون:29.‬ ‫5 ـ التوبة:3.‬ ‫6 ـ سبأ: 13.‬ ‫7 ـ البقرة: 2.‬ ‫8 ـ آل عمران: 981.‬ ‫9 ـ آل عمران: 091.‬ ‫01 ـ الكافرون: 6.‬ ‫اطلق الحكم وتقييده‬ ‫قد يؤتى بكل من )المسند( و)والمسند اليه( مطلقا، بدون أي قيد، نحو: )جواد عالم( وذلك فيما إذا‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫لم يتعلق غرض بذكر الخصوصيات، وانما المقصود أصل الكلم.‬ ‫ّ‬ ‫52‬ ‫وقد يؤتى بأحدحما، أو كليهما مقيدا، لتوقف الكلم أو مقصود المتكلم عليه، فلو حذف القيد لكان الكلم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كاذبا أو غير مقصود، قال تعالى: )وما خلقنا السماوات والرض وما بينهما لعبين()1( فلو حذف‬ ‫ً‬ ‫الحال )لعبين( لكان الكلم كذبا، وقال تعالى: )يكاد زيتها يضيء()2( فلو حذف )يكاد( لفات‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫الغرض المقصود الذي هو افادة المقاربة.‬ ‫ّ‬ ‫والتقييد يكون بالتوابع الخمسة: نعت وتأكيده، وعطف بيان، وعطف نسق وبدل، وضمير الفصل،‬ ‫والمفاعيل الخمسة: به وله ومعه وفيه والمطلق، والنواسخ، وأدوات الشرط، والنفي، والحال‬ ‫والتمييز.‬ ‫التقييد بالنعت‬ ‫أما التقييد بالنعت ـ وهو المعبر عنه بالصفة ـ فيأتي لغراض:‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ تخصيص المنعوت بصفة تميزه عما عداه، وهذا يكون في النكرة نحو: )جائني رجل عالم(.‬ ‫2 ـ توضيح المنعوت، وهذا وما بعده يكون في المعرفة، نحو: )قام زيد العالم(.‬ ‫3 ـ تأكيد النعوت، قال تعالى: )تلك عشرة كاملة()3(.‬ ‫4 ـ مدح المنعوت، قال تعالى: )بسم ال الرحمن الرحيم(.‬ ‫5 ـ ذم المنعوت، قال تعالى: )وامرأته حمالة الحطب()4(.‬ ‫ّ‬ ‫6 ـ الترحم على المنعوت، قال الشاعر: )أتى الرجل المسكين فليط بعضكم(.‬ ‫ّ‬ ‫التقييد بالتأكيد‬ ‫وأما التقييد بالتأكيد فيأتي لتقريره، ودفع توهم عدم الشمول، ونحوه، وذلك في موارد:‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫1 - مجرد التقرير، كقوله: )ال ال يكفي كل مشكلة...(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫2 - دفع توهم المجاز، كقوله: )أتى المير نفسه عند المساء...( لئل يتوهم ان التي أحد خواص‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المير، وانما عبر به مجازا، نحو: )وجاء ربك...()5(.‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫3 ـ دفع توهم عدم الشمول، قال تعالى: )فسجد الملئكة كلهم أجمعون()6( لئل يستبعد سجدة جميع‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الملئكة مع كثرتهم المخرجة عن العد، وتباعد أماكنكم، واختلف أعمالهم...‬ ‫ّ‬ ‫4 ـ زيادة التشريف بتكرار المؤكد، قال تعالى: )اسكن أنت وزوجك الجنة...()7(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫5 ـ زيادة التحقير والهانة، كقوله: )خبيث أنت أنت ول سواك...(.‬ ‫التقييد بعطف البيان‬ ‫وأما التقييد بعطف البيان ـ الذي هو لتوضيح المتبوع باسم مختص به، سواء كان العطف أجلى من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المعطوف، أم حصل الجلء التام بضميمة أحدهما الى الخر ـ فيأتي لغراض:‬ ‫1 ـ مجرذ التوضيح، اذا اقتضى الحال ذلك، نحو قوله: ) محمد الجواد أتاك عبد...(.‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ زيادة المدح، قال تعالى: )جعل ال الكعبة البيت الحرام قياما للناس()8(.‬ ‫ً‬ ‫3 ـ زيادة الذم، كقوله: )طحلب الشتر يطلب العلى...(.‬ ‫4 ـ زيادة الترحم، كقوله: )وزمعة المسكين في آخر الركب...(.‬ ‫ّ‬ ‫فطحلب والشتر اسمان، وكذا زمعة ومسكين.‬ ‫62‬ ‫التقييد بعطف النسق‬ ‫وأما التقيد بعطف النسق ـ وهو العطف بالحرف ـ فيأتي لمور أهمها:‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ تفصيل المسند إليه باختصار، كقوله: )جاء محمد وعلي وفاطمة( لم يقل: جاء محمد وجاء علي‬ ‫وجاءت فاطمة.‬ ‫ثم ان حروف العطف الثلثة: الواو والفاء وثم، وكلها مشتركة في التفصيل مع الختيار، إل أن‬ ‫ّ‬ ‫)الواو( لمطلق الجمع، سابقا كان المعطوف على المعطوف عليه، أو مقارنا، أو لحقا. و)الفاء(‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫للجمع مع الترتيب بتقديم المعطوف عليه على المعطوف مع تراخ ما. و)ثم( مع تراخ معتد به، هذا‬ ‫في الظاهر، ولكن قد يعدل عنه مع القرينة، كما ذكر في كتب النحو.‬ ‫2 - رد السامع إلى الصواب مع الختصار، نحو: )جاء زيد ل عمرو( أو )لم يجئ زيد لكن عمرو(.‬ ‫3 - صرف الحكم من المسند إليه إلى غيره، نحو:)زارني زيد بل عمرو(.‬ ‫4 - الشك من المتكلم أو التشكيك للسامع نحو )جاءني زيد أو عمرو(.‬ ‫ّ‬ ‫5 ـ البهام على السامع، قال تعالى: )وإنا أو اياكم لعلى هدى أو في ضلل مبين( )9(.‬ ‫ُ ً‬ ‫ّ‬ ‫6 ـ الباحة، نحو:)تعلم فقها أو نحوا(.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫7 ـ التخيير، نحو: )تزوج هندا أو أختها(.‬ ‫ً ُ‬ ‫ول يخفى أن أبحاث هذا الباب مفصلة اقتصرنا منها على اللزم.‬ ‫التقييد بالبدل‬ ‫وأما التقييد بالبدل فيأتي لزيادة التقرير واليضاح، والبدل على خمسة أقسام:‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ بدل الكل، كقوله: )جاء المير محمد بن علي...(.‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ بدل البعض، كقوله: )ألح رجال الدين أهل التفقه(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫3 ـ بدل الشتمال،كقوله: )ال إنما القرآن أحكامه التي...(.‬ ‫4 ـ بدل البدا، كقوله: )حبيبي نجم لمع، شمس مشرق...(.‬ ‫5 ـ بدل الغلط ويقع من البلغاء كغيرهم، إذ البليغ بليغ ل معصوم، وكلمه بليغ وإن‬ ‫وقع فيه غلط، نحو: )جاء زيد بكر(.‬ ‫التقييد بضمير الفصل‬ ‫وأما التقييد بضمير الفصل فلغراض:‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ التخصيص وقصر المسند على المسند إليه، قال تعالى: )ألم يعلموا أن ال هو‬ ‫ّ‬ ‫يقبل التوبة عن عباده()01(.‬ ‫2 ـ تمييز الخبر عن الصفة، كقوله عليه السلم: )المتقون هم أهل الفضائل(.‬ ‫ّ‬ ‫التقييد بالمفاعيل الخمسة‬ ‫وأما التقييد بالمفاعيل فيأتي لغراض:‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ بيان نوع الفعل، كقوله: )جلست جلوس المتواضع(.‬ ‫2 ـ بيان عدد الفعل، كقوله: )ضربت ضربتين(.‬ ‫72‬ ‫توكيد الفعل في المطلق، كقوله: )أحسنت احسانا(.‬ ‫ً‬ ‫ما وقع عليه الفعل، قال تعالى: )لقيا غلما()11(.‬ ‫ً‬ ‫ما وقع فيه الفعل، كقوله: )هنا امكث زمانا(.‬ ‫ً‬ ‫ما وقع لجله الفعل، كقوله: )ضرب أخاه تأديبا...(.‬ ‫ً‬ ‫ما وقع مقارنا معه، كقوله: )فقلت لها سيري وزوجك بكرة...(.‬ ‫ً‬ ‫بيان‬ ‫بيان‬ ‫بيان‬ ‫بيان‬ ‫بيان‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫3‬ ‫4‬ ‫5‬ ‫6‬ ‫7‬ ‫حذف المفاعيل‬ ‫أما حذف المفاعيل فلغراض:‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ التعميم مع رعاية الختصار، قال تعالى: )وال يدعو الى دار السلم()21(. أي: جميع عباده.‬ ‫2 ـ العتماد على المتقدم اختصارا، قال تعالى: )يمحو ال ما يشاء ويثبت()31(. أي: ويثبت ما‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يشاء.‬ ‫3 ـ اختصار الكلم بدون المرين السابقين، للعتماد على القرينة العقلية، قال تعالى: )يغفر لمن‬ ‫يشاء()41( أي يغفر الذنوب، فإن الغفران ليكون إل عن ذنب.‬ ‫4 ـ استهجان التصريح، كقوله: )ما رأيت مني ول أبصرت منها، في زمان..( أي العورة.‬ ‫ّ‬ ‫5 ـ البيان بعد البهام، لكونه أوقع في النفس، قال تعالى: )فمن شاء فليؤمن()51( أي: فمن شاء‬ ‫اليمان.‬ ‫6 ـ المحافظة على السجع، قال تعالى: )سيذكر من يخشى()61( أي يخشى ال، ولم يذكر لفظ‬ ‫ّّ‬ ‫الجللة لتناسب رؤس الي.‬ ‫7 ـ المحافظة على الوزن، قال المتنبي: )بناها فأعلى، والقنا يقرع القنا...(. أي: فأعلها، لم يذكر‬ ‫ّ‬ ‫المفعول تحفظا على الوزن.‬ ‫ّ‬ ‫8 ـ تعين المفعول، فيكون ذكره لغوا، كقوله: )رعت شاء قومي، والمعاشب كثرة...( أي عشبا.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫9 ـ قصد المتكلم الفعل فقط، فل يذكر المفعول كما ل يذكر الفاعل، كقولك: )سرت عاصفة في البلد،‬ ‫ّ‬ ‫فاقتلع وهدم(، والمعنى: قلعت العاصفة الشجار وهدمت البنية.‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫01 ـ قصد المتكلم الفعل والفاعل، قال تعالى: )ووجد من دونهم امرأتين تذودان()71( إذ المقصود‬ ‫وقوع الذود منهما، أما أن المذود ابل أم شاء أم بقر، فليس من محل الكلم.‬ ‫تقديم المفاعيل‬ ‫ثم ان الصل في المفعول وغيره من المعمولت أن يتأخر عن العامل، لكنه قد يعكس فيقدم على العامل‬ ‫لغراض:‬ ‫1 ـ التخصيص، قال تعالى: )إياك نعبد وإياك نستعين()81(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ رد المخاطب الى الصواب، في كلم قدم معموله، فنقدمه نحن أيضا موافقة لكلمه، كقوله:‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫)وقال: أعمرا نصرت؟ فقلت مجيب مقاليه: عمرا نصرت(.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫3 ـ مراعاة السجع، قال تعالى: )خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه()91(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫4 ـ استعجال التبرك والتلذذ بذكره، كقوله: )محمدا صلى ال عليه وآله وسلم اتبعت وليس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عندي...(.‬ ‫5 ـ كون المتقدم محل الكلم، كقوله: )ال اجعل نصب عينيك ول...(.‬ ‫ّ‬ ‫82‬ ‫6 ـ كون المتقدم محط الكلم النكار، كقوله: )أبعد طول التجارب تنخدع بالزخارف(؟‬ ‫التقييد بالنواسخ‬ ‫وأما التقييد بالنواسخ، وهي)02(:‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ الحروف المشبهة بالفعل.‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ )ل( النافية للجنس.‬ ‫3 ـ الفعال الناقصة.‬ ‫4 ـ أفعال المقاربة.‬ ‫5 ـ )ما( و)ل( و)ان( المشبهات بـ )ليس(.‬ ‫ّ‬ ‫6 ـ أفعال القلوب.‬ ‫فلبيان الغراض التي تؤديها معاني هذه النواسخ وذلك مثل:‬ ‫1 ـ التأكد في )إن( و)وأن(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ التشبيه في )كأن(.‬ ‫3 ـ الستدراك في )لكن(.‬ ‫4 ـ الترجي في )لعل(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫5 ـ التمني في )ليت(.‬ ‫ّ‬ ‫6 ـ نفي الجنس في )ل(.‬ ‫7 ـ الستمرار أو حكاية الحال الماضية في )كان(.‬ ‫8 ـ التوقيت بزمن معين كالنهار والليل والصباح والمساء والضحى في )ظل( و)بات( و)أصبح(‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫و)أمسى( و)أضحى(.‬ ‫9 ـ التوقيت بحالة معينة في )ما دام(.‬ ‫01 ـ الستمرار مع خصوصية في )ما فتى( و)ما برح( و)ما زال( و)ما انفك(.‬ ‫11 ـ المقاربة في )كاد( و)كرب( و)أوشك( و)عسى(.‬ ‫21 ـ النشاء والشروع في )طفق( و)جعل( و)أنشأ( و)أخذ( و)علق(.‬ ‫31 ـ النفي المطلق في )ما( و)ل( و)لت( و)ان(.‬ ‫41 ـ اليقين في )وجد( و)ألفى( و)درى(و)علم(.‬ ‫51 ـ الظن في )خال(و)زعم( و)حسب(.‬ ‫61 ـ التحول في )اتخذ(و)جعل( و)صير(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وهكذا... وهكذا...‬ ‫التقييد بالشرط‬ ‫وأما التقييد بالشرط فيأتي لغراض تؤديها معاني أدوات الشرط، ولذا تختلف الغراض باختلف‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫معاني الدوات:‬ ‫1 ـ الزمن في: )متى( و)أيان(.‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ المكان في )أين( و)أنى(و)حيثما(.‬ ‫ّ‬ ‫92‬ ‫3 ـ الحال في )كيفما(.‬ ‫4 ـ التعليق في )إن( و)إذا( و)لو(.‬ ‫ْ‬ ‫لكن مع فرق بينهما:‬ ‫أما )إن( فلما يحتمل وقوعه وعدمه، والكثر عدم الوقوع، قال تعالى: )وإن يستغيثوا يغاثوا بماء‬ ‫ّ‬ ‫كالمهل()12(.‬ ‫وأما )إذا( فلما يكثر وقوعه ويقطع المتكلم بتحققه مستقبل، قال تعالى: )فإذا جاءتهم الحسنة قالوا‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لنا هذه()22(.‬ ‫وأما )لو( فللشرط في الماضي مع القطع بانتفائه، قال تعالى: )لوكان فيهما آلهة إل ال لفسدتا()‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫32(.‬ ‫وقد تخرج هذه الدوات عن معانيها لغراض مذكورة في المفصلت.‬ ‫التقييد بالنفي‬ ‫وأما التقييد بالنفي فلسلب النسبة على وجه خاص، وذلك حسبب ما تفيده حروف النفي:‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ النفي مطلقا في )ل(.‬ ‫ً‬ ‫2 ـ نفي الحال إذا دخلت على المضارع في )ما( و)ان( و)لت(.‬ ‫3 ـ نفي الستقبال في )لن(.‬ ‫4 ـ نفي الماضي في )لم( و)لما(، لكن في )لما( ينسحب النفي إلى ما بعد زمان التكلم، ويخت ّ‬ ‫ص‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالمتوقع، فيقابل)لما( في النفي )قد( في الثبات، ويكون منفيها قريبا من الحال، قال تعالى: )ولما‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫يدخل اليمان في قلوبكم()42(.‬ ‫ّ‬ ‫ويقيد المسند بالنفي لكون الكلم بدونه ل يستقيم، قال تعالى: )ما أريد منهم من رزق()52( فإن‬ ‫المقصود في هذا المورد نفي الرادة ل إثباتها.‬ ‫التقييد بالحال‬ ‫وأما التقييد بالحال فيأتي لبيان هيئة صاحب الحال وتقييد عاملها، قال تعالى: )وما خلقنا السماوات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والرض وما بينهما لعبين()62( وقال سبحانه: )لتقربوا الصلة وأنتم سكارى()72( فإن‬ ‫المقصود: نفي الخلق لعبا، ونفي الصلة في السكر، ل مطلقا.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫التقييد بالتمييز‬ ‫وأما التقييد بالتمييز فيأتي لبيان البهام الواقع في ذات أو صفة، نحو: )منوان عسل( و)طاب زيد‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫نفسا( فإن محل الفائدة هو القيد وبدونه ل يتم المقصود.‬ ‫ً‬ ‫التقييد بالظرف ونحوه‬ ‫وأما التقييد بالظرف والجار والمجرور فيأتي لبيان كون المقصود من الكلم ذلك، حتى أنه لو لم يقيد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لفات المقصود، قال تعالى: )ل ريب فيه()82( وقال سبحانه: )وان له عندنا لزلفى()92(.‬ ‫ّ‬ ‫تقديم ما حقه التأخير‬ ‫ّ‬ ‫03‬ ‫ثم ان الصل تقدم العامل على المعمول، وتقدم بعض المفردات كالفاعل على البعض الخر كالمفعول.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لكن ربما يقدم ما حقه التأخير لغراض:‬ ‫1 ـ التخصيص.‬ ‫2 ـ الهتمام.‬ ‫3 ـ التبرك.‬ ‫ّ‬ ‫4 ـ التلذذ.‬ ‫ّ‬ ‫5 ـ مراعاة الفاصلة أو الوزن، وغير ذلك.‬ ‫ويعرف مما تقدم في المباحث السابقة أمثلتها.‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ الدخان: 83.‬ ‫2 ـ النور: 53.‬ ‫3 ـ البقرة: 691.‬ ‫4 ـ المسد: 4.‬ ‫5 ـ الفجر: 22.‬ ‫6 ـ الحجر: 03 وص 37.‬ ‫7 ـ البقرة: 53.‬ ‫8 ـ المائدة: 79.‬ ‫9 ـ سبأ: 42.‬ ‫01 ـ التوبة: 401.‬ ‫11 ـ الكهف: 47.‬ ‫21 ـ يونس: 52.‬ ‫31 ـ الرعد: 93.‬ ‫41 ـ آل عمران: 921.‬ ‫51 ـ الكهف: 92.‬ ‫61 ـ العلى: 01.‬ ‫71 ـ القصص: 32.‬ ‫81 ـ الفاتحة: 5.‬ ‫91 ـ الحاقة: 03- 13.‬ ‫02 ـ أي النواسخ.‬ ‫12 ـ الكهف: 92.‬ ‫22 ـ العراب: 131.‬ ‫32 ـ النبياء: 22.‬ ‫42 ـ الحجرات: 41.‬ ‫52 ـ الذاريات: 75.‬ ‫62 ـ الدخان: 83.‬ ‫72 ـ النساء: 34.‬ ‫82 ـ البقرة: 2.‬ ‫92 ـ ص: 52. ص: 04.‬ ‫تعريف القصر‬ ‫)القصر( هو الحصر والحبس لغة، قال تعالى: )حور مقصورات في الخيام()1(.‬ ‫واصطلحا هو: تخصيص شيء بشيء، والشيء الول هو المقصور، والشيء الثاني هو المقصور‬ ‫ً‬ ‫عليه.‬ ‫فلو قلت: )وما محمد ال رسول()2( قصرت محمدا )صلى ال عليه وآله وسلم( في الرسالة،‬ ‫ّ‬ ‫13‬ ‫بمعنى: انه ليس بشاعر، ول كاهن، ول إله ليموت... فمحمد )صلى ال عليه وآله وسلم( مقصور،‬ ‫والرسالة مقصور عليها.‬ ‫ولو قلت: )ما الرسول في آخر الزمان إل محمد صلى ال عليه وآله وسلم( قصرت الرسالة في آخر‬ ‫الزمان على محمد )صلى ال عليه وآله وسلم(، بمعنى: أن )مسيلمة( و)سجاح( ومن لف لفهم،‬ ‫ليسوا بمرسلين، فالرسالة مقصورة ومحمد مقصور عليها.‬ ‫طرق القصر‬ ‫وللقصر طرق كثيرة: كالتيان بلفظ )فقط( أو )وحده( أو )لغير( أو )ليس غير( أو توسط ضمير‬ ‫ّ‬ ‫الفصل، أو تعريف المسند إليه، أو لفظ )القصر( أو )الختصاص( أو ما يشتق منهما.. أو نحوها‬ ‫مما عدها بعضهم الى أربعة عشر طريقا.‬ ‫ً‬ ‫ّ ّ‬ ‫لكن الشهر المتداول في كلم العلماء أربعة:‬ ‫1 ـ القصر بالنفي والستثناء، قال تعالى: )وما محمد إل رسول قد خلت من قبله الرسل()3(.‬ ‫ُُ‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ القصر بـ )انما(، قال تعالى: )إنما يخشى ال من عباده العلماء()4(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫3 ـ القصر بحروف العطف: )ل( و)بل( )ولكن( كقوله:‬ ‫وموته خزيه ل يومه الدانـي‬ ‫عمر الفتى ذكره ل طول مدته‬ ‫ّ‬ ‫وقوله: )ما الفخر بالنسب بل بالتقوى(.‬ ‫4 ـ القصر بتقديم ما حقه التأخير، قال تعالى: )اياك نعبد واياك نستعين()5(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ثم ان المقصور عليه في الول: هو المذكور بعد أداة الستثناء، كالرسالة.‬ ‫وفي الثاني: هو المذكور في آخر الجملة، كالعلماء.‬ ‫وفي الثالث: هو المذكور ما قبل )ل( وهو: ذكره، وخزيه، والمقابل لما بعدها كقوله: )الفخر بالعلم‬ ‫ل بالمال( والمذكور ما بعد )بل( و)لكن( وهو: بالتقوى، وبالدب.‬ ‫وفي الرابع: هو المذكور مقدما، كـ )اياك(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أمور ترتبط بالقصر‬ ‫هنا أمور ترتبط بالقصر:‬ ‫1 ـ القصر يحدد المعاني تحديدا كامل، ولذا كثيرا ما يستفاد منه في التعريفات العلمية وغيرها.‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ القصر من ضروب اليجاز وهو من أهم أركان البلغة، فجملة القصر تقوم مقام جملتين: مثبتة‬ ‫ومنفية.‬ ‫3 ـ يفهم من )انما( حكمان: اثبات للشيء والنفي عن غيره دفعة واحدة، بينما يفهم من العطف‬ ‫الثبات أول والنفي ثانيا، أو بالعكس، ففي المثال السابق: الخشية للعلماء دون غيرهم، والفخر‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫للتقوى ل للنسب، مع وضوح الدفعة في الول، والترتب في الثاني.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫4 ـ في النفي والستثناء يكون النفي بغير )ما( أيضا، قال تعالى: )إن هذا إل ملك كريم()6(.‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ويكون الستثناء بغير )ال( أيضا، كقوله:‬ ‫ً‬ ‫مـما نخشاه من المحن‬ ‫لم يبق سواك نلوذ به‬ ‫5 ـ يشترط في كل من )بل( و)لكن( ان تسبق بنفي أو نهي، وأن يكون المعطوف بهما مفردا، وأن‬ ‫ً‬ ‫ل تقترن )لكن( بالواو، وفي )ل( أن تسبق بإثبات وأن يكون معطوفها مفردا وغير داخل في عموم‬ ‫ً‬ ‫23‬ ‫ما قبلها.‬ ‫6 ـ يدل التقديم على القصر بالذوق، بينما الثلثة الباقية تدل على القصر بالوضع أعني: )الدوات(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫7 ـ سبق أن الصل هو أن يتأخر المعمول عن عامله إل لضرورة، أهمها إفادة القصر، فإن من تتبع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كلم البلغاء في تقديم ما من حقه التأخير، وجدهم يريدون به القصر والتخصيص عادة.‬ ‫ّ‬ ‫أقسام القصر‬ ‫للقصر قسمان:‬ ‫1 ـ حقيقي: وهو أن يختص المقصور بالمقصور عليه بحسب الحقيقة والواقع، نحو )ل إله إل ال()‬ ‫7(.‬ ‫2 ـ اضافي: وهو أن يختص المقصور بالمقصور عليه ل حقيقة بل بالقياس إلى شيء آخر معين،‬ ‫ّ‬ ‫كقول الحطاب لزميله: )ليوجد في الصحراء إل حطبا رطبا( فإن النفي ليس لكل شيء حتى النسان‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫والحيوان، وانما للحطب اليابس.‬ ‫وينقسم القصر الضافي الى ثلثة أقسام:‬ ‫الول: قصر الفراد، وذلك فيما اعتقد المخاطب الشركة، قال تعالى: )إنما ال إله واحد()8( ردا على‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫من زعم التعدد.‬ ‫ّ‬ ‫الثاني: قصر القلب، وذلك فيما اعتقد المخاطب عكس الواقع، كقوله: )وليس النب ّ سوى أحمد...(‬ ‫ي‬ ‫ردا لتباع )مسيلمة( و)سجاح(.‬ ‫ً‬ ‫الثالث: قصر التعيين، وذلك فيما تردد المخاطب كقوله: )ولم يك للحوض إل علي عليه السلم( لمن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تردد.‬ ‫ّ‬ ‫وينقسم القصر ـ أعم من الحقيقي والضافي ـ إلى:‬ ‫1 ـ قصر الموصوف على الصفة، كما تقدم في قوله تعالى: )وما محمد إل رسول()9(. حيث قصر‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫محمدا )صلى ال عليه وآله وسلم( في الرسالة.‬ ‫ّ‬ ‫2 - قصر الصفة على الموصوف، كما نقدم في قوله تعالى: )إياك نعبد()01( حيث قصر العبادة‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫في ال تعالى، فل نعبد سواه.‬ ‫1 ـ الرحمن: 27.‬ ‫2 ـ آل عمران:441.‬ ‫3 ـ آل عمران:441.‬ ‫4 ـ فاطر: 82.‬ ‫5 ـ الفاتحة: 5.‬ ‫6 ـ يوسف: 13.‬ ‫7 ـ محمد )صلى ال عليه وآله وسلم(: 91.‬ ‫8 ـ النساء: 171.‬ ‫9 ـ آل عمران: 441.‬ ‫01 ـ الفاتحة: 5.‬ ‫تعربف الوصل والفصل‬ ‫)الوصل(: عطف جملة على اخرى بالواو.‬ ‫ُ‬ ‫و)الفصل(: التيان بالجملة الثانية بدون العطف.‬ ‫33‬ ‫فمن الوصل قوله تعالى: )يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال وكونوا مع الصادقين()1(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومن الفصل قوله تعالى: )ولتستوي الحسنة ول السيئة ادفع بالتي هي أحسن()2(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والبلغة في الوصل أن تكون بالواو، دون سائر العواطف.‬ ‫ويشترط في العطف بالواو وجود الجامع الحقيقي بين طرفي السناد، أو الجامع الذهني.‬ ‫فالحقيقي نحو: )يقرأ زيد ويقرأ عمرو( فإن القراءة والكتابة متوافقتان، وزيد وعمرو كذلك.‬ ‫والذهني نحو: )بخل خالد وكرم بكر( فإن االمتضادين كالبخل والكرم بينهما جامع ذهني، لنتقال‬ ‫ّ‬ ‫الذهن من أحدهما إلى الخر.‬ ‫ول يجوز)3( أن يقال: ) جاء محمد وذهبت الريح( لعدم الجامع بين محمد والريح، ول: )قال علي‬ ‫وصاح معاوية( لعدم الجامع بين القول والصياح ـ كذا قالوا ـ.‬ ‫موارد الوصل‬ ‫ويقع الوصل في ثلثة مواضع:‬ ‫1 ـ إذا اتحدت الجملتان في الخبرية والنشائية، لفظا ومعنى، أو معنى فقط، مع المناسبة بينهما،‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وعدم مقتضى الفصل.‬ ‫فالخبريتان نحو قوله تعالى: )إن البرار لفي نعيم وإ ّ الفجار لفي جحيم()4(.‬ ‫ن ّ‬ ‫ّ‬ ‫والنشائيتان نحو قوله سبحانه: )واعبدوا ال ول تشركوا به شيئا()5(.‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫والمختلفتان نحو قوله تعالى: )إني اشهد ال واشهدوا أني بريء مما تشركون()6(.‬ ‫ّ ُ ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ُ‬ ‫فالجملة الثانية وإن كانت انشائية لفظا، لكنها خبرية معنى.‬ ‫ً‬ ‫2 ـ دفع توهم غير المراد، فإنه إذا اختلفت الجملتان خبرا وإنشاءا، ولكن كان الفصل موهم خلف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫المراد وجب الوصل، كقولك في جواب من قال: )هل جاء زيد(: )ل، وأصلحك ال( فإنك لو قلت:‬ ‫)لأصلحك ال( توهم الدعاء عليه، والحال أنك تريد الدعاء له.‬ ‫ّ‬ ‫3 ـ أذا كان للجملة الولى محل من العراب، وقصد مشاركة الثانية لها، قال تعالى: )إن الذين كفروا‬ ‫ّ‬ ‫ويصدون عن سبيل ال()7( حيث قصد اشتراك )يصدون( لـ )كفروا( في جعله صلة.‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫موارد الفصل‬ ‫الصل في الجمل المتناسقة المتتالية أن تعطف بالواو، تنظيما للفظ، لكن قد يعرض ما يوجب الفصل،‬ ‫ً ّ‬ ‫وهي أمور:‬ ‫1 ـ أن تكون بين الجملتين اتحاد تام، حتى كأنهما شيء واحد، والشيء ل يعطف على نفسه، قال‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تعالى: )أمدكم بما تعلمون أمدكم بأموال وبنين()8(.‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ أن تكون الجملة الثانية لرفع البهام في الجملة الولى، قال تعالى: )فوسوس إليه الشيطان قال يا‬ ‫آدم هل أدلك على شجرة الخلد()9(.‬ ‫ُّ‬ ‫3 ـ أن تكون الجملة الثانية مؤكدة للولى، قال تعالى: )وما هم بمؤمنين يخادعون ال()01(.‬ ‫وهذه الموارد الثلثة تسمى لما يكون بين الجملتين فيها من التحاد التام بـ: كما التصال.‬ ‫ّ‬ ‫4 ـ أن يكون بين الجملتين اختلف تام في الخبر والنشاء أو اللفظ والمعنى، أو المعنى فقط، قال‬ ‫ّ‬ ‫الشاعر: )وقال رائدهم: ارسوا نزاولها...(.‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫5 ـ أن ليكون بين الجملتين مناسبة في المعنى ول ارتباط، بل كل منهما مستقل، كقوله:‬ ‫43‬ ‫كل امرىء رهن بما لديه‬ ‫ّ‬ ‫انما المرء بأصــغريه‬ ‫ّ‬ ‫وهذان الموردان يسميان لما بين الجملتين من الختلف التام بـ: كمال النقطاع.‬ ‫ّ‬ ‫6 ـ أن يكون بينهما شبه كمال التصال، بأن تكون الجملة الثانية واقعة في جواب سؤال يفهم من‬ ‫ن‬ ‫الجملة الولى، فتفصل عن الولى كما يفصل الجواب عن السؤال، قال تعالى: )وما ابرىء نفسي إ ّ‬ ‫ُ ّ‬ ‫النفس لمارة بالسوء()11(.‬ ‫َ ّ‬ ‫7 ـ أن يكون بينهما شبه كمال النقطاع، بأن تسبق الجملة جملتان، بينهما وبين الولى مناسبة،‬ ‫ويفسد المعنى لو عطفت على الثانية، فيترك العطف، دفعا لتوهم كونها معطوفة على الثانية، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫بدل، أراها في الضلل تهيم‬ ‫ً‬ ‫وتظن سلمى أنني أبغي بها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فـ)أراها( يفسد لو عطف على مظنون سلمى ولذا يترك العطف.‬ ‫8 ـ أن تكون الجملتان متوسطة بين الكمالين مع قيام المانع من العطف، بأن تكون بينهما رابطة‬ ‫قوية، ولكن منع من العطف مانع: وهو عدم قصد التشريك في الحكم، قال تعالى: )وإذا خلوا الى‬ ‫شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون ال يستهزىء بهم()21(.‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فجملة )ال يستهزىء بهم( ليصح عطفها على جملة )إنا معكم( لقتضاء العطف أنه من مقول‬ ‫ّ‬ ‫المنافقين، والحال أنه دعاء عليهم من ال.‬ ‫كما أنه ل يصح عطفها على جملة )قالوا( لقتضاء العطف مشاركتها لها في التقييد بالظرف، وان‬ ‫استهزاء ال بهم مقيد بحال خلوهم إلى شياطينهم، والحال أن استهزاء ال غير مقيد بهذه الحال، ولذا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يلزم الفصل دون الوصل.‬ ‫واعلم: أن مباحث هذا الباب مغلقة كثيرة، والبسط في المطولت.‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ التوبة: 911.‬ ‫2 ـ فصلت: 43.‬ ‫ّ‬ ‫3 ـ أي ليكون من البلغة.‬ ‫4 ـ النفطار: 31ـ 41.‬ ‫5 ـ النساء: 63.‬ ‫6 ـ هود: 45.‬ ‫7 ـ الحج: 52.‬ ‫8 ـ الشعراء: 231-331.‬ ‫9 ـ طه: 021.‬ ‫01 ـ البقرة: 8-9.‬ ‫11 ـ يوسف: 35.‬ ‫21 ـ البقرة: 41 ـ 51.‬ ‫تعريف اليجاز والطناب والمساواة‬ ‫)اليجاز(: هو وضع المعاني الكثيرة في ألفاظ أقل، مع وفائها بالغرض المقصود ورعاية البانة‬ ‫والفصاح فيها.‬ ‫و )الطناب(: زيادة اللفظ على المعنى لفائدة.‬ ‫و )المساواة(: تساوي اللفظ والمعنى، فيما لم يكن داع لليجاز والطناب.‬ ‫كما أنه إذا لم تف العبارة بالغرض سمي: )إخلل(.‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وإذا زاد على الغرض بدون داع سمي: )تطويل(‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫53‬ ‫فمثال اليجاز، قوله تعالى: )خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين()1(.‬ ‫ومثال الطناب، قوله تعالى: )قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب‬ ‫ّ‬ ‫اخرى()2(.‬ ‫ُ‬ ‫ومثال المساواة، قوله تعالى: )وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه...()3(.‬ ‫ّ‬ ‫ومثال الخلء، قول اليشكري:‬ ‫ل النوك ممـن عـاش كدا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والعيش خير في الــظل‬ ‫أراد: أن العيش الرغد حال الحمق، أفضل من العيش النكد في ظلل العقل، وهذا إخلل.‬ ‫ومثال التطويل، قول ابن مالك:‬ ‫ممـــا به عنه مبينا يخبر‬ ‫ً‬ ‫كذا إذا عاد عليه مضمر‬ ‫أقسام اليجاز‬ ‫ثم ان اليجاز على قسمين:‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ ايجاز القصر، ويسمى ايجاز البلغة، وذلك بأن يتضمن الكلم المعاني الكثيرة في ألفاظ قليلة من‬ ‫ّ‬ ‫غير حذف، كقوله تعالى: )وإذا مروا باللغو مروا كراما()4( فإن مقتضى الكرامة في كل مقام شيء،‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ففي مقام العراض: العراض، وفي مقام النهي: النهي، وفي مقام النصح: النصح، وهكذا.. وهكذا..‬ ‫2 ـ ايجاز الحذف، وذلك بأن يحذف شيء من العبارة، ليخل بالفهم، مع وجود قرينة.‬ ‫وقد حصروا الحذف في اثني عشر شيئا:‬ ‫ً‬ ‫1 ـ الحرف، قال تعالى: )ولم أك بغيا()5( أي: ولم أكن.‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ السم المضاف، قال تعالى: )وجاهدوا في ال حق جهاده()6( أي: في سبيل ال.‬ ‫ّ‬ ‫3 ـ السم المضاف إليه، قال تعالى: )وأتممناها بعشر()7( أي: بعشر ليال.‬ ‫4 ـ السم الموصوف، قال تعالى: )ومن تاب وعمل صالحا()8( أي: عمل صالحا.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫5 ـ السم الصفة، قال تعالى: )فزادتهم رجسا إلى رجسهم()9( أي: مضافا إلى رجسهم.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫6 ـ الشرط، قال تعالى: )فاتبعوني يحببكم ال()01( أي: فإن اتبعتموني يحببكم.‬ ‫ّ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ّ‬ ‫7 ـ جواب الشرط، قال تعالى: )ولو ترى إذ وقفوا على النار()11( أي: لرأيت أمرا عظيما.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫8 ـ المسند، قال تعالى: )ولئن سألتهم من خلق السماوات والرض ليقولن ال ()21( أي: خلقهن‬ ‫ّ‬ ‫ال.‬ ‫9 ـ المسند اليه، كقوله: )قال لي كيف أنت؟ قلت: عليل( أي: أنا عليل.‬ ‫01 ـ المتعلق، قال تعالى: )ليسئل عما يفعل وهم يسئلون()31( أي عما يفعلون.‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫11 ـ الجملة، قال تعالى: )كان الناس امة واحدة فبعث ال النبيين()41( أي: فاختلفوا.‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫21 ـ الجمل، قال تعالى: )فأرسلون، يوسف أيها الصديق()51( أي فأرسلوني الى يوسف ل قص‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عليه الرؤيا وأستعبره عنها، فأتاه، وقال: )يوسف...(.‬ ‫دواعي اليجاز‬ ‫ثم أن دواعي اليجاز كثيرة نشير الى بعضها:‬ ‫ّ ّ‬ ‫1 ـ الختصار.‬ ‫2 ـ تحصيل المعنى باللفظ اليسير.‬ ‫ّ‬ ‫63‬ ‫تقريب الفهم.‬ ‫تسهيل الحفظ‬ ‫ضيق المقام.‬ ‫الضجر والسآمة.‬ ‫إخفاء المر على غير السامع، وغير ذلك.‬ ‫مواقع اليجاز‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫3‬ ‫4‬ ‫5‬ ‫6‬ ‫7‬ ‫ثم ان مواقع اليجاز التي يستحسن فيها كثيرة نذكر بعضا منها:‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫1 ـ الشكر على النعم.‬ ‫2 ـ العتذار.‬ ‫3 ـ الوعد.‬ ‫4 ـ الوعيد‬ ‫5 ـ العتاب.‬ ‫6 ـ التوبيخ.‬ ‫7 ـ التعزية.‬ ‫8 ـ شكوى الحال.‬ ‫9 ـ الستعطاف.‬ ‫01 ـ أوامر الملوك ونواهيهم.‬ ‫أقسام الزيادة‬ ‫ينقسم الزائد على أصل المراد إلى ثلثة أقسام:‬ ‫1 ـ الطناب، وهو تأدية المعنى بعبارة أكثر منه لغرض ما، كما تقدم.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ التطويل، وهو تأدية المعنى بعبارة أكثر بل فائدة، مع كون الزيادة في الكلم غير متعينة نحو‬ ‫ّ‬ ‫قول العبادي:‬ ‫وألفى قولها كذبا ومينا‬ ‫ً َ‬ ‫وقددت الديم لراهشيه‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫فإن )الكذب( و)المين( يمعنى واحد، ول يتعين الزائد منها، لصلحية كل منهما لذلك.‬ ‫ّ‬ ‫3 - الحشو، وهو تأدية المعنى بعبارة أكثر بل فائدة، مع كون الزيادة متعينة في الكلم غير مفسدة‬ ‫ّ‬ ‫للمعنى نحو قول الشاعر:‬ ‫ولكنني عن علم ما في غد عمي‬ ‫ٍ‬ ‫واعلم علم الــيوم والمس قبله‬ ‫فإن كلمة )قبله( زائدة لوضوح ان المس قبل اليوم.‬ ‫ّ‬ ‫أقسام الطناب‬ ‫وللطناب أقسام كثيرة:‬ ‫1 ـ ذكر الخاص بعد العام، قال تعالى: )حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى()61(.‬ ‫2 ـ ذكر العام بعد الخاص، قال تعالى: )رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫73‬ ‫والمؤمنات()71(.‬ ‫3 ـ توضيح الكلم المبهم بما يفسره، قال تعالى: )وقضينا اليه ذلك المر ان دابر هؤلء مقطوع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مصبحين()81(.‬ ‫4 ـ التوشيع، وهو أن يؤتى بمثنى يفسره مفردان، كقوله )عليه السلم(: العلم علمان: )علم‬ ‫ّ‬ ‫الديان وعلم البدان()91(.‬ ‫5 ـ التكرير وهو ذكر الجملة أو الكلمة مرتين أو ثلث مرات فصاعدا، لغراض:‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أ - للتأكيد، كقوله تعالى: )كل سوف تعلمون ثم كل سوف تعلمون()02(.‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ب - لتناسق الـــكلم، فـــل يضره طــــول الفصل، قـــال تعالى: )إني رأيت أحد عشر كوكبا‬ ‫ّ‬ ‫والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين()12( بتكرير )رأيت( لئل يضره طول الفصل.‬ ‫ّ‬ ‫ج - للستيعاب، كقوله: )أل فادخلوا رجل رجل...(.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫د - لزيادة الترغيب في شيء، كالعفو في قوله تعالى: )إن من أزواجكم وأولدكم عدوا لكم‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫فاحذروهم وأن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن ال غفور رحيم()22(.‬ ‫ّ‬ ‫هـ - لستمالة المخاطب في قبول العظة، كقوله تعالى: )وقال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم‬ ‫ّ‬ ‫سبيل الرشاد يا قوم انما هذه الحياة الدنيا متاع وان الخرة هي دار القرار()32( بتكرير )يا‬ ‫ّ‬ ‫قوم(.‬ ‫و - للتنويه بشأن المخاطب، كقوله: )علي رجل رجل رجل...(.‬ ‫ز - للترديد حثا على شيء، كالسخاء في قوله:‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫قريب من الخير الكثير قريب‬ ‫قريب مـن ال السخي وأنـه‬ ‫ّ‬ ‫ح - للتلذذ بذكره مكررا، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫علــــي تقــــــي علــي نقـــي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫علــي وصــي علــي رضــي‬ ‫ّ‬ ‫ط - للحث على الجتناب، كقوله: )الحية الحية أهل الدار...(.‬ ‫ي - لثارة الحزن في نفسه أو المخاطب، كقوله: )أيا مقتول ماذا كان جرمك أيا مقتول...(.‬ ‫ك - للرشاد إلى الخير، كقوله تعالى: )أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى()42(.‬ ‫ّ‬ ‫ل - للتهويل بالتكرير، كقوله تعالى: )الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة()52(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫6 - العتراض، بأن يؤتى في أثناء الكلم بجملة لبيان غرض من الغراض، منها:‬ ‫أ ـ الدعاء، كقوله:‬ ‫قد أحوجت سمعي إلى ترجمان‬ ‫ان الثمــــــــانين ـ وبلغتهـا ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ب - النداء، كقوله:‬ ‫زيــد حمـار دق بـاللجــــام‬ ‫كـــان بــــرذون أبــا عصـام ـ‬ ‫ج - التنبيه على شيء، كفضيلة العلم، في قوله:‬ ‫ان سوف يأتي كل ما قدرا‬ ‫ُ‬ ‫واعلم ـ فعلم المرء ينفعه ـ‬ ‫د - التنزيه، قال تعالى: )ويجعلون ل البنات سبحانه ولهم ما يشتهون()62(.‬ ‫هـ ـ المبالغة في التأكيد، قال تعالى: )ووصينا النسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير()72(.‬ ‫ّ‬ ‫و - الستعطاف، كقوله:‬ ‫ياجـــنتي لرأيت فيه جهنما‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ووجيب قلب لو رأيت لهيبه‬ ‫83‬ ‫ز - التهويل، قال تعالى: )وانه لقسم لو تعلمون عظيم()82(.‬ ‫ّ‬ ‫7 - اليغال، بأن يختم الكلم بما يفيد نكتة يتم بدونها المعنى، قال تعالى: )ول يرزق من يشاء‬ ‫بغير حساب()92(.‬ ‫8 ـ التذييل، وهو أن يأتي بعد الجملة الولى بجملة اخرى تشتمل على معناها وذلك لحد أمرين:‬ ‫ُ‬ ‫الول: التأكيد، وهو إما تأكيد المنطوق، قال تعالى: )وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫زهوقا()03( وإما تأكيد المفهوم، كقوله:‬ ‫ً‬ ‫على شعث أي الرجال المهذب؟‬ ‫ّ‬ ‫ولست بمستبق أخـا لتلمــــّـه‬ ‫ً‬ ‫فقد دلت الجملة الولى بعدم وجود الرجل الكامل فأكدها بالجملة الثانية: أي الرجال المهذب؟‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الثاني: التذييل، وهو إما يستقل بمعناه لجريانه مجرى المثل، كقوله:‬ ‫مـــا أشبه الليلة بــالبارحــة‬ ‫كـــــلكم أروغ مـــن ثــعلب‬ ‫ّ‬ ‫أو ل يستقل، لعدم جريانه مجرى المثل، كقوله:‬ ‫تركتني أصحب الدينا بــل أمل‬ ‫َ‬ ‫لم يبق جودك لي شيئا اؤمله‬ ‫ًُ ّ‬ ‫9- الحتراس، وهو أن يأتي بكلم يوهم خلف المقصود فيأتي بما يدفع الوهم، وهو على‬ ‫نحوين:‬ ‫أ: انه قد يأتي به وسط الكلم، كقوله:‬ ‫صو ُ الربيع وديمة تهمي‬ ‫ب‬ ‫فسقى ديارك غير مفسده‬ ‫ِ‬ ‫فقد قال: )غيرمفسده( دفعا لتوهم الدعاء للمطر عامة حتى المفسد منه.‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ب: وقد يأتي به آخر الكلم، كقوله:‬ ‫َ ُ‬ ‫مع الحلم فــي عين العدو مهيب‬ ‫حــليم إذا مــا الحكم زين أهله‬ ‫ّ‬ ‫01 ـ التتميم، وهو زيادة مفعول أو حال أو نحوهما، ليزيد حسن الكلم، كقوله:‬ ‫دعاء الفتى المختار للحق أقرب‬ ‫دعونا عليهم مــكرهين وإنـما‬ ‫فـ )مكرهين( يزيد حسن الكلم كما ل يخفى.‬ ‫11 - تقريب الشيء المستبعد وتأكيده لدى السامع نحو قوله: )رأيته بعيني يفعل كذا( و)سمعته‬ ‫بأذني يقول كذا(.‬ ‫ّ‬ ‫21 - الدللة على الشمول والحاطة، قال تعالى: )فخر عليهم السقف من فوقهم()13( فإن‬ ‫ّ‬ ‫السقف ل يخر إل من فوق، لكن بذكره )من فوقهم( د ّ على الشمول والحاطة.‬ ‫ل‬ ‫ّ ّ‬ ‫موارد الطناب‬ ‫وهناك موارد يستحسن فيها الطناب، منها:‬ ‫1 ـ الصلح بين الفراد، أو الجماعات، أو العشائر.‬ ‫2 ـ التهنئة بالشيء.‬ ‫3 ـ المدح والثناء على أحد.‬ ‫4 ـ الذم والهجاء لحد.‬ ‫ّ‬ ‫5 ـ الوعظ والرشاد.‬ ‫6 ـ الخطابة في أمر من المور العامة.‬ ‫ّ‬ ‫7 ـ رسائل الولة إلى الرؤساء والملوك.‬ ‫93‬ ‫8 ـ منشورات الرؤساء إلى الشعب.‬ ‫أقسام المساواة‬ ‫)المساواة( هي الصل في تأدية المعنى المراد، فل تحتاج إلى علة، واللزم التيان‬ ‫ّ‬ ‫بها حيث ل توجد دواعي اليجاز والطناب، وهي على قسمين:‬ ‫1 ـ المساواة مع رعاية الختصار، وذلك بتأدية المراد في ألفاظ قليلة الحرف كثيرة‬ ‫المعنى، نحو قوله تعالى: )هل جزاء الحسان إل الحسان()23(.‬ ‫2 ـ المساواة من دون اختصار، وذلك بتأدية المعنى المراد بل رعاية الختصار، نحو‬ ‫قوله تعالى: )كل امرىء بما كسب رهين()33( وقوله سبحانه: )وما تقدموا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لنفسكم من خير تجدوه عند ال()43( ونحو قوله )صلى ال عليه وآله وسلم(:‬ ‫)انما العمال بالنيات ولكل امرىء ما نوى()53( فإن الكلم في هذه المثلة ل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يستغنى عن لفظ منه، ولو حذفنا منه ولو لفظا واحدا لختل معناه، وذلك لن اللفظ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فيه على قدر المعنى ل ينقص عنه ول يزيد عليه.‬ ‫خاتمة المعاني‬ ‫ّ‬ ‫ل يخفى أن كل من اليجاز والطناب والمساواة يحتاج إليها في محله بحيث ل يسد‬ ‫ّ‬ ‫ّ ً‬ ‫أحدها مكان الخر، وكذا بقية المباحث، والمرجح في الجميع هو الذوق السليم.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وليكن هذا آخر ما أردنا كتابته في علم المعاني، وال المستعان.‬ ‫سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلم على المرسلين، والحمد ل رب العالمين،‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫وصلى ال على محمد وآله الطاهرين.‬ ‫ّ‬ ‫كربلء المقدسة‬ ‫ّ‬ ‫محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي‬ ‫ّ‬ ‫9731هـ‬ ‫1 ـ العراف: 991.‬ ‫2 ـ طه: 4.‬ ‫3 ـ السرار: 31.‬ ‫4 ـ الفرقان: 27.‬ ‫5 ـ مريم: 02.‬ ‫6 ـ الحج: 87.‬ ‫7 ـ العراف: 241.‬ ‫8 ـ الفرقان: 17.‬ ‫9 ـ التوبة: 521.‬ ‫01 ـ آل عمران: 13.‬ ‫11 ـ انعام: 72.‬ ‫21 ـ لقمان: 52. زمر: 83.‬ ‫31 ـ النبياء: 32.‬ ‫41 ـ البقرة: 312.‬ ‫51 ـ يوسف: 54 ـ 64.‬ ‫61 ـ البقرة: 832.‬ ‫71 ـ نوح: 82.‬ ‫04‬ ‫ـ الحجر: 66.‬ ‫ـ بحار النوار: 022/1 ب 6ح 25.‬ ‫ـ التكاثر: 3-4.‬ ‫ـ يوسف: 4.‬ ‫التغابن: 41.‬ ‫غافر: 83-93.‬ ‫القيامة: 43-53.‬ ‫الحاقة: 1-3.‬ ‫النحل:75.‬ ‫لقمان: 41.‬ ‫الواقعة: 67.‬ ‫النور: 83.‬ ‫السراء: 18.‬ ‫النحل: 62.‬ ‫الرحمن: 06.‬ ‫الطور: 12.‬ ‫البقرة: 011.‬ ‫مستدرك الوسائل: 09/1ب 5ح 75‬ ‫81‬ ‫91‬ ‫02‬ ‫12‬ ‫22‬ ‫32‬ ‫42‬ ‫52‬ ‫62‬ ‫72‬ ‫82‬ ‫92‬ ‫03‬ ‫13‬ ‫23‬ ‫33‬ ‫43‬ ‫53‬ ‫الفصل الثاني: علم البيان‬ ‫تعريف علم البـيان وأركانه‬ ‫في التشبيه‬ ‫في المجاز‬ ‫في الكناية‬ ‫تعريف علم البيان‬ ‫)البيان( لغة: الكشف والظهور.‬ ‫واصطلحا: اصول وقواعد يعرف بها ايراد المعنى الواحد بطرق متعددة وتراكيب متفاوتة: من‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ً ُ‬ ‫الحقيقة والمجاز، والتشبيه والكناية..، مختلفة من حيث وضوح الدللة على ذلك المعنى الواحد‬ ‫وعدم وضوح دللتها عليه، فالتعبير عن )جود حاتم( ـ مثل ـ يمكن أن يكون بهذه اللفاظ: جواد،‬ ‫ً‬ ‫كثير الرماد، مهزول الفصيل، جبان الكلب، بحر ل ينضب، سحاب ممطر، وغيرها من التراكيب‬ ‫المختلفة في وضوح أو خفاء دللتها على معنى الجود..‬ ‫أركان علم البيان‬ ‫ثم انه لما اشتمل التعريف على ذكر الدللة ولم تكن الدللت الثلث: المطابقية والتضمنية واللتزامية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كلها قابلة للوضوح والخفاء، لزم التنبيه على ما هو المقصود، فإن المقصود منها هاهنا: هي الدللة‬ ‫ّ‬ ‫العقلية لللفاظ، يعني: التضمنية واللتزامية، لجواز اختلف مراتب الوضوح والخفاء فيهما، دون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدللة الوضعية لللفاظ يعني: المطابقية، لعدم جواز اختلف مراتب الوضوح في بعضها دون بعض‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مع علم السامع بوضوح تلك اللفاظ، وإل لم يكن عالم ً بوضعها، فتأمل.‬ ‫ا‬ ‫ّ‬ ‫ثم ان اللفظ إذا لم يرد منه ما وضع له من دللته المطابقية، وانما اريد به دللته العقلية من تضمن‬ ‫ّ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫أو التزام، فإن قامت قرينة على عدم إرادة ما وضع له فمجاز، وإن لم تقم قرينة على عدم إرادة ما‬ ‫وضع له فكناية، ومن المجاز ما يبتني على التشبيه، فيلزم التعرض للتشبيه قبل التعرض للمجاز‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والكناية، إذن: فعلم البيان يعتمد على أركان ثلثة: التشبيه والمجاز والكناية.‬ ‫14‬ ‫تعريف التشبيه‬ ‫)التشبيه( لغة: هو التمثيل، يقال: )هذا مثل هذا وشبهه(.‬ ‫واصطلحا: هو عقد مماثلة بين شيئين أو أكثر وارادة اشتراكهما في صفة أو أكثر بإحدى أدوات‬ ‫ً‬ ‫التشبيه لغرض يريده المتكلم.‬ ‫ّ‬ ‫وفائدته: أن الصفة المراد اثباتها للموصوف، إذا كانت في شيء آخر أظهر، جعل التشبيه بينهما‬ ‫وسيلة لتوضيح الصفة، كما تقول: )زيد كالسد( حيث تريد اثبات الشجاعة له، إذ هي في )السد(‬ ‫أظهر.‬ ‫أركان التشبيه‬ ‫وأركان التشبيه أربعة:‬ ‫1 ـ المشبه، كزيد.‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ المشبه به، كالسد.‬ ‫ّ‬ ‫3 ـ وجه الشبه، كالشجاعة.‬ ‫4 ـ أداة التشبيه ـ كالكاف ـ في قولك: )زيد كالسد( وقد تحذف هذه، كما في )زيد أسد(.‬ ‫ثم ان الركنين الولين: المشبه والمشبه به يسميان بـ)طرفي التشبيه( أو )ركني التشبيه(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫طرفا التشبيه وأقسامهما‬ ‫وطرفا التشبيه على أربعة أقسام:‬ ‫1 ـ الحسيان: بأن يكونا مدركين بالحواس الخمس الظاهرة التي هي: )الباصرة، السامعة، الذائقة،‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫اللمسة، الشامة( نحو: )خدك الورد ألمته الرياح...(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ العقليان: بأن لم يكونا مدركين بالحواس الخمس، بل أدركا بالحواس الباطنية: وجدانيا كان، أم‬ ‫ّ‬ ‫وهميا، أم ذهنيا، نحو: )الجهل موت والعلم حياة..(.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫3 ـ المشبه به عقلي والمشبه حسي، نحو: )الطبيب الجهول موت معجل...(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫4 ـ المشبه به حسي والمشبه عقلي، نحو: )العلم كالنور يهدي كل من طلبه...(.‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫طرفا التشبيه إفرادا وتركيبا‬ ‫ً‬ ‫ينقسم )التشبيه( باعتبار طرفيه من حيث الفراد والتركيب إلى أقسام أربعة:‬ ‫1 ـ تشبيه مفرد:‬ ‫أ ـ مطلقين كانا، نحو: )طالخد كالورد(.‬ ‫ّ‬ ‫ب ـ أم مقيدين، نحو: )العلم في الصغر كالنقش في الحجر(.‬ ‫ّ‬ ‫ج - أم مختلفين، نحو: )ريقه كالشهد المصفى( أو )الشهد المصفى مثل ريقه(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫2 - تشبيه مركب بمركب، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫صفوف صلة قام فيها إمامها‬ ‫كان سهيل والنجوم ورائه‬ ‫ً‬ ‫3 - تشبيه مفرد بمركب، كقولها:‬ ‫ّ‬ ‫كـــأنه علـــــم فــي رأسه نار‬ ‫أغر أبلج تأتم الــهداة بـــه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫4 ـ تشبيه مركب بمفرد، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫تلوح لدى الضحوك كالقحوان‬ ‫وأسنانه البيض فــي فـمه‬ ‫طرفا التشبيه إذا تعددا‬ ‫ّ‬ ‫24‬ ‫وينقسم )التشبيه( باعتبار طرفيه من حيث الفراد والتركيب إلى أقسام أربعة:‬ ‫1 ـ التشبيه الملفوف: بأن يجتمع مشبهان أو أكثر معا، ومشبه بهما أو أكثر معا أيضا، كقوله:‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫شعــــــر ووجـــــــه وقــــــــد‬ ‫ليــــــل وبــــــــدر وغصــــن‬ ‫2 - التشبيه المفروق: بأن يجتمع كل مشبه مع ما شبه به، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـــــــم سراج وحكمـة ال زيت‬ ‫انما النفس كالزجاجة والعلــ‬ ‫3 - تشبيه التسوية، بأن يتعدد المشبه دون المشبه به، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كـــــــــلهمــــــا كــــالليالــــــي‬ ‫صــــــدغ الحبيـــب وحـالي‬ ‫4 - تشبيه الجمع، بأن يتعدد المشبه به دون المشبه، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫مــــُـنضد أو بــــــرد أو اقـــــاح‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫كأنمـــــا يبسم عـــن لـؤلؤ‬ ‫التشبيه باعتبار وجه الشبه‬ ‫ّ‬ ‫ينقسم التشبيه باعتبار )وجه الشبه( الى ستة أقسام:‬ ‫1 ـ تشبيه التمثيل، وهو ما كان وجه الشبه منتزعا من متعدد، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫يـــوافي تـــمام الشهر ثم يغيب‬ ‫وما المرء إل كالشهاب وضوئه‬ ‫فشبه النسان في أدواره بالقمر في أطواره: هلل، وبدرا، ومحاقا، فسرعة الفناء هو وجه الشبه‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫المنتزع من أحوال القمر.‬ ‫2 ـ تشبيه غير التمثيل، وهو ما لم يكن منتزعا من متعدد، نحو: )زيد كالسد( فوجه الشبه‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫الشجاعة وهو لم ينتزع من متعدد.‬ ‫ّ‬ ‫3 ـ التشبيه المفصل، وهو ما ذكر فيه وجه الشبه أو ملزومه، كقوله:‬ ‫وإذا مــــا جـــاد أغـــرب‬ ‫ً‬ ‫يـــده كـــالسحب جـــودا‬ ‫وكقوله للكلم الفصيح: )هو كالعسل حلوة( فإن وجه الشبه فيه هو لزم الحلوة وهو ميل الطبع، ل‬ ‫ّ‬ ‫الحلوة التي هي ملزوم لوجه الشبه.‬ ‫ّ‬ ‫4 ـ التشبيه المجمل، وهو مالم يذكر فيه وجه الشبه ول ما يستلزمه، كقوله:‬ ‫ولعمري عن قريب كل من فيها يموت‬ ‫ّ‬ ‫إنما الدنيا كبيت نسجته الــعنكبوت‬ ‫وكقوله: )هم كالحلقة المفرغة ل يدرى أين طرفاها( أي: متساوون في الشرف.‬ ‫5 ـ التشبيه القريب المبتذل، وهو ما كان وجه الشبه فيه واضحا ل يحتاج إلى فكر وتأمل، كتشبيه‬ ‫ً‬ ‫الجود بالمطر، إل أن يتصرف المتكلم فيه بحيث يخرجه عن البتذال، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إل بــــوجه لـــيس فـــيه حــياء‬ ‫لم تلق هذا الوجه شمس نهارنا‬ ‫فإن تشبيه الوجه الحسن بالشمس مبتذل، إل ان التصرف فيه بإدخال الحياء أخرجه عن البتزال.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫6 ـ التشبيه البعيد الغريب، وهو ما كان وجه الشبه فيه يحتاج إلى فكر وتأمل، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫تمشي على السماء من غير وجل‬ ‫والشمس كالمــرآة في يكف الشل‬ ‫فإن تموج النور حين طلوع الشمس وتشبيهه بالمرآة في اليد المرتعشة التي تتموج انعكاساتها،‬ ‫ّ‬ ‫يحتاج إلى فكر وتأمل.‬ ‫ّ‬ ‫أقسام تشبيه التمثيل‬ ‫ثم ان تشبيه التمثيل ينقسم إلى قسمين:‬ ‫الول: ما كان ظاهر الداة، كقوله تعالى: )مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل‬ ‫ُّ‬ ‫أسفارا()1(.‬ ‫ً‬ ‫الثاني: ما كان خفي الداة، كقولك للمتحير: )أراك تقدم رجل وتؤخر أخرى( إذ الصل: أراك في‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫34‬ ‫ترددك، كمن يقدم رجل، ثم يؤخرها مرة اخرى.‬ ‫ّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وبما ذكرناه من أصل المعنى ارتفع الشكال، بأن المتحير ليؤخر رج ً أخرى، وانما يؤخر الرجل التي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قدمها، وظهرت الداة المحذوفة وهي المكان التي اختفت في اللفظ.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫موارد تشبيه التمثيل‬ ‫لتشبيه التمثيل موارد كالتالي:‬ ‫1 ـ أن يأتي في مفتتح الكلم وصدر المقال، فيكون برهانا مصاحبا فيفيد ايحاء المعنى إلى النفس‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مؤيدا بالبرهان، وهذا في القرآن كثير، قال تعالى: )مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل ال كمثل‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة()2(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ أن يأتي بعد تمام المعنى واستيفاء الكلم، فيكون برهانا عقيب الدعوى فيفيد اثباتها وتأكيدها،‬ ‫ً‬ ‫وهذا يكون لحد أمرين:‬ ‫أ ـ أنه يكون دليل على امكان الدعوى كقوله:‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ولـــكن مـعدن الذهب الرغام‬ ‫وما أنا منهم بالعيش فيهم‬ ‫ّ‬ ‫ادعى أنه مع اقامته فيهم ليس منهم، وهذا يبدو مستحيل عادة، فاستدل له بهذا المثل وهو: أن‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الذهب مقامه في التراب وهو غيره ليدفع به ما ظهر مستحي ً.‬ ‫ل‬ ‫ب ـ أنه يكون تأييدا للمعنى الثابت في الدعوى، كقوله:‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ان السفينة ل تــجري علــى اليبس‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها‬ ‫أدوات التشبيه‬ ‫أدوات التشبيه ألفاظ تدل على المماثلة، وهي على أقسام:‬ ‫1 ـ أن تكون حرفا، كـ )الكاف( و)كان(.‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫2 ـ أن تكون اسما، كـ )مثل( و)شبه(.‬ ‫ً‬ ‫3 ـ أن تكون فعل كـ )يحكي( و)يضاهى(.‬ ‫ً‬ ‫وهي قد يلفظ بها، نحو: )زيد كالسد(.‬ ‫وقد ليلفظ بها، نحو: )أخلقه ماء زلل...(.‬ ‫والغالب في )الكاف( و)مثل( و)شبه( ونحوها، أن يليها المشبه به لفظا نحو )زيد كالسد( أو‬ ‫ً‬ ‫تقديرا نحو قوله تعالى: )أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق()3( فإنه بتقدير: أو ك َثل‬ ‫مَ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ذوي صيب.‬ ‫ّ‬ ‫كما أن الغالب في )كأن( و)شابه( و)ماثل( ونحوها، أن يليها المشبه، نحو قوله: )كأن زيد أسد(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫التشبيه باعتبار أداته‬ ‫وينقسم )التشبيه( باعتبار أداته إلى ثلثة أقسام:‬ ‫1 ـ التشبيه المرسل، وهو ما ذكرت فيه الداة، وتسميته بالمرسل، لرساله عن التأكيد، نحو:‬ ‫أناخ عشيا وهو في الصبح يرحل‬ ‫ّ‬ ‫أل إنما الدنيا كمنزل راكــــب‬ ‫2 ـ التشبيه المؤكد، وهو ما حذفت منه أداة التشبيه، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫بـين باديه ومحتضره‬ ‫إنــما الدنيا أبو دلف‬ ‫ولت الدنيا علـى أثره‬ ‫ّ‬ ‫فــــإذا ولى أبو دلف‬ ‫ّ‬ ‫ويسمى )مؤكدا( ليهامه أن المشبه عين المشبه به.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫3 ـ التشبيه البليغ، وهو ما حذف فيه أداة التشبيه ووجه الشبه، ويسمى بليغا، لبلوغه نهاية الحسن‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫والقبول، لقوة المبالغة في التشبيه، حتى يظن أن المشبه هو المشبه به، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫44‬ ‫أعماركم سفر من السفار‬ ‫فاقضوا مآربكم عجال انما‬ ‫ً‬ ‫فوائد التشبيه‬ ‫للتشبيه فوائد تعود في الغلب إلى المشبه وهي:‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ بيان حال المشبه وأنه على أي وصف من الوصاف، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫كأن عظامها من خيزران‬ ‫َ ُ‬ ‫اذا قامـت لحاجتها تثنت‬ ‫وهذا القسم يكثر في العلوم، لفادة حال المشبه وبيانه.‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ بيان امكان حال المشبه، إذا أسند اليه أمر مستغرب، لتزول غرابته ال بالتشبيه واثبات أن مثله‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫واقع، كقوله:‬ ‫مــثل هـــود قلبوا بعد الكلم‬ ‫ّ‬ ‫انقلب القوم بعد المصطفى‬ ‫3 ـ بيان مقدار حال المشبه في القوة والضعف، والزيادة والنقصان، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مــ ّ السحائب لريث ول عجل‬ ‫ر‬ ‫كأن مشيتها مـــن بيت جارتها‬ ‫ّ‬ ‫4 ـ تقرير حال المشبه وتقوية شأنه لدى السامع حتى يهتم به، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مــثل الــزجاجة كسرها ليجبر‬ ‫ّ‬ ‫إن القـــلوب إذا تنافــر ودهــا‬ ‫ُّ‬ ‫5 ـ بيان امكان وجود المشبه، إذا بدى في نظر السامع مستحيل، كقوله:‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫كــما يــتكلم الشجـــر الــــــكليم‬ ‫ّ‬ ‫حـــنين الـجذع عند فراق طه‬ ‫6 ـ قصد مدح المشبه بما يزينه ويعظمه لدى السامع، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إذا طلعت لــم يبد منهن كــوكب‬ ‫ّ‬ ‫كأنك شمس والملوك كواكب‬ ‫ّ‬ ‫7 ـ قصد ذم المشبه بما يقبحه ويحقره، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قــــرد يقهقـــه أو عـجوز تلطـم‬ ‫وإذا أشار مـــحدثا فـــكأنـّـه‬ ‫ّ‬ ‫8 ـ بيان طرافة المسبه بما هو طريف غير مألوف للذهن، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫أعلم ياقوت نشرن على رماح زبرجد‬ ‫وكأن محمر الشقيق إذا تصوب أو تصعد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫التشبيه باعتبار الغرض‬ ‫ينقسم )التشبيه( باعتبار الغرض المقصود منه، الى قسمين:‬ ‫1 ـ مقبول، يفي بالغرض المقصود، كما في المثلة السابقة.‬ ‫2 ـ مردود، ل يفي ببه، وذلك فيما اذا كان المشبه به أخفى من المشبه في وجه الشبه، أو لم يكن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بينهما شبه، كقوله )كان خورنقا دار الكشاجم...(.‬ ‫ً‬ ‫من تقسيمات التشبيه‬ ‫ثم إنه ينقسم )التشبيه( باعتبار تعارفه وعدم تعارفه إلى ثلثة أقسام:‬ ‫1 ـ التشبيه الصريح، وهو ما تقدم من التشبيه المتعارف، مما ليس بضمني ول مقلوب.‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ التشبيه الضمي، بأن ليجري فيه المشبه والمشبه به على ما تعارف من صور التشبيه الصريح،‬ ‫ّ‬ ‫وذلك، كقوله:‬ ‫ُ‬ ‫مــا لجـــرح بميت أيــلم‬ ‫ٍ ّ‬ ‫من يهن يسهل الهوان عليه‬ ‫فأن فيه اشارة الى التشبيه، بمعنى: أنه كما ل يتألم الميت بالجرح، ل يتألم من اعتاد الهوان‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بالهوان، فهو تشبيه على غير المتعارف.‬ ‫3 ـ التشبيه المعكوس، ويسمى بالتشبيه المقلوب وهو ما يجعل المشبه مشبها به، لدعاء أن المشبه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أتم وأظهر من المشبه به، كقول البحتري في وصف البركة:‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يد الخليفة لما سال واديها‬ ‫كأنها حين لجت في تدفقها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫54‬ ‫ايهاما الى أن يد الخليفة أقوى تدفقا بالعطاء من البركة بالماء.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫1 ـ الجمعة: 5.‬ ‫2 ـ البقرة: 162.‬ ‫3 ـ البقرة: 91‬ ‫تعريف المجاز‬ ‫)المجاز( لغة: التجاوز والتعدي.‬ ‫ّ‬ ‫واصطلحا: انقل عن معناه الصلي، واستعمل في معنى مناسب له، كاستعمال )السد( في )الرجل‬ ‫ً‬ ‫لشجاع( .‬ ‫والمجاز من الوسائل البيانية الذي يكثر في كلم الناس، البليغ منهم وغيرهم، وليس من الكذب في‬ ‫شيء كما توهم.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المجاز لغوي وعقلي‬ ‫ّ‬ ‫ثم إن المجاز على قسمين:‬ ‫ّ ّ‬ ‫1 ـ لغوي، وهواستعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلقة ـ بمعنى مناسبة بين المعنى الحقيقي‬ ‫ّ‬ ‫والمعنى المجازي ـ يكون الستعمال لقرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي، وهي قد تكون لفظية،‬ ‫ّ‬ ‫وقد تكون حالية، وكلما أطلق المجاز، انصرف إلى هذا المجاز وهو المجاز اللغوي.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ عقلي، وهو يجري في السناد، بمعنى أن يكون السناد إلى غير من هو له، نحو: )شفى الطبيب‬ ‫المريض( فإن الشفاء من ال تعالى، فإسناده إلى الطبيب مجاز، ويتم ذلك بوجود علقة مع قرينة‬ ‫ّ‬ ‫مانعة من جريان السناد إلى من هو له.‬ ‫أقسام المجاز العقلي‬ ‫المجاز العقلي على قسمين، وقدمناه لقلة مباحثه:‬ ‫ّ‬ ‫الول: المجاز في السناد، وهو إسناد الفعل أو ما في معنى الفعل إلى غير من هو له، وهو على‬ ‫أقسام، أشهرها:‬ ‫1 ـ السناد إلى الزمان، كقوله: )من سره زمن سائته أزمان( فإن إسناد المسرة والساءة إلى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الزمان مجاز، إذ المسيء هو بعض الطواريء العارضة فيه، ل الزمان نفسه.‬ ‫2 ـ السناد إلى المكان، نحو قوله تعالى: )وجعلنا النهار تجري من تحتهم()1( فإن إسناد الجري‬ ‫ّ‬ ‫إلى النهار مجاز، باعتبار مائها.‬ ‫3 ـ السناد إلى السبب، كقوله: )بنى المير المدينة( فإن المير سبب بناء المدينة ل إنه بناها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بنفسه.‬ ‫4 ـ السناد إلى المصدر، كقوله: )سيذكرني قومي إذا جد ِدهم( فإن الفعل )جد( أسند إلى‬ ‫َّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َّ جّ‬ ‫المصدر: )جدهم)مجازا، لن الفاعل الصلي هو الجاد.‬ ‫ّ‬ ‫ً ّ‬ ‫ِّ‬ ‫الثاني: المجاز في النسبة غير السنادية، وأشهرها النسبة الضافية نحو:‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ )جري النهار( فإن نسبة الجري إلى النهر مجاز باعتبار الضافة إلى المكان.‬ ‫ّ‬ ‫َْ ُ‬ ‫2 ـ )صوم النهار( فإن نسبة الصوم إلى النهار مجاز باعتبار الضافة إلى الزمان.‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫3 ـ )غراب البين( فإنه مجاز باعتبار الضافة إلى السبب.‬ ‫ّ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫4 ـ )اجتهاد الجد( مجاز باعتبار الضافة إلى المصدر.‬ ‫ِّ‬ ‫64‬ ‫أقسام المجاز اللغوي‬ ‫ثم إ ّ المجاز اللغوي إن كانت العلقة فيه هي المشابهة، سمي المجاز بـ )الستعارة( وإ ّ سمي بـ‬ ‫ل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫)المجاز المرسل( وكل واحد من )المرسل( و)الستعارة( إما )مفرد( أو )مركب( فالقسام أربعة:‬ ‫1 ـ مجاز مفرد مرسل.‬ ‫2 ـ مجاز مفرد بالستعارة.‬ ‫3 ـ مجاز مركب مرسل.‬ ‫ّ‬ ‫4 ـ مجاز مركب بالستعارة.‬ ‫ّ‬ ‫ويجري الولن في الكلمة، والخريان في الكلم.‬ ‫ّ‬ ‫المجاز المفرد المرسل‬ ‫المجاز المفرد المرسل، هو اللفظ المستعمل ـ بقرينه ـ في خلف معناه اللغوي لعلقة غير المشابهة.‬ ‫والعلئق كثيرة، أنهاها بعضهم إلى نيف وثلثين، نذكر منها ما يلي:‬ ‫1 ـ السبية، بأن يستعمل السبب في المسبب، كقولك: )رعت الماشية الغيث( أي النبات، إذ الغيث‬ ‫سبب النبات، والقرينة )رعت( .‬ ‫2 ـ المسببية، بأن يستعمل المسبب في السبب، نحو: )وينزل لكم من السماء رزقا()2( أي: مطرا،‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫إذ المطر سبب الرزق، والقرينة: النزال من السماء.‬ ‫3 ـ الكلية، بأن يستعمل الكل في الجزء، قال تعالى: )يجعلون أصابعهم في آذانهم()3( أي أناملهم،‬ ‫والقرينة: عدم إمكان إدخال الصبع بتمامها في الذن.‬ ‫ُ‬ ‫4 ـ الجزئية، بأن يستعمل الجزء في الكل، قال تعالى: )فتحرير رقبة مؤمنة()4( أي انسان مؤمن،‬ ‫والقرينة: التحرير.‬ ‫5 ـ اللزمية، بأن يستعمل اللزم في الملزوم، نحو: )طلع الضوء( حيث يراد به الشمس.‬ ‫6 ـ الملزومية، بأن يستعمل الملزوم في اللزم، نحو: )جلست في القمر( أي في ضوئه.‬ ‫7 ـ اللية، بأن يستعمل اللة في المسبب منها، قال تعالى: )واجعل لي لسان صدق في الخرين()‬ ‫5( بمعنى الذكر الحسن، فإن اللسان آلة للذكر، والقرينة: ان اللسان ل يبقى، ول ينفع الميت‬ ‫بمجرده.‬ ‫ّ‬ ‫8 ـ المقيدية، بأن يستعمل المقيد في المطلق، نحو: )مشفر زيد مجروح( فإن )المشفر( في اللغة:‬ ‫ّ‬ ‫شفة البعير، فاستعمل في مطلق الشفة، ثم نقل إلى شفة النسان وهو زيد.‬ ‫9 ـ المطلقية، بأن يستعمل المطلق في المقيد، نحو: )تحرير رقبة()6( أي رقبة مؤمنة.‬ ‫ّ‬ ‫01 ـ العمومية، بأن يستعمل العام في الخاص، قال تعالى: )الذين قال لهم الناس()7( والمراد عبد‬ ‫ال بن مسعود‬ ‫11 ـ الخصوصية، بأن يستعمل الخاص في العام، نحو: )جاءت قريش( فإن المراد القبيلة، مع أن‬ ‫قريش علم لجدهم.‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫21 ـ اعتبار ما كان، بأن يستعمل اللفظ الذي وضع للماضي في الحال، قال تعالى: )وآتوا اليتامى‬ ‫أموالهم()8( فإنهم كانوا يتامى، وإذا بلغوا الرشد الذي يصح معه إعطاء أموالهم زال عنهم اليتم.‬ ‫ُ‬ ‫31 ـ اعتبار ما يكون، بأن يستعمل اللفظ الذي وضع للمستقبل في الحال، قال تعالى: )إني أراني‬ ‫ّ‬ ‫أعصر خمرا()9( أي عصيرا يؤول أمره إلى الخمر، إذ هو حال العصر ل يكون خمرا،‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ويسمى)المجاز بالول( .‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫41 ـ المجاز بالمشارفة، وهو كالمجاز بالول إل أن الفرق بينهما كون )الول( أعم من القريب‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫والبعيد، و)المشارفة( لخصوص القريب، قال صلى ال عليه وآله وسلم: )من قتل قتيل فله سلبه()‬ ‫ً‬ ‫01( فإن القتيل ل يقتل، وإنما المراد المشرف على القتل ومثله: )إذا مات الميت()11(.‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫51 ـ الحالية، بأن يستعمل الحال في المحل، كقولهم: )أرى سوادا من بعيد(، فإن المراد الذات،‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫74‬ ‫والسواد حال.‬ ‫ّ‬ ‫61 ـ المحلية، بأن يستعمل المحل ويراد الحال، قال تعالى: )وسئل القرية()21( فإن المراد أهلها،‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إذ القرية ل تسئل.‬ ‫71 ـ البدلية، بأن يستعمل البدل في المبدل منه، كقوله:‬ ‫فــــقدنـاه فقمنا للتراب‬ ‫تيممنا بماء المزن حتى‬ ‫ّ‬ ‫والمراد: توضينا، فإن التيمم بدل عن الوضوء، والوضوء مبدل منه، فاستعمل البدل في المبدل منه.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫81 ـ المبدلية، بأن يستعمل المبدل منه في البدل، كقولهم: )أكل فلن الدم( يريدون الدية، فإن الدم‬ ‫مبدل منه.‬ ‫91 ـ المجاورة، بأن يستعمل المجار في المجاور، كقولهم: )كلمت الجدار( أي الجالس بجنبه.‬ ‫02 ـ اطلق المصدر على اسم الفاعل، كقوله:‬ ‫لستبرء الخبار من أهل كوفان‬ ‫ولما بدا سير ذهبـــت لنحوه‬ ‫ٌ‬ ‫فالمراد بالسير: السائر.‬ ‫12 ـ اطلق المصدر على اسم المفعول، كقوله تعالى: )هذا خلق ال()31( أي مخلوقه.‬ ‫22 ـ اطلق اسم الفاعل على المصدر، قال تعالى: )ليس لوقعتها كاذبة()41( أي: تكذيب.‬ ‫32 ـ اطلق اسم الفاعل على اسم المفعول، قال تعالى: )ل عاصم اليوم من أمره ال()51( أي ل‬ ‫معصوم.‬ ‫42 ـ اطلق اسم المفعول على اسم الفاعل، قال تعالى: )حجابا مستورا()61( أي ساترا.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫52 ـ اطلق اسم المفعول على المصدر، كقوله: )بمنصور النبي على العادي...( أي بمثل نصرة‬ ‫النبي )صلى ال عليه وآله وسلم( على اعاديه.‬ ‫ول يخفى ان في بعض المثلة مناقشة، كما أن العلقة لتنحصر فيما ذكروا، بل كلما استحسنه الطبع‬ ‫جاز استعماله.‬ ‫من فوائد هذا المجاز‬ ‫ثم ان للمجاز المرسل على أنواعه، وكذلك العقلي على أقسامه، فوائد كثيرة:‬ ‫1 ـ اليجاز، فإن قوله: )بنى المير المدينة( أوجز من ذكر البنائين والمهندسين ونحوهما، ونحوه‬ ‫ّ‬ ‫غيره.‬ ‫2 ـ سعة اللفظ، فإنه لو لم يجز إل )جرى ماء النهر( كان لكل معنى تركيبا واحدا، وهكذا بقية‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫التراكيب.‬ ‫3 ـ ايراد المعنى في صورة دقيقة مقربة إلى الذهن، إلى غير ذلك من الفوائد البلغية.‬ ‫المجاز المفرد بالستعارة‬ ‫قد عرفت ان العلقة في المجاز إن كانت غير التشبيه، سمي المجاز: بـ )المرسل( وإن كانت التشبيه‬ ‫ّ‬ ‫سمي بـ: )الستعارة( .‬ ‫و )الستعارة( في اللغة، بمعنى طلب الشيء عارية، يقال: )استعار الكتاب( أي طلبه عارية.‬ ‫وفي الصطلح: بمعنى استعمال اللفظ في غير ما وضع له، بعلقة المشابهة بين المعنى الصلي‬ ‫والمعنى المجازي، مع قرينة صارفة عن إرادة المعنى الصلي، فإنك لو قلت: )رأيت أسدا يرمي( فقد‬ ‫ً‬ ‫استعملت )السد( بقرينة )يرمي( في )الرجل الشجاع( للمشابهة الواقعة بينهما في )الشجاعة( .‬ ‫ولب ّ في )الستعارة( من عدم ذكر وجه الشبه، ول أداة التشبيه، بل اللزم ادعاء أن المشبه عين‬ ‫د‬ ‫المشبه به.‬ ‫ّ‬ ‫والحاصل: أن كل مجاز يبنى على التشبيه بدون الداة ووجه الشبه يسمى: )استعارة( .‬ ‫ّ‬ ‫84‬ ‫أركان الستعارة‬ ‫للستعارة أركان ثلثة:‬ ‫1 ـ المستعار منه، وهو المشبه به.‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ المستعار له، وهو المشبه، ويقال لهذين: )طرفا الستعارة( .‬ ‫3 ـ المستعار، وهو اللفظ المنقول.‬ ‫ففي )رأيت أسدا يرمي( المستعار منه: الحيوان المفترس، والمستعار له: زيد، والمستعار: لفظ أسد.‬ ‫ً‬ ‫أقسام الستعارة‬ ‫ثم إن (الستعارة) تنقسم باعتبار ما يذكر من طرفي الستعارة إلى ما يلي:‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫1 ـ أن يذكر في الكلم لفظ المشبه به فقط، ويسمى: )استعارة تصريحية(، نحو: )فأمطرت لؤلؤا‬ ‫ّ‬ ‫من نرجس... ( فاللؤلؤ: الدمع، والنرجس: العين.‬ ‫2 ـ أن يذكر في الكلم لفظ المشبه فقط، ويؤتى ببعض لوازم المشبه به. ويسمى: )استعارة‬ ‫ّ‬ ‫بالكناية( وسمي اللزم )استعارة تخييلية( كقوله: )وإذا المنية انشبت أظفارها( فإنه شبه المنية‬ ‫ّ‬ ‫بالسبع، وأثبت لها بعض لوازم السبع وهو الظفر، فالمنية: استعارة بالكناية، والظفار: استعارة‬ ‫تخييلية.‬ ‫ومنه يظهر: تلزم الستعارة بالكناية مع الستعارة التخييلية.‬ ‫الستعارة باعتبار المستعار له‬ ‫تنقسم )الستعارة( باعتبار )المستعار له( الى قسمين:‬ ‫1 ـ الستعارة التحقيقية: وهو ما كان المستعار له محققا حسا: كالسد المستعار للشجاع، أو عقل:‬ ‫ً‬ ‫ً ّ‬ ‫ّ‬ ‫كالصراط المستقيم المستعار للدين.‬ ‫2 ـ الستعارة التخييلية: وهو ما كان المستعار له موهوبا، غير محقق، ل عقل ول حسا، كالظفار‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫المستعارة للمنية.‬ ‫الستعارة باعتبار اللفظ المستعار‬ ‫ّ‬ ‫تنقسم )الستعارة( باعتبار اللفظ المستعار إلى ثلثة أقسام:‬ ‫1 ـ ما كان لفظ المستعار إسما لذات: كالبدر للجميل، أو اسما لمعنى: كالقتل للضرب الشديد، وتسمى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الستعارة )أصلية(.‬ ‫2 ـ ما كان لفظ المستعار فعل، أو اسم فعل، أو اسما مشتقا، أو اسما مبهما، أو حرفا، وتسمى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الستعارة: )تصريحية تبعية(.‬ ‫3 ـ ما كان لفظ المستعار اسما مشتقا، أو اسما مبهما )71(، وتسمى هذه الستعارة: )تبعية‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫مكنية( وهذا داخل في القسم الثاني.‬ ‫الستعارة العنادية والوفاقية‬ ‫ثم أن الستعارة المصرحة تنقسم باعتبار الطرفين إلى قسمين:‬ ‫1 ـ العنادية، وهي التي ل يمكن اجتماع طرفيها في شيء واحد، لتعاندهما، كاجتماع الهدى والضلل،‬ ‫والنور والظلم.‬ ‫2 ـ الوفاقية، وهي التي يمكن اجتماع طرفيها في شيء واحد، لتوافقهما، كاجتماع النور والتقى،‬ ‫والحياة والهداية.‬ ‫ومثال الثنين: العنادية والوفاقية، قوله تعالى: )أو من كان ميتا فأحييناه( )81( أي: ضال فهديناه،‬ ‫ً‬ ‫ّْ ً‬ ‫94‬ ‫فإن في هذه الية استعارتين هما:‬ ‫ّ‬ ‫أ - استعارة الموت للضلل لشتراكهما في عدم النتفاع، وهي عنادية لعدم امكان اجتماع الموت مع‬ ‫الضلل الذي ل يكون إل في الحي لن الضال ح ّ.‬ ‫ّ ي‬ ‫ّ‬ ‫ب - استعارة الحياء للهداية لشتراكهما في ثبوت النتفاع، وهي وفاقية لمكان اجتماع الحياء‬ ‫ّ‬ ‫والهداية.‬ ‫أقسام الستعارة العنادية‬ ‫ثم ا ّ الستعارة العنادية على قسمين:‬ ‫ّ ن‬ ‫1 ـ التمليحية: بأن يستعمل اللفظ الموضوع لمعنى شريف في ضده أو نقيضه، كقوله: )رأيت أسدا(‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وهو يريد: جبانا.‬ ‫ً‬ ‫2 ـ التهكمية: بأن ينزل التضاد منزلة التناسب، نحو قوله تعالى: )فبشرهم بعذاب أليم()91( أي:‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أنذرهم، فاستعيرت البشارة للنذار الذي هو ضده على سبيل التهكم والستهزاء.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الستعارة باعتبار الجامع‬ ‫وتنقسم الستعارة المصرحة باعتبار الجامع إلى قسمين:‬ ‫1 ـ عامية، وهي المعلومة لدى كل أحد، نحو: )رأيت أسدا يرمي( والجامع بين الطرفين واضح‬ ‫ً‬ ‫وهي الشجاعة.‬ ‫2 ـ خاصية، وهي التي تحتاج الى فكر وتأمل، نحو:‬ ‫ّ‬ ‫غلقـت لضحكته رقــاب المال‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫غمر الرداء إذا تبسم ضاحكا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والجامع بين الطرفين غير واضح يعرف بالتأمل فيه وهي ساترية الكرم كالرداء عرض صاحبه.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الستعارة باعتبار الملئمات‬ ‫وتنقسم الستعارة باعتبار ذكر ملئم المستعار منه أو ملئم المستعار له، وعدم ذكرها، إلى ثلثة‬ ‫أقسام:‬ ‫1 ـ المطلقة، وهي مالم تقترن بما يلئم أحدهما، أو اقترنت بما يلئمهما معا.‬ ‫ً‬ ‫فالول، نحو قوله تعالى: )ينقضون عهد ال()02( .‬ ‫والثاني، نحو:‬ ‫لــه لــبد أظفــاره لـــم تقلــّـم‬ ‫ٌ‬ ‫لدى أسد شاكي السلح مقذف‬ ‫ّ‬ ‫فشاكي السلح للرجل، وله لبد ـ الخ ـ للسد.‬ ‫2 ـ المرشحة، وهي ما قرنت بملئم المستعار منه، نحو: )أسد له لبد أتاك..(.‬ ‫ّ‬ ‫3 ـ المجردة، وهي ما قرنت بملئم المستعار له، نحو: )أسد شاكي السلح..(.‬ ‫ّ‬ ‫المجاز المركب المرسل‬ ‫ّ‬ ‫تقدم أن المجاز إما مرسل وإما استعارة، وكل واحد منهما إما مفرد أو مركب، وسبق الكلم حول‬ ‫ّ‬ ‫المفرد منهما، وبقي المركب منهما.‬ ‫ّ‬ ‫فالمجاز المرسل المركب: هو الكلم المستعمل في غير المعنى الموضوع له، لعلقة غير المشابهة،‬ ‫ويقع في المركبات الخبرية والنشائية، لغراض أهمها:‬ ‫1 ـ التحسر، كقوله: )ذهب الصبا وتولت اليام..( فإنه خبر أريد منه انشاء التحسر على ما فات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫من شبابه.‬ ‫2 ـ اظهار الضعف، قال تعالى: )رب إني وهن العظم مني... ( )12( اظهارا للضعف.‬ ‫ً‬ ‫ُ ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫05‬ ‫3 ـ اظهار السرور، قال تعالى: )يا بشرى هذا غلم()22( .‬ ‫ُ‬ ‫4 ـ الدعاء، كقوله: )هداك ال للسبيل السوي( .‬ ‫ّ‬ ‫5 ـ اظهار عدم العتماد، قال تعالى: )هل آمنكم عليه إل كما امنتكم على أخيه()32( .‬ ‫ّ‬ ‫المجاز المركب بالستعارة‬ ‫والمجاز المركب بالستعارة التمثيلية: هو الكلم المستعمل في غير معناه الموضوع له، لعلقة‬ ‫ّ‬ ‫المشابهة، كقولهم للمتردد: )أراك تقدم رجل وتؤخر أخرى( تشبيها بالمتردد في السير، وقولهم لمن‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يريد أن يعمل ما ل يقدر عليه وحد: )اليد ل تصفق وحدها( تشبيها له باليد الواحدة.‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫هذا في النثر، وفي الشعر أيضا ورد ذلك نحو قوله:‬ ‫ً‬ ‫فــقد بطل السحـر والساحــر‬ ‫إذا جاء موسى وألقى العصى‬ ‫ونحو قوله:‬ ‫إذا كـنت تبنيه وغيـرك هادم‬ ‫متـى يبلغ البنيان يوما تمامـه‬ ‫ً‬ ‫وإذا كثر استعمال الستعارة التمثيلية وشاع كان مثل، فل يغير مطلقا، وإنما يخاطب به المفرد‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫والمذكر وفروعهما بلفظ واحد، دون أي تغيير.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ النعام: 6.‬ ‫2 ـ غافر: 31.‬ ‫3 ـ البقرة: 91.‬ ‫4 ـ النساء: 29.‬ ‫5 ـ الشعراء: 48.‬ ‫6 ـ المائدة: 98.‬ ‫7 ـ آل عمران: 371.‬ ‫8 ـ النساء: 2.‬ ‫9 ـ يوسف: 63.‬ ‫01 ـ بحار النوار 1 / 951 ب 4 ح 43.‬ ‫11 ـ مستدرك الوسائل: 2 / 141 ب 62 ح 1461.‬ ‫21 ـ يوسف: 21.‬ ‫31 ـ لقمان: 11.‬ ‫41 ـ الواقعة: 2.‬ ‫51 ـ هود: 34.‬ ‫61 ـ السراء: 54.‬ ‫71 ـ من غير أنواع التبعية المتقدمة.‬ ‫ّ‬ ‫81 ـ النعام: 221.‬ ‫91 ـ آل عمران: 12. التوبة: 43. النشقاق: 42.‬ ‫02 ـ الرعد: 52.‬ ‫12 ـ مريم: 4.‬ ‫22 ـ يوسف: 91.‬ ‫32 ـ يوسف: 46‬ ‫تعريف الكناية‬ ‫15‬ ‫)الكناية( من )كنيت( أو )كنوت( بكذا عن كذا، إذا تركت التصريح به.‬ ‫َْ‬ ‫ََ ْ‬ ‫وهي في اللغة: التكلم بما يريد به خلف الظاهر.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وفي الصطلح: لفظ أريد به غير معناه الموضوع له، مع إمكان إرادة المعنى الحقيقي، لعدم نصب‬ ‫قرينة على خلفه.‬ ‫وهذا هو الفرق بين المجاز والكناية، ففي الول ل يمكن ارادة الحقيقي لنصب القرينة المضادة له،‬ ‫ّ‬ ‫بخلف الثاني.‬ ‫نعم قد يمتنع المعنى الحقيقي لخصوص المورد، كقوله تعالى: )الرحمن على العرش استوى()1(‬ ‫فإنه كناية عن القدرة والستيلء، ويمتنع المعنى الحقيقي، لمتناع كونه تعالى جسما.‬ ‫ً‬ ‫ومثال الكناية: )فلن كثير الرماد( تريد انه كريم، للتلزم في الغالب بين الكروم وبين كثرة الضيوف‬ ‫الملزمة لكثيرة الرماد من الطبخ.‬ ‫أقسام الكناية‬ ‫تنقسم الكناية إلى ثلثة أقسام:‬ ‫1 ـ الكناية عن الصفة، نحو )طويل النجاد( كناية عن طول القامة.‬ ‫2 ـ الكناية عن الموصوف، نحو قوله:‬ ‫إلى موطن السرار قلت لها قفي‬ ‫فلما شربناها ودب دبيبهـــا‬ ‫ّ‬ ‫أراد بموطن السرار: القلب.‬ ‫3 ـ الكناية عن النسبة، كقوله:‬ ‫في قبة ضربت على ابن الحشرج‬ ‫إن السماحة والمروة والندى‬ ‫فإن تخصيص هذه الثلثة بمكان ابن الحشرج يتلزم نسبتها إليه.‬ ‫الكناية القريبة والبعيدة‬ ‫ثم إن الكناية عن الصفة تكون على قسمين:‬ ‫1 ـ قريبة، وهي التي ل يحتاج النتقال فيها إلى اعمال روية وفكر، لعدم الواسطة بينها وبين‬ ‫المطلوب.‬ ‫2 ـ بعيدة، وهي التي يحتاج النتقال فيها إلى اعمال روية وفكر، لوجود الواسطة بينها وبين‬ ‫المطلوب.‬ ‫فمثال الول: )طويل النجاد( فإن النجاد حمائل السيف، وطوله يستلزم طول القامة بل واسطة.‬ ‫ومثال الثاني: )كثير الرماد( فكثرة الرماد تستلزم الكرم لكن بواسطة، لن كثرة الرماد ملزمة لكثرة‬ ‫ّ‬ ‫الحراق، وهي ملزمة لكثرة النار والطبخ، وهي ملزمة لكثرة الضيوف، وهي ملزمة للكرم،‬ ‫المقصود)2(.‬ ‫الكناية باعتبار اللوازم‬ ‫تنقسم الكناية باعتبار اللوازم والسياق إلى أربعة أقسام:‬ ‫1 ـ التعريض، وهو أن يطلق الكلم ويراد معنى آخر يفهم من السياق تعريضا بالمخاطب، كقولك‬ ‫ً‬ ‫للمهذار: )إذا تم العقل نقص الكلم()3(.‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ التلويح، وهو أن تكثر الوسائط بدون تعريض، نحو: )كثير الرماد( و) وجبان الكلب( و)مهزول‬ ‫الفصيل(.‬ ‫3 ـ الرمز، وهو أن تقل الوسائط مع خفاء في اللزوم بدون تعريض، كقولهم: )فلن متناسب‬ ‫العضاء( كناية عن ذكائه، إذ الذكاء الكثير في الجسم المتناسب، وقولهم: )هو مكتنز اللحم( كناية‬ ‫ّ‬ ‫عن قوته وشجاعته.‬ ‫ّ‬ ‫25‬ ‫4 ـ اليماء وهو أن تقل الوسائط، مع وضوح اللزوم بل تعريض، كقوله:‬ ‫والمجد يمشي في ركابه‬ ‫اليمــــن يتبــــع ظلــــه‬ ‫من فوائد الكناية‬ ‫ول يخفى: أن الكناية أبلغ من التصريح، وذلك لنها تفيد امورا، منها:‬ ‫ُ ً‬ ‫1 ـ القوة في المعنى، وذلك لنها كالدعوى مع البينة، إذ لو قيل )فلن كريم( سئل عن دليل ذلك؟‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فاللزم أن يقال: بدليل كثرة رماده، فإذا ذكر أول أراح، وأتى بالدعوى مع البينة.‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫2 ـ التعبير عن أمور قد يتحاشى النسان عن ذكرها احترام ً للمخاطب.‬ ‫ا‬ ‫3 ـ البهام على السامع.‬ ‫4 ـ تنزيه الذن عما تنبو عن سماعه.‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫5 ـ النيل من الخصم دون أن يدع له مأخذا يؤاخذه به وينتقم منه.‬ ‫ً‬ ‫وهناك أغراض كثيرة اخرى تترتب على الكناية ل تخفى على البليغ.‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫خاتمة البيان‬ ‫وهذا آخر ما أردنا ايراده في هذا المختصر، وال الموفق وهو المستعان.‬ ‫ّ‬ ‫سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلم على المرسلين، والحمد ل ر ّ العالمين، وصلى ال على‬ ‫ّ‬ ‫ب‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫محمد وآله الطاهرين.‬ ‫ّ‬ ‫كربلء المقدسة‬ ‫ّ‬ ‫محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي‬ ‫3731هـ‬ ‫1 ـ طه: 5.‬ ‫2 ـ ومن الكناية البعيدة جدا، ما قاله بعضهم: )اريد من شفتك ضد الشرقي بالعربي والفارسي‬ ‫ً‬ ‫والقلب والتصحيف(، وتفصيله: )ضد الشرقي: غربي، عربي، ربيع، بهار، نهار، روز، يوم، موسى،‬ ‫شعر، شعر، بيت، دار، راد، زاد، توشه، بوسه( أي القبلة، وهي المراد.‬ ‫3 ـ بحار النوار: 1 / 951 ب 4 ح 43.‬ ‫الفصل الثالث: علم البديع‬ ‫مقدمة في تعريف علم البديع‬ ‫في المحسنات المعنوية‬ ‫في المحسنات اللفظية‬ ‫مقدمة في تعريف علم البديع‬ ‫)البديع( لغة: هو من بدع وأبدع، أي:‬ ‫ََ‬ ‫أوجده ل على مثال سابق.‬ ‫واصطلحا: هو علم يعرف به وجوه تحسين‬ ‫ً‬ ‫الكلم.‬ ‫35‬ ‫والمحسنات على قسمين:‬ ‫1 ـ معنوية.‬ ‫2 ـ لفظية.‬ ‫ولنذكرهما في فصلين:‬ ‫الفصل الول: المحسنات المعنوية.‬ ‫الفصل الثاني: المحسنات اللفظية.‬ ‫ّ‬ ‫الفصل الول :المحسنات المعنوية‬ ‫التورية‬ ‫التورية، وتسمى ايهاما وتخييل أيضا، وهي أن يكون للفظ معنيان: قريب وبعيد، فيذكره المتكلم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ويريد به المعنى البعيد، الذي هو خلف الظاهر، ويأتي بقرينة ل يفهمها السامع غير الفطن، فيتوهم‬ ‫ّ‬ ‫انه أراد المعنى القريب، نحو قوله تعالى: )وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار()1(‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أراد من )جرحتم(: ارتكاب الذنوب، وكقوله:‬ ‫ومن العجائب لفظها حر ومعناها رقيق‬ ‫ّ‬ ‫أبيات شعرك كالقصور ول قصور بها يعوق‬ ‫فللرقيق معنيان: قريب وهو العبد. وبعيد: وهو من الرقة، والشاعر أراد الثاني، لكن الظاهر من‬ ‫مقابلته للحر إرادة العبد.‬ ‫ّ‬ ‫الستخدام‬ ‫الستخدام: وهو أن يكون للفظ معنيان فيطلقه المتكلم ويريد به أحد المعنيين، ثم يذكر ضميره ويريد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫به المعنى الخر، نحو قوله تعالى: )فمن شهد منكم الشهر فليصمه()2( أراد بالشهر أول: الهلل،‬ ‫ّ‬ ‫ثم أعاد الضمير عليه وهو يريد أيام الشهر المبارك، وكقوله:‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫رعينـــاه وإن كـــانوا غضابا‬ ‫إذا نزل السماء بأرض قوم ق‬ ‫أراد بالسماء: المطر، وبضميره في )رعيناه( النبات.‬ ‫الستطراد‬ ‫الستطراد: وهو أن يشرع المتكلم في موضوع، ثم يخرج منه قبل تمامه إلى موضوع آخر، ثم يرجع‬ ‫ّ‬ ‫إلى موضوعه الول، كقوله:‬ ‫إذا ما رأته عامر وسلول‬ ‫وانا لقوم ل نرى القتل سبة ق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وتـــكرهه آجالهم فتـطول‬ ‫يقرب حب الموت آجالنا لنـا ق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أراد مدح قومه، ثم خرج قبل تمام كلمه إلى ذم عامر وسلول، ثم رجع في الشطر الثالث إلى ما بدأ‬ ‫به في الشطر الول.‬ ‫الفتنان‬ ‫الفتنان: وهو الجمع بين فنين من الكلم، كالمدح والذم، والتهنئة والتعزية، والغزل والحماسة،‬ ‫ََ‬ ‫ّ‬ ‫وأمثالها، كقوله: )عينه كالذئب لكن سنه كالقحوان... (.‬ ‫ّ‬ ‫وقوله: )فقلبي ضاحك والعين تبكي...(.‬ ‫45‬ ‫وقوله:‬ ‫لمعت كبارق ثغرك المتبسم‬ ‫الطباق‬ ‫الطباق: ويسمى بالمطابقة وبالتطبيق وبالتطابق وبالتكافؤ وبالتضاد أيضا، وهو: الجمع بين لفظين‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫متقابلين في المعنى، ويكون على قسمين:‬ ‫1 ـ طباق اليجاب: وهو ما لم يختلف فيه اللفظان المتقابلن ايجابا وسلبا، نحو قوله تعالى: )وانه‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫هو أضحك وأبكي()3( وقوله سبحانه: )تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تشاء وتذل من تشاء()4(.‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ طباق السلب: وهو ما اختلف فيه اللفظان المتقابلن ايجابا وسلبا فمثبت مرة ومنفي اخرى، نحو‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫قوله تعالى: )فل تخشون الناس واخشون()5( وقوله سبحانه: )هل يستوي الذي يعلمون والذين ل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يعلمون()6(.‬ ‫المقابلة‬ ‫المقابلة: وهي أن يؤتى بمعنيين أو معان متوافقة، ثم يؤتى بمقابلها على الترتيب، قال تعالى: )فأما‬ ‫ّ‬ ‫من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ ُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫للعسرى()7( ونحو قوله:‬ ‫واقبـــح الكفــــر والفلس بالرجل‬ ‫َ‬ ‫ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا ق‬ ‫مراعاة النظير‬ ‫مراعاة النظير: وتسمى بالتوافق والئتلف والتناسب أيضا وهو: الجمع بين أمرين أو أمور متناسبة،‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫كقوله تعالى: )اولئك الذين اشتروا الضللة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانو مهتدين()8(.‬ ‫ومنها: ما بني على المناسبة في )المعنى( وذلك بأن يختم الكلم بما بدأ به من حيث المعنى، كقوله‬ ‫تعالى: )لتدركه البصار وهو يدرك البصار وهو اللطيف الخبير()9(. فاللطيف يناسب عدم ادراك‬ ‫ّ‬ ‫البصار، والخبير يناسب ادراكه للبصار.‬ ‫ومنها: ما بني على المناسبة في )اللفظ( وذلك بأن يؤتى بلفظ يناسب معناه أحد الطرفين ولفظه‬ ‫الطرف الخر، كقوله تعالى: )الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان()01( فالنجم لفظه‬ ‫يناسب الشمس والقمر، ومعناه - وهو النبات الذي ل ساق له ـ يناسب الشجر.‬ ‫الرصاد‬ ‫الرصاد، ويسمى التسهيم أيضا وهو: أن يذكر قبل تمام الكلم - شعرا كان أو نثرا ـ ما يدل عليه إذا‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عرف الروي، كقوله تعالى: )وما كان ال ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون()11( فإن‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫)يظلمون( معلوم من السياق، وكقول الشاعر:‬ ‫بــل سبب عـــند اللقاء كلمي‬ ‫احلت دمي من غير جرم وحرمت ق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ولـــيس الــذي حــرمته بحرام‬ ‫ّ‬ ‫فـــليس الــــذي حـــللته بمــــحلل ق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫فإن )بحرام( معلوم من السياق.‬ ‫55‬ ‫فوددت تقبيل السيوف لنها ق‬ ‫أو يدل عليه بل حاجة إلى معرفة الروي، نحو قوله تعالى: )ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم ل‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫يستأخرون ساعة ول يستقدمون()21(.‬ ‫الدماج‬ ‫الدماج: وهو أن يدمج في كلم سيق لمعنى، معنى آخر غير مصرح به، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫أعد ذنوب الدهر وهو مديد‬ ‫وليل طويل لم أنم فيه لحظة ق‬ ‫فإنه أدمج تعداد ذنوب الدهر بين ما قصده من طول الليل.‬ ‫المذهب الكلمي‬ ‫المذهب الكلمي: وهو أن يؤتى لصحة الكلم بدليل مسلم عند المخاطب، وذلك بترتيب المقدمات‬ ‫ّ‬ ‫المستلزمات للمطلوب كقوله تعالى: )أوليس الذي خلق السماوات والرض بقادر على أن يخلق‬ ‫مثلهم()31( فإن المسلم عند منكر البعث ان اعادة الموتى أهون من خلق السماوات والرض، ولذا‬ ‫ّ‬ ‫جعله تعالى دليل على البعث.‬ ‫ً‬ ‫حسن التعليل‬ ‫حسن التعليل: وهو أن يأتي البليغ بعلة طريفة لمعلول علته شيء آخر، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫يتقي إخلف ما ترجو الذئا ُ‬ ‫ب‬ ‫مـا بـه قتل أعاديه ولـكن ق‬ ‫ُ‬ ‫فإنه أنكر كون قتل أعاديه للغلبة وقطع جذور الفساد، وادعى له سببا آخر، وهو: أن ل يخلف رجاء‬ ‫ً‬ ‫الذئاب التي تطمع في شبع بطونها.‬ ‫التجريد‬ ‫التجريد: وهو أن ينتزع المتكلم من أمر ذي صفة أمرا آخر مثله في تلك الصفة، وذلك لجل المبالغة‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫في كمالها في ذي الصفة المنتزع منه، حتى كأنه قد صار منها، بحيث يمكن أن ينتزع منه موصوف‬ ‫آخر، وهو على أقسام:‬ ‫1 ـ أن يكون بواسطة )الباء التجريدية( نحو: )شربت بمائها عسل مصفى...(. فكأن حلوة ماء‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫تلك العين الموصوفة وصلت إلى حد يمكن انتزاع العسل منها حين الشرب.‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ أن يكون بواسطة )من التجريدية( كقوله:‬ ‫تـــال أيكمــــا إلـــي حبيب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫لي منك أعداء ومنه أحبة ق‬ ‫فكأنه بلغ المخاطب إلى حد من العداوة يمكن أن ينتزع منه أعداء، وكذلك بلغ غيره من المحبة بحيث‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ينتزع منه أحبة.‬ ‫3 ـ أن ل يكون بواسطة، كقوله: )وسألت بحرا إذ سألته( جرد منه بحرا من العلم، حتى أنه سأل‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫البحر المنتزع منه إذ سأله.‬ ‫4 ـ أن يكون بطريق الكناية، كقوله: )... ول يشرب كأسا بكف من بخل( أي: أنه يشربها بك ّ‬ ‫ف‬ ‫ً‬ ‫الجواد، جرد منه جوادا يشرب هو بكفه، وحيث أنه ل يشرب إل بكف نفسه، فهو إذن ذلك الكريم.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫5 ـ أن يكون المخاطب هو نفسه، كقوله:‬ ‫فليسعد النطق إن لم تسعد الحال‬ ‫ل خيل عـندك تـهديها ول مـال ق‬ ‫65‬ ‫فإنه انتزع وجرد من نفسه شخصا آخر وخاطبه فسمي لذلك تجريدا، وهو كثير في كلم الشعراء.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المشاكلة‬ ‫المشاكلة: وهي أن يستعير المتكلم لشيء لفظا ليصح اطلقه على المستعار له إل مجازا، وانما‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫يستعير له هذا اللفظ لوقوعه في سياق ما يصح له، كما في الدعاء: )غير سوء حالنا بحسن حالك(‬ ‫ّ‬ ‫)41( فإن ال تعالى ل حال له، وانما استعير له الحال بمناسبة سياق )حالنا( وكقوله تعالى: )تعلم‬ ‫ما في نفسي ول أعلم ما في نفسك()51( فإن ال تعالى ل نفس له، وإنما عبر بها للمشاكلة،‬ ‫ّ‬ ‫وكقوله:‬ ‫ً‬ ‫قلت اطبخوا لي جبة وقميصا‬ ‫قالوا اقترح شيئا نجد لك طبخه ق‬ ‫ً‬ ‫أي: خيطوا لي جبة وقميصا، فأبدل الخياطة بلفظ الطبخ لوقوعها في سياق طبخ الطعام.‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫المزاوجة‬ ‫المزاوج: وهي المشابهة وذلك بأن يزاوج المتكلم ويشابه بين أمرين في الشرط والجزاء، فيرتب‬ ‫ّ‬ ‫على كل منهما مثل ما رتب على الخر، كقوله:‬ ‫تجانبت عنه وأكدت فيه‬ ‫ّ‬ ‫إذا قــال قول فأكد فيه ق‬ ‫ً ّ‬ ‫رتب التأكيد على كل من قول المتكلم وتجانب السامع.‬ ‫ّ‬ ‫الطي والنشر‬ ‫الطي والنشر، ويسمى اللف والنشر أيضا، وهو: أن يذكر أمورا متعددة، ثم يذكر ما لكل واحد منها‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ ّ‬ ‫من الصفات المسوق لها الكلم، من غير تعيين، اعتمادا على ذهن السامع في إرجاع كل صفة إلى‬ ‫ً‬ ‫موصوفها، وهو على قسمين:‬ ‫1 ـ أن يكون النشر فيه على ترتيب الطي، ويسمى باللف والنشر المرتب كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫في الحادثات إذا دجون نــجوم‬ ‫آرائهم ووجــوهم وسيوفهم ق‬ ‫تجلو الدجى والخريات رجـوم‬ ‫منها معالـم للهدى ومصابح ق‬ ‫فالراء معالم للهدى، والوجوه مصابح للدجى، والسيوف رجوم.‬ ‫2 ـ أن يكون النشر فيه على خلف ترتيب الطي، ويسمى باللف والنشر المشوش، نحو قوله تعالى:‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫)فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضل من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب()‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫61( فابتغاء الفضل في النهار وهو الثاني، والعلم بالحساب لوجود القمر في الليل وهو الول، فكان‬ ‫ّ‬ ‫على خلف الترتيب.‬ ‫الجمع‬ ‫الجمع: وهو أن يجمع المتكلم بين أمرين أو أكثر في حكم واحد، كقوله تعالى: )المال والبنون زينة‬ ‫ّ‬ ‫الحياة الدنيا()71( وقوله سبحانه: )إنما الخمر والميسر ولنصاب والزلم رج ٌ من عمل‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫الشيطان فاجتنبوه()81(، وكقوله:‬ ‫مفسدة للـمرء أي مــفسدة‬ ‫ّ‬ ‫ان الشباب والفراغ والجده ق‬ ‫ّ‬ ‫التفريق‬ ‫75‬ ‫التفريق: وهو أن يفرق بين أمرين من نوع واحد في الحكم، كقوله تعالى: )وما يستوي البحران هذا‬ ‫عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح اجاج()91(.‬ ‫ُ‬ ‫التقسيم‬ ‫التقسيم: وهو أن يأتي بمتعدد ثم يحكم على كل واحد منها بحكم، كقوله تعالى: )كذبت ثمود وعاد‬ ‫ّ ْ‬ ‫ّ‬ ‫بالقارعة فأما ثمود فاهلكوا بالطاغية وأما عاد فاهلكوا بريح صرصر عاتية()02(.‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫وقد يطلق التقسيم على أمرين آخرين:‬ ‫1 ـ على استيفاء أقسام الشيء، كقوله تعالى: )يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو‬ ‫ُ ً‬ ‫يزوجهم ذكرانا واناثا ويجعل من يشاء عقيما()12( فإن المر ل يخلو من هذه القسام الربعة.‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ على استيفاء خصوصيات حال الشيء، كقوله تعالى: )فسوف يأتي ال بقوم يحبهم ويحبونه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل ال ول يخافون لومة لئم()22(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الجمع والتفريق‬ ‫الجمع والتفريق وهو أن يجمع بين أمرين في شيء واحد، ثم يفرق بينهما في ما يختص بكل واحد‬ ‫منهما، كقوله:‬ ‫لكـــن ذا نــابع والقلـــب مغلوف‬ ‫قلب الحبيب وصخر الصم من حجر ق‬ ‫الجمع والتقسيم‬ ‫الجمع والتقسيم: وهو أن يجمع بين متعدد ثم يقسم ما جمع، أو يقسم أول ثم يجمع، فالول كقوله:‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تشقى به الــروم والصلبان والـبيع‬ ‫حتــى أقـام على أرباض خرشنة ق‬ ‫والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا‬ ‫للرق مـا نسلوا والقتل ما ولدوا ق‬ ‫والثاني كقوله:‬ ‫أو حاولوا النفع في أشياعهم نفـعوا‬ ‫قــوم إذا حـاربوا ضروا عدوهم ق‬ ‫ُ‬ ‫ان الخلئق فــاعلــم شرهــا الـــبدع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سجية تلك فــيهم غــير مــحدثة ق‬ ‫الجمع مع التفريق والتقسيم‬ ‫الجمع مع التفريق والتقسيم: وهو أن يجمع بين أمرين في شيء واحد ثم يفرق بينهما بما‬ ‫ّ ّ‬ ‫يخ ّ كل منهما ثم يقسم ما جمع، نحو قوله تعالى: )يوم يأتي لتكلم نفس إل بإذنه فمنهم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ص ّ‬ ‫شقي وسعيد، فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق، خالدين فيها ما دامت‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫السماوات والرض إل ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد، وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫فيها ما دامت السماوات والرض إل ما شاء ربك عطاءا غير مجذوذ()32( جمع النفس في‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫عدم التكلم ثم فرق بينها بأن بعضها شقي وبعضها سعيد، ثم قسم الشقي والسعيد إلى ما لهم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ ّ‬ ‫هناك في الخرة من الثواب والعقاب.‬ ‫المبالغة‬ ‫المبالغة: وهي الفراط في الشيء، وتنقسم إلى ثلثة أقسام:‬ ‫85‬ ‫1 ـ التبليغ، وهو أن يكون الدعاء ممكنا عقل وعادة، كقوله:‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫مــليكمـهم كـالفرقــد‬ ‫جــاء رجـال البلد ق‬ ‫فإن مجي جميع رجال البلد ممكن عقل وعادة.‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫في أرض نجد وما فرد لهم برجا‬ ‫أباد عسكرنا ما دب أو درجـــا ق‬ ‫فإن البادة ممكنة عقل، مستحيلة عادة.‬ ‫ً‬ ‫2 ـ الغلو، وهو أن يكون الدعاء مستحيل عقل وعادة، كقول الغالي:‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫آياتــه احياء عظــــــم رمــــيم‬ ‫ان الوصــــي هـو الله وأنما ق‬ ‫فإن الوهية علي )عليه السلم( مستحيلة عقل وعادة.‬ ‫ً‬ ‫المغايرة‬ ‫المغايرة: وهي ـ أن، يمدح المتكلم شيئا ثم يذمه، أو بالعكس، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫وأخـــزاها حــــوادث مـــاحــقات‬ ‫جـــزى ال الــحوادث منجيات ق‬ ‫فإن الحادثة قد ترفع الشخص وقد تضعه.‬ ‫تأكيد المدح‬ ‫تأكيد المدح بما يشبه الذم، وهو على ثلثة أقسام:‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ أن يأتي بمستــثـــنـــى فيه معنى المــــدح معمو ً لفعل فيـــه معنى الذم، نحو قوله تعالى:‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫)وما تنقم منا إل أن آمنا بأيات ربنا()42(.‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫2 ـ أن يستثني صفة مدح من صفة ذم منفية عن الشيء، نحو قوله:‬ ‫ّ‬ ‫بــهن فلول من قـراع الكـــتائب‬ ‫ّ‬ ‫ول عيب فيهم غير أن سيوفهم ق‬ ‫ّ‬ ‫3 ـ أن يثبت صفة مدح لشيء ثم يأتي بعدها بأداة استثناء أو استدراك يعقبها بصفة مدح‬ ‫ّ‬ ‫اخرى، نحو قوله:‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫جواد فما يبقى مــن المال باقيا‬ ‫فتى كملت أوصـــافه غيـــر أنه ق‬ ‫ّ‬ ‫ونحو قوله في مثال الستدراك:‬ ‫ولكــنها يــوم الهيـــاج صخــور‬ ‫وجوه كاظهار الـرياض نضارة ق‬ ‫ّ‬ ‫تأكيد الذم‬ ‫تأكيد الذم بما يشبه المدح، وهو على قسمين:‬ ‫1 ـ أن يثبت صفة ذم لشيء ثم يأتي بعدها بأداة استثناء أو استدراك يعقبها بصفة ذم اخرى‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كقوله: )كله ذم سوى أن محياه قبيح).‬ ‫ّ‬ ‫2 ـ أن يستثني صفة ذم من صفة مدح منفية عن الشيء، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫أراه فـــي الحمـــق ل يجــــــارى‬ ‫ُ‬ ‫خل مــــن الفضل غـــير أني ق‬ ‫ّ‬ ‫التوجيه‬ ‫التوجيه: وهو أن يؤتى بكلم يحتمل أمرين متضادين كالذم والمدح، والدعاء له وعليه، كقوله - في‬ ‫ّ‬ ‫95‬ ‫خياط اسمه عمرو، وكان أعور -:‬ ‫ّ‬ ‫لـيــت عينيــــــــــه ســـواء‬ ‫خــــاط لــي عمــرو قبــاءأ ق‬ ‫ً‬ ‫أمـــديـح أم هجــــــــاء‬ ‫قلت شعــرا لــــــيس يــــدري ق‬ ‫ً‬ ‫والفرق بين التوجيه والتورية: أن التورية ل تكون إل فيما له معنيان بأصل الوضع، بخلف‬ ‫التوجيه.‬ ‫نفي الشيء بإيجابه‬ ‫نفي الشيء بإيجابه: وهو أن ينفعي شيئا عن شخص فيوهم اثباته له في الجملة، نحو قوله تعالى:‬ ‫ً‬ ‫)رجال ل تلهيهم تجارة ول بيع عن ذكر ال()52(.‬ ‫وكقوله للخليفة:‬ ‫تــــرجو ول لــــهو ول أولد‬ ‫لم يشغلنك عن الجهاد مكاسب ق‬ ‫ُ ََ ْ‬ ‫فإنه يوهم اشغال المكسب له في الجملة - كما في الولد - مع أنه ل كسب للخليفة.‬ ‫القول بالموجب‬ ‫القول بالموجب: وهو أن يحمل كلم الغير على خلف مراده، كقوله:‬ ‫لـقد صدقوا ولكن عن ودادي‬ ‫وقــــالوا قد صفت مـــنا قلوب ق‬ ‫ّ‬ ‫فإنهم أرادوا الخلوص له، فحمله الشاعر على الخلو من وداده.‬ ‫ّ‬ ‫ائتلف اللفظ والمعنى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ائتلف اللفظ والمعنى: وهو أن يختار للمعنى المقصود ألفاظ تؤديه بكمال الوضوح، كقوله ـ في الذم‬ ‫ُ‬ ‫ـ:‬ ‫تـــكر علـــى صفي تميم لــولت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ولو أن برغوثا على ظهر قملــة ق‬ ‫ً‬ ‫وكقوله في المدح:‬ ‫هتكنا حجاب الشمس أو قطرت دما‬ ‫اذا مـــــا غضبنا غضبة مــضرية ق‬ ‫التفريع‬ ‫التفريع: وهو جعل الشيء فرعا لغيره وذلك بأن يثبت لمتعلق أمر حكما بعد أن يشتبه لمتعلق آخر‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫على نحو يشعر بالتفريع، كقوله:‬ ‫ُ‬ ‫فقهــــــه ينفــــــــــي البــــــــــدع‬ ‫طبــــــــــــه يــــــــنفي الــــــمرض ق‬ ‫ّ‬ ‫فله ال طبيبا وفقيها متبع‬ ‫ً ّ‬ ‫ً‬ ‫الستتباع‬ ‫الستتباع: وهو الوصف بأمر على وجه يستتبع الوصف بأمر آخر، مدحا أو ذما، مدحا كقوله:‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فـــــــــــكأنما ألفاظه مـــــــــن ماله‬ ‫سمح البديهة لــيس يــمسك لفظه ق‬ ‫وذما، كقوله ـ في قاض رد شهادته برؤية هلل شوال ـ:‬ ‫ٍ ّ‬ ‫ّ‬ ‫06‬ ‫أم تــــــــــــــــراه يــــــــتعامـــــــــى‬ ‫عـــــــــــيد أمــــــوال اليتــــــامــــى‬ ‫أتــــــــــــــرى القاضــــي أعمــى ق‬ ‫سرق العيـــــــــد كــــــــــــأن الـــ ق‬ ‫ّ‬ ‫السلب واليجاب‬ ‫السلب واليجاب: وهو أن يسلب صفة مدح أو ذم عن الجميع ليثبتها لمن قصد، فالمدح كقوله:‬ ‫غـــــــير سلمى فخلقها من فضائل‬ ‫كـــــــل شخص لقـــيت فيــه هنـات ق‬ ‫والذم، كقوله: )ل أرى في واحد ما فيه من جمع الرذائل(.‬ ‫ويسمى السلب واليجاب: الرجوع أيضا بمعنى العود على الكلم السابق بالنقض لنكتة، كقوله:‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫بلــى وأبيكم ضـــاع فــــهو يضوع‬ ‫وما ضاع شعري عندكم حين قلته ق‬ ‫البداع‬ ‫البداع: وهو أن يكون الكلم مشتمل على جملة من المحسنات البديعية، كقوله تعالى: )وقيل يا‬ ‫ً‬ ‫أرض ابلعي مائك ويا سماء اقلعي وغيض الماء وقضي المر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم‬ ‫ُ ً‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الظالمين()62(.‬ ‫قيل: أنه يوجد في هذه الية الكريمة اثنان وعشرون نوعا من أنواع البديع اشيرها إليها في‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫المفصلت.‬ ‫ّ‬ ‫وكقوله:‬ ‫حــيا مـــن حـــــياء منك والتطم البحر‬ ‫فضحت الحيا والبحر جودا فقد بكى الـ ق‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫السلوب الحكيم‬ ‫السلوب الحكيم: وهو اجابة المخاطب بغير ما سأل، تنبيها على كون الليق هو السؤال عما وقع‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫عنه الجواب، كقوله تعالى: )يسألونك عن الهلة قل هي مواقيت للناس والحج()72( فإنهم لما لم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يكونوا يدركون سبب اختلف أشكال الهلل، اجيبوا بما ينبغي السؤال عنه، وهو فائدة اختلف الهلة.‬ ‫ّ‬ ‫وكقوله:‬ ‫قـــــــال: ثقلت كـاهلي باليادي‬ ‫ّ‬ ‫قـــــلت: ثقلت إذ أتيت مـرارا ق‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫قلت: أبرمت، قال: حبل ودادي‬ ‫ُ‬ ‫قلت: طولت، قال أوليت طول ق‬ ‫َ َ ً‬ ‫ّ‬ ‫تشابه الطراف‬ ‫تشابه الطراف: وهو أن يكون بدء الكلم وختامه متشابهين لفظا أو معنى:‬ ‫ً‬ ‫الول: وهو التشابه في اللـّـفــــظ كقوله تعالى: )مثل نــــوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في‬ ‫زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري()82(.‬ ‫ٌ ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫الثاني: وهو التشابه في المعنى كقوله:‬ ‫عند البصير كمثل طعم العلقم‬ ‫سم زعــــاف قـولـه وفعاله ق‬ ‫فإن العلقم يناسب السم في المذاق.‬ ‫ّ‬ ‫العكس‬ ‫16‬ ‫العكس: وهو أن يكون الكلم المشتمل على جزئين أو أكثر، في فقرتين، فيقدم ما أخره في الفترة‬ ‫ّ‬ ‫الولى، ويؤخر ما قدمه، كقوله تعالى: )ل هن حل لهم ول هم يحلون لهن()92( وكقوله:‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫مـت وجدا يا سادتي في هـواكم‬ ‫ّ َ ً‬ ‫في هواكم يا سادتي مت وجدا ق‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫الهزل‬ ‫الهزل: وهو أن يأتي بهزل يراد به الجد، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫فقل: عد عن ذا كيف أكلك العنب‬ ‫َّ‬ ‫إذا ما جاهلي أتاك مـــفاخرا ق‬ ‫ً‬ ‫الطراد‬ ‫الطراد: وهو أن يأتي باسم من يقصده واسم آبائه على ترتيب تسلسلهم في الولدة بل تكلف في‬ ‫ّ‬ ‫السبك، كقوله:‬ ‫بعتيبة بن الحــارث بـن شهاب‬ ‫إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم ق‬ ‫ومنه قوله )صـــلى ال عليه وآله وسلم(: الكريم ابن الـــكريـــم ابن الكريم ابن الكريم: يوسف بن‬ ‫يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم)03(.‬ ‫تجاهل العارف‬ ‫تجاهل العارف: وهو أن يرى المتكلم نفسه جاهل، مع أنه عالم، وذلك لنكتة كقوله: )أمنزل الحباب‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ما لك موحشا)...؟‬ ‫ً‬ ‫أما إذا وقع مثل ذلك في كلم ال سبحانه، كقوله تعالى: )وما تلك بيمينك ياموسى()13( أو في‬ ‫كلم أوليائه، فل يسمى بتجاهل العارف، بل يسمى حينئذ: ايراد الكلم في صورة الستفهام لغاية.‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫1 ـ النعام: 06.‬ ‫2 ـ البقرة: 581.‬ ‫3 ـ النجم: 34.‬ ‫4 ـ آل عمران: 62.‬ ‫5 ـ المائدة: 44.‬ ‫6 ـ الزمر: 9.‬ ‫7 ـ الليل: 5 ـ 01.‬ ‫8 ـ البقرة: 61.‬ ‫9 ـ النعام: 301.‬ ‫01 ـ الرحمن: 5 ـ 6.‬ ‫11 ـ العنكبوت: 04.‬ ‫21 ـ العراف: 43.‬ ‫31 ـ يس: 18.‬ ‫41 ـ مستدرك الوسائل: 844/7 ب 41 ح 3268.‬ ‫51 ـ المائدة: 611.‬ ‫61 ـ السراء: 21.‬ ‫71 ـ الكهف: 64.‬ ‫81 ـ المائدة: 21.‬ ‫91 ـ فاطر: 21.‬ ‫02 ـ الحاقة: 4 ـ 6.‬ ‫12 ـ الشورى: 94 ـ 05.‬ ‫26‬ ‫المائدة: 45.‬ ‫هود: 501 ـ 801.‬ ‫العراف: 621.‬ ‫النور: 73.‬ ‫هود: 44.‬ ‫البقرة: 981.‬ ‫النور: 53.‬ ‫الممتحنة: 01.‬ ‫بحار النوار: 812/21 ب 9 ح 1.‬ ‫طه: 71.‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫22‬ ‫32‬ ‫42‬ ‫52‬ ‫62‬ ‫72‬ ‫82‬ ‫92‬ ‫03‬ ‫13‬ ‫الفصل الثاني : المحسنات اللفضية‬ ‫36‬ ‫الجناس‬ ‫الجناس: وهو تشابه لفظين، مع اختلفهما في المعنى، وهو قسمان:‬ ‫1 ـ لفظي.‬ ‫2 ـ معنوي.‬ ‫أقسام الجناس اللفظي‬ ‫الجناس اللفظي على أقسام:‬ ‫1 ـ الجناس التام: وهو ما اتفق فيه اللفظان المتجانسان في أمور أربعة:‬ ‫نوع الحروف، وعددها، وهيئتها، وترتيبها مع اختلف المعنى، كقوله تعالى: )ويوم تقوم الساعة‬ ‫يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة()1( فالمراد بالساعة الولى: يوم القيامة، وبالساعة‬ ‫الثانية: جزء من الزمان.‬ ‫2 ـ الجناس غير التام: وهو ما اختلف اللفظان في أحد المور الربعة المذكورة )النوع والعدد‬ ‫والهيئة والترتيب(.‬ ‫فالختلف في عدد الحرف، نحو: )دوام الحال محال(.‬ ‫وفي نوعه: كقوله تعالى: )ذلك بما كنتم تفرحون في الرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون()‬ ‫ّ‬ ‫2(.‬ ‫وفي هيئته: نحو: )الجد في الجد والحرمان في الكسل(.‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫وفي ترتيبه: نحو: )رحم ال من فك كفه وكف فكه(.‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫3 ـ الجناس المطلق: وهو توافق اللفظين في الحروف وترتيبها، بدون أن يجمعهما اشتقاق،‬ ‫نحو: )غفار، غفر ال لها(.‬ ‫ِ‬ ‫وإن جمعهما اشتقاق سمي جناس الشتقاق، نحو قوله تعالى: )ل أعبد ما تعبدون ول أنتم‬ ‫عابدون ما أعبد()3(.‬ ‫4 ـ الجناس المذيل: وهو ما يكون الختلف بأكثر من حرفين في آخره، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫تـــصول بأسياف قواض قواضب‬ ‫يمدون من أيد عواص عواصم‬ ‫5 ـ الجناس المطرف: وهو ما يكون الختلف بزيادة حرفين في أوله، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫لشكري على تلك اللطائف طائف‬ ‫وكــــم غرر مـــن بره ولطائف‬ ‫ّ‬ ‫6 ـ الجناس المضارع: وهو ما يكون باختلف اللفظين في حرفين، مع قرب مخرجهما، كقوله‬ ‫تعالى: )وهم ينهون عنه وينئون عنه()4(.‬ ‫7 ـ الجناس اللحق: وهو ما يكون باختلف اللفظين في حرفين، مع بعد مخرجهما، كقوله‬ ‫تعالى: )ويل لكل همزة لمزة()5(.‬ ‫ّ َُ ٍ َُ ٍ‬ ‫8 ـ الجناس التلفظي: وهو ما اختلف ركناه خطا مع اتحادهما في التلفظ، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫إن لم يـــــكن أحق بالحسن فمن‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫اعــــذب خـــلق ال نطقا وفمـا‬ ‫ً‬ ‫فالول تنوين، والثاني نون.‬ ‫9 ـ الجناس المحرف: وهو ما اختلف اللفظان في هيئات الحروف من حيث الحركات، نحو: )جبة‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫البرد جنة البرد(.‬ ‫ُ ُّ َ‬ ‫01 ـ الجناس المصحف: وهو ما اختلف اللفظان من حيث التنقيط، بحيث لو زالت النقط لم يتميز‬ ‫ّ‬ ‫َُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أحدهما عن الخر، ككتاب كتبه أمير المؤمنين عليه السلم إلى معاوية: )غرك عزك فصار قصار‬ ‫ّ َ‬ ‫َّ‬ ‫ذلك ذلك، فاخش فاحش فعلك، فعلك تهدى بهذي()6(.‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫46‬ ‫11 ـ الجناس المركب: وهو ما اختلف اللفظان من حيث التركيب والفراد، كقوله:‬ ‫ّ‬ ‫فــدعه فــدولته ذاهبة‬ ‫إذا ملك لم يكن ذا هبة‬


Comments

Copyright © 2025 UPDOCS Inc.